[الحارث ●]

فكرة تحتاج إلى من يتبناها .. مركز لتوثيق جرائم الصهاينة
العصابات الصهيونية أحرقت المدن الفلسطينية وارتكبت المجازر وهتكت الأعراض ولم يلاحقها أحد!
توثيق الجريمة الصهيونية يساعد كثيرا في تقديم المجرمين للمحاكمة

القتل: الهدم.. التدمير.. التعذيب - الاغتصاب.. جزء من منظومة الجرائم الصهيونية في المنطقة العربية فماذا لو تم إنشاء مركز لتوثيق جرائم الصهاينة ضد العرب والثقافة العربية وفضح ممارساتهم علي رؤوس الأشهاد, خاصة مع اهتمام الرأي العام العالمي بمحاكمة من يرتكبون جرائم حرب لا إنسانية ومن ثم يكون مركز توثيق جرائم الصهيونية ضرورة للاسهام في تقديم القادة والرموز الصهيونية إلى ساحات المحاكم?!.

وحول أهمية هذا المركز وآلية إنشائه كان هذا التحقيق:

في البداية يؤكد الدكتور سعد الحلواني أستاذ التاريخ الحديث بجامعة الأزهر ضرورة فضح جرائم الصهاينة, منذ حاولوا قتل سيدنا عيسن عليه السلام وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وحتى اليوم.

ويضيف: إننا عندما نتتبع جرائم نجد أنهم كانوا السبب في الأزمة الاقتصادية في العصور الوسطي, التي أدت إلي الحروب الصليبية, ثم جرائمهم في حق شعبنا العربي المسلم والتي لا تعد ولا تحصى, خاصة أنهم وضعوا مخططا منظما لهذه الجرائم في كتبهم, ويطبقونه عاما بعد عام وساعة بعد ساعة ليصلوا إلي تدمير العالم أخلاقيا والسيطرة عليه, ومحاولة جعل جميع الأمم النصرانية والإسلامية عبيدًا لهم وبهائم, وكما قال الرئيس الأمريكي «هاري ترومان» في العشرينيات. لو أصبح لليهود دولة لاشتغلنا جميعا في مزارعهم.

التاريخ الأسود:

وفي رأي د.الحلواني أن تاريخ اليهود يعد تاريخ جرائم مستمرة, حيث أوقعوا بين الدول العربية وكانوا سببا في السيطرة الاستعمارية عليها, وعندما نأتي إلي عصرنا الحديث نجد أن العصابات اليهودية قامت بقتل وحرق لقري بالكامل في فلسطين, وكان علي رأس القائمين بهذا التدمير السفاح شارون الذي يحفل تاريخه بسجل كبير من الجرائم الآثمة ضد الشعب الفلسطيني حيث قتل الأطفال وقام بمذبحة دير ياسين وارتكب جرائم خطف الفتيات واغتصابهن ثم قتلهن.

وفي عام 1955 قاد عصابة صهيونية إرهابية قامت بدك قرية قبية الفلسطينية ومسجدها, مما أدي إلي وفاة خمسين امرأة ومئات الأطفال ممن احتموا بالمسجد, بالإضافة إلي هدم المنشآت العربية وقاموا بارتكاب مذبحة بشعة ضد سكان صابرا وشاتيلا شملت جرائم القتل للرجال والشباب والأطفال والنساء والتمثيل بالضحايا أحياء وأمواتا, إلي غير ذلك الكثير والكثير مما يحتم إنشاء هذا المركز الذي يجعل جرائمهم موثقة شاهدة عليهم أمام الرأي العام العالمي.

ويركز د. الحلواني علي ضرورة استغلال المراكز الإسلامية في البلاد الأجنبية والجامعات التي انشئت حديثا في أوربا في دعم هذا المركز بتوضيح الرؤية الإسلامية أمام العالم ومخاطبة العالم بأسلوب يفهمه.

تهويد التراث:
ويضيف الدكتور جمال الرفاعي أستاذ ورئيس قسم اللغة العبرية بكلية الألسن أن الصهاينة قد مارسوا جرائمهم علي مر التاريخ من قتل للأنبياء واغتصاب النساء وتشريد للأطفال كل هذه الأفعال لابد من توثيقها وجعلها دليلا أمام الآخرين علي همجية هؤلاء ووحشيتهم.
ويؤكد د. الرفاعي أن الصهاينة ارتكبوا أيضا الجرائم في حق التراث العربي والفكري ومازالوا يحاولون تشويه التراث العربي وتهويده وتغير الملامح الجغرافية فغيروا أسماء أماكن في فلسطين فمثلا: سيقولون يافوا علي يافا وشخيم بدلا من نابلس وهيرون بدلا من الخليل وكل هذه المحاولات ليس المقصود بها المسمي فقط ولكن الصهاينة يريدون طمس الهوية العربية وهيمنة الصهيونية, ولذلك يجب ألا نغفل عن هذه المحاولات التي ربما يكون لها تأثير كبير علي الأجيال القادمة فنوضح لشبابنا محاولات الصهاينة لفرض هيمنتهم علي كل ما هو عربي.
موقف سلبي للحكومات:

ويرى المفكر الاستراتيجي لواء دكتور وجيه عفيفي مدير المركز العربي للدراسات الاستراتيجية, أن جرائم الصهيونية تمر عبر الأمة دون أي إحساس بالمسئولية الدولية, والشعور بضرورة محاكمة مجرمي الحرب الذين طغوا بالممارسات اللاإنسانية والأعمال الاجرامية حيال الشعب الفلسطيني, وللأسف الشديد فإن معظم الحكومات العربية لم تستطع حتى الآن أن توجه جهودها الصادقة للقيام بهذا الدور التاريخي, والتأثير على الإعلام العالمي, واعطاء صورة واضحة أمام المنظومة الدولية لفضح هذه الممارسات وظهرت كثير من الاتجاهات للتصريح بأن الحكومة الصهيونية الحالية تقوم بأعمال لا إنسانية يندي لها الجبين وقد جاء ذلك علي لسان الرئيس السوري بشار الأسد أخيراً.
ولكن تحركت المنظمات الصهيونية وكان لها تأثير إيجابي بالحد من هذه التصريحات.
ويضيف لواء الدكتور وجيه عفيفي: إن توجهات الشعوب العربية تختلف عن التطبيق, فقد نادت الشعوب العربية قبل انعقاد القمة التي عقدت في عمان في مارس الماضي, بأن تكون قرارات القمة. مطالبة بمحاكمة مجرمي الحرب الصهاينة ولم يتحقق شيء من هنا فإن هناك داعيا ايجابيا لإنشاء مثل هذه المؤسسة التوثيقية, التي توثق كافة الاعتداءات ولا يخلو العمل المكمل لمثل هذا التوثيق ضرورة إيجاد قناة عربية موحدة, تكون موجهة عن طريق الأقمار الصناعية إلى العالم الخارجي.
ويضيف أن هناك حقائق ينبغي التأكيد عليها وهي أن الحكومات الصهيونية المتعاقبة جاءت لتنفض يدها عن السلام وتملي شروطا خاصة بسلام مزعوم يرتبط في مجمله بتحقيق الاستقلال عن المنطقة العربية.
ولقد بات واضحا أن هناك عزلا واضحا بين الشعوب والحكومات العربية, خاصة أن بعض الدول العربية تقيم علاقات دبلوماسية وتعمل على تجميل العدو الصهيوني, على اعتبار أنه لابد أن يتحقق السلام في المنطقة, وقد دلت الحقائق على بعد الصهاينة عن السلام.
ومن الحقائق أيضا التي يشير إليها لواء دكتور وجيه أنه لابد أن تكون الرسائل الإعلامية الموجهة إلي العالم متسمة بالموضوعية والمصداقية, ولذلك فمن الضروري استضافة كبار المفكرين من دول العالم المختلفة, وعمل حوار يتسم بالشفافية, والتأكيد على وحشية ممارسات الصهاينة.

استراتيجية التنفيذ

وبعد هذا العرض لآراء المفكرين وتأكيدهم علي ضرورة انشاء مركز لتوثيق جرائم الصهيونية ووضع دراسات عن الصهيونية واعداد الوثائق التي تفضح هذا الكيان الصهيوني كان لابد أن نقدم استراتيجية تنفيذ هذا المركز.

ويضع المفكرون والخبراء آلية الإنشاء تتضمن التزام الحكومات بإنشاء جهاز قضائي يمثل مرحلة ابتدائية لإعداد الدعوي القانونية لمحاكمة مجرمي الحرب من الكيان الصهيوني.

ويتم توثيق وحشية هذه الممارسات عن طريق الأفلام التسجيلية من أرض الواقع وتبادل هذه الوثائق مع المنظمات الدولية وعلي رأسها منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة وذلك لإمكانية ارسال رسائل حقيقية موجهة إلى شعوب العالم تفضع الصهاينة.

وجمع كتابات ودراسات الصهاينة التي توضح حقيقة الحركة الصهيونية وممارساتها البشعة واستغلال كل تجمع عربي في الدول الأجنبية لعرض قضايا أمتنا على العالم وأن تتم الاستعانة بكبار العسكريين الذين خاضوا الحروب المتعددة ضد الكيان الصهيوني والمتخصصين في قضايا اليهود والذين لهم باع كبير في دراسات تاريخية ووثائقية عن هذا الكيان.

من المركز الفلسطيني للإعلام