أبو نواس في ثوبٍ جديد

أبو نواس والجارية ( جِنان ) ..

أبونواس شاعر معروف من شعراء الدولة العباسية كان معاصراً للخليفة المجاهد هارون الرشيد .. ولأبي نواس شعرٌ جميل وبديع .. ولكن أساء إليه بثرة مجونه وولعه بالخمر .. حتى قال أبو عمرو الشيباني : لولا ماأخذ فيه أبو نواس من الفحش لا حتججنا بشعره لأنه كان يحكم القول ولا يخلطه .
ولكنه غفر الله له .. يحب الجواري والغواني كما أُثر عنه .. وكان إمامه في الشعر جرير وبشار بن برد .. كما قال هو عن نفسه .. المهم كانت لأبي نواس قصة لطيفة جميلة ,, أنقلها ممن سمعتها منه .. بقالبٍ جديد ..

قيل : أنه كانت هناك جاريةٌ مليحة .. لطيفة .. كأنها البدر إذا طلعت .. على وجهها مسحة الحياء العفيف .. وتدعى ( جِنان ) .. وقيل : ( عِنان ) .. فرأى أبو نواس من ( جِنان ) ذلك الحسن والجمال ..والتلطف والدلال .. فتعلق قلبه بها .. وهام وراءه نشواناً طربا .. يريد منها كالذي ناله من غيرها من الجواري ...
لقيها أبو نواس ذات يوم .. فاقترب منها .. فابتعدت عنه .. فلاطفها فاستعصت عليه .. حاول إن يثنيها إليه بالكلام .. لكنها تمنّعت وأنثت عنه غفّةً وحياء .. وفي ظل ماهو عليه إذ قالت له : إسمع ياأبا نواس .. أنا لست كالذي تعرف من الجواري .. ولن تجد عندي ماتجده عند غيري .. إنصرف عني راشداً .. ولا تتعرض لي طريقا .. فعاد أبو نواس كسير الخاطر .. غزير المدامع .. وقلبه يضطربُ خفقانا .. وجِنان لاتزيد مع الأيام إلاّ قوّةً وصلابة .. وحزماً وصيانه ...
ظل أبو نواس على حالته .. بعد أن طرق جميع مسالكه الذي اعتادها .. وأطلق لسانه وشعره ثانياً لها .. ولكن أنّى له هذا مع جِنان . وبعد إياسه منها ترك إعتراضها .. أو مداعبتها .. كي ينسى حُلماً إسمه جٍنان . وبعد أشهرٍ دخل على المسلمين أشهر الحج فحمل متاعه وعتاده ليجيب نداء الخلود في عرفة والمشاعر .. تاركاً كل كأسٍ ألفه .. وكل شهوةٍ عانقها ..
فلمّا همّ أن يدخل الحرم المبارك ليبتدأه تطوافاً .. أتته الخواطر بمن تركها وراءه في بغداد .. نعم جاءته في يقظته وخاطرته إنها .. ( جِنان ) .. فاشتاق لها .. واشتاقت له كلماته الثائرة المتحررة .. وهمّ خياله بالسعي وراءها .. وبالتطواف حول مرابعها .. لكن ..؟؟
كان داعي الرحمن في قلبه أشدُّ وأقوى .. وصورة الطائفين ألذُّ وأحلى .. عندها إنذلق لسانه الذي إعتاد بأن يقول عند الهيام أبيات الحب والغرام .. فخرجت منه أبياتٌ غلبت روحانية المكان .. على شهوة النفس وأمر الشيطان فقال :

إلهنا ما أعدلك # مليك كلّ من ملك
لبيك قد لبيتُ لك # لبيك إن الحمد لك
والملكُ لا شريك لك # ما خاب عبدٌ سألك
أنت له حيث سلك # لولاك ياربي هلك
لبيك إن الحمد لك # والملك لاشريك لك
كل نبي ومَلَك # وكل من أهلّ لك
زكلّ عبدٍ سألك # سبّح أو لبّى فلك
لبيك إن الحمد لك # والملك لاشريك لك
والفلك لمّا أن حلك # والسابحات في الفلك
على مجاري المنسلك # لبيك إن الحمد لك
والملك لاشريك لك # ياخاطئاً ما أغفلك
اعمل وبادر أجلك # واختم بخيرٍ عملك
لبيك إن الحمد لك # والملك لاشريك لك

أخـي البتـّار ...مراااااحـب

قصة جميلة شيقة ... صغتها باسلوب رائـع ...
وختمتها بأبيات أبي نواس العذبـة ومناجاته لربـّه ...

وعلى فكرة ... يقال أنه تاب في آخر عمره ...

غفر الله لنـا وله ... اللهم آميـن

البتـّار ... قلم يطرق بابًا جميلا في منتدانـا ...
نأمل منك أن لا توصـد هذا الباب في أوجه أخوتـك ...

فبابك تهل منه نسائم العبر والمواعـظ ...

بوركت عزيزي ... وطاب مسعاك ... أيها البتـار ,..,

تسلم يالراسي ..

ماعندك وعد الأخوة أفضل وأروع .. لكن ماتحاولون تفجير إبداعاتكم ..

جرّب وستجد المحاولة ممتعة ..

اهلين بتار
قعدت ادور اسمها في الابيات:D
رااائعه القصه
الله يغفر له ابو نواس..
تسلم اخوي
وياليت دائما تمتعنا بقصصك

أهلاً بالمعاني .. وتسلم أخي .. وأقول :
آمين .. وعلى العموم له أبيات في إنابة وإستغفار ..

قيل إنها توبةٌ له .. والله غفور رحيم ..