[hamzash]

بسم الله الرحمن الرحيم



خطاب مفتوح إلى السادة العلماء الأفاضل


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،



لقد تابعنا جميعاً بقلوبٍ تقطر دماً، ونفوسٍ تتقطع ألماً، النقل الحيَّ بالصورة والصوت عبر وسائل الإعلام المختلفة، للمجازر الوحشية و الاغتيالات الجماعية التي يقوم بها الأوغاد إخوان القردة والخنازير وعلى رأسهم المدعو شارون وما رافق ذلك من هدمٍ للمنازل، وتجريفٍ للمزارع، وإغلاق للطرق، وتعذيب وتشريد للأهالي، وإهدار لكرامة الإنسان وتدنيس لبيوت الله، وحصار رهيب أدى إلى نقص حادٍ في الغذاء و الدواء، مصحوب بقطع لإمدادات المياه، وتدمير لخطوط نقل الكهرباء. مستخدمين في ذلك آخر ما أنتجته آلة القمع الغربية، من مدفعية ثقيلة، وصواريخ وطائرات أباتشي الأمريكية، ومجنزرات ومدرعات وجرافات، ضد شعب أعزل لا يملك إلا إيمانه بالله تعالى، مرابطاً يدافع عن حرمات الأمة بالذود عن أرض المسلمين في فلسطين؛ - التي فتحها الصحابة الكرام- والدفاع عن مسرى نبي هذه الأمة في القدس الشريف، أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين.

إن يهود أعداء الله، لا يستغرب منهم مثل هذه الأعمال الدنيئة، فهم قتلة الأنبياء و الصالحين، وهم ملعونون على لسان أنبيائهم داود وعيسى بن مريم، وهم الذين مردوا على خيانة الله ورسوله.

وليس بمستغرب على أمريكا المتعطشة لدماء المسلمين، أن تخطط وتنسق مع يهود لإبادة شعب فلسطين المجاهد، وتتكفل بالدعم اللوجستي، والغطاء السياسي، في مجالس ومنظمات الكفر المسمى دولية.

وليس بمستغرب أيضاً، موقف حكام الخزي و العار، خفر الحدود، الذين تعاهدوا على حفظ أمن إسرائيل. والذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيما رواه الإمام أحمد في مسنده، عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «يا كعب بن عُجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء، قال: وما إمارة السفهاء؟ قال: أمراء يكونون من بعدي لا يقتدون بهديي ولا يستنون بسنتي، فمن دخل عليهم وصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولا يردون على حوضي، ومن لم يدخل عليهم ولم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردون على حوضي» .

فهذه هي والله إمارة السفهاء، فها هم قد اجتمعوا في بيروت، ليبحثوا أمور المسلمين! اجتمعوا في بيروت وهم يملكون الجيوش الجرارة، ويعلمون أن هنالك أكثر من مليار وثلث المليار مسلم، يتوقون للشهادة في سبيل الله، -حتى من هم في عمر الثلاث عشرة سنة- وأن عقيدة هذه الأمة أقوى من كل الأسلحة، و أن يهود ترتعد فرائصهم فرقَاً من أطفال فلسطين قبل كبارهم، و أن الأعمال الاستشهادية في الأرض المحتلة قد أصبحت أكثر إيلاماً ليهود، وصارت تقض مضاجعهم -لدرجة أدرك معها السفاح شارون أن أعماله العسكرية الوحشية لا تحقق له أمناً كما وعد- ، وأن يهود في مأزق وورطة حقيقية، فكانت نخوتهم أن يقدموا مبادرة الخائن عبد الله، مكافأة للسفاح شارون على مجازره في فلسطين، ومخرجاً له من ورطته، وقد وصفت حكومة السودان هذه الخيانة، بأنها أفضل هدية تقدم للانتفاضة!.

أنتم تعلمون يا علماء الأمة، قبل غيركم، بأن قضية فلسطين ليست هي في الانسحاب من أراضي ما يسمى بالسلطة الفلسطينية، ولا هي الانسحاب من كل الضفة والقطاع و القدس، ولا هي فك حصار عرفات -الذي وعدت أمريكا بضمان سلامته- ، بل القضية هي كيان يهود المغتصِب لفلسطين.

إن الاعتراف والتفاوض مع يهود، هو خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، ولا يجوز أن يُقبل و لا أن يُسكت عليه، وسيبوء مقترف هذه الجريمة بالخزي و العار في الدنيا و العذاب الأليم في الآخرة، فعليكم أن تبيّنوا ذلك للناس.

إن المسيرات التي تدعو لها الحكومة ويقودها ويخاطبها السياسيون، إنما هي ذرٌّ للرماد في العيون، حتى يغفل الناس عن الواجب الشرعي، ويفرغوا غضبهم في هتافات حماسية. فبيّنوا ذلك للناس يا ورثة الأنبياء.

وأما المهرجانات الخطابية والمسيرات العفوية الهادرة التي تخرج غضباً لله، وجمع التبرعات، والتبرع بالدم، وحرق أعلام أمريكا ويهود، والاكتفاء بالدعاء والتضرع إلى الله، وإن كانت هي تعبير عن مشاعر التضامن بين المسلمين، إلا أنها لا تحل القضية، إنما الحل هو في اجتثاث كيان يهود من جذوره، من أرض فلسطين، ولا يكون ذلك إلا بالجهاد، كما قال سبحانه وتعالى: ]وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ[، ]وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا[ ، ]قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ[، ]أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ[. والذي يرفع راية الجهاد، ويوحد جيوش المسلمين ويحمي بيضتهم، ويحرر المسجد الأقصى من براثن يهود، وينصر أهل فلسطين، هو خليفة المسلمين. فقد روى الأمام مسلم عن أبي هريرة عن النبي r قال: «إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به» ، والذي أوجب الله سبحانه وتعالى إيجاده ومبايعته، قال r: «... ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية»، وعليكم أيها العلماء أن تعملوا وتحضوا الناس على ذلك. ]إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[.



حزب التحرير

ولاية السودان

20 محرم 1423هـ.

02/04/2002م.