ما الذي ينتظر القوات الأميركية في أفغانستان؟

ما الذي ينتظر القوات الأميركية في أفغانستان؟

( تستعد القوات الأمريكية ومعها تحالفها الكبير لشن هجوم على أفغانستان بغية القبض على أسامة بن لادن الذي تحمله مسؤولية تفجيرات الثلاثاء الدامي، هذه الحرب وصفت من قبل بعض وسائل الإعلام بالفخ الذي سيسقط القوة الأمريكية، منوهين بخبرة الأفغان السابقة مع الحروب وطبيعة الأرض الأفغانية، جريدة . اندبندنت البريطانية تحدثت عن هذه المخاطرة وماذا ينتظر القوات الأمريكية، ننشرها نقلا عن الوطن القطرية)
الإسلام اليوم: في كل الحروب توجد وحدات صغيرة من قوات خاصة يتم زرعها خلف خطوط العدو مهمتها رصد اهداف لضربها بالصواريخ الموجهة او اقتحامها من قبل قوات سرية متخصصة بانقاذ الرهائن والعمليات المضادة للارهاب ورغم عدم تأكيد الانباء التي تحدثت عن اعتقال ثلاثة من افراد الوحدات الخاصة الاميركية الا ان البيت الابيض اعترف همسا بوجود قوات خاصة تمارس عملها داخل افغانستان وهذا ادى الى تسليط الاضواء على القوات الخاصة الاميركية والبريطانية المكلفة بتعقب اسامة بن لادن. كما ادى هذا التسرب الى اثارة غضب القيادات العسكرية العليا على جانبي المحيط الاطلسي. فمن خلال خرقه قانون الصمت المتفق عليه عرّض البيت الابيض حياة الجنود المعنيين للخطر.
وابلغ العديد من الجنود السابقين في الوحدات البريطانية الخاصة «اي. ايه.اس» صحيفة «اندبندنت» ان مهمة القوات الخاصة في افغانستان من اصعب المهمات في العالم وان احتمالات الفشل باتت عالية بسبب تسليط وسائل الاعلام الأضواء عليها. ورغم التمجيد الكبير من قبل وسائل الاعلام الاميركية للانجازات المفترضة للقوات الخاصة الاميركية والبريطانية الا ان القصة الحقيقية عبارة عن عمليات اشتباك وعمليات اقتحام فاشلة. وقال احد الجنود السابقين في الـ «اس. ايه.اس» ممن شاركوا في انهاء حصار السفارة الايرانية في لندن عام 1980 ينبغي على الناس عدم التفاؤل وان التوقعات المنتظرة من هذه القوات يجب ان تكون متواضعة.
وحذر ما نزيس كامبيل الناطق العسكري للحزب «الديمقراطي الليبرالي» البريطاني من ان حدوث فشل مبكر مثل القاء القبض على مجموعات استطلاع سوف يضر كثيرا بفرص الغرب على المدى الطويل لهزيمة طالبان واذا كان قد تم اعتقال عناصر من القوات الخاصة الاميركية فان ذلك سيكون انقلابا دعائيا ضخما سوف يستغله اسامة بن لادن الى الحد الاقصى. ان اعتراف البيت الابيض بأن القوات الخاصة الاميركية والبريطانية تمارس عملها فعلا داخل افغانستان ينبع من رغبة قوية لارضاء الجمهور الاميركي الذي يتشوق للحصول على دليل ملموس بأن الولايات المتحدة قد بدأت القيام فعليا بعمل عسكري. ولا توجد اية مؤشرات على ان الولايات المتحدة تخطط لشن غزو لأفغانستان بنفس اسلوب حرب الخليج والعكس تماما هو ما تزمع القيام به فانها ستركز على استعمال وحدات خاصة صغيرة من قوات «دلتا» او قوات «اس.ايه.اس» البريطانية للقيام بالتسلل الى داخل افغانستان بمساعدة الجماعات الافغانية المعارضة لطالبان لكي تتجسس على القواعد الرئيسية لقوات طالبات وبشكل خاص لتحدد وترصد الاماكن التي يختبئ فيها اسامة بن لادن بغية قصفها من الجو وسوف تكمن بعض الوحدات في سرية تامة لكي تساعد في ارشاد القذائف «الذكية» وتوفير معلومات استخبارية دقيقة بالمشاهدة العيانية تمكن قوات الصاعقة مثل «رينجرز» الاميركية او كتائب المظليين البريطانية من مهاجمة اهداف محددة بناء على تلك المعلومات. وقال الكولونيل فيليب ويلكنسون ضابط سابق في القوات الخاصة البريطانية ان مهمة الوحدات الخاصة هي البحث عن مواقع ومراقبة التحركات المعادية وتحديد هويتها ورصد جميع الاهداف المطلوب ضربها.
وستلعب قوات «دلتا» الاميركية السرية المكونة من 2500 جندي وقوات «الباريهات الخضراء» المتخصصة في المتفجرات والاتصالات دورا مهما في هذه الحرب السرية. وكانت قوات «دلتا» تتدرب منذ عام 1998 على القيام بعمليات في افغانستان كما انها اشتركت في عمليات الـ «سي.اي.ايه» لتعقب بابلو اسكوبار بارون المخدرات في كولومبيا وملاحقة مجرمي الحرب في البلقان. وقال مارك باودين خبير عسكري اميركي ان قوات «دلتا» كانت تعكف على التحضير لهذه الحرب منذ شهور: فقد كانت على علم كامل بأن مهمتها المرجحة ستكون في افغانستان. وتقول المصادر العسكرية ان قوات «دلتا» تعمل حاليا بتنسيق وثيق مع قوات «اس.ايه.اس» البريطانية.
ورغم ان قوات «اس.ايه.اس» لم تشترك رسميا في عمليات سرية في افغانستان الا ان بعض ضباطها السابقين لهم خبرات مباشرة هناك فخلال الغزو السوفياتي لأفغانستان عمل ضباط سابقون مثل الضابط المعروف باسم توم كاريو الذين عملوا لصالح الـ «سي.اي.ايه» الاميركية و«ام.اي-6» البريطانية كمرتزقة لتدريب قوات المجاهدين التي كانت تقاتل ضد السوفيات وهؤلاء الرجال سوف تستغلهم الـ «اس.ايه.اس» و«سي.اي.ايه» و«ام.اي-6» والبنتاغون وسوف تبحث عنهم لتستفيد من خبراتهم واسهاماتهم في هذه الحرب. وقال مينزيس كامبيل ان الدور البريطاني في جمع المعلومات الاستخبارية سيكون حاسما وجوهريا لان «افغانستان منطقة تتطلب معرفة متخصصة قائمة على الخبرة العملية التي تمتلكها القوات الخاصة البريطانية نتيجة لانخراطها في حركة المقاومة الافغانية للغزو السوفياتي لأفغانستان».
لقد ارسلت الـ «اس.ايه.اس» احدى فرقها الاربع وهي مكونة من 50 الى 60 عنصرا الى عمان للاشتراك في مناورات عسكرية كبيرة ومن المرجح ارسال فرقة اخرى للعمل معها في افغانستان. ولكن بعض الضباط السابقين يتخوفون من عدم تحقيق التوقعات العالية التي يعلقها الجمهور على الوحدات الخاصة، فأفغانستان بلاد جبلية جرداء وقاسية المناخ حيث تصل درجة الحرارة الى 40 تحت الصفر خلال الاسابيع الاربعة القادمة. وعانت افغانستان من جفاف طوال السنوات الاربع الماضية ولذلك فان مصادر الغذاء والماء نادرة ووجود اي جندي غربي في افغانستان سيكون مكشوفا بجلاء والجنود لا يتكلمون اللغة الباشتونية المحلية فمثلا يمكن للجندي الغربي ان يختفي اثناء الليل ولكن اذا حاول التحرك اثناء النهار في افغانستان فسيكون عملا غبيا على حد تعبير ضابط سابق في «اس.ايه.اس». وتجدر الاشارة الى ان «اس.ايه.اس» والقوات الخاصة الاميركية منيت باخفاقات كبيرة ومحرجة في عمليات مشابهة، فعلى سبيل المثال اصبح آندي مكناب مؤلفا مشهورا عندما نشر قصة القبض على وحدته الخاصة من قبل العراقيين خلال حرب الخليج. وقال احد زملائه ان تجربته ينبغي الاستفادة من دروسها واكد بان المشاكل التي تواجهها الوحدات الخاصة تتمثل بالكلاب التي تحرس القرى وقطعان الماعز. وبهذه الوسيلة تم القبض على مكناب. كما ان الصبيان الذين يرعون الاغنام يحبون الدخول في الاودية والكهوف التي تختبئ فيها عناصر القوات الخاصة عادة.
وفي عام 1993 فقدت قوات «رينجرز» الاميركية 18 من افرادها واربع طائرات هليوكبتر في عملية فاشلة لالقاء القبض على الجنرال محمد فرح عيديد في مقديشو العاصمة الصومالية وفي عام 1980 اخفقت قوات «دلتا» الاميركية في محاولة لانقاذ الرهائن الاميركيين المحتجزين في السفارة الاميركية في طهران لان طياري طائرات الهليوكبتر لم تكن لديهم الخبرة الكافية.




http://www.islamtoday.net/content.cfm?id=1215&menu=1215

آسف للتأخر في الرد



بدأت الحرب