13 / 06 / 2003, 57 : 08 PM
|
#1
|
وئامي دائم
|
|
|
|
|
|
|
|
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
|
لابد لليل أن ينجلي
أختي الحبيبة :
أعلم يقينا بحزنك على أمتك الجريحة ..
أعلم مايخالج صدرك من همّ يدكّ الجبال ،
وأنت ترين جثث إخوانك طريحة ممدة ..
أعلم يقينا أنك تتمنين أن تكوني الضّماد
لجراحهم ، المداوية لآلامهم ..
حبيبتي :
مهما حلك الظلام ، واشتد الضيق ، واجتمعت
الكروب ، وتكالبت الأمم ، فإن الأمل بالله كبير
والعاقبة للمتقين ، والمستقبل لهذا الدين ..
اعلمي –أيتها الحبيبة - :
إن هذه الأمة لاتهلك إلا إذا بخل أبناؤها بتقديم
الجهود المتاحة لنصرتها ، ثم يتجرعون كؤوس
الأمل بلا عمل !!
يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم – :
( صلاح أول هذه الأمة بالزهد واليقين ، ويهلك
آخرها بالبخل والأمل ) .
حبيبتي :
لاندري متى النصر ، ولا نعلم أين الخير .
ولكن الذي نعلمه ؛ أن أمتنا أمة خير ، يرجى لها النصر
من الله ولو بعد حين .
( مثل أمتي مثل الطير ، لايُدرى أوله خير أم آخره )
ولا ندري أي جيل يكشف الغمة ، ويرفع شأن هذه الأمة
ولكن الذي نعلمه
: ( لايزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم فيه بطاعته
إلى يوم القيامة )
حبيبتي :
لاتيأسي من ضعف المسلمين حينا من الدهر ، فللإسلام العلو
والسيادة والتمكين ( الاسلام يعلو ولا يعلى عليه )
حبيبتي :
أبشري بخير ، فهاهو رسولنا صلى الله عليه وسلم يبشرك ببشارات
تذيب كل يأس ، وتدفع كل قنوط ، وتثبت كل صاحب محنة ،
وتريح قلب كل فاقد للأمل بأبناء هذا الدين :
( بشر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة والنصر والتمكين في الأرض ..)
حبيبتي :
اعلمي أن الجهاد ماض إلى يوم القيامة ، والله يجعل من الضعف قوة .:
( إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها ؛ بدعواتهم وصلاتهم وإخلاصهم )
حبيبتي :
اعلم أنك تتألمين لذلك المسلم المسوق بالأغلال ، المحبوس في الأقبية ،
الملاحق في كل مكان ، الفاقد للسلاح ، الفقير المعدم .
ولكن اعلمي أنه بدعوته وصلاته وإخلاصه ينصر هذه الأمة ،
رغم كل صور الضعف التي تمثلت فيه .
( رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره )
حبيبتي :
لا يغرك قوة العدو وجبروته ، وتذكري أن الله المتصرف بهذا الكون ،
عينه لاتغفل عن عباده المؤمنين ، ولا يرضى لهم دوام الذلة واستمرار القهر .
( الميزان بيد الرحمن ، يرفع أقواما ، ويضع آخرين )
ولابد أن يرفعنا إذا رأى منا صدق السعي لمرضاته .
واعلمي أيتها المباركة :
أن من عادى الله فقد وقع في دائرة التهديد ، ولا أمل ولا سلطان له .
حبيبتي :
مدي يدك إلي معاهدة ، على التواصي بالصبر على البلاء ،
والثبات إذا وقع القضاء ، ولنكن بشير خير ، ولا نكن نذير شر ،
ولنقل للمتشائمين بعد طول انتظار :
( والله ليتمن هذا الأمر ..ولكنكم تستعجلون ) .
حبيتي :
لتكن ثقتك بالله كثقة أم موسى بربها حين قال لها :
( فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني )
فألقته في اليم ولم تخف ولم تحزن ، مع خطورة رمي طفل صغير
في المهد في يم واسع ملئ بالأمواج والحيتان ، فكتب الله له النجاة
وتلقى فرعون الطفل الرضيع فكان هلاك فرعون على يديه .
حبيبتي :
لم يخلف الله وعده ولكنها مسألة التوقيت المقدور ، والأجل المحدود ،
الذي لايتقدم لاستعجال مستعجل ، ولا يتأخر لهوى كسول .
حبيبتي :
لئن مرت الأمة بفترات ضعف فلا ننس أنها تقادير الله ، الذي يقدر
على إعادة عزٍّ ضاع ، واسترجاع سيادة مضت ،
وشأن البشر الصعود والنزول
( مثل المؤمن مثل السنبلة ؛ تميل أحيانا وتقوم أحيانا )
وهكذا مضت سنة الله في الأمم ( عرضت علي الأمم ،
فرأيت النبي ومعه الرهط ، والنبي ومعه الرجل والرجلان ،
والنبي ليس معه أحد ) ومع ذلك استمرت الدعوة ،
وستبقى مهما لقيت من ضعف في بعض الأزمان ،
ولن يعيب النبي الذي ليس معه أحد أنه لم يهتد على يديه أحد ،
رغم بذله جهده في دعوته ، كما لايعيب المجاهد ألا يصل إلى النصر ،
رغم طول جهاد ، إنما يعيبنا التقصير في أخذ الأسباب ، والبخل بالجهد
المستطاع – وإن قل – والباقي تعهد به الله حين يشاء .
ولما يخشاه الشهداء على بعدهم من الأحياء من ضعف الثقة المفضي
إلى الزهد بالجهاد ، أو اليأس من ثماره .
يقولون لربهم سبحانه :
( من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق ؛ لئلا يزهدوا في الجهاد ،
ولا ينكلوا عند الحرب ، فقال الله : أنا أبلغهم عنكم )
حبيبتي :
لا بد لليل أن ينجلي ، ولا بد للغشاء أن يذهب جفاء ،
ولا بد لما ينفع الناس أن يمكث في الأرض ، ويمضي قدر رب العالمين
في أن تكون العاقبة للمتقين .
نقلا بتصرف من كتاب
" هذه أخلاقنا حين نكون مؤمنين حقا" لمحمود الخزندار – حفظه الله - .
أختكم :
|
|
|
|
|