أنت غير مسجل في منتديات الوئام . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

صائد الفرص للأسهم الأمريكية والاوبشن 
عدد الضغطات  : 20009
مساحة اعلانية 
عدد الضغطات  : 15720


العودة   منتديات الوئام > المنتدى العام >  || اوْرآق مُلَوَنة ..

 || اوْرآق مُلَوَنة .. عِناق الوَاقع بقلمٍ حر ، الموَاضِيْع العَامَہْ ، للنقاش الحر والموضوعات الجاده

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02 / 08 / 2007, 33 : 11 AM   #21
ربيع الربيع 
وئامي فعال

 


+ رقم العضوية » 30404
+ تاريخ التسجيل » 09 / 06 / 2007

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 244
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

ربيع الربيع غير متواجد حالياً

افتراضي

الحلقة الواحدة والثلاثون
قادنا للمطار هذه المرة ابن الشيخ عبد الله وشيعنا للمطار تقريبا جميع أبناءه
كان الشيخ متوترا على غير العادة وقليل الحديث وأنا أتفهم سبب ذلك!!
فلقد كان غالب أبناءه متوجسين من وجودي ويعتبروني دخيلا غير مرغوب فيه..
وصلنا للمطار على موعد الإقلاع تقريبا ...
سألني الشيخ ونحن متجهون للطائرة أين إحرامك؟
فقلت له في الكيس الذي أحمله في يدي..
قال : لو أنك لبسته في بيتك كان أسهل عليك ...
لاحظت أن الشيخ يلبس الإزار من تحت ثوبه بحيث أنه إذا حاذى الميقات خلع ثوبه ثم يلبس الرداء ...
وهذا ما كان ...
بقيت أنا وعبد العزيز ابن الشيخ متجاورين في الدرجة السياحية ..
ووالده شيخنا في الدرجة الأولى حيث هو مستضاف من مركز الدعوة في جده لإلقاء
محاضرات وندوات ولقاءات عامة ونحو ذلك مما سيأتي ذكره ..
كان لعامل السن دور كبير في تسهيل التعامل مع الأخ عبد العزيز ..
وكذلك لين جانبه وتمتعه بالأخلاق السامية جعلا من رفقته مكسبا لي ..
حاولت جاهدا أن أغير الصورة التي رسمها ذلك الرجل عني في مخيلة جميع أبناء الشيخ وأقاربه ، غير أنني لم افلح فهو بهم أوثق ومنهم أقرب وعلاقته أرسخ وأقدم!!
وأنا في موضع تهمة وغريب وثبت علي ما يخل بوضعي !!
ولكنها بالتفحص والنظر المنصف ليست مبررا للهجران والقطيعة أو الظلم والإيذاء!!
بقيت أتحدث أنا وعبد العزيز في أمور عامة وتجنبنا الحديث في الأمور الخاصة فقد كان كلانا متحفظا!!
سمعت كابتن الطائرة يقول على الميكرفون ..
نرحب بفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين المرافق لنا على هذه الطائرة ..
بعد انقضاء أكثر وقت السفر واقترابنا من الميقات جاء إلينا الشيخ بنفسه ..
وهو لابس للإحرام ولحيته تقطر من طيب الدهان .. ويرى أثره على لحيته البيضاء..
فقال لنا : قوما والبسا إحرامكما ولبيا للعمرة ...
لبسنا الإحرام ولبينا ودخلنا في النسك..
هبطت الطائرة لمطار جده ...
وتوقفت وفتحت أبوابها ...
خرجت أنا وعبد العزيز من الباب الخلفي للطائرة .. وكان همنا أن نجد الشيخ..
ونحن ننزل من الدرج لاحظنا عددا من السيارات الفارهة تقف أمام سلم الطائرة لتستقبل ضيوفا لا نعلم أننا نحن المقصودون بذلك!!
كان الشيخ واقفا يصافح حشدا من الناس أمام السلم مباشرة ..
توجهنا للشيخ فأشار لابنه عبد العزيز وإلي أن أركبا مع أحد السيارات..
ركبنا في السيارة وخرجنا من المطار..
وتوجهنا لحي الروضة في جده..
توقفت السيارات أمام بيت فاره كبير ذا لون أبيض ..
أنزلنا حقائبنا وثقلنا ودخلنا البيت لكي نرتاح قليلا..
هذا المنزل هو المكان الذي اعتاد شيخنا النزول فيه كل مرة ينزل لجده..
وهو منزل الوجيه الشيخ صالح بن إبراهيم الزامل..
هذا الرجل الكريم صاحب المرؤة العالية والنبل النادر المحب للعلماء ..
رجل قد أغناه الله من واسع فضله .. فهو من أثرياء ووجهاء جده يقول لي أحد معارفه:
كان أبو إبراهيم رجلا مقبلا على الدنيا يملك القصور والفلل في سويسرا ولندن وأمريك
ثم إنه تاب إلى الله تعالى وتوجه للطاعة فتصدق بجزء كبير جدا من ماله ..
يحبه شيخنا حبا جما ، ويكرمه بالنزول في ضيافته كل مرة ..
سمعت من شيخنا ثناء عاطرا على هذا الرجل ونعم الرجل أبو إبراهيم ..
بارك الله له في ماله وولده..
مكثنا قليلا ووضع لنا الغداء وبعدها توجهنا لمكة لأداء العمرة...
كان مرافقنا بالإضافة إلى الشيخ صالح الزامل هو دليلنا الآخر الأخ علي السهلي..
وهو شاب محب للعلماء من سكان جده ويتحفك بالحديث والطرائف ..
فيكون النصب والإرهاق في صحبته متعة!!
بارك الله فيه وجزاه الله خير الجزاء...
كان الشيخ طوال الطريق يلبي ويرفع صوته بالتلبية .. حتى يكاد يبح صوته من ذلك..
كنت أراقبه وأفعل مثل ما يفعل وأقول مثلما يقول...
وكان يقطع أحيانا ذلك بالحديث معنا والسؤال عن شيء يهم..
غير أنه في الغالب لا ينقطع عن الذكر والتسبيح...
الحلقة الثانية والثلاثون
وصلنا للحرم قريبا من أذان العصر
صلينا العصر في الحرم ...
كان الشيخ يقول : سبحان الله، انظروا، توضأنا في عنيزة وهانحن نصلي في مكة!!
اضطبعنا كما هي السنة ثم بدأنا بالطواف..
كان الشيخ يسرع في خطاه حتى يكاد أن يجري .. وهو ما يسمى الرمل
وكنا نفعل مثل ما يفعله خلافا لكثير من الطائفين ..
لاحظنا أحد العاملين في تنظيم المعتمرين حول الكعبة ..
وهو رجل كبير في السن عليه عباءة مزررة باللون الذهبي..
مر بجواره الشيخ فلم يعرفه فنادى على الشيخ : إن ما تفعله بدعة وخلاف السنة..!!
فلم يلتفت إليه الشيخ ولم يرد عليه..
وحينما مر بجواره المرة التالية كرر عليه الكلام ..
حينها رد عليه الشيخ وهو يسير (والرجل يلهث خلفه ويمسك بمنكب الشيخ يريد إيقافه!!) قائلا : قد ثبت بالنص أن ذلك من السنة وروى له الحديث .. ثم دفع يده واستمر.. ثم قام الشيخ صالح الزامل وهمس في أذن الرجل وقال له : الشخص الذي تتكلم معه ، هو الشيخ محمد بن صالح العثيمين عضو هيئة كبار العلماء!!
تأفف الرجل وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ،والله ما عرفت الشيخ ..
بعد انقضاء الأشواط الثلاثة التي يرمل فيها ، مشينا مشيا عاديا ولحق ذلك الرجل بنا واعتذر من الشيخ ..
لا يحب شيخنا أن يعرف نفسه لأحد فذلك ليس من شيمه ..
إلا إن رأى حاجة لذلك ..
من المواقف التي أذكرها جيدا ..
في سنة من السنوات كنت أسعى بين الصفا والمروة معه ...
وكان الشيخ بطبيعة الحال محرما ..وكثير من الناس لا يميز جيد ا حينما يكون محرما..فهو بخلاف الشكل المعتاد له..
مررنا بجوار رجل في الخمسينيات يحمل مصحفا في يده ويلبس نعلا في المسعى..
فاقترب شيخنا منه وقال له: لا ينبغي لك يا أخي أن تسير في المسعى بنعلك..
فالتفت للشيخ ولم يعرفه وأخذه طولا وعرضا وقال: هذا من السنة!!
فقال له الشيخ : نعم هذا من السنة حينما كان الصفا والمروة واديا مفروشا بالحصى والتراب.. أما الآن فهو مبلط ولو لبس الناس النعال مثلك لتأذى المصلون من ذلك ..
فقال الرجل : هذا أمر لا يعنيك وانصرف وترك الشيخ !!
فلحقه شيخنا وقال له : أريد أعرفك بنفسي ، أنا أخوك في الله محمد بن صالح العثيمين!!
فقال : هو أنت ؟؟
الشيخ؟؟
قال : نعم أنا !!
فانحنى الرجل وحمل نعله وقال : والله ياشيخ ما عرفتك سامحني!!
وقبل رأس الشيخ واعتذر منه ... وهي تحية تعورف أنها للعلماء!!
فقال الشيخ : سامحك الله يا أخي .. لو أنك عرفت الرجال بالحق خير من أن تعرف الحق بالرجال!!
ومن المواقف التي أذكرها جيدا .. أنه ذات مرة كان الشيخ خارجا من باب الصفا من الدور الثاني بعد صلاة العشاء .. فلمح عاملا سعوديا في البلدية يطارد امرأة تكر ونية ممن يبعن أمام الحرم بعض الخردوات والزينة والنعال.. كانت تجري وتحمل متاعها الملفوف في قطعة قماش وتصيح وتولول.. والرجل يجري خلفها يريد الإمساك بها..
وكانت امرأة كبيرة في السن وهو شاب نشيط فلحقها على درج أحد البيوت فأمسك بمتاعها.. فأخذت تصيح وتترجاه وتبكي بصوت محزن يقطع الفؤاد ..
وهو لا يلتفت إليها ولا يرد عليها..
فرأيت الشيخ أحمر وجهه وامتلئ غضبا وتوجه لذلك الرجل ..
فأمسك به بشدة ونزع القماش من يده وألقاه في يد العجوز فطارت به واختفت عن ناظرنا..
وقال لذلك الشاب الذي صعق من الموقف ولم يتوقعه ويستعد له.. وكانت علامات الخوف والتعجب ظاهرة على ومحياه قال له: اذهب لمديرك وقل له إن ابن عثيمين قد أطلق تلك المرأة وسوف أتحمل المسئولية عن ذلك !!
أعتذر من الشيخ وقبل يده ورأسه وانصرف ...

لولا مغالطة النفوس عقولها **** لم تصفُ للمتيقظين حياةُ

 

  رد مع اقتباس
قديم 02 / 08 / 2007, 46 : 11 AM   #22
ربيع الربيع 
وئامي فعال

 


+ رقم العضوية » 30404
+ تاريخ التسجيل » 09 / 06 / 2007

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 244
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

ربيع الربيع غير متواجد حالياً

افتراضي

الحلقة الثالثة والثلاثون
وهكذا انتهينا من مناسك العمرة وكانت سهلة ميسرة ..
واعتمرت عمرتي التي أعتبرها أول عمرة أعملها قريبة أو هي على السنة على الإطلاق..
توجهنا للحلاقين اللذين على باب المروة ..
وكعادتهم يصرخون على المعتمرين كل ينادي على محله..
فاختار الشيخ رجلا كبيرا في السن من الباكستان ولحيته حمراء ..
وقال ذلك الرجل له : أنا أعرفك أنت فيه مطوع كبير !!
حلق الشيخ وحلقت، وأبى عبد العزيز أن يحلق بل كان يريد التقصير ..
فقال له الشيخ : ياولدي أكسب دعوة رسول الله حيث دعا مرتين للمحلقين ، ففعل..
انتهينا من الحلق ، وتوجهنا للسكن وهي عبارة عن شقة تابعة لأحد أصحاب الشيخ
تقع أمام باب المروة مباشرة ، وقد هدت لاحقا ...
حصل لي في تلك العمارة موقفان لا أنساهما أبدا .. ولعل فيهما طرفة !!
واسمحوا لي أن أحكيه لكم فيها لا تخلوا من فائدة ودعابة !!
كانت الشقة التي نقيم فيها في الدور الأخير وهو العاشر ..
وذات مرة في إحدى الزيارات لمكة .. صعدت مع الشيخ .. على مصعد الشقق الوحيد
وصعد برفقتنا الشيخ سعد البريك الداعية المعروف والمقيم في نفس العمارة ..
نزل الشيخ سعد في طابقه وغادرناه لطابقنا العاشر..
وفجأة توقف المصعد عن العمل وبقينا معلقين بين طابقين..
ضغطت على زر النداء فلم يجبنا أحد وكدنا نختنق من الحر وقلة الهواء..
عندها قمت بدفع بابي المصعد وفتحتهما بعد محاولات عديدة وبالكاد فتح!!
ولكن تبقى المشكلة أنه معلق بين طابقين، ولكن من رحمة الله بنا أن بقيت في أسفله
فتحة بسيطة .. يمكن المرور منه
ولكن بمشقة ، وفيها خطورة حيث من الممكن أن يتحرك المصعد في أي لحظة فيحصل
مالا يحمد عقباه !!
نزلت أنا أولا فخرجت بنجاح ، وبقيت ألح على شيخنا بالنزول حتى وافق على
مضض..فتدلى من الباب فخرج والحمد لله !!
ولولم نفعل ذلك لهلكنا بلا شك ..
والموقف الآخر ،
ذات مرة جئنا لنفس السكن ولكن هذه المرة كان المصعد عطلانا بالمرة ولا يعمل..
فكان الواجب علينا الصعود على الدرج لعشر طوابق ..!!
صعد الشيخ بكل خفة ورشاقة أما أنا فتعثرت مرارا وهممت أن أرجع للحرم وأترك
الشيخ!!
فكان الشيخ يسحبني ويجرني وهو ابن السبعين حتى وصلت وكاد نفسي ينقطع!!
غير أن الشيخ حينما وصل للسكن تذكر أن لديه مكالمة مع الأمير عبد الله ولي العهد ..
وهي ضرورية ولا يمكن تأخيرها ..
فقال لي : احضر الهاتف لكي اتصل .. فبحثت عن جهاز الهاتف في كل غرف الشقة..
فلم أجده فتتبعت سلك الهاتف الموصل بالفيش فوجدته موصولا بغرفة مغلقة وليس لدينا لها مفتاح!!
علمت من وجه الشيخ وملامحه أن لا خيار لديه ..
فقررت النزول لشراء جهاز له ..
فقال لي: سوف انزل معك ..
قلت له : أبدا ، وكنت أعلم أنه سينزل معي مجاملة لي تخفيفا للمشقة!!
وخوفا علي من أن أموت قبل الرجوع!!
فأصر على النزول معي فأذعنت لذلك ..
نزلنا وما أسهل النزول كما ما أسهل الهدم !!
نحن أهل الدعوة نبني ونتعب ونعاني أما أهل الشر من أهل العلمنة والنفاق فيهدمون وما أسهل ذلك فالكل يقدر على الهدم لمن لا ضمير له أما البناء فهي مهنة الشرفاء ..
جعلنا الله منهم..
بحثنا في المحلات فوجدنا أجهزة متعددة ومختلفة الأسعار ..
فكنت أريد شراء جهاز معقول الثمن حيث أنني علمت أن حاجتنا إليه لمكالمة واحدة فقط..
غير أن الشيخ له رأي آخر !!
بحث عن أرخص جهاز بالسوق وقيمته عشرة ريالات وهو أشبه بلعب الأطفال!!
فقلت له : ياشيخنا هذا ما ينفع لشيء !!
قال : ياولدي مكالمة واحدة فقط !!
فأخذناه واستحييت والله من شراءه ولكن هذه هي رغبة الشيخ ..
وليس هذا بخلا منه كما قد يظن بعض أهل الغفلة بل الشيخ من أكرم الناس
كما يشهد بذلك من عرفه ولكنه مقتصد على نفسه بأقصى الحدود رحمه الله وعفا عنه..
صعدنا الدرج ويا للعذاب !!
فظن شرا ولا تسأل عن الخبر..
وصلت للشقة فرميت نفسي تحت دش الماء واغتسلت من العرق والجهد!!
دخل شيخنا وأراد إصلاح خط التلفون فما استطاع فانتظرني حتى خرجت من الحمام..
فقال : تعال أصلح لي الهاتف..
فتأملت ... ثم
قلت له : ليس من سبيل سوى بقطع سلك تلفون صاحب المنزل وتوصيله..
فأبى الشيخ وقال : هذا ليس من المرؤة هل تريده يقول : أفسدوا سلك تلفوني!!
فقلت له : ما العمل ؟؟
فبحثنا وتتبعنا السلك حتى وصلنا لفيش التلفون ..
فقمت بفكه بسكين ووصلت أسلاك تلفوننا المبتذل ولكن أين اللاصق الذي يثبته!!
فقلت : ياشيخ التلفون يعمل ولكن نحتاج للاصق فهل سننزل من اجله للسوق ؟؟
فقال : كلا بل أوصل السلك بيديك وأمسك به حتى أنهي المكالمة!!
كانت فكرة شاقة ولكنها أهون على نفسي من النزول من الدرج ..
اتصل شيخنا على مكتب الأمير .. فرد عليه عامل البدالة .. فعرف الشيخ بنفسه ..
فرحب به الرجل وقال له سأوصلك بطويل العمر..!!
فاستمر في الانتظار دقائق معدودة حتى يوصلوه بالأمير وكنت خائفا والله ..
أن يرد طويل العمر فيسقط السلك من يدي فأحاسب حسابا عسيرا !!
ولكن الله سلم ..
كلم شيخنا الأمير وقضى منه ما يريد ثم لففنا التلفون وأهديناه لأولاد صاحب البيت لكي يتسلوا به!!
الحلقة الرابعة والثلاثون
كما سبق وذكرت فقد نزلنا بشقتنا الواقعة مقابل المروة..
ولم نشعر بالتعب والإرهاق خاصة بوجود الأخ علي السهلي اللذي وهبه الله موهبة الطرافة الفطرية ، فهو يتلفظ بكلمات تجبرك على الضحك والوناسة إجبارا!!
نمنا ليلتنا تلك في مكة...
صلينا الفجر في الحرم وفي وقت الضحى توجهنا لجده...
كان معنا في سيارة الشيخ صالح جهاز تلفون سيار قبل معرفة أجهزة الجوال..
اتصل شيخنا على شخص .. فسمعته يكنيه بأبي محمد !!
ثم التفت الشيخ إلي .. ففهمت من نظراته أنني معني بمن يتحدث معه..
أوشك قلبي على التوقف من الرعب !!
وتصببت عرقا ، وصار الدم يغلي في عروقي ...
حيث علمت انه يكلم والدي !!
غير أنني لا حظت شيخنا يتكلم معه بكل هدوء فخفف ذلك علي هول الصدمة..
ثم سلم شيخنا سماعة التلفون للشيخ صالح حتى يصف له منزله في جده!!
لا أستطيع أن أصف مشاعري في تلك اللحظات ..
كانت مشاعر متضاربة ... ولكن يطغى عليها الخوف ..
لا أدعي أنني كنت مسرورا أو متشوقا للموقف!!
فقد كنت كسجين هرب من سجنه!!
منذ حوالي الخمسة شهور..
لا أقصد أن حياتي كانت سجنا بل التوصيف القريب أن تسمى انعتاقا وتحررا من القيود!!
وإن كان ولا شك أن والدي عليه الرحمة والرضوان لا يقصد من وراء ذلك سوى مصلحتي
ولكن ... هل كل من قصد شيئا وفق؟؟
هل كل صاحب دعوى هو مقبول على الإطلاق؟؟
أليس كل أحد معرض للخطأ في التوصيف والملاحظة مما يبنى عليه
خطأ في اتخاذ القرارات..
أليس رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو سيد البشر أخطأ؟؟
كما فعل مع ابن أم مكتوم فعاتبه رب الجلالة من فوق سبع سماوات؟؟
ولكنني لو رجعت للوراء لكان تصرفي مختلفا للغاية ، فالحمد لله على ما قدر...
لم يظهر على شيخنا أي ارتباك أو حرج من ذلك الاتصال كما هو حالي..
وصلنا لجده فوجدنا حشدا كبيرا من الناس في انتظارنا..
جده هذه هي مدينة الشيخ محمد العثيمين!!
يحب شيخنا أهلها وهم أشد حبا له..
وسمعت شيخنا مرارا يقول ذلك
ولذلك حينما يعاتب على حظ جدة منه بخلاف المدن الأخرى
يقول هؤلاء هم جيران الحرم فلا تلومونا بحبهم!!
ولذلك من الملاحظ كثرة طلبة الشيخ في عنيزة من أهل جده ..
وأما الحضور الكثيف لمحاضرات الشيخ في جده فذلك لا ينافسهم عليه أحد..
نزلنا في منزل الشيخ صالح ..
فبدا أن المجلس يغص بالناس .. غير أن هناك ضيفا مميزا في تلك الجلسة لاأنساه!!
دخل علينا رجل حجازي الطلعة ، هادي الطباع ، حليق الذقن .. مؤدب ..
فيه سكون لا تكاد تسمع له حسا ...
تقدم في المجلس ، وحينما رآه الشيخ .. قام له .. وصافحه بحرارة..
لم يكن وجهه غريبا علي ، فقد سبق أن رأيته ...
ولكنني لم أميز شخصه؟؟
فبقيت أحملق فيه وهو جالس بجوار الشيخ لا يكاد يرفع رأسه من الخجل..
وبعد التدقيق والتمحيص ، انكشفت لي شخصيته ...
فصعقت ، وتعجبت ، وما توقعت أن أرى ذلك أل....!!!
بجوار الشيخ !!
إنه المغني المشهور محمد عبده !!
مالذي أتى به ؟؟
ومن دعاه؟؟
يقيم محمد عبده بجوار منزل الشيخ صالح الزامل وله جامع كبير هناك قد بناه محمد عبده على نفقته ..
سمعنا جميعا بتوبة هذا المغني ..
وكان لقاءنا به في تلك الأيام التي أعلن توبته من الغناء واعتزاله له وليته استمر بذلك..!!
غير أنه مورست عليه ضغوط من جهات معروفة..
فسوغت له الباطل فعاد له والله حسيبنا وحسيبه..
زينوا له أن الغناء مباح خاصة منه ما يسمى بالغناء الوطني ..
كان شيخنا مهتما بمحمد وزاره في بيته مرارا ..
تثبيتا له على الحق ولكن الله لم يرد ذلك ( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء)
ورأيته مرة يجلس مع الشيخ لوحده وكان يشتكي له من شدة الضغوط عليه ويبكي فكان شيخنا يصبره ويذكره بالله ..
ولقد تبرع لنا الأخ محمد بتبرعات جليلة لقضايا إسلامية عديدة عفا الله عنا وعنه لعلي أذكرها لاحقا..

لولا مغالطة النفوس عقولها **** لم تصفُ للمتيقظين حياةُ

 

  رد مع اقتباس
قديم 02 / 08 / 2007, 57 : 11 AM   #23
ربيع الربيع 
وئامي فعال

 


+ رقم العضوية » 30404
+ تاريخ التسجيل » 09 / 06 / 2007

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 244
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

ربيع الربيع غير متواجد حالياً

افتراضي

الحلقة الخامسة والثلاثون
كان ذلك اليوم فيما أذكر يوم خميس
ووضع لنا الغداء في الفيلا المجاورة والتي هي أيضا تابعة لفلل الشيخ صالح الزامل
وذلك لكثرة الضيوف وازدحام الملحق بهم ..
غير أني لم أجد لذلك الطعام أي لذة رغم تنوعه وفخامته و لكن لم يطب لي الحال!!
فقد كنت قلقا للغاية ، فوالدي قد يدخل علينا في أي لحظة..
ولا شك أنني لم أكن أحب رؤيته وأنا في جمع من الناس ..
كنت أراقب الباب وأراقب الشيخ محمد حيث أن التلفون الثابت وضع بجواره وينتظر مكالمة الوالد...
انتهينا من الغداء وقدم لنا الشاي وبدا المجلس بالانفضاض..
ولم يكن أحد يعلم بقدوم الوالد سواي والشيخ محمد والشيخ صالح ..
بقيت مع الشيخ محمد وذهب الآخرون للقيلولة ..
وأجهد الشيخ من الانتظار فدخل غرفته ونام..
أذن العصر وتوجهنا للمسجد..
وبعد الصلاة عدنا للبيت ..
وبعد نصف ساعة من الصلاة .. رن جرس الهاتف...
فرد الشيخ صالح الزامل .. فعرفت من كلامه أنه الوالد ..
وصف له المنزل وصفا دقيقا.. ثم أغلق السماعة..
ناداه شيخنا وهمس في أذنه وطلب منه أن يوفر لنا مكانا منعزلا عن الآخرين ..
كان التوتر على أشده مني ، بينما شيخنا كأن على فؤاده قالب ثلج!!
وهكذا الرجال اللذين طحنتهم الحياة طحنا وتعلموا من دروسها يواجهون المصاعب بكل ثبات وروية واتزان...
ذهبت برفقة الشيخ صالح للفيلا المجاورة حيث سأستقبل الوالد قبل قدوم الشيخ..
بقيت في الخارج واقفا في الشمس .. ولا يقر لي قرار..
كنت أتصور غضب الوالد وهو رجل غضوب من طبعه فكيف وهو في هذا الحال؟؟
حيث مضى على هروبي من المنزل حوالي الخمسة شهور ...
بعد دقائق تقدم حارس الفيلا وفتح الأبواب الضخمة ودخلت سيارة جمس كبيرة لونها احمر وأسود وهي سيارة الوالد التي عهدت..
حينما دخلت مقدمة السيارة وكان بلاط الفناء مرتفعا عن مستوى الشارع لم يظهر لي وجه الوالد..
و لكن حينما استوت السيارة رأيت وجهه ..
لحيته بيضاء مختلطة بالسواد كما عهدته ووجهه عابس بل عليه علامات الغضب والانفعال.. وهذا ما توقعته بالتأكيد !!
كان مشهدا مضطربا يصعب علي وصفه ..
تقدمت لباب السيارة بعد أن استدار بها وأوقفها تحت المظلات ..
ففتحت الباب فانكببت على يد والدي وقبلتها وقبلت جبهته ..
فأشاح بوجهه عني ولم يرد السلام علي ..
لم أتضايق مما فعل فأنا أستحق منه أكثر من ذلك !!
لم ألاحظ أن معه شخصا آخر سوى حينما سلم علي، فاستدرت للصوت..
فرأيت أحد أصدقاء والدي اللذين يحبهم ويثق فيهم وهو الأستاذ مشرف الزهراني الأستاذ مشرف رجل عاقل ورزين ويثق والدي بنصحه ولذلك كانت صحبته للوالد ذلك اليوم من رحمة الله بي...
دخلنا لغرفة صغيرة ملحقة بالفيلا حيث تضمن لنا خصوصية كاملة..
جاء الشيخ صالح حينما علم بقدوم الوالد فصافح الوالد بحرارة شديدة كما هي عادته مع ضيوفه ولم يكن يعلم بالموضوع الذي بيني وبين الوالد ، فأخذ الشيخ صالح يثني علي وعلى حرصي على العلم وأن أعظم توفيق لله لي أن جعل لي قبولا لدى إمام الأمة الشيخ بن عثيمين .
لاشك أن تلك العبارات الصادقة التي نطق بها الشيخ صالح والتي خرجت منه بدون قصد حيث هو لا يعلم عن القصة أصلا ولم يخبره أحد بها ،كان لتلك الكلمات أثر في الموضوع فكأن معناها .. يا أبا محمد لا داعي للقلق فقد حفظ الله لك ابنك فليس هو كمن هم من أترابه من الشباب اللذين اشغلهم اللهو فأضاعوا دينهم ودنياهم
بل إن الله هيأ لابنكم مكانا لا تستطيع أنت ولا غيرك أن يضعه فيه بل هو فضل خالص من الله عز وجل !!
أحضر لنا القهوة والشاي وكنت أخدم الوالد وصاحبه ...
ولم نكن نتحدث بل كان الصمت رهيبا والهدوء منذر بشر مستطير ..!!
هذا ما تخيلته وتوقعته...
الحلقة السادسة والثلاثون
بقينا في انتظار قدوم الشيخ ولم يطل الغياب ..
دلف شيخنا للمجلس فوقف إزاء الوالد فصافحه ورحب به وصافح رفيقه ثم جلسو
كنت أراقب وجه الشيخ ووجه الوالد ..
كان وجه شيخنا كما سبق وذكرت على محياه الهدوء والسكينة
أما وجه والدي فقد كان على وجهه علامات الحيرة والخجل !!
فهو محتار مما سيقول وخجل من الشيخ صاحب المقام الرفيع..
أما أنا فإنني لا يحق لي الكلام بعبارة واحدة!!
فمن رأسي البليد خرجت كل هذه المصائب!!
قرأت في كتاب الحيدة والذي يروي قصة المناظرة المشهورة بين أحد علماء السلف ( نسيت اسمه ) وبين بشر المريسي إمام الجهمية وذلك في مجلس أمير المؤمنين المأمون..
حيث وصف ذلك العالم كيف أنه أصابته هيبة الموقف بين يدي الخليفة بالقشعريرة والارتباك، فلاحظ ذلك المأمون وكان رجلا داهية .. فأخذ يتحدث مع الشيخ في أمور خارج الموضع الذي جاء
من أجله نحو أحوال المدينة التي قدم منها وكيف الغلاء والرخص في الأسواق وهل جاءهم غيث وما حال الزرع والضرع ونحو ذلك.... يريد من ذلك كله أن يلطف الجو
المشحون ويذهب الروع عنه ...
وهكذا فعل شيخنا ذلك اليوم ..
أخذ يتحدث مع الوالد ويسأله عن عمله وكيف أحوال الطائف وعن الأمطار ونحو ذلك
كنت أرقب في وجه والدي الابتهاج..
وأخذت أسارير وجهه بالانفراج رويدا رويدا حتى إذا ما شعر الشيخ بتهيئته بدأ شيخنا في الحديث في الموضوع الأهم!!
قال الشيخ : تعلمون أن الأخ فلان ( كنت أتمنى أن يناديني بالابن وأظن الشيخ تعمد ذلك لحكمة يقصدها فتأمل!!) قد جاء لعنيزة من أجل طلب العلم وقد لاحظت منه حرصا على العلم وصدقا في الطلب فقربته مني وصحبته معي في بعض أسفاري فرأيت منه ما أسرني وتأكدت من أمانته وحرصه على التحصيل العلمي..
غير انه قام أحد طلبتنا بالاتصال عليكم وتأكد من حاله وأنه هارب من بيته وجاء بغير إذن والديه فغضبت منه وحصل أن اتصلت عليكم مرارا فدار بيننا الحديث الذي تعلمه وحددنا هذا الزمان لكي نلتقي واحضر لكم ابنكم فلان لكي ترونه ونقرر في حاله ماهو الأصلح والأرشد له ..
سكت الشيخ ثم بدأ الوالد في الحديث ...
من عادة والدي إذا أراد الحديث الجاد أن يخلع شماغه ويضعها على حجره ويتكلمبصوت خافت وهادئ...
قال : فلان فعل فعلا لم يفعله أحد من الناس ، عصاني وعصى أمه وترك دراسته وهرب من المنزل ..
قاطعه الشيخ !!
وقال : يا أبا محمد لا داعي أن تذكر لي ما سبق أن سمعته منك ...خاصة وأن وقتي ضيق
للغاية ولدي محاضرة الليلة والناس تنتظرني في الخارج ..
سوف أعرض عليك أمرا وأنت قرر ما تراه في ابنك..!!
شيخنا رجل حازم ويحب الدخول في صلب الموضوع مباشرة ، ولا يحب الانشغال بتفاصيل قد تبعد عن الواقعة الحادثة لتنتقل نقدا وتمحيصا لما مضى وفات..
قال له :
أريدك أن تترك فلانا عندي في عنيزة وسوف أسجله في المدرسة الثانوية لكي يكمل دراسته ، ولك علي يا أبا محمد أن أراقبه وأربيه كما أراقب وأربي أحد أبناءي وثق تماما أنه سيكون تحت رعايتي ومسئوليتي بعد رعاية الله سبحانه فلا تمنعه من العلم وطلبه....
أيها الإخوة والأخوات يصيبني الخجل وأكاد أذوب من الحياء حينما سمعت هذه الكلمات من شيخنا رحمه الله ..
والله الذي لا إله سواه لم أتوقع أن يقول شيخنا ما قال ولا خطر في بالي ..
حينما تقرءون سيرة شيخنا وذلك حينما انتقلت عائلته للرياض وكان شيخنا من تلاميذ العلامة الشيخ عبد الرحمن الناصر السعدي فكان لزاما أن ينتقل التلميذ للرياض مع عائلته ولكن الشيخ ابن سعدي طلب من والد الشيخ محمد أن يبقيه في عنيزة حتى يستمر في الطلب ..
أنا لا أقارن نفسي والله بهذين العلمين الكبيرين ولكن أحكي ذلك الموقف النبيل من شيخنا عليه سحائب الرحمة والرضوان ...
لم يدر في خلدي أن شيخنا سيقول ذلك ولم يكن متوقعا ما قاله الوالد..
قال والدي وبكل ثقة واطمئنان....
مادام فلان هو في رعايتك وتحت مسئوليتك فأنا أوافق على بقاءه في عنيزة
بشرط أن يكمل دراسته ويجتهد فيها ويبتعد عن رفقة السوء ..
وله علي ياشيخ محمد أن أرسل له نفقة شهرية قدرها ألفين ريال ..

لولا مغالطة النفوس عقولها **** لم تصفُ للمتيقظين حياةُ

 

  رد مع اقتباس
قديم 02 / 08 / 2007, 14 : 12 PM   #24
ربيع الربيع 
وئامي فعال

 


+ رقم العضوية » 30404
+ تاريخ التسجيل » 09 / 06 / 2007

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 244
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

ربيع الربيع غير متواجد حالياً

افتراضي

الحلقة السابعة والثلاثون أكاد أعجز أحيانا وأقف محتارا في صياغة بعض العبارات المناسبة في توصيف بعض الأحداث !!
إن لكل كلمة رنينا خاصا ولحنا مميزا ولكل عبارة وزن لا بد من مراعاة نغماته حتى تعطي الانطباع الصادق لما ترمي إليه !!
بالمختصر ذلك أكبر من طاقتي !!
ليتني شاعرا أو أديبا حتى أنطق بما يعتلج بدواخل نفسي ...
صدقوني أيها القراء الكرام أنني حينما أتذكر تلك الأيام أو أكتب عنها ..
فإنني أعيش في جنباتها كالسائل الحائر المسكين يحضر توزيع الغنائم أو الإرث!!
ما ذا كان حالي تلك اللحظات ؟؟
كيف اصف مشاعري حينما سمعت ماقاله شيخنا؟؟
كيف أصف حالي حينما سمعت والدي يقول ما يقول؟؟
بكيت والله ، بكيت بكاء فرح ومرارة معا ..!!
ذرفت الدمع وكاد أن يكون نهرا جاريا من دمي ...
بكيت من الألم الذي اكتويت به طوال تلك الشهور التي مرت علي كقرون ..
من الطائف لأبها للرياض لحائل ثم للقصيم وبينها أمور لو تعلمونها لا أخالكم تودون معرفتها !!
دعوها لي فأنا لوحدي أكتوي بها وأجري على الله ...
قمت لوالدي فقبلت يديه ولو قدرت لألبسته تاجا من ذهب أو سورته سوارا من ياقوت!!
ولكن هل هذا ما يريده أبي ؟؟
هل يريد أبي مني جزاء أو شكورا ؟؟
ماذا يريد كل أب من ولده؟؟
إن أجمل دعاء يحب كل واحد منا عن ولده أن يقال له...
جعله الله قرة عين لك ...
نريد أبناءنا أن يكونوا قرة عين وكفى !!
أما شيخنا محمد .. فسأبقى أبد الدهر أدعو له حتى يجمعني الله به بحوله وكرمه في جنات النعيم في مقعد صدق عند مليك مقتدر ...
لم تنتهي القصة ولم أختم المقال رغم قصره سوى لأعطيكم فرصة أيها السادة الكرام أيتها السيدات الكريمات لكي تستخلصوا العبر مما مضى ..وتعلقوا ماشئتم ..
وسوف ألقاكم بعد أسبوع من مقالي هذا لكي نستأنف الجزء الثاني من القصة..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ومحبكم مالك الرحبي أبو عبد الله..
الحلقة الثامنة والثلاثون
سوف أستأنف ما بدأته بلا تغيير في أسلوب الطرح
وسأحاول الإطالة ما استطعت لذلك سبيلا بناء على رغبة الإخوة والأخوات ..
انقضى ذلك اللقاء وقمت للوالد وجلست بجواره وتحدثت معه حديثا مقتضبا حيث كان هو في عجلة من أمره ..
وشيخنا قد غادرنا لمجلسه المكتظ بالضيوف ..
بعد أن اتفقنا على عودتي مع الشيخ ثم التوجه للطائف بعد عشرة أيام...
للسلام على الوالدة والإخوان والأخوات ومن ثم نقل مكتبتي
وحاجياتي لعنيزة..
قلت للوالد : تصدق، من في المجلس مع الشيخ ؟؟
قال : من؟
قلت له : المغني محمد عبده !!
تعجب من ذلك ونظر لرفيقه مستغربا ..
كنت أريد من ذلك ملاطفته ،ولكنه ما زال في نفسه شيء علي ..
غير أنه رحمه الله تناسى مع الأيام تلك الفعلة الشنيعة مني،
وأصبحت صفحة قديمة بالية ،ها أنذا أخرجها لكم من أدراج الذكريات
البالية لأنفض عنها الغبار وأطيبها بطيب الورد والمسك
وأطرحها طرحا كما هي ولكن برائحة جديدة وطعم جديد!!
ودعني الوالد ووضع في جيبي ألفا ريال عدا ونقدا ..
فكانت في جيبي كشهادة تخرج من بيت أبي محمد ..
وبالإذن لي بالانتقال لكنف شيخنا العلامة محمد بن عثيمين ..
عليهما الرحمة والرضوان....
خرج الوالد من المنزل وكنت أرقبه وعيني تترقرق بالدموع..
كان المشهد محزنا لي وتمنيت أن ألحق والدي وأقول له..
لا تقلق يا أبي ... سوف أسعى بكل جهدي لأغير الصورة السيئة
التي رسمتها عن نفسي ..
تمنيت أن ألحقه وأذهب للوالدة العزيزة فأطيب خاطرها وأرضيها ..
والتي أعلم علم اليقين أنها أشد قلقا وخوفا علي منه ..
لا شك عندي أن والدي لم يكن مطمئنا علي في ذلك الحال ..
فهو رجل يدرك بفطنته خطورة الموقف بل يدرك ضبابية المستقبل..
فما يدريه قد يكون كل ما رآه وشاهده وسمعه هو سراب ..
أو غمامة صيف عن قريب تقشع!!
والأمر بيد الله سبحانه وتعالى من قبل ومن بعد..
ها أنذا أيها الإخوة والأخوات الكرام أفتح لكم صفحة جديدة من
ذكرياتي وأطوي تلك الأيام المليئة بالعذاب والشقاء ..
ولكن هل انتهى كل شيء ؟؟
هل توقفت دورة الحياة ومعاناتها ..؟؟
هل مضت الأمور على ما يرام في كل أحوالها؟؟
كلا؟؟
إن الأيام حبلى بالمفاجئات ....
والتي قد تكون سارة رقيقة ناعمة....
أو تكون نارا كاوية وعذابا ..
تكفيرا للخطايا أورفعة في الدرجات؟؟
قد يقول قائل : لم أقدم شيخنا على هذا التصرف ..؟؟
والجواب: لا أشك أنه كان يعلم عواقب فعله ...
ولكن كما سبق وذكرت ، أن شيخنا يزن الأمور بموازين مختلفة!!
هذه المقاييس والمعايير ...
مبنية على التقوى والخشية من الله تعالى والإخلاص له ..
لا على الهوى وسوء الظن .. وبعد ذلك
فليغضب كل العالمين حينها ..
دعوني أروي لكم بعض الأحداث في تلك الرحلة ثم لنكمل القصة..
عدت للمجلس مع الضيوف.. وجلست بجوار عبد العزيز ابن الشيخ ..
والذي لم يشعر بما حصل في تلك الجلسة لا هو ولا غيره..
سواي أنا وشيخنا ...
بقي الناس يتحدثون مع الشيخ ويستفتونه ..
كان فيهم جمع من مشائخ جده ومحبي الشيخ أذكر منهم ...
الشيخ علي الحكمي ..
الشيخ جمعان الزهراني ....
الأخ علي السهلي ..
الأخ عبد الهادي الحكمي ...
والشيخ محمد الشميمري...
وهؤلاء الخمسة تكرر حضورهم ولقائهم بالشيخ في كثير من سفراتنا لجده...
وللأسف نسيت كثيرا من الأسماء التي لم تسعفني الذاكرة بهم.!!
انتهت الجلسة قبل أذان المغرب وتوجهنا لجامع الأمير متعب ..
حيث سيلقي شيخنا محاضرة ...
كان الجمع هائلا والخلق صلت خارج المسجد من الزحام ..
ألقى شيخنا تلك المحاضرة ..
ثم بعد الصلاة توجه لسيارته المعدة له ..
وهي سيارة الشيخ صالح الزامل ..
وبالكاد وجدت فيها مكانا لي ولعبد العزيز الذي لازمته ولازمني طوال تلك السفرة...
حينما توجهت السيارة لوجهتها ..
تبعنا قطار من السيارات !!
والتي أشك أنها كانت مدعوة للوليمة المعدة للشيخ!!
كانت تلك السيارات لجمع من محبي الشيخ ..
والذين لا أسميهم الطفيليين كما يدعي البعض!!
ولكنهم فتية قد شغفوا بالشيخ و صاروا يلاحقونه أينما استقر وحل..
كان ذلك في بعض المواقف محرجا للشيخ مع مستضيفيه....
فيضطر أحدنا للتوقف .. لتبليغهم بلطف أن الدعوة خاصة فيتقبل الجميع ذلك
بكل احترام وأدب .. فينصرفوا .. بارك الله فيهم..
توجهنا لحي الأمير فواز ...
حيث كان مضيف الشيخ هو الأستاذ عبد الرحمن المحمودي..
وهو صاحب الشقة التي نزلنا بها في مكة..
نزلنا في بيته العامر..
ونزلت معنا الجموع التي لم تدعى ..
رأيت الحرج الشديد في وجه المضيف من ذلك ..
والذي أظن أنه لم يتضايق من كثرتهم فهو رجل سمح وكريم ..
وبيته فسيح وطعامه كثير...
غير أن السبب سيدركه لاحقا منكم من فطن !!
بعد جلوسنا في المجلس الفسيح .. والذي غص بالحضور
تحلق جمع كبير من الطلبة حول الشيخ ..
منهم المستفتي ومنهم صاحب الحاجة ومنهم من جاء ليستفيد من أدب الشيخ.. فهو مدرسة متنقلة رحمه الله..
لقد كان الواحد من السلف يسافر المسافات البعيدة من أجل لقيا عالم
لكي ينهل من علمه وأدبه وسمته ..
وهاهم طلبة العلم من جده ومكة ونجد والمنطقة الشرقية والشمالية والجنوبية وغيرها يقتدون بسلفنا الصالح بارك الله في الجميع..
لم أكن أعرف المدعوين ولا مستوياتهم في المجتمع ..
ولكن بعد فترة من الوقت دخل علينا ضيفان مميزان لم أتوقع أن سأراهم رؤيا العين ولا في أحلامي!!
دخل علينا شابين وسيمين ظاهر عليهما الثراء والسلطة والنفوذ!!
إنهما الأمير سعود بن فهد بن عبد العزيز ..
والأمير عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز .. ابنا الملك!!
وجلسا بجوار شيخنا عليه الرحمة والرضوان..
كان شيخنا يتكلم معهما بكل بساطة ودون تكلف ..
فأعطى ذلك انطباعا عن شيخنا يفهمه الجميع!!
كان الأمير عبد العزيز صامتا طوال الجلسة تقريبا ..
ويظهر أن هذا من طبعه أو بسبب وجود أخيه الذي يكبره ..
أما الأمير سعود فيظهر أنه كوالده وفقه الله يتحدث بطلاقة وفيه فصاحة ويحب التحدث مع الحضور بلا تحفظ..
كان الشيخ عبد العزيز الغامدي صاحب مشروع الزواج حاضرا ..
وكان يداعب الأمير سعود بضرورة أن يبحث له عن زوجة شابة تكون ضرة من ضرات أهله!!
فكان يحاول الفكاك منه وتصريفه .. ويشيح وجهه عنه..
ولكن الأخ عبد العزيز رجل ملحاح يريد تزويج خلق الله جميعا..
حتى شيخنا لم يسلم منه!!
وبالكاد خرج الأمير من مقصلة عبد العزيز الغامدي..
الأخ عبد العزيز لديه مشروع كبير لتزويج الشباب والفتيات ..
والراغبين في التعدد..
وسمعت عن مشروعه كثيرا منه ومن غيره ..
ولا أدري هل ما زال يعمل في هذا المجال أم تغير حاله..
ذات مرة حضر الأخ عبد العزيز رحلة قمت بتنظيمها لمجموعة من ضيوف ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز ..
وهم من إحدى الدول الأوروبية وحضر برفقة عدد منهم زوجاتهم..
وكان معنا صحفي من جريدة عكاظ وعدد من المصورين ..
طلب الشيخ عبد العزيز أن يلقي كلمة للضيوف ..
فتحدث وكان يترجم له أحد دعاتنا المرافقين بلغة القوم..
ولكنه سامحه الله حور موضوع الكلمة وبدء بالحديث عن تعدد الزوجات..
وكان صوته مرتفعا ويصل لزوجات الإخوة ..
فسمعنا فرقعة الصحون ورمي الكاسات من خلف الباص الذي كن يجلسن فيه..
وضرب الأبواب!!
حتى يصمت هذا الزائر المزعج..
ولكنه استمر في حديثه ..
فخرج النسوة من الباص ..
وابتعدن عن المجلس .. والحمد لله أنهن لم يحصبننا بالحصى!!
ولا شك أن أزواجهن دفعوا ثمن تلك المحاضرة لاحقا!!

لولا مغالطة النفوس عقولها **** لم تصفُ للمتيقظين حياةُ

 

  رد مع اقتباس
قديم 02 / 08 / 2007, 26 : 12 PM   #25
ربيع الربيع 
وئامي فعال

 


+ رقم العضوية » 30404
+ تاريخ التسجيل » 09 / 06 / 2007

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 244
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

ربيع الربيع غير متواجد حالياً

افتراضي

الحلقة التاسعة والثلاثون انتهت تلك الجلسة الممتعة وخرجنا من بيت الأستاذ عبد الرحمن المحمودي.. وتوجهنا لبيت مضيفنا الشيخ صالح الزامل.. تلك الليلة لها مذاق خاص وطعم خاص.. لقد تغيرت حياتي تماما ذلك اليوم.. لقد انتهت تلك المحنة التي صارت كالسيف المصلت على عنقي والذي كنت أنتظره أن يدنو يوما من عنقي فيقطعه !! ولكن الله تعالى بدل حالي وغير مجرى حياتي .. لقد كان لتلك الليلة بحق وذلك اليوم وضع فريد لي.. فلقد قابلت أبي .. ورآه شيخنا .. وأرضاه وأقنعه ببقائي عنده تحت رعايته ومسئوليته وحلت عقدة هروبي وانتهت بلا رجعة والحمد لله.. أصبح بقائي للدراسة عند الشيخ شرعيا.. زادت ثقتي بنفسي.. وقويت عزيمتي .. وارتفعت همتي.. ووضح مقصدي وهدفي.. وتغيرت ملامح وجهي !! فكان وجه الواثق لا وجه الخائف المرتاب!! وبدأت من تلك الليلة تكوين شخصيتي الجديدة.. شخصية الطالب المجد الواثق من أصله ونسبه ونفسه !!! فهذه نعم تترى ومنن جليلة أعجز عن شكر الخالق سبحانه عليها مدى عمري فله الحمد وحده والثناء ... عدنا فوجدنا مكان النوم معدا لنا جميعا.. أنا وشيخنا وعبد العزيز في غرفة سويا.. والإخوة الآخرون في غرفة مجاورة.. حتى شيخنا رحمه الله شعرت منه تلك الليلة تبدلا وتغيرا .. فرحا بانتهاء مشكلتي مع الوالد ... كنت ألهو مع الأخ عبد العزيز وأريه بعض التمارين الرياضية وهو تمرين الضغط برفع الجسم بالاعتماد على اليدين!! فلمحنا الشيخ .. فجاء إلينا وقال: ماذا تفعلان؟؟ فقلنا: نتدرب !! فقال: ألا تريداني أن أتدرب معكما ؟؟ تبادلت النظرات مع عبد العزيز .. فانحنى الشيخ ولم ينتظر جوابنا.. وضغط وعجزنا أن نجاريه في ذلك!! شيخنا من رآه ولم يخبر طباعه ويعاشره فإنه يخشاه ويمتلئ قلبه مهابة منه.. ولقد رأيت أشخاصا يتحدثون مع الشيخ والعرق يتصبب من وجوههم هيبة منه .. ولكن من عرفه وعاشره وعاش قريبا منه .. يرى شخصية أخرى مختلفة وفريدة .. تلزمك بمحبته والإعجاب بشخصه... شخصيته جمعت بين الحزم واللين.. و جمعت بين المهابة والجلال والرحمة واللطف .. وبين الشجاعة والسماحة.. وبين علو الهمة والتواضع .. وبين الجد والمرح.. و جمعت بين الفصاحة وحسن المنطق والتبسط في الحديث.. هو بشر ككل البشر .. يصيبه ما يصيبهم .. يغضب ويحزن ويتألم .. ويضحك ويمزح ويمازح.. ولكن الله تعالى وهبه علما كالجبال وإيمانا وخلقا وعقلا راجحا.. ووفقه وهداه .. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.. طلبت من الشيخ تلك الليلة أن يوقظني معه لصلاة الليل .. من عادة الشيخ أن ينام على الأرض ..دون مراتب أو أسرة.. وذلك في كل أسفاره ... وكنت أفعل مثله واعتدت على ذلك.. فهو لا يطلب سوى وسائد يضعها تحت رأسه.. يخلع عمامته ثم يقوم بتمريرها على الأرض ثلاث مرات ثم يقرأ أذكار النوم وينفث على يديه ويمسح بها على جسده كما هي السنة.. ثم يلف عمامته على وجهه ولا يخلع ثوبه .. ويستلقي على يمينه ثم ينام.. يستيقظ شيخنا على جرس ساعته المنبهة التي يحملها دوما في أسفاره وذلك قبل الفجر بساعة تقريبا.. أوقظني تلك الليلة .. فتوضأت .. وصليت الوتر سريعا.. وجلست أراقب الشيخ ماذا يفعل.. صلى ركعتين خفيفتين.. ثم صلى خمس ركعات تقريبا .. وأتم القراءة فيها والركوع والسجود.. وختمها بقنوت طويل بتبتل وخضوع.. حتى أذن الفجر... حينما ختم وتره رفع صوته بالذكر.. سبحان الملك القدوس ثلاث مرات.. يمد بها صوته كما هي السنة.. صلينا الفجر ثم عدنا للمنزل فنام حتى وقت الضحى.. استيقظنا وأفطرنا ثم توجهنا لاستكمال برنامج الشيخ.. مكثنا في جده يوما أو يومين نسيت ذلك!! ثم رجعنا للقصيم... وصلنا للمطار فاستقبلنا الشيخ خالد المصلح نسيب الشيخ.. وفي الطريق أوقفنا كما هي عادة شيخنا أمام أحد مساجد عنيزة وصلى فيها ركعتي القدوم من السفر... أنزلوني أمام سكن الطلاب وتوجه شيخنا لبيته.. حضرت الدرس ذلك اليوم .. ولكن بوجه جديد وعزيمة كالحديد!! تفاجأ جاري بوجودي .. شعرت بذلك ولو لم أبصره بعيني!! من خلال حركاته وارتباكه ثم صمته ... والله شاهد سبحانه.. ومطلع عما عزم عليه.. عدت لبرنامجي المعتاد .. واشتريت كتبا حديثة الطبع.. وحصلت بالمجان على كمية لا بأس بها من الكتب والمراجع المهمة.. حيث خاطب الشيخ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بطلب كتب لي من مطبوعات الجامعة .. فبعثوا لي كراتين مليئة بالمجلدات الفاخرة من مطبوعاتها ومنها درء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية.. ومنهاج السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية أيضا .. ومجموع الفتاوى له وغيرها مما لا يحضرني.. انتقلت لغرفة أخرى وذلك بأمر شيخنا .. حيث اختار لي أن يكون زميلي في الغرفة الأخ محبوب الباكستاني وهو من خيرة طلبة شيخنا خلقا وأدبا وعقلا .. كان يحضر الدكتوراه حينها في مادة الحديث فكانت صحبته ومرافقته مكسبا ثمينا لي.. غير أنه كان كثير الأسفار لمدينة الرياض لمتابعة شئون رسالته .. فكنت أبقى في أحيان كثيرة لوحدي.. وضعت لنفسي برنامجا صارما تحت إشراف شيخنا .. مليء بالحفظ والمراجعة وكتابة البحوث والقراءة ونحوها.. وكنت كلما أشكلت علي قضية أو مسألة دونتها في أوراق عندي ثم أقرأها على الشيخ وأسجل أجوبته بعد الصلوات فيفك طلاسمها بكل براعة ويحل عقدها بكل ثقة .. بخصوص الدراسة النظامية وبما انه قد مرت فترة طويلة على ابتداء الفصل الدراسي فقد أخرت الالتحاق بالمدرسة حتى الفصل التالي حيث يسمح النظام الثانوي المطور بذلك... مما منحني فرصة الانصراف الكامل لطلب العلم في حلقة الشيخ... ذات مرة أخبرني الشيخ بأن أمير القصيم وهو الأمير عبد الإله بن عبدا لعزيز سوف يقدم لزيارة سكن طلاب الشيخ.. حضر الشيخ للدرس تلك الليلة كما هو المعتاد.. ولم يتغير من نمط الدرس شيء.. سوى أن المنطقة المحاطة بالجامع قد اكتضت بالعساكر والشرط استعدادا لقدوم الأمير... في خلال الدرس دخل أحد رجال الشرط وتقدم إلى الشيخ وهمس في أذنه.. فقال شيخنا... ورفع بها صوته: بلغ الأمير أن يتفضل في المسجد ويحضر الدرس ...!! خرج رجل الشرطة من المسجد .. ورجع مرة أخرى وعلى وجهه علامات الخوف والوجل والتحرج .. فهمس مرة أخرى في أذن الشيخ .. فقال شيخنا للطلبة: انتظروني قليلا وسأرجع.. وخرج حافيا وسلم على الأمير وطلب منه حضور الدرس مع الطلاب حيث أنه لا يستطيع قطع درسه !! دخل الأمير وحاشيته وحرسه وتسننوا في الصف الأول وجلسوا لاستماع الدرس.. وانتظار الصلاة.. استكمل شيخنا درسه الأول والثاني بعد الأذان كما هي العادة.. ثم صلينا العشاء... بعد الصلاة نادى علي الشيخ ...!! وكنت كما هي عادتي أصلي بجوار المؤذن.. فتقدمت إليه .. وقال لي : اذهب وانتظرني في غرفتك فسوف أزورها مع الأمير!! نظرت في وجهه وبحلقت فيه !! فقال: هيا انطلق..!! انطلقت كالمجنون لا الوي على شيء ولا ادري ماذا افعل.. صعدت لغرفتي وقمت بكنسها وترتيبها وتطييبها .. ولكن لا يصلح العطار ما أفسده الدهر!! خجلت وتمنيت أن يصرف الشيخ الأمير لغرف أخرى أحسن حالا وتنظيما وأكثر بهاء .. تجول شيخنا مع الأمير في داخل السكن.. وأراه المكتبة وقاعة الطعام المتواضعة.. ثم صعدا للدور الثالث ثم للرابع حيث أنا في انتظارهم.. دخل الأمير وهو ممسك بيد الشيخ.. وخلفهما حشد هائل من الناس والعسكر ... ووقفا باب غرفتي الصغيرة ..!! وتجول الأمير بنظره فلم ير شيئا يستحق النظر سوى عدد من الكتب والدفاتر وعدة الطلب!! فقال لي الأمير ... ما اسمك؟؟ فقلت : فلان بن فلان الفلاني.. دون تردد ووجل!! فقال: ونعم فيك !! فرددت تحيته .. ثم قال : اجتهد في العلم..وفقك الله.. وانصرفا ..

لولا مغالطة النفوس عقولها **** لم تصفُ للمتيقظين حياةُ

 

  رد مع اقتباس
قديم 02 / 08 / 2007, 27 : 12 PM   #26
ربيع الربيع 
وئامي فعال

 


+ رقم العضوية » 30404
+ تاريخ التسجيل » 09 / 06 / 2007

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 244
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

ربيع الربيع غير متواجد حالياً

افتراضي

الحلقة الأربعون
أحاول في سرد قصصي ورواياتي هنا أن أحشر مواقف ومناقب عن شيخنا بين العبارات والكلمات كلما وجدت ذلك سائغا.. ذكرت منذ بداية قصتي أنني سأروي موقفا واحدا لشيخنا!! ومن خلال السياق بعثرت عددا من القصص والشواهد مما يزيد حبكة الموضوع ويعطي له نكهة خاصة.. ويوصل رسائل وانطباعات اقصدها وتفيد القراء الكرام.. أما بالنسبة عن شخصي فليس لدي شيء يستحق الذكر سوى ما يمر بي من مواقف مع الشيخ والتي هي صلب الموضوع .. لاحظت عددا من المتابعين للقصة يطلبون مني الاسترسال في الحديث وأنا أتفهم أن القصد من ذلك معرفة حياة الشيخ محمد بن عثيمين كما رأيتها وعاصرتها.. وهذا موضوع أوسع وأشمل مما يتصور أولئك و لكن ما لا يدرك كله لا يترك جله...!! لذلك سوف يختلف البرنامج قليلا .. سأحرص على استكمال قصتي حتى النهاية وكلما سنحت لي فرصة لذكر منقبة أو موقف سوف اذكرها وأسترسل أحيانا ..!! فأرجو أن لا يصيب ذلك إخوتي القراء بالملل .. فهي لا تخلو من فوائد وعبر هداني الله وإياكم صراطه المستقيم.. مع أن الذاكرة أحيانا تخونني .. لبعد الزمن وكثرة المشاغل .. والله خير معين سبحانه.. أرجع لقصتنا.. بعد مرور حوالي عشرة أيام من عودتنا من جده .. كلف الشيخ الأخ محمد زين العابدين والأخ محبوب والأخ بندر الحربي بالسفر معي للطائف لكي أحضر مكتبتي وحاجياتي.. نزلنا بسيارة الأخ بندر حيث هي من نوع النيسان الداتسن ذات الأربعة أبواب.. .. وتوجهنا للطائف من طريق عفيف.. وهو طريق طويل وممل ولكن صحبة هذه الرفقة الصالحة .. تنسيك تعب السفر ومشقته.. حدثنا الأخ محمد عن ذهابه للجهاد في أفغانستان .. وروى لنا قصصه ومشاهداته هناك ومما أذكره أنه في أحد الليالي المظلمة .. وكان مع مجموعة من المجاهدين العرب والأفغان... طاردتهم طائرة روسية.. وقصفتهم بالمدافع والصواريخ حيث أن معهم عددا من الأسرى الروس وشيوعيون أفغان.. وروى كيف أنهم تمكنوا من إسقاط تلك الطائرة بصاروخ موجه.. بعد عناء وإثخان فيهم.. من العدو.. أذكر أيضا ما رواه لنا الأخ محبوب عن طلبة العلم في باكستان.. وكيف أنهم يجدون المشقة الهائلة في تحصيل العلم والوصول إلى الشيوخ الثقات .. وما يواجهه الطالب من عقبات من أهله وجماعته الذين قد يخالفونه المعتقد أو النهج.. وكيف أنتقل من العقيدة الضالة والمبتدعة لعقيدة السلف .. وازدادت رسوخا بعد قدومه للمملكة.. وقال : إن أكبر نعمة حصلها هو تمكنه من طلب العلم في حلقة شيخنا عليه الرحمة والرضوان.. ويغبطه أنداده على ذلك .. كان انطلاقنا من القصيم بعد صلاة العصر تقريبا .. وسرنا أغلب الليل. .. ووصلنا لضواحي الطائف بعد منتصف الليل.. كان الحديث مع الإخوة ممتعا غير أنهم كلما صمتوا .. أتضايق من التفكير مما قد يحدث... وأتذكر أنني متوجه لرؤية عائلتي.. فافتح بابا للحديث فينشغل فكري عما أنا مقدم عليه.. لم أكن أحب أن أتخيل ما سيحدث.. لا شك أن عائلتي قد وجدت في نفسها علي .. مما فعلته.. خاصة وأنني لم أتصل بهم شهورا عديدة.. فأنا أبنهم وحق علي أن لا أقاطعهم .. وأصلهم واتصل بهم.. وهذا مافعلته بحمد الله بعد ذلك طوال بقائي في القصيم.. حينما اقتربنا من حينا أصابتني كآبة وخوف وارتباك.. وهو أمر طبيعي جدا... فالمرء حينما يطول بعده عن أهله وذويه بسفر أو غياب لأي سبب كان ،تصيبه نوبة من الارتباك والتردد.. قبيل ولوجه دارهم أو ينزل حلتهم.. هذا فيمن حاله طبيعية وفي أمر معتاد؟؟ أما حالي فهو معقد للغاية ، فالوطأة أشد والخوف والتردد أعمق..!! حينما وصلنا قريبا من حينا .. دارت في ذاكرتي تلك الأيام الخوالي.. تذكرت لحظة الهروب من البيت.. وكيف أنني خرجت من البيت خائفا أترقب... وهاأنذا أعود الآن وكلي أمل لعهد جديد وصفحات مجيده إن شاء الله سبحان من يبدل الأحوال .. طلبت من الأخ محمد أن يتوقف قليلا لنستريح من عناء السفر.. ويأكل الإخوة شيئا .. وكان مقصدي في نفسي أن أهيئ فؤادي وعقلي لمقابلة العائلة.. تضايق الأخ محمد من ذلك وكان يرغب أن استضيف الإخوة في بيتنا.. وكلامه مقبول ورأيه أسد.. فهو من سلالة كرام وأهل نخوة وشهامة.. فلا يرضى الواحد منهم أن يطعم الضيف سوى في بيته ومن طعامه ولكن وضعيتي وحالي مختلفة للغاية .. فعاداتنا وتقاليدنا ونخوتنا لا تقل عنهم والحمد لله .. يقول الفقهاء.. الحكم على الشيء فرع عن تصوره!! ويقولون أيضا.. مراعاة الحال ، والحكم على شواهد الأعيان كل بحسبه .. فما كنت أحب أن أشغل عائلتي أو أشعرهم بتكليف.. خاصة لطول الغيبة ولخصوصية وضعي.. على كل..استرحنا لفترة من الزمن.. ثم طلبت الهاتف من صاحب المطعم .. فاتصلت على البيت.. فردت علي الوالدة.. فرحبت بي وسرت بسماع صوتي وكأن شيئا لم يحدث!! رضي الله عن والدتي وعفا عنها وجعلني معها في فردوسه الأعلى.. قلت لها سنقدم عليكم بعد قليل .. وسوف ننقل المكتبة فورا في السيارة..!! قالت : ألن تباتوا عندنا؟؟ فقلت لها: لا أريد أن أكلف عليكم والإخوان يرغبون الرجوع من غد!! فقالت : باتوا عندنا الليلة والصباح رباح!! توجهنا للبيت .. واستقبلنا الوالد.. فرحب بي وبالضيوف .. والحمد لله كانت نفسيته ممتازة ولم أرى منه أي تضايق أو انزعاج.. خاصة أن شيخنا بعث معي برسالة للوالد هذا مضمونها.. الأخ المكن ............. حفظه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.. فأريد أن أبشركم أن ابنكم فلان مجتهد في دراسته وطلب العلم ومحافظ على صلاة الجماعة خلف الإمام.. الخ.. وقد بعثته إليكم لكي يحمل مكتبته ويسلم على والدته.. ويحضر ملف الدراسة لكي يكمل دراسته الثانوية.. ثم دعا الشيخ لي وللوالد جزاه الله عني خير الجزاء.. وأحتفظ بعدد من رسائله للوالد عندي .. رحمهما الله.. سلمت على أمي وإخوتي جميعا ... اشق شيء في السفر الطويل والانقطاع عن اهلك وأحبابك هو أن تنزل عليك الأخبار جملة واحدة وقد يكون بعضها مرا وموجعا ولذلك أحرص دوما أن اتصل على أهلي باستمرار خوفا من مرارة الفواجع دفعة واحدة!! فاجئني مرض أحد إخوتي الكبار بمرض قريب من الصرع !! حيث أصيب بمس أو عين .. فما استطعت الحديث معه أو افهم حاله.. فهو لا يكاد يعقل !! سألت الوالدة عن أمره؟؟ فقالت: والله هو كما ترى ، وما تركنا مستشفى ولا عيادة إلا وعرضناه عليهم ، استمرت حالة أخي كذلك لعدة شهور .. ولكنه تعافى وعادت له صحته وهو الآن سيد نفسه وله ذرية وشأن!! اجتمعت بالعائلة أخيرا .. لقيت العمة .. التي وقفت معي في محنتي.. وقلت لها: الحمد لله فقد أوفى الله بظني ونجوت!! فضحكت وفرحت .. جلست مع إخوتي الصغار الذين اشتقت لهم كثيرا.. وخاصة أختي الصغرى التي أحبها حبا لا يعلمه إلا الله تعالى وما زلت.. وكم تألمت لفراقها وللبعد عنها فالحمد لله الذي جمعني بهم جميعا.. وجدت كثيرا من كتبي وأغراضي معدة لي عند باب البيت بناء على طلبي.. لم يشق علينا تكديسها في مؤخرة السيارة وبالكاد وسعتها.. بات الإخوة في المجلس.. وسهرت طوال الليل مع الوالدة والعائلة .. حيث كان يوم خميس ... بعد صلاة الفجر ودعت العائلة .. وتوجهت مع الزملاء لمكة لأداء العمرة .. أدى الأخوة العمرة وبقيت أنا في السيارة أحرس متاعنا وكتبي.. ثم رجعنا للقصيم ووصلنا قريبا من العشاء.. أوقفنا السيارة .. وناديت على عدد من الزملاء.. ليعاونونا في نقل الكتب للغرفة .. التي أمتلاءت أدراجها أخيرا بالكتب!! لم أنم تلك الليلة من الحماس.. ورتبت غرفتي ورصصت كتبي في مواضعها حتى أذن الفجر.. نزلت للصلاة .. وانتظرت شيخنا أمام باب المسجد .. فجاء للمسجد وهو حاف !! ويضع أعلى عباءته على رأسه.. قبل أن يدليها على كتفه قبيل دخول المسجد.. قبلت يديه ورأسه.. وليتنا قبلت قدميه .. فله الفضل علي بعد الله في انطلاقتي الجدية .. جزاه الله عني وعن المسلمين خير الجزاء...

لولا مغالطة النفوس عقولها **** لم تصفُ للمتيقظين حياةُ

 

  رد مع اقتباس
قديم 02 / 08 / 2007, 42 : 09 PM   #27
ربيع الربيع 
وئامي فعال

 


+ رقم العضوية » 30404
+ تاريخ التسجيل » 09 / 06 / 2007

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 244
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

ربيع الربيع غير متواجد حالياً

افتراضي

الحلقة الواحدة والأربعون
سألت شيخنا رحمه الله يوما ...
ما خير وسيلة وأقصر طريق لتحصيل العلوم وخاصة علوم الفقه..؟؟
قال: عليك بالقواعد والأصول...
قلت له : وأين أجد تلك القواعد والأصول؟؟
فقال: يصعب أن تجدها جميعا كلها في كتاب واحد ..
ولكن عليك بالتنقيب في كلام الفقهاء والعلماء الأصوليين..
وستجد في تعليلاتهم واستدلالاتهم كثيرا من القواعد الجامعة لفروع
المسائل أو الأصول التي تبنى عليها الأحكام..
اشتغلت بجمع تلك القواعد والأصول من كتب الفقهاء والأصوليين
ومنها كتب ابن قدامة المقدسي.. كالإقناع والكافي ..
ورجعت لكتب القواعد للحافظ ابن رجب والحافظ السيوطي
وكذلك لكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ..
ومن أكثر الكتب التي استفدت منها بمشورة شيخنا شرح العمدة
للحافظ ابن دقيق العيد الشافعي المالكي!!
وكذلك فتح الباري للحافظ ابن حجر ..
والمجموع شرح المهذب للنووي..
ومنها أضواء البيان للشنقيطي ومذكراته في الأصول..
كنت اقرأ وأراجع تلك الكتب ثم أدون تلك التعليلات والقواعد
وفي اليوم التالي أقرأها على الشيخ وأسجل تعليقاته وتفصيلاته
لها ويفرع عليها قواعد أخرى يسردها شيخنا على السليقة دون
مراجعة وتردد ، مما حيرني في عقلية وسعة إطلاع هذا العالم الجليل..
رحمه الله رحمة واسعة..
وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء..
سألته ذات مرة : ياشيخنا هل تراجع أو تحضر لدروسك؟؟
فقال : الحمد لله العلم أحمله في صدري ،ونادرا احتاج للمراجعة!!
ولقد شهدته مرارا ينقل من حافظته مسائل ونصوصا يحتاج الواحد من
للبحث فيها والتحرير عنها دهرا ،يسوقها الشيخ ببيانه الشافي بكل
ثقة واقتدار.. من صدره بالنص والكمال!!
كما ذكرت سابقا مرت علي فترة من الهدوء من قبل صاحبنا العتيد!!
ولكنه لم يصبر ولم يطق الانتظار حيث ظن ذلك المسكين أن البساط
سيسحب أو كاد أن يسحب من تحته وما درى أن شيخنا
قلبه سيسع الجميع لو كنا نعقل أو نرشد!!
فاجأني ذات مرة أن لحقني وأنا خارج من المسجد ونادى علي!!
فالتفت إليه .. فما صدقت نظري ؟؟
انه صاحبي ذاته؟؟
ابتسم في وجهي ابتسامة لا أكاد أميزها!!
وقال لي : كيف أحوالك وما هي أخبارك؟؟
فقلت ك أنا بخير حال والحمد لله ...
لم يطل الحديث معي بل كان يريد أن يعطيني انطباعا معينا ونجح فيه!!
لمن يفهم ما اعنيه!!
انصرف فبقيت واقفا حائرا لا اصدق ما جرى..
هل من المعقول أن الرجل عاد لرشده ؟؟
قلت في نفسي: لا يستغرب ذلك من طالب علم في مثل مستواه ..
يعلم الله تعالى شدة فرحي بما حصل واستبشاري بذلك..
وظننت أن ذلك هو نهاية تلك المآسي التي لا تليق بطلبة العلم
خصوصا على سمعة شيخنا رحمه الله..
في اليوم التالي بادرته أنا بالسلام في صلاتي الفجر والظهر..
كان قصدي أن استوثق من الرجل هل ما فعله حقيقة أم أنه كيد ؟؟
جاءني بعد صلاة العصر وقال لي: هل ممكن ترافقني لفنجان قهوة في
بيتي؟؟
قلت : لدي برنامج مع الشيخ...
ولكن لأجلك سأذهب معك!!
ركبت معه على سيارته ..
وأنا فرح بهذا التقدم الغير متوقع!!
وقطعنا الطريق لبيته الواقع في أطراف عنيزة..
كان يتحدث ويتبسط في الكلام ويبتسم ويظهر السرور والفرح..
مما زاد وثوقي واطمئناني..
وما كنت أعلم أنني كالشاة تسقى وتطعم العلف وهي تساق لسكين
الجزار !!
وصلت لبيته ، وهو منزل عائلته وكان شبه خال !!
دخلنا المجلس ..
ولم يقدم لي القهوة والشاي كما هي العادة بل تحول الحديث بشكل
مفاجئ..لتحقيق وتدقيق ..!!
ولكنه كان من النوع الهادئ ولم يكن عاصفا أو مدويا!!
ولم أفهمه أنه كذلك إلا حينما قال لي :
أريدك أن تفرغ كل مافي جيبك من أوراق !!
قلت له : لماذا ؟؟
قال: أفعل ما أطلبه منك !!
أخرجت ما في جيبي من أوراق فبعثرها وفتش فيها ودقق
فقال : أخرج كل مافي جيبك ؟؟
فقلت : لا يوجد شيء سوى مناديل وأقلام..؟؟
قال : أخرجها!!
أخرجتها حتى لم أترك شيئا في جيبي!!
لم افطن لمقصده حينها!!
فتش في تلك الحاجيات وبحث فما أشفى ذلك غليله ونهمه!!
فقام إلي وأخذ يفتش جيوبي بنفسه ورفع شماغي عن رأسي
وانزلها !!
قلت له : عماذا تبحث يافلان؟؟
قال : لا يعنيك!!
قلت : وكيف لا يعنيني؟؟
قال : أنت تخفي شيئا ولا ادري أين وضعته.. ولكن سوف أجده يوما!!
ثم أمرني بالخروج معه من المنزل ..
خرجنا وكان وجهه مسودا من الغيظ وهو كظيم ويكاد يفتك بي!!
ركبت للسيارة وأنا خائف منه ..
ولم نتكلم حتى اقتربنا من السكن ..
عندها دار في فكري شيء...!!
وفهمت ماذا يقصد وعماذا يبحث!!
قلت له : يافلان أما آن لك أن تعقل !!
أنت أحضرتني لبيتك وفتشتني وأهنتني ماذا تريد من ذلك؟؟
سكت ولم يجبني !!
قلت له : هل تظن أنني سحرت الشيخ وأنني اخفي السحر في جيبي؟؟
فالتفت إلي ونظر في عيني وكاد أن يوقف السيارة ولكنه نظر أمامه
ولم يتحدث بكلمة واحده!!
نزلت من سيارته وأنا خائر وحزين من فعل هذا الخائب..
ترددت في الاتصال على شيخنا ..
هل أخبره بما فعل ذلك الرجل؟؟
لم أصدق والله أن بلغت به الظنون هذا الحد!!
هل ياترى لو أخبرت الشيخ سيصدق؟؟
أليس من المعيب أن اشغل شيخنا بتلك التفاهات؟؟
خاصة بعد انتهاء مشكلتي مع الوالد قريبا..
حضرت الدرس تلك الليلة وأنا لا أكاد أشعر بما هو حولي ..
بعد صلاة العشاء انتظرت الشيخ ..
فسألني أين كنت اليوم؟؟
فقلت له : ذهبت مع فلان في بيته!!
فتعجب وقال : مع فلان؟؟ صحيح؟؟
كأنه فرح بذلك ..
ثم ناولني عباءته ودخل لدورات المياه .. حيث سيذهب بعد ذلك
لزيارة إحدى قريباته كما هي عادته..
لم يكن لدي فرصة للحديث معه أو إبلاغه بما فعل صاحبنا معي..
في اليوم التالي ..
لم أقابل الشيخ لصلاة الفجر ولا الجمعة ذلك اليوم...
حيث كنت تعبانا وكسولا ومتضايقا للغاية ..
رأيت الشيخ من نافذة غرفتي وهو خارج من المسجد من صلاة الجمعة
ومعه جمع من الناس ومنهم صاحبنا ذاك!!
بعد صلاة العصر .. مشيت مع الشيخ وقرأت عليه عددا من القواعد..
وحينما اقتربنا من منزله وكنت وحيدا مع الشيخ ..
لاحظت صاحبنا يسير بسيارته ويراقبني..
حيث مر بسيارته من أمام منزل الشيخ..
سلمت على الشيخ ثم رجعت للسكن..
وفي الطريق بدر لي أن ارجع للشيخ وأحدثه بما تم بالأمس..
فرجعت لبيته .. وطرقت الباب ...
فرد علي أهل الشيخ .. فطلبت منهم أن ينادوه...
فقالو لي: انتظر قليلا...
حينها .. مر صاحبنا بسيارته مرة أخرى فرآني واقفا أمام بيت الشيخ..
فأوقف السيارة و ترجل منها وتوجه نحوي..
فاقترب مني .. وصرخ في وجهي ..
وقال: ماذا تفعل هنا ؟؟
هيا أغرب عن وجهي ؟؟
فقلت له : أنا أمام بيت الشيخ ، وليس بيتك وهذا ليس من شأنك!!
فرفع يده فجأة..
ولطمني على وجهي بشدة فسقطت على الأرض..
وتبعثرت أوراقي ومسجلي..
فحمل المسجل وضرب به على وجهي فسقطت مرة أخرى ثم رمى به على جدار منزل الشيخ فتكسر ولم يعد ذا نفع..
ثم دفعني بشدة وعنف وقال : هيا اذهب وإلا فعلت بك وفعلت!!
حملت متاعي وأوراقي المبعثرة وتمنيت أن يخرج الشيخ فيرى ما حصل بعينه.. ورجعت للسكن وأنا أبكي من الألم والحسرة..
سبحان الله.. أهكذا العلم وهكذا حال طلبة العلم؟؟
وممن ؟؟ من أقرب الناس للشيخ ؟؟
واعيباه وفضيحتاه على العلم وطلبته!!
والله الذي لا إله سواه إنني أتحدث لكم ولا أكاد اصدق ما حدث وجرى
دخلت على سكن الطلبة وطلبت من علاء الدين أن يعطيني هاتفا..
فقال لي: مالذي حصل لوجهك؟؟
فقلت : دعني ياعلاء سأخبرك لاحقا..
فقال : إن هاتفي يستقبل ولا يمكن الاتصال منه..
ولكن اذهب لتلفون المكتبة فيمكنك الاتصال منه..
دخلت على مشرف المكتبة وهو الأخ عبيد الله الأفغاني وهو من أصحابي القريبين جدا مني..
فاستأذنته للاتصال على شيخنا لأمر هام...
فتفهم الأمر وعرف أن هناك كارثة حصلت معي!!
فاسـتأذنته أن أخلو بالتلفون ..
لم أكن ارغب أن يسمع الطلاب تلك المهزلة والفضيحة..
فخرج من المكتبة ولم يكن حينها سواه ورد الباب خلفه..
فاتصلت على تلفون الشيخ الخاص..
فردت علي أهله وحولتني للشيخ...
حينما سمعت صوته ، انفجرت باكيا ولم أستطع أن أنطق جملة واحدة مفهومة ..
فقال لي: ..
اهدأ وحدثني بما حصل ...
فرويت له القصة وما فعله طالب العلم ذاك معي..
فاسترجع شيخنا ، وعرفت الغضب والحيرة من صوته ..
وقال لي: سوف أرى مالذي سأفعله مع هذا الرجل..
ثم أغلق السماعة ....

لولا مغالطة النفوس عقولها **** لم تصفُ للمتيقظين حياةُ

 

  رد مع اقتباس
قديم 02 / 08 / 2007, 50 : 09 PM   #28
ربيع الربيع 
وئامي فعال

 


+ رقم العضوية » 30404
+ تاريخ التسجيل » 09 / 06 / 2007

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 244
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

ربيع الربيع غير متواجد حالياً

افتراضي

الحلقة الثانية والأربعون
لم أحضر الدرس ذلك اليوم من الخوف والحياء..
ولم أخرج من غرفتي طوال ذلك اليوم وحتى اليوم التالي ..
صليت الظهر مع الشيخ ثم لحقته بعد الصلاة..
وكان الشيخ واجما ويستمع لأسئلة الناس حتى انتهوا وبقيت أسير
وحدي معه..
كانت الحيرة والغضب واضحة عليه..
لا شك أنني أردت منه أن ينصفني من ذلك الطالب المعتدي..
فهو حق لي ....
ولكن ما معنى ذلك؟؟
سيكون في ذلك فتحا لباب الأقاويل في الشيخ وطلبته حينها..
وهو مؤذ للشيخ ...
وهذا شيء لا أرضاه البتة ..
حتى ولو أدى ذلك لأذيتي والتعدي علي مرارا والله..
ومالذي يضيرني لو تحملت في ذات الله تعالى وطلب العلم أذية ؟؟
فقد أوذي وضرب وشتم وتعدي بل وقتل من هو اشرف مني
وخيرا وأتقى عند الله تعالى..
لم يطلب مني شيخنا شيئا ولم ينهني عن شيء ولم يخبرني مالذي
جرى بينه وبين ذلك الطالب..
..ولا أشك انه استدعاه واستوثق منه ما فعله..
فهو رجل قريب من الشيخ وهو طالب مجتهد في العلم إن لم يكن اعلم
طلبة الشيخ في بعض العلوم!!
فأي عار سيجلبه ذلك الرجل لنفسه ولشيخه ولحلقته ولطلبة العلم لو
أشيع الخبر حينها؟؟
لو طلب مني الشيخ أن أصبر وأصمت لفعلت ولكن سيبقى في نفسي
شيء!!
ولو أمرني بفعل شيء نحو أن أشتكيه أو شيخنا فعل ذلك لكانت
كارثة!!
لذلك سكت الشيخ وكأنه يشير لي أن القرار راجع إلي!!
ولا أدعي والله أنني كنت راشدا حكيما في أفعالي حينها..
ولكنني كظمت غيضي وفوضت أمري لله سبحانه..
وصمت ولم أشتكه للشرطة أو أي جهة تحاسبه..
وأنا أحمد الله تعالى أنني فعلت ذلك ..
فمنذ تلك المشكلة وأنا أشعر في نفسي أنني جزء من عائلة هذا العلم
الشهم الكريم الذي آواني وكفلني ..
فالحمد لله أنني لم أضيق صدره بشيء أو أن أفتح له بابا للمشاكل..
ولكن هل ارتدع ذلك الرجل السفيه عن غيه وعقل وتاب عما فعل..
دعوني أكمل فصول الرواية وأحداثها وستعرفون مالذي حدث!!
كما سبق لم يطلعني الشيخ عما جرى بينهما..
ولكنني أدركت بعض الأمور من خلال تصرفاته..
والتي من خلالها نستطيع استنباط ما يجري..
حيث انقطع رفيقنا عن الدروس لفترة طويلة !!
وتوقف عن القراءة على الشيخ في درس العصر..
بل لم يعد يصلي خلف الشيخ في المسجد كما هي عادته..
ورأيت بينه وبين الشيخ جفوة ..
وأنا لم آمر بذلك ولم تسئني !!
كما قال أبو سفيان رضي الله عنه.. !!
فبعد فعلته معي صرت لا أطيق رؤيته ولا أطيق مجاورته ..
وحينما رجع لحضور الدرس بقي سنوات يحضر الحلقة
دون أن ينطق بكلمة واحدة أو يكلمه شيخنا إلا ما ندر..
وكل ذلك من نتائج أفعاله المشينة معي حينها...
لقد سعى ذلك الرجل طوال بقائي في عنيزة في تشويه صورتي والنيل
مني سواء في عنيزة عند طلبة الشيخ أو لدى أقاربه وأهله وولده..
وكذلك لدى كل المشائخ الذين يصل إليهم دون أن يردعه دين أو خلق
أليس من المعيب أن يكون شغلنا نحن طلبة العلم أن نفتري على بعضا
بعضا ونشغل الناس بمثل هذه التفاهات..
لا يظنن جاهل أو مغفل أنني أردت بكتابتي عن تلك القصة النيل من ذلك
الطالب أو الانتقام من تصرفاته معي ..!!
إن هذا سيكون حسابه بين يدي رب العالمين سبحانه..
ولو قصدت ذلك لفضحته باسمه ولذكرت مخازيه باسمه..
وهذا مالا يليق بنا معاشر طلبة العلم وفي ذلك أذية لشيخنا ولأهله ..
فدعونا ياإخوتي نستفيد من تلك القصة دون أن ننشغل بمعرفة من هو
فلان أو فلان..
إن كل ما قصدته من كل ذلك هو رد جزء من جميل شيخي وأستاذي
ووالدي الشيخ محمد رحمه الله ورضي عنه ..
فدعوني احكي الحكاية واروي الواقعة بكل اطمئنان وراحة ضمير..
إن موقف شيخنا محمد معي هو موقف شريف ونبيل أريد أن أحكيه
للناس لتعرف فضله وعقله وسعة حلمه رحمه الله ..
أريد أن يعرف أبنائي و كذلك كل من اساؤا بي الظنون ممن قرب وبعد
أريدهم أن يدركوا ما حصل ويكفيني أن تبلغهم الحقيقة التي أدين الله
بها وبعد ذلك فالقرار راجع لهم وأمري وأمرهم لله تعالى..
لقد شحن ذلك المسكين نفوس بعض الناس حتى وصل بهم الحال أن
يفعلوا أفعالا لا تكاد تصدق..
سافر مجموعة من أصحابه بإيحاء منه للطائف من أجل أن يستوثقوا
عني لدى من يعرفني من المشائخ ..
وليتهم أكتفوا بذلك فليس هناك سوى ما يشرف والحمد لله ...
بل كذبوا وافتروا و صوروا لهم أنني في شهور بسيطة قد صرت أقرب
الناس للشيخ فلا بد أنني استعملت وسائل غير شرعية وقصدهم أنني
سحرت الشيخ !!
ورجعوا لعنيزة ونشروا بين الناس أنهم وجدوا سر المسألة
وكيف أنني سأكون خطرا على الشيخ وولده وأهله ..
اختلفت آراء أولئك السفهاء ..
فمنهم من قال : هو ساحر ..
ومنهم من قال : بل هو جاسوس ..
ومنهم من قال : هو !!!
والذي أريد أن يعرفه هؤلاء ممن يقرأ هذا الكلام اليوم أنني طوال
بقائي في عنيزة لأكثر من عشر سنوات والذي لا إله سواه لم اسمع
شيخنا يقول كلمة واحدة عن سحر أو جاسوسية لا عني ولا عن أحد
من طلبته فهو رجل عاقل وحصيف ويخشى الله تعالى في أعراض
الناس ويعرف أنه موقوف بين يدي الله ومسئول عن كل ما يقوله
فليعد أولئك جوابا لربهم عما قالوه وافتروه ..
وليأتوا بالبرهان إن كانوا صادقين ..
لم يرو لي الشيخ ما يقوله هؤلاء عني ولم اسمعه يتكلم به معي أو
مع غيري لا من قريب ولا من بعيد ولم يحاول الإستيثاق من ذلك
فهذه شهادة شرف أعتز بها من الشيخ رحمه الله..
كان الشيخ يقول لي : أنت مثل ابن عباس رض الله عنه حينما قال:
أدركت العلم بثلاث (بقلب عقول وجسم غير ملول ولسان سؤول) أو كما
قال رضي الله عنه..
لم يشتغل الشيخ ولم يشغلني بمثل هذه الخزعبلات ..
بل كان وفيا معي وبعهده الذي قطعه لوالدي بأن يرعاني وأكون تحت
نظره وتربيته ..
جاءت أيام الدراسة فدرست في ثانوية ابن سعدي وبالكاد تخرجت من الثانوية..
حيث أن نفسي طابت من الدراسة النظامية ولولا ضغط الشيخ علي
لتركتها ولم أكمل مطلقا..
جاء رمضان ذلك العام ..1412 للهجرة..
حيث يتبع فيه شيخنا برنامجا صارما في قراءة القرءان
وتتوقف دروسه تقريبا سوى تدريس بعض الأبواب الفقهية التي
تتعلق بالصيام ورمضان..
حينما بلغنا الخبر برؤية الهلال ذلك العام ..
لم نتمكن من صلاة التراويح ليلة الأول من رمضان ..
فلم يبلغ الناس إلا متأخرين وأظنهم أعلنوا ذلك في آخر الليل ..
في ذلك الصباح استقبلت الشيخ وهنأته بالشهر الفضيل ..
وسألته عن برنامجه ؟؟
فقال : سأجلس أقرا القرءان في المسجد..
قلت له : سأبقى معك ..
قال: لا دروس سوى قراءة القرءان فحسب..
فقلت : نعم سأفعل إن شاء الله..
وكنت حينها مرهقا ومتعبا ولم انم أغلب الليل ..
صلى الشيخ الفجر ذلك اليوم ثم بعد التسبيح والذكر ..
دخل لمصلى الجمعة الذي في مقدمة المسجد..
ورمى عباءته على الأرض وابتدأ في قراءة القرءان وهو يسير
ذهابا وإيابا..
فقرأ عشرة أجزاء .. حيث يختم كل ثلاثة أيام ..
فتكون ختمته في الشهر عشر ختمات ..
ولو شاء لختمه كله في يوم واحد ولكنه يرى أن السنة أن لا يقل عن
ثلاث لحديث عبد الله بن عمرو ابن العاص.. المعروف..
و بما انه ينزل لمكة ويمكث العشر في الحرم تدريسا وإفتاء
ولكثرة أشغاله وضيق الوقت فهو يقرأ أيضا بعد صلاة العصر ليعوض
عن نفسه الختمات التي يريد أن يقرأها في مكة ..
ومن عمل شيخنا انه يواظب على الشيء إذا فعله مهما كانت الظروف
ويحترز لذلك .. رحمه الله رحمة واسعة..
طلب مني الشيخ أن أراجع حفظي ثم بعد ذلك يسمع لي حينما ينتهي
من قراءة حزبه .. في المسجد أو ونحن نسير لبيته..
حيث لا يكون أحد سوانا..
ويكون ذلك بعد انقضاء حوالي ثلاث ساعات من بعد الصلاة..
كانت لحظات روحانية أجد المتعة واللذة في استذكار تلك اللحظات
الجميلة ..
أذكر أن تلك الأيام كانت باردة ولذلك يلبس شيخنا عباءته الغليظة
ذات اللون المسمى ( العنابي ) !!
وكنت أتدثر بعباءتي وأقرأ القرءان ويصيبني النعاس أحيانا..
فأنام فيرفع شيخنا صوته بالقرءان كأنه يوقظني فأستيقظ وأكمل
حزبي..
حاولت مرارا أن أفعل مثل الشيخ وأسير في المسجد كما يسير هو
ولكنني تعبت وعجزت ..
وهو يفعل ذلك لكي لا ينام وينعس ولا يكسل ..
ذات مرة في تلك الأيام ونحن نسير لبيت الشيخ وحولنا هدوء وسكينة
فالناس كلهم هجوع..
والأسواق والشوارع خالية من الناس والسيارات ..
فلا تسمع سوى سقسقة وتغريد العصافير..
طلبت من الشيخ أن يحدثني عن نفسه ..
وعن حياته في شبابه ..
فأخذ يروي لي أشياء جميلة سأذكرها في الحلقة القادمة
بحول الله تعالى ...

لولا مغالطة النفوس عقولها **** لم تصفُ للمتيقظين حياةُ

 

  رد مع اقتباس
قديم 03 / 08 / 2007, 33 : 03 AM   #29
ربيع الربيع 
وئامي فعال

 


+ رقم العضوية » 30404
+ تاريخ التسجيل » 09 / 06 / 2007

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 244
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

ربيع الربيع غير متواجد حالياً

افتراضي

الحلقة الثالثة والأربعون
ذات يوم من أيام رمضان المبارك تلك..
وبعد أن أكمل الشيخ حزبه من القرءان في الصباح..
دعاني لكي يراجع لي حفظي ..
فكنت أقرأ عليه ويفتح علي إن أخطأت ..
وكنت أمشي بجواره بين زوايا المسجد ..
دنا الشيخ من النافذة في الزاوية الغربية من الجامع..
ثم توقف قليلا!!
وأخذ يمعن النظر في مسجد الطين القديم الذي بني منذ زمن بعيد
يتجاوز القرن من الزمان وما زال حتى تلك الأيام يصلى فيه ..
قال لي الشيخ : أتدري؟؟
لقد حفظت القرءان في هذا المسجد ..
عند عمي سليمان آل دامغ رحمه الله ..
وكنت مؤذن هذا المسجد الصغير لفترة من الزمن...
قلت له : كم كان عمرك حينما حفظت القرءان ؟
قال : حوالي العشرة أعوام..!!
ثم أكملت تسميع حزبي .. وخرجنا من الجامع..
وكان الوقت حينها ضحى ..
ونكاد نسير لوحدنا في كل الطرق التي مررنا بها..
أخفيت مسجلي الجديد في جيبي ..
وقلت للشيخ : ياوالدي هل يمكن أن تحدثني عن شبابك وحياتك في
صغرك.. ؟؟
فتنفس الشيخ الصعداء ثم أخذ يروي لي في عبارات رقيقة ومعاني
سامية لا تحضرني جميعها ...
ولكن سأنسجها من ذاكرتي وأضيف عليها أشياء رواها الشيخ لي
في مواقف أخرى وهي بذات مضمون ما قاله.. دون زيادة أو مبالغة..
ولو كانت عندي مكتوبة أو مسجلة لرقمتها لكم بحرفها ولكن للأسف
لم يبق سوى ما في ذاكرتي وبالكاد تجود معي بشيء!!
قال رحمه الله:
كانت عائلتنا فقيرة .. كأغلب العوائل في عنيزة حيث مر على الناس
جوع ومخمصة لقلة الأمطار ولندرة المال، ولانعدام الأمن ، حيث يعجز
الواحد أن يخرج من عنيزة لبريدة أو لأي مدينة أخرى حينما يحل
الظلام .. خوفا من السراق وجماعات النهب والسلب...
كانت عائلتنا تملك بقرة حلوب نشرب من حليبها ولبنها ونتغذى من
سمنها ولحمها في المواسم.. كما هو الحال في كل بيوت عنيزة..
وكان والدي يذهب نهارا للوادي لكي يزرع ويسقي نخله وغرسه..
فكنت أساعده في شؤون عمله ..
حبب الله تعالى لي العلم وطلبه قبل أن تنشأ المدارس النظامية
والمعاهد، فالتحقت بحلقة شيخنا ابن سعدي رحمه الله مرورا بدروس
بعض تلاميذه الكبار اللذين كانوا يدرسون مبادئ العلوم لصغار الطلبة
ومنهم أنا (يعني الشيخ نفسه..)
فكنت أحرص على الجمع بين الطلب ومساعدة الوالد رحمه الله..
استمر الشيخ عدة سنوات في الدراسة على شيخه ابن سعدي
وأقبل الطلبة عليه من عنيزة وخارجها ..
حيث هو علامة القصيم حينها بلا منازع..
يقول الشيخ : كان شيخنا ابن سعدي رجلا حليما ورحيما بطلابه فكان
يشجعنا على الطلب بكل ما توفر له من إمكانات ..
فكان يثير جو المنافسة بين المجموعات بالمناظرات والمجادلة
والمحاورة ، فيكافئ المجموعة الفائزة أو الطالب المجد بحفنة من
تمرات الرطب أو العنب أو بمكافأة مالية رمزية ..
وكان الشيخ في دروسه يبسط الكلام ليستوعب الصغير والكبير عنه
ويحاور طلابه ويمازحهم أحيانا في دروسه ، مما يثير جو الحرص
وحب الاستماع والاستفادة من علمه وأدبه ..
وكان الشيخ يزور الطلبة في بيوتهم ويحضر مناسباتهم ويعود مرضاهم
يقول شيخنا : كانت مكتبتي حينها عبارة عن غرفة صغيرة ، انحشر
فيها وتصعب علي فيها الحركة سوى بمشقة ولها كوة صغيرة تشرف
على زريبة البقر ولم أكن أتأذى من روائحها النتنة لأنني لا أشم
أصلا!!
أراجع في مكتبتي المتواضعة دروسي من كتاب الروض وتفسير
الجلالين وغيرهما ..
يقول الشيخ : ثم مرت بعد ذلك فترة من الركود العلمي فتضائل عدد
الطلاب عند الشيخ ابن سعدي...
وشغل الناس بأمور سياسية ومذاهب فكرية كالناصرية والقومية
العربية الاشتراكية وغيرها بسبب الإعلام المنحرف والموجه..
وانفتحت أبواب التجارة والعمل والتعليم في الجامعات والمعاهد
فهاجرت كثير من العوائل للمدن الكبرى كالرياض والمنطقة الشرقية
وغيرها...
يقول الشيخ : ثم إنني أصابني ما أصاب الناس فانصرفت عن دروس
الشيخ واشتغلت بالزراعة في الوادي مع الوالد ..
قلت له : كم الفترة التي انقطعتم فيها عن العلم؟؟
قال : خمس سنوات تقريبا!!
قلت له : وماذا كنت تعمل حينها ؟؟
قال: أزرع واحصد ولم أكن أذاكر أو أراجع العلم الذي حصلته عن
الشيخ ابن سعدي، وكدت أنسى القرءان غير أنني كنت أراجعه وأنا
أسير على حماري إلى الوادي!!
ولولا ذاك لنسيته ولكن الله سلم..
يقول الشيخ: ولم يكن يحضر حلقة الشيخ بن سعدي سوى عدد بسيط
من كبار طلبته ، ومع ذلك صمد الشيخ واستمر في التعليم والتأليف
والإفتاء.. والخطابة وتدريس العوام ..دونما انقطاع.. رحمه الله
رحمة واسعة..
يقول شيخنا: ثم إن الله تعالى حينما أراد بي خيرا ..
جئت يوما لجامع الشيخ ابن سعدي وحضرت درسه لأول مرة منذ
سنوات ..
فما عاتبني الشيخ ولا نهرني لانقطاعي ولم يقل لي:
لم غبت ؟؟
أو لم تركت العلم؟؟ أو نحو ذلك ...
مما أثر في نفسي وحبب الشيخ ابن سعدي لنفسي..
فرفع ذلك السلوك من الشيخ همتي ..
و توجهت بكل جوارحي للعلم ، فزاحمت الكبار وثنيت الركب بين يديه
وحصلت من علمه وأدبه ما فتح الله علي به ، فحزت رضاه وإعجابه
فقربني وخصني بدروس لي خاصة أو مع خاصة تلاميذه..
فقرأت عليه متونا كثيرة في الفقه والتفسير والأصول والنحو والصرف
والحديث والمصطلح وغيرها من العلوم النافعة..
وحصل أن انتقلت عائلة الشيخ محمد لمدينة الرياض ..
فطلب الشيخ ابن سعدي من والد الشيخ محمد كما سبق وذكرنا أن يبقى
شيخنا في عنيزة ليكمل طلبه للعلم ، حيث رأى الشيخ فيه علامات
النبوغ والنباهة فحرص على بقائه ليستمر في التحصيل وهذا ما كان..
و بعد سنوات افتتحت المعاهد العلمية..
فاستأذن شيخنا من شيخه ابن سعدي أن ينتقل للدراسة
في المعهد العلمي في الرياض ..
فأذن له شيخه ..
يقول شيخنا ..
حينما دخلت قاعة الدرس في المعهد العلمي في الرياض ..
وتغيرت علي وجوه الطلبة اللذين عهدتهم ..
وكان الجو الدراسي وطرق التدريس مختلفة عما أعتدت عليه ..
تنكرت علي الأمور وضاقت علي نفسي ..
وندمت على حضوري للرياض..
وكان يجلس بجواري شاب كفيف خلوق وطيب فأحببته واستأنست به
منذ أول لقاء به..
وهو الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك العالم المشهور ..
يقول الشيخ : ونحن في القاعة وأنا أتحدث مع صديقي وجاري
دخل علينا رجل بدوي الهيئة اسمر البشرة رث الثياب ..
وجلس على مقعد التدريس فقلت في نفسي:
الآن أترك شيخنا ابن سعدي وعلمه الواسع وطيبته وأريحيته
وسماحة نفسه ..
وكنت في بلدي وديرتي وبين أقاربي وأصحابي
أترك كل ذلك من أجل أن أتعلم عند هذا الإفريقي البدوي..؟؟
ياضيعة العلم والعلماء..
يقول الشيخ : ثم إن هذا الأعرابي بدأ في الكلام ..
فحمد الله وصلى على رسول الله ..
وتكلم في فنون العلم وصنوفه من حفظه بلا كتاب
فشرق وغرب وتلا الآيات ونقل أقوال المفسرين والفقهاء ..
وخلافاتهم ، قديمها وحديثها..
وذكر الأحاديث بأسانيدها وشواهدها والحكم عليها..
وروى الأشعار والشواهد والنصوص الطويلة.. الهائلة وتفجرت أنهار العلوم من بين جنباته
و تدفقت من لسانه كالسيل الهادر ..
علوم وأقوال لايكاد يحويها صدر عالم لقيناه أو عاصرناه..
فلله دره ..
ما أقوى حجته ..
وما أسد بيانه ..
وما أرفع كعبه في العلم وبيانه ونقله ..
رغم احتقارنا لهيئته أول الأمر ..
يقول الشيخ : ففرحت بذلك أيما فرح ..
وشكرت الله تعالى أن تمكنت من لقيا هذا الجبل الأشم والبحر الزاخر..
إنه العلامة المفسر الفقيه النحوي الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله رحمة واسعة..
صاحب التفسير الكبير تفسير أضواء البيان..
أستفدت من علمه في التفسير والأصول والنحو وغيرها..
يقول الشيخ: ولازمت دروس سماحة شيخنا العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز عليه رحمة الله ..
فقرأت عليه جزءا من صحيح البخاري وأبواب الفرائض..
وقد أهتم بي الشيخ وخصني بدروس في منزله
فقرأت عليه عددا من المتون في قواعد التفسير والحديث وغيرها..
وحسبك بهذين العالمين الجليلين علما وفقها وسعة اطلاع ..
عليهم وعلى شيخنا سحائب الرحمة والرضوان..

لولا مغالطة النفوس عقولها **** لم تصفُ للمتيقظين حياةُ

 

  رد مع اقتباس
قديم 04 / 08 / 2007, 04 : 07 AM   #30
ربيع الربيع 
وئامي فعال

 


+ رقم العضوية » 30404
+ تاريخ التسجيل » 09 / 06 / 2007

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 244
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

ربيع الربيع غير متواجد حالياً

افتراضي

الحلقة الرابعة والأربعون
بعد أن أكمل شيخنا دراسته في المعهد العلمي في الرياض..
رجع لموطنه عنيزة ..
ومكث في هذه المدينة الهادئة الوديعة طوال حياته..
وحينما افتتح المعهد العلمي في عنيزة عين شيخنا مدرسا فيه..
وأكمل دراسته بالانتساب في كلية الشريعة في الرياض..
أصيب الشيخ ابن سعدي بعارض صحي فسافر للعلاج إلى لبنان..
فتعافى .. ولكن المرض عاد له بعد فترة من الزمن..
فأرسلت طائرة الإخلاء لنقله فتوفي قبل أن ينقل للرياض..
وذلك في عام 1376 للهجرة..
واحتار الناس فيمن يخلف الشيخ ابن سعدي في الإمامة في الجامع الكبير والخطابة والتدريس في حلق المسجد..
ووقع اختيار عدد من الوجهاء على الشيخ محمد ..
رغم أنه لم يكن أكبر الطلبة سنا أو أقدمهم في حلقة الشيخ ابن سعدي..
وتبين للناس بعد حين أن اختيارهم لشيخنا كان توفيقا وتسديدا من الله تعالى ..
سبب موت العلامة الفقيه ابن سعدي رحمه الله فراغا في التعليم
الشرعي ، ولكن لم يطل الوقت حتى سد شيخنا مسده بل كاد يجاوز شيخه أو قد فعل!!
سلك شيخنا أسلوب الشيخ ابن سعدي في الإلقاء حيث التبسيط والتركيز على الكيف لا الكم..
والعجب من بعض طلبة العلم في زماننا هذا ..
ترى الواحد منهم يسوق في الدقيقة الواحدة كما كبيرا من المسائل والنقولات ولا يكاد يستوعب الطلبة من أستاذهم سوى النزر اليسير من علمه.. !!
يقول ابن عباس حبر الأمة رضي الله عنهما..
في قوله تعالى ( وكونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) قال هم من يبدؤون بصغار العلم قبل كباره..
قال لي احدهم يوما: ما بال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في دروسه التي نسمعها على الأشرطة فيها كأنه يدرس أطفالا لا طلبة علم ؟؟
قلت له : أنت تبالغ في كلامك.. لكن الشيخ يبسط المسألة لأن أفهام الناس تتفاوت فيستفيد من كلامه الطالب المبتدئ و كذلك الطالب المجد النهم .... فهي ربوع نظرة وبساتين عامرة كل يقطف منها ما
يسد حاجته ويروي عطشه ..
لقد ورث شيخنا هذا الأسلوب عن شيخه ابن سعدي والشيخ ابن سعدي
أخذ هذا الأسلوب عن الشيخ محمد الشنقيطي وليس هو صاحب أضواء البيان بل هو أحد العلماء اللذين مروا على عنيزة في طريقهم لمدينة الزبير في العراق حيث تتلمذ عليه الشيخ ابن سعدي في فترة بقاءه
في عنيزة واخذ عنه سند رواية الكتب الستة متصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وبهذه المناسبة يسرني أن أزف هذه البشرى لطلبة شيخنا ابن عثيمين رحمه الله جميعا ممن تتلمذوا على يديه وحضروا دروسه واستحقوا أن يطلق عليهم عرفا أنهم تلاميذ لديه بأن لهم جميعا نسبا شريف
متصلا برسول الله صلى الله عليه وسلم !!
هو خير الأنساب وأفضل وأزكى عند الله لمن اتقى!!
من نسب الرحم والقرابة ..

ولهذا النسب وتدوينه قصة سأحكيها لكم لاحقا ..
ومضمونها أنه حينما ابلغني الشيخ رحمه الله بإصابته بمرض السرطان في القولون تألمت لذلك أشد الألم وحز في نفسي وتكدرت علي أموري ..
فكتبت له هذه الورقات ومعها أوراق أخرى وفيها أبيات شعرية نظمتها
وسلمتها له ..
ففرح بها الشيخ وأثنى عليها ويسعدني أنها كانت سببا لإدخال السرور على نفسه رحمه الله رحمة واسعة والآن دعوني أذكر السند والذي أطلقت عليه (نسب العلماء )
علما أن الفضل يعود بعد الله في تدوين هذا النسب للشيخ العلامة عبدالله البسام رحمه الله
حيث نقلت أغلب ذلك النسب النبيل من تحفته النادرة الطراز
(تاريخ علماء نجد خلال ثمانية قرون)
قلت فيها :
هذا هو نسب شيخنا وأستاذنا العلامة الفقيه المفسر النحوي ..
الشيخ محمد بن صالح العثيمين ..

وقد أخذ العلم عن شيخه العلامة عبد الرحمن الناصر السعدي ..
وهو أخذ العلم عن الشيخ صالح بن عثمان القاضي..
وهو أخذ العلم عن الشيخ عبد الله بن عائض..
وهو أخذ العم عن الشيخ علي بن محمد بن علي قاضي عنيزه
وهو أخذ عن الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين مفتي نجد المشهور
وهو أخذ عن الشيخ أحمد بن حسن بن رشيد الإحسائي..
وهو أخذ عن العالم الشهير محمد بن فيروز وهو أخذ عن والده عبدالله بن فيروز ..
وهو أخذ عن والده محمد بن فيروز الجد..
وهو أخذ عن عبد القادر التغلبي ..
وهو أخذ عن محمد البلباني وعن الشيخ عبد الباقي والد أبي المواهب...
وهما أخذا عن العلامة منصور البهوتي .. صاحب الروض..
وهو أخذ عن يحي بن موسى الحجاوي ... صاحب الزاد..
و عن الشيخ أحمد الوفائي وهما...
عن الشيخ موسى الحجاوي صاحب الإقناع ...
وهو أخذ عن الشيخ أحمد الشويكي...
وهو أخذ عن أحمد العسكري..
وهو أخذ عن علي بن سليمان المرداوي العلامة المشهور منقح المذهب الحنبلي ..
وهو أخذ عن ابن قندس...
وهو أخذ عن ابن اللحام...
وهو أخذ عن الحافظ ابن رجب الحنبلي..
وهو أخذ عن شمس الدين ابن قيم الجوزية ...
وهو أخذ عن شيخ الإسلام ابن تيمية ....
وهو أخذ عن شيخه شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر صاحب الشرح الكبير..
وهو أخذ عن عمه موفق الدين ابن قدامة ...
وهو أخذ عن شيخه العابد الزاهد عبد القادر الجيلاني...
وعن الحافظ ابن الجوزي وعن ابن المنى الفقيه المشهور وهم ..
أخذوا عن أبي الوفاء بن عقيل صاحب كتاب الفنون..
وعن أبي الخطاب صاحب الهداية...
وهما عن القاضي أبي يعلى...
وهو أخذ عن أبي حامد ...
وهو عن أبي بكر بن عبد العزيز غلام الخلال...
وهو أخذ عن أبي بكر بن الخلال...
وهو أخذ عن المروزي وأولاد الإمام أحمد بن حنبل صالح وعبدالله...
وهم أخذوا عن الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنه....
وهو أخذعن أئمة ومنهم الإمام محمد بن إدريس الشافعي...
وسفيان بن عيينه وهما عن عمرو بن دينار والإمام مالك بن أنس....
وهو أخذ عن نافع مولى ابن عمر...
وهو أخذ عن صاحب رسول الله الفقيه عبد الله بن عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما...
وهو أخذ عن إمام المتقين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم....
هذه سلسلة كريمة مليئة بالنجوم الزاهرة وبالكرام الأولياء وعلى رأسهم رسولنا وحبيبنا سيد الأولين والآخرين محمد بن عبد الله الهاشمي عليه افضل الصلاة والسلام أهديها لكل طالب علم درس على يد شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله..

لولا مغالطة النفوس عقولها **** لم تصفُ للمتيقظين حياةُ

 

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صور من رحلتي الى ماليزيا لمياء  || روائعْ الفنْ التشْكِيلي والفوتوغرافِي 12 25 / 05 / 2009 29 : 04 AM
رحلتي إلى إيطاليا 0 0 0 عاشقة الورود  ||ترفيه وَمسآبقآت 7 09 / 11 / 2004 57 : 02 PM
رحلتي الاخلاق الرفيعه  بوحْ الشعِر والنثر .. 5 07 / 05 / 2003 55 : 03 PM
كل شىء يتاثر لمن رحلتي !!! الأنيق  بوحْ الشعِر والنثر .. 14 09 / 06 / 2002 46 : 12 AM
رحلتي والوفا دمعه... § دمع القصيد §  بوحْ الشعِر والنثر .. 7 19 / 07 / 2001 10 : 06 PM


الساعة الآن 18 : 03 PM بتوقيت السعودية


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by
9adq_ala7sas
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.7 By L I V R Z ]