وكنت تحسب أن العيـــــد مسعـدةٌ
فساءك العيد في "أغمات" مأسـورا
ترى بنــــاتك في الأطمـار جائعـةً
في لبسهنّ رأيت الفقـر مسطـورا
معاشهـنّ بُعيـــد العـــــزّ ممتهـنٌ
يغزلن للنـاس لا يملكـن قطميـرا
برزن نحــــوك للتسليـم خاشعـةً
عيونهـنّ فعـاد القلـب موتــــورا
قد أُغمضت بعد أن كانت مفتّـرةً
أبصارهـنّ حسيــــراتٍ مكاسيـرا
يطأن في الطين والأقـدام حافيـةً
ًتشكو فراق حـذاءٍ كـان موفـورا
قد لوّثت بيـد الأقــــذاء اتسخـت
كأنها لـم تطـــــأ مسكـاً وكافـورا
لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهـره
وقبل كان بمـاء الـورد مغمـورا
لكنه بسيـول الحــــــزن مُختـرقٌ
وليس إلا مع الأنفـاس ممطـورا
أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه
ولست يا عيدُ مني اليوم معـذورا
وكنت تحسب أن الفطـر مُبتَهَـجٌ
فعـاد فطـرك للأكبــــاد تفطيـــــرا
قد كان دهرك إن تأمره ممتثــلاً
لما أمــرت وكـان الفعـلُ مبـرورا
وكم حكمت على الأقوامِ في صلفٍ
فـردّك الدهـــر منهيـــاً ومأمـــورا