الناعسة ، وبيضاها الذي هو الشمس ، كانت فعلا كبيرق الذهب ، بل كمركبة أسطورية مليئة بالعطور الفائحة !
فينكس زياد الطريق ويلاحقها ، في حركة لا شعورية ، وقد أخذت منه الفتنها كل ما أخذت !
تحس الفتاة به يلاحقها ، فيروق لها ذلك ، فتسرع في خطاها ، فيسرع
خلفها ، تضحك وتتغنج ، وتتمايل في مشيتها وتقذف بشعرها خلفها ، وتدعب خصلات شعرها الذي على جبينها !
يغيب زياد في سكرته ... وينطلق بجنون ، حتى لقد خلي لرفيقه أنه
مارد أو عفريت مزمجر هائج يريد أن يقبض على الفتاة ويخسف بها ونفسه الأرض في الأرض السفلى حيث عالم العفاريت !
وفي غياب زياد في جنونه ، وهو مسرع ... يرتطم بجسم صغير !
فيلقيه بعيدا وسط الطريق !
يفيق زياد من سكرته ، ويقف ، وتقف الفتاة المراهقة من بعيد ترمق الموقف ، وقد لفت انتباها توقف الشاب السعودي المراهق .
يلتفت زياد للجسم الذي أرتطم به ، فإذا هي طفلة صغيرة ممزقة الثياب كان في يدها قطعة من الخبز وقد سقطت في الجانب الآخر من الطريق .
يسرع زياد نحوها ، فتلملم ثوبها المرقع لتستر ساقيها ببقايا ثويها المرقع ، فيقف زياد ، تاركا لها فرصة في ستر نفسها وهو متعجب ، ثم تقوم الطفلة بالبحث عن قطعة الخبز التي سقطت منها !
في ذلك الوقت ، تقترب الفتاة المراهقة متظاهرة بتقديم مساعدة متسائلة :
يا حبيبتي ... عما تبحثين ؟
فترد عليها الطفلة : خبزتي .
الفتاة : خبزتك ( وتضحك ) !
عندها تحس الطفلة بالخجل فيحمر وجها .
يتقدم زياد ، متسائلا عما تبحث عنه الطفلة ؟
فتنظر له الفتاة متبسمة وتقول : تبحث عن خبزتها التي سقطت على الأرض ( وتضحك ) !
زياد : أين وقع قطعت الخبز ؟
الفتاة : إنها هناك قرب سلة المهملات ... هناك .
الطفلة تسر بذلك ، وتركض مسرعة نحو القمامة تلتقط قطعة الخبز!
زياد يطلب من الطفلة أن ترمي الخبزة في سلة المهملات ، ويخرج من
جيبه عشر دولارات ويقدمها للطفلة ، ولكن الطفلة ترفض ، وتمسك بقطعة الخبز ، وهو يصر عليها ، وهي تصر بالرفض !
ثم تنحني كي تربط حذائها ، فيندفع من بين صدرها قلادة فيها صليب !
فيشاهده زياد ، فيتعجب ، ويسألها هل أنت نصرنية ؟
الفتاة : هذا ربنا يسوع ، صلب لأجلنا وعلق على صليب العار ، وحمل خطايانا ، يسوع هو نور العالم ، هو نهر الحياة ، وهو الطريق .
زياد : المصلوب هو ربكم ؟ إذن أنت نصرانية ؟
الفتاة ( وهي تضحك ساخرة ) : أنا مسيحية ، وربنا المخلص الفادي يسوع له المجد ، صلب بإرادته لأنه أحبنا ، لأن الله محبة فهكذا بذلك ابنه الحبيب الوحيد يسوع .
وأنا الآن ذاهبة للكنيسة ... تعال معي لترى الرب ملق على الصليب من أجلنا .