امراة في مهب الضياع
كانت طفلة ممتلئة بالحيوية والنشاط على وجهها نضارة واشراق ، كانت تلهو وتمرح ونفكر بالحياة على انها فرح وسعادة ، تفكر بأسلوب برئ كبراءة الطفولة في وجهها ، تبكي ليلبى طلبها تصرخ لينفذ امرها ، تفعل كل شئ لتجلب الانتباه إليها ، وتتولى السنون وتمضي الايام ، فتكبر تلك الطفلة - وتكبر احزانها معها، هكذا الاحزان تولد معنا صغيرة فتكبر شيئا فشيئا - اصبحت تلك الطفلة شابة مكتملة الانوثة رقيقة الاحساعذبة العواطف ، تحمل اماني واحلام لاحدود لها ، تعتليها همة ونشاط تنظر الى الامام تريد ان تحقق المستحيل تجد وتجتهد في ذلك ، وبدأ قلبها يخفق بالحب ،فتفتحت زهور حـياتها ، وصـار كـل شئ ينبئ عـما في قلبها ، فحـكم عليها الهـوى فلا تسير الا بالحب ، ولا تفكر الا فيه ، وبنت مستقبلها على حبها ، ولكن فجأة في لحظة ، في دقيقة في ثانية تهدمت كل احـلامها ، تحطمت كل امانيها ، تمزق مستقبلها ، واذا بها تفاجأ بخبر زواجها من ابن عمها كما تقتضي العادات والتقاليد وما هو متعارف عليه لدى الاسر ، صاحت وبكت ورفضت لكن للاسف لم يتعد صياحها صدرها ، فأحرقت تلك الصيحات ذلك الصدر ، يا للعجب ما هو مصيرها ؟ !!!!!
انها فتاة كانت على قمة الفرح فهوت الى قعر الحزن ، تعثرت في اول حياتها فأشرقت شمس الحزن لتشع في روحها ، ذبلت زهرة وجهها وماتت في اول نفحة ، وبدأت مراسم الوفاة وجاء موعد اعلان موتها، انها الان تحتضر يتهـافت اهـلها عـليها معزين بوفاتها ، انها الان انسانة في جسد حي ، تحاول عبثا ان تضع على ذلك الوجه الحزين ابتسامة وكيف لها ذلك ؟!
حتى الابتسامة رفضت الانصياع لها ، وبكت محاولة اخراج الدمعة لتخفف من الم روحها... فأبت الدمعة ذلك !
حزنت العين لمصابها فذرفت دمعه واحدة في حرارة بركان مشتعل من لهيب صدرها المحموم فانسابت على خدها فحرقت طفولتها وشبابها ..؟
( هذه مقالة من كتابي الحب بين الاحساس والتجربة )
http://www.khayma.com/ehsas