سيطر على أفكارك

سيطر على أفكارك

محمد بن حمد الدريهم 6/2/1426
16/03/2005


إلى أي مدى يمكنك التحكم في أفكارك؟ إن الإجابة عن هذا السؤال سيحدّد وبدقة إلى أي مدى يمكنك التحكم في مشاعرك؛ فإن كل شعور هو في الحقيقة نابع من فكرة قمت بالغوص فيها والتفاعل معها، وتضخيمها وإضفاء اللون والحركة والصوت على تلك الصور التي تعبر عن تلك الفكرة التي بخيالك.. فلا يمكن أن يتولّد شعور من غير فكرة مرت بك وبالتالي فإن التحكم القويّ بالأفكار هو السبيل الأمثل للحصول على شعور سويّ منضبط.. والعكس أيضًا صحيح؛ فإن المشاعر التي تنتابك وتحسّ بها من شأنها أن تجعلك تستنبط منها مجموعة أفكار تكون في نهاية الأمر باعثة على أحداث قرار حيالها.
فإن الأفكار والمشاعر مشاريع عمل إن صحّ التعبير.. ولهذا كان ضروريًا أن يعتاد كل واحد منا ضبط الفكر.
وقديمًا أشار علماء الإسلام كالغزالي وابن القيم وغيرهما إلى هذا المعنى بضرورة السيطرة على الخواطر؛ فإنها تستحيل إلى أفكار، ومن ثم السيطرة على الأفكار فإنها تستحيل إلى إرادات والإرادات تستحيل إلى أفعال والأفعال تصير إلى عادات.
والعادة تستحكم ويصعب الخلوص منها. تصوّروا أن كل عادة يعتادها الواحد سواء كانت سلبية أو إيجابية فإنها في الحقيقة كانت مجرّد خاطرة عابرة، فأصبحت فكرة ثم عادة فأصبحت فكرة ثم إرادة ثم عملاً ثم تحوّلت إلى جزء من شخصيتنا.
وهذا المعنى هو الذي يذكره مؤلفو الغرب من المهتمين بعلوم البرمجة اللغوية والتفوق البشريّ.. وهي موجودة لدى ثقافتنا قديمًا.. إذًا الشعور هو استجابة جسدية للفكر.. هل تتذكر مرة وجدت فيها نبض قلبك يزداد؟ أو أن وجهك علته حمرة؟ أو أن العرق ملأ جبينك؟ أو غير ذلك من الاستجابات العاطفية.. الأكيد أن ثمة رسالة أتت من مركز التفكير.. لهذا لو قُدّر أن مركز التفكير لديك حدث به عطف فاعلم أنك لن تشعر بأية استجابات عاطفية البتّة.. وفي بعض حالات اعتلال المخ فإنك لربما لن تشعر حتى بالألم الجسدي الواقع عليك.
بعض الناس يعيش شقيًا وتعيسًا فقط؛ لأن فلاناً من الناس أو علاناً يراه بنظرة سيئة، أو لأن فلاناً قال عنه كذا وكذا.. المشكلة الحقيقة أن نظن أن أعمال غيرنا هي التي تصنع شعورنا. حسنًا وما علاقة فعل الغير بالحقيقة التي تعلمها أنت عن نفسك؟ إذا كان أحد من الناس يراك بنظرة معينة.. فهو ما يشاء، وإن كان فلان من الناس يتحدث عنك بكيت وكيت فقل له بأعلى صوتك: "احترم وجهة نظرك" لكن حين تتأثر وتحزن وتتألم فاعلم -على وجه اليقين الذي لا ينتابه شك- أنك أنت الذي اخترت هذه المشاعر وليس أحد غيرك.. فأنت بحقيقتك وقواعد حياتك وقيمك وشيء مستقل تقدر على أن تتحكم في فكرك وشعورك كما تحب...
وأنا أقول: تتحكم أي أن هناك عملاً يجب أن تقوم به، وليس هو أمراً سهلاً أو يسيراً.
بل يتطلب منك جدًا ومثابرة حتى تعتاد التحكم في أفكارك، ومن ثم مشاعرك وأعمالك.. قبل أن تتحول إلى عادات.. إننا في الحقيقة متأثرون كثيرًا بفكرة أننا غير مسؤولين عن مشاعرنا بل غيرنا هو المسؤول.. وبالتالي نتملّص ونعيش الألم ونلقي اللائمة على غيرنا.. إنك أنت المسؤول الأول والأخير عما تشعر به مهما كانت هناك من المحركات والأسباب والظروف القاسية؛ فإن تفسيرك للأحداث، وتقييمك لها هو قطب الرحى.
كثيرون من الذين يستنكرون هذه الحقائق يكون هذا بسبب أنهم اعتادوا نسقًا معينًا للتفكير، ومن ثم فهي ردود فعل مباشرة نشؤوا عليها أعوامًا طوالاً.. ولهذا بقليل من الدربة وتعويد النفس والسيطرة والتحكم الحقيقي بالفكر والشعور فإن ذلك سيجعل منك شخصًا رائعًا، وسيجعلك تعيش سلامًا داخليًا مذهلاً.

http://islamtoday.net/articles/show_...=99&artid=5296

أهلين بالحــــــــــــــــارث


إختيـــــــــــــار رائع ينم عن وعــــــــــي ثقافي رائع


مرحباً بعودتك مرةً أخـــــــــــــــــــرى

أخي الكريم ( الحــــارث )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
روعة أختيارك لهذا الموضوع دليل على وجود موسوعه كبيرة يحتويها الفكر الثقافي للمبدع الحارث ولانستطيع إلا القول بارك الله فيك وزادك من علمه ومن فضائله.
رغم معرفتي المتواضعه ومن وجهة نظري ليس أكثر من ذلك أعتقد بأن التحكم فالمشاعر أمر يتطلب وجود بعض المزايا في الشخص
ليكون أنساناً مسيطراً على أفكاره ومشاعره منها....... قوة إيمان الشخص بربه ومعرفته بأن ما أصابهُ من خيرٍ أو شر هو من عند الله وقدرٍ كائن وهو بمثابة الإختبار لقوة الصبر واللجوء إلا الدعاء والتضرع إلى ربه بإن يعينه ويكتب له ماهو خير ....
أتزان العقل ليزن الأمور جميعها بتعقل بعيداً عن التسرع ...... تحلي الشخص بالأخلاق الإسلامية والتواضع وبشاشة الوجه .
يجب أن لاينظر الشخص إلى مقولة الأخرين سواءً عنه أو عن غيره أذا رد بقول يجب أن يكون من باب النصح وبإسلوب النصيحه الصحيح مع إبداء الإبتسامه وبشاشة الوجه لمن ينصحه ، أو ترك وتجاهل مايقال لينال عليه الأجر..... والكثير الكثير من الأساليب التي
تجعل من المسلم أنساناً عاقلاً متعقلاً مسيطراً على أفكاره ومشاعره.
وهذه كما أسلفت هي وجهة نظر خاصة بي أنا فقط ولكلٍ وجهة نظره . وفقك الله أخي الفاضل لما فيه الخير والفائدة.

الله يعطيك العافيه


موضوع قيم


لاعدمناك

أخي الحارث

موضوعك جذاب ويشد العقل ويجعلنا نمارس التمارين الرياضية العقلية , بمعنى أنه يحتم علينا تمدد (استرش) الأفكار الموجودة لدينا ومعرفة صلاحيتها بعد أن أُصيبت بخمول كامل من المواضيع الرتيبة.

أسمح لي أولا أن أسجل إعجابي بالموضوع حيث إنني اعتبرته تحدي لي , لأني تساءلت بيني وبين نفسي هل أستطيع فعلا السيطرة على أفكاري......وسرحت بأفكاري وجمحت لدرجة أني وجدت صعوبة في كبح جماحها ولكن في الأخر نجحت وقد ارتسمت على شفتاي ابتسامة خبث , وتمنيت أن أستطيع محاورة كاتب المقال الذي يجزم بأن التحكم في الأفكار يخولنا التحكم في مشاعرنا !!!
من أين تأتي الأفكار!!!! ومن ها المسؤؤل عن تنشئتها!!! الإنسان لديه ايطار مرجعي يحتوي على معايير ومقيم وثقافة يكتسبها من الأسرة والمجتمع المحيط به وبالتالي هي المسؤوله عن معظم الأفكار والتصرفات التي نمارسها في حياتنا , لكن هناك أفكار تكون شاطحة تصل إلى أفاق عالية تخرج عن نطاق القيم والمعايير المتعارف عليها ومع ذلك تدور في العقل ولا نجرأ على مناقشتها حتى لا يُختلف معنا فهي إذن تتحكم في تصرفاتنا أما شعورنا فيبقى وتبقى هيا مجرد أفكار تسبح في فلك عقلنا , ولا يعني بأن هذه الأفكار محرمه أو ممنوعة بل قد تكون غير معقولة أو بعيدة المنال أو أي سبب أخر.
الإنسان يعيش حالة نفاق بينه وبين نفسه , والسوي من يعترف بذلك , نجن تحكمنا معايير أخلاقيه ودينيه واجتماعيه تحكم تصرفاتنا أما أفكارنا ومشاعرنا فهي ملك لنا ونحن من نتحكم فيها.
أسفه على التطويل مع إن هناك نقاط أخرى كنت أود مناقشتها ولكني لم أشأ أن أكون ضيف ثقيل على الصفحة

أشكرك أخي مرة أخرى لاتاحت الفرصة لي
تحياتي لك