|
بوحْ الشعِر والنثر .. للشعر الفصيح والشعبي والنثر " المنقول " |
|
أدوات الموضوع |
04 / 10 / 2001, 03 : 12 PM | #1 | |||||||
ينتظر تأكيد البريد
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
الناجي الوحيد(قصة قصيرة)
الناجي الوحيد(قصة قصيرة)
سأذكر بعد قليل قصة عجيبة ، ولها تطورات غريبة ، أحدثت إستفهامات كثيرة . أتريد أن أذكر القصة ؟ إن أجبت بنعم فأكمل قراءة القصة ؛ ولكن أشترط منك التركيز . أخي الحبيب: في إحدى المحيطات ، خاض مركب شراعي صغير معركة رهيبة ، وذات أطراف غير متوازنة ؛ فهل يعقل أن قبطان هذا المركب الشراعي كان له أدنى راجحة عقل ، أو فكر نتيجة إختياره لهذا الأمر ؟ بل هل البحارة الذين تبعوه داخل المركب فاقدين البصر ؟؟! أم فاقدين البصيرة ؟؟! لكن ماذا يفيد الكلام في ذلك ؟! والمركب قد خاض عباب الأمواج ، وهو يتصافق مع ضرباته . مر اليوم الأول ... ودخل اليوم الثاني ، ومع وجود بعض الضربات القويةالتي واجهها المركب ، والحمد لله سار كل شيء على ما يرام ، ولكن البحر لا يؤمن ؛ فهو غدار ، ولكن للأسف لم يكد أن يمر يوماً إلا بعد معركة شرسة مع أنياب المحيط ، التي لاتفرق بين قبطان ماهر .. أو (نوخذه) كبير .. أو اسم يعرفه أهل البحر .... البحر لايفهم هذا !.. إنما يفهم مبدأ القوة . المهم أن هذا القبطان(النوخذه)أرادأن يختصر ويغير سيره إلى موقع آخر ، يزعم أنه مختصر ؛ ولكن لم ولن يعبر من خلاله أحد،والقبطان مصرٌ على رأيه . حدث أمر غريب ؛ بل يدعوا إلى الدهشة ، لقد عارض القبطان أكثر من نصف البحارة ؛ ولكن بدأت صور الدكتاتورية تتضح ، وأمر الرأي الواحد،والعنجهية في القيادة تسود . لقد بدأت في المركب الصغير نوع من صحوة الضمير ؛ ولكن لافائدة منها بدون عمل . المهم أن الذين عارضوه ، وصححوا تفكيرهم ، تركوا المطالبة بالبعد عن هذا وتصحيح المسار ؛ ولكن أسروا في أنفسهم عند العودة سيتركون القبطان . وذهب اليوم الثاني مع طريقه الجديد بسلام ، ودخل اليوم الثالث الذي بدأ مع فجره موجة عارمة من الأمواج العاتمة ، وذات السياط القاسية ، وتصارع المركب مع الأمواج والتيارات البحرية الرهيبة ، وقاسى جميع من على متن هذا المركب هذه الهجمات المتطايرة كالشرر ، مطلقة إشارات الخطر . وبعد أن هدأت العاصفة ، سقط جميع البحارة ، وحتى قبطان السفينة على ظهورهم .. وما استيقضوا إلا مع زوال الشمس ، وإقتراب العصر . مرت هذه العاصفة بسلام ، بعد إستبسال البحارة . ومع مغرب هذا اليوم ، إجتاحت هذا المركب عاصفة أشد ؛ ولكن هل يستطيع البحارة الصمود مع هذه العصفة ؟! فالإرهاق سحب جهدهم جميعاً ، ولقوة هذه العاصفة بالتحديد . أصبح المركب يعبث به الموج كالريشة في مهب الريح ، ولم يستقر حتى ... وحتى درس الموج آثار مركب شراعي كان يخوض عباب البحر . وغرق كل من على هذا المركب ؛ إلا بحاراً من الذين عارضوا رأي القبطان ، كتب الله له الحياة ليروي لنا قصة المركب الشراعي ، وصل بعد جهد وإنهاك إلى ساحل أحد الجزر . وما أن أفاق إلا وهالة من الإعلامين عند رأسه ، وأسألتهم أسرع من عودة النفس . وما أن عاد إليه فكره إلا وأدلى بهذا التصريح العجيب !! نعم والله إنه لعجيب .. أدلى بتصريحه ونصيحته لكل من يسمعها ، إنها كلمات ، ولكنهن بليغات ، أصابت الهدف ، ونشرت في الصحف . إنها الحقيقة !! وما هي الحقيقة ؟؟ يقول : (( إخواني : أشكر الله على أن قذفني إلى هذا الساحل ، وأشكره أنه لم يأخذني في غفلة .. نعم الغفلة !! لقد غرق الجميع ، الظالم لنفسه ، والذي يعلم الحق ولم يعمل به ، لم ينجوا أحد ؛ ألا أنا فقد أنجاني الله. كنت من الذين علموا ولم يعملوا بما علموا ، بل _ وكادت العبرة تخنقه _ أعوذبالله ، كنت بصفات المغضوب عليهم أعرف الحق واهجره ، وأرى المنكر وأغض الطرف عنه ؛ بل إفعله . مه !! ألم يكن معنا رجل رشيد ؛ للأسف محاولاتنا كانت يائسة بائسة ، لقد أوكانا لطاقاتنا فما تنفع إن لم نشد أزرنا برباط من الله . أين التوكل على الله ؟؟! أين إيماننا ؟؟ أخي الحبيب : , أدلي لك بهذه الكلمات ، لعلك تنجوا بها بعد الله من المفازات ، وإن كنا لك عبرة ، فلا تكن لغيرك موعظة . أخي الحبيب : , أنت تعلم كم لسياط الذنوب من الآلام ، إن الطريق المختصر الذي سلكناه هي الشهوات ، وكانت تلك الأمواج العاتية الشبهات ، وكان القبطان النفس الأمارة بالسوء . فسر على الدرب الصحيح حتى تبلغ المحل ، وأعلم أن هذا الطريق لم يحف بالورود والأزهار ، بل حف بالمكاره ، ولكن قال من سبق : "من سار على الدرب وصل ". ولاتقل سأعود قريباً ، فأخشى عليك من موجة ترديك للردى. هذه إشارة ، والعاقل تكفيه الإشارة )). بعدها ؛ سأله أحد الصحفيين : كيف نجوت ؟ فأجاب ( لما علم صدق توبتي ومحاولاتي الجادة في إقناع القبطان بتصحيح المسار أنجاني)). هذه عباراته ؛ بل عبراته بعد النجاة ... فيا أخي الحبيب : , اعلم وفقني الله وإياك _ وأنت تعلم _ أن هذه الحياة مسار ، بجانبها الشهوات والشبهات .... الحياة التي نتحدث عنهاهي حياة الأمان ، حياة أهل الإيمان ، الموصلة إلى الجنان . فيــــــــــــــــــــــا طالب الجنة ... من سار على الدرب وصل . يا سلعة الرحمن لست رخيصة ..............بل أنت غالية على الكسلان جعلني الله وإياك ممن يدفع هذا الثمن . .................................................. ..5/6/1422هـ. |
|||||||
|
||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
انت الوحيد صديقي......... | bebe | بوحْ الشعِر والنثر .. | 10 | 29 / 01 / 2004 05 : 10 AM |
حُبي الوحيد | ابن عربي | بوحْ الشعِر والنثر .. | 24 | 16 / 09 / 2002 12 : 12 AM |
الناجي الوحيد(قصة قصيرة) | وليد العلي | بوحْ الشعِر والنثر .. | 0 | 25 / 10 / 2001 18 : 12 PM |
فروقات بين النجدي والحجازي | امير الليالي | ||ترفيه وَمسآبقآت | 4 | 27 / 07 / 2001 23 : 09 AM |