أرتال من الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية تتوغل في بيت لحم من اتجاهين وتتمركز على بعد أمتار من ساحة كنيسة المهد وسط مقاومة شديدة من المسلحين الفلسطينيين
ـــــــــــــــــــــــ
الفلسطينيون في رام الله يعثرون صباح اليوم على شهيدين قتلا رميا بالرصاص في الرأس أحدهما كسيح
ـــــــــــــــــــــــ
قوات الاحتلال تحتجز العشرات من المدنيين الفلسطينيين في مخزن أسفل عمارة بوسط مدينة رام الله تحت ظروف صعبة
صف من الدبابات الإسرائيلية في رام الله
جندي إسرائيلي يوقف مصورا تلفزيونيا يصور تظاهرة لنشطاء سلام في بيت جالا
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون إن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قادر على مغادرة رام الله إن شاء ذلك لكنه لن يعود إليها، في هذه الأثناء واصلت قوات الاحتلال اعتداءاتها على الأراضي الفلسطينية، ووسعت من عملياتها لتطال المساجد والكنائس في الأراضي الفلسطينية.
وقالت مراسلة للجزيرة في الأراضي الفلسطينية إن قصف كنيسة سانت ماريا في بيت لحم أدى إلى استشهاد القسيس جاك أسعد، وإصابة عدد من الراهبات، وأضافت إن نحو 40 راهبة محاصرات في الكنيسة التي تتعرض للقصف الإسرائيلي.
وفي مدينة رام الله قصفت قوات الاحتلال مسجدا، بينما لازال نحو 60 فلسطينيا محاصرين في عمارة قريبة من مقر الأمن الوقائي في المدينة.
وأفادت آخر الأنباء أن اتفاقا تم التوصل إليه بين قائد الامن الوقائي في الضفة الغربية العقيد جبريل الرجوب وقوات الاحتلال لوقف قصف مقر قواته في بيتونيا، وقالت أنباء أن الرجوب كان في المقر ساعة حصاره غير أنه تمكن من الفرار بمساعدة عدد من معاونيه.
صف من الدبابات الإسرائيلية في رام الله
وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى أن القوات الإسرائيلية تحاول اقتحام مقر الأمن الوقائي في بلدة بيتونيا المجاورة، وأنها تستخدم صواريخ الدبابات والمروحيات المقاتلة والأسلحة الرشاشة في الهجوم حيث تسمع أصوات إطلاق كثيف للنار قرب المبنى.
وقال مراسل الجزيرة إن مروحيات الاحتلال من طراز أباتشي قصفت المقر العام للجهاز مباشرة بالصواريخ ونيران المدفعية صباح اليوم الثلاثاء، مما أدى إلى تدمير عدة أجزاء من المبنى واندلاع حريق هائل فيه.
وأضاف المراسل أن الأنباء تتحدث عن سقوط نحو ثلاثين فلسطينيا على الأقل بين شهيد وجريح من الفلسطينيين المحاصرين داخل المبنى الذي يحتمي به نحو 400 فلسطيني منهم 160 امرأة وطفلا. وتمنع قوات الاحتلال الصليب الأحمر من التدخل لإخلاء الجرحى، حيث تطوق المقر أكثر من 25 دبابة ومجنزرة عسكرية إسرائيلية.
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن جنود الاحتلال استخدموا مدنيين فلسطينيين دروعا بشرية أثناء تقدمهم باتجاه مبنى الأمن الوقائي مجبرين نحو ستين فلسطينيا على السير أمام الدبابات المتجه نحو المبنى لتسهيل إنزال القوات الخاصة الراجلة.
وفي وقت لاحق أبلغ الرجوب قناة الجزيرة أنه أمكن التوصل لاتفاق لوقف الهجوم على مقر قواته في بيتونيا، ولم تتوفر بعد تفاصيل الاتفاق.
وكانت قوات الاحتلال أكدت عزمها على اقتحام المبنى بدعوى وجود حوالي خمسين مسلحا فلسطينيا مطلوبين له بداخله بينهم أمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح مروان البرغوثي، الذي تعتبره إسرائيل القائد النشط لكتائب الأقصى المسؤولة عن عدد من العمليات المسلحة ضد إسرائيل مؤخرا.
جبريل الرجوب
لكن الرجوب في حديث سابق لإعلانه التوصل للاتفاق أجرته معه الجزيرة نفى المزاعم الإسرائيلية، وقال إن مسؤولين فلسطينيين وموظفات طلبوا الاحتماء بمقره من القوات الإسرائيلية، وإن عشرات النساء والأطفال يحتمون داخل المكاتب.
وأكد الرجوب في تصريح لقناة الجزيرة أن المحاصرين لن يستسلموا للقوات الإسرائيلية، وأن قائد الوحدة الفلسطينية داخل المبنى رفض الطلب الإسرائيلي وقال إنه سيقاتل حتى آخر رجل، وحذر من ارتكاب هذه القوات مجزرة إذا اقتحمت المكان.
وتقول مصادر عسكرية إن الجنود الإسرائيليين اعتقلوا حوالي 700 فلسطيني في رام الله منذ اقتحامهم المدينة يوم الجمعة الماضي.
من جانب آخر قال مراسل للجزيرة إن الفلسطينيين في رام الله عثروا صباح اليوم على شهيدين قتلا رميا بالرصاص في الرأس أحدهما كسيح، وقد نقلت جثتاهما إلى مستشفى المدينة. وأشار إلى أن مستشفيات المدينة تعاني من نقص حاد في إمدادات الأدوية، وقد امتلأت ثلاجات الموتى بالجثث بسبب عجز ذوي الضحايا عن دفنهم في ظل الحصار الإسرائيلي.
جنود إسرائيليون يستعدون لدخول مدينة بيت لحم
اقتحام بيت لحم
وقد قتلت قوات الاحتلال كاهنا فلسطينيا في كنيسة ببيت لحم وأصيبت 6 راهبات جراء قصف قوات الاحتلال كنيسة في بيت لحم، وكانت إسرائيل وسعت نطاق عملياتها العسكرية في الضفة الغربية، واقتحمت قواتها فجر الثلاثاء مدينة بيت لحم الخاضعة للحكم الذاتي الفلسطيني ضمن أحدث غاراتها التي تستهدف معظم مدن وبلدات الضفة الغربية.
وقال شهود عيان إن أرتالا ضخمة من الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية توغلت في المدينة من اتجاهين ووصلت وسطها لتتمركز على بعد أمتار من كنيسة المهد.
وقال مراسل الجزيرة إن إطلاق نار مكثف يدور في المدينة حيث تلقى قوات الاحتلال مقاومة كبيرة من المقاتلين الفلسطينيين، في حين كانت طائرات إف -16 تحلق في سماء المدينة. وفي وقت سابق أغارت القوات الإسرائيلية على مخيم الدهيشة للاجئين على مشارف مدينة بيت لحم حيث أجرت عمليات تمشيط من منزل إلى منزل بحثا عن نشطاء فلسطينيين.
وكانت القوات الإسرائيلية قد فرضت حظر تجول على بلدة بيت جالا المجاورة واستولت على عدد من المباني العالية في المدينة ونشرت عليها القناصة. وقد أصيب ستة متظاهرين أجانب بجروح عندما فتحت عليهم قوات الاحتلال النار أثناء تظاهرهم في بيت جالا تأييدا للفلسطينيين.
في غضون ذلك قال فلسطينيون إن ثلاثة متهمين بالعمالة لإسرائيل أعدموا الليلة الماضية في مركز للشرطة الفلسطينية في بيت لحم. وكان جندي إسرائيلي قد قتل في وقت مبكر برصاص قناص بالقرب من المدينة وتبنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي العملية.
ياسر عرفات
الوضع في رام الله
في هذه الأثناء تحتجز قوات الاحتلال العشرات من المدنيين الفلسطينيين في مخزن أسفل عمارة (لا إله إلا الله) وسط مدينة رام الله, ويعاني هؤلاء المحتجزون منذ بداية اجتياح المدينة, من انقطاع المواد التموينية ونقص حاد في مياه الشرب إضافة إلى تدهور خطير في الأوضاع الصحية لبعض الأطفال الموجودين ضمن المحتجزين.
وقال أحد المحتجزين لقناة الجزيرة إنهم محتجزون في شقة تبعد أقل من 300 متر عن مبنى الأمن الوقائي الذي تقصفه قوات الاحتلال، وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية داهمت المبنى المؤلف من تسعة طوابق الأحد الماضي. ووجه نداء إلى المنظمات الحقوقية العربية والدولية للتحرك السريع لإنقاذ حياتهم التي يتهددها الخطر الداهم.
في هذه الأثناء أفادت مصادر من داخل مقر الرئيس ياسر عرفات المحاصر أن الخبز والطعام أوشك على النفاد. وأكد نشطاء السلام الأوروبيون الموجودون داخل المقر مع عرفات هذا النبأ معلنين أنهم سيصدون بأجسادهم أي محاولة لاقتحامه.
واتهمت ناشطة سلام إسرائيلية موجودة داخل المقر القوات الإسرائيلية بشن حرب نفسية بالتهديدات تارة وتفجير قنابل الصوت تارة أخرى، مؤكدة أن ذلك لا يؤثر على معنويات المحاصرين.
وقال عضو المجلس التشريعي أحمد البطش إن جيش الاحتلال وضع سياجا من السلك الشائك وأكياسا من الرمل حول مقر الرئيس الفلسطيني وحوله إلى معتقل عسكري.
جندي إسرائيلي يوقف مصورا تلفزيونيا يصور تظاهرة لنشطاء سلام في بيت جالا
وقد أعلنت القوات الإسرائيلية رام الله منطقة عسكرية مغلقة، ومنعت الصحفيين من التوجه نحو مقر عرفات. ويقول سكان المدينة إنهم يعانون نقصا في المواد الغذائية بسبب حظر التجول الذي تفرضه القوات الإسرائيلية.
كما واصلت قوات الاحتلال منع سيارات الإسعاف والطواقم الطبية من الوصول إلى الجرحى والشهداء الذين ملأت جثثهم الشوارع. وأفاد مراسل الجزيرة أن هناك أعدادا كبيرة أخرى من الشهداء لم يصلوا بعد إلى المستشفى، وأن الوضع في رام الله مأساوي حيث لا يجد المواطنون المحاصرون أي خدمات طبية. وأوضح أن الجنود احتلوا أيضا مباني بلدية رام الله، وأدى ذلك لتوقف جميع خدمات البلدية مثل جمع القمامة مما يزيد من تدهور الأوضاع الصحية.
من جهة أخرى هز انفجار شديد أحد أحياء القدس الغربية أمس، مما أدى إلى استشهاد منفذ العملية وإصابة ثلاثة إسرائيليين بجروح أحدهم شرطي في حال خطرة.
المصدر : قناة الجزيرة + وكالات