مواقف مع الفاروق ...... ( إسلامه )

مواقف مع الفاروق ...... ( إسلامه )



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كانت مكة تودع ضيوفها الذين وفدوا إليها من شتى بقاع الجزيرة ليشهدوا مهرجان عكاظ حيث تزهو القبائل بشعرائها المتفوقين , وحيث تزدان حلبات المصارعة بفتيان قريش الأشداء يعرضون ألعابهم في فن عظيم .

وكان من هؤلاء المغادرين شيخ ذاهبا إلى دار الندوة ليقضي بها وقتا مع رفقائه واذا هو بالطريق حتى اعترضه فتى فدار بينهم الحديث التالي :

الفتى : هل علمت النبأ العظيم يا أخا العرب ....... ؟
الشيخ : أي نبأ يابني .... ؟

الفتى : ذلك الرجل الأعسر اليسر ..... ( يقصد عمر )
الشيخ متسائلا : الذي كان يصارع في سوق عكاظ ... ؟

الفتى : أجل ..... هو ....
الشيخ : ماباله يا فتى .....؟

الفتى : لقد أسلم واتبع محمدا ....
الشيخ بعد أن أفاق من دهشته : أما والحق , ليوسعنهم خيرا ..... أو ليوسعنهم شرا .....

وحدث ماتوقعه الشيخ فلم يعد فمنذ ذلك اليوم لم يعد عمر ذلك الأعسر اليسر الذي يصارع الفتيان بقوته .... ولم يعد عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى ..... بل صار الفاروق عمر الذي سيصارع الباطل والذي يرفع الله به من قدر البشر

ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدرك عظمة الطبيعة البشرية التي رزقها عمر .... وكما كان يعرف مايتمتع به ( عمرو بن هشام ) من جاه ونفوذ .

من أجل هذا دعا ربه الكبير أن ينصر الإسلام ....
بعمر بن الخطاب .... أو عمرو بن هشام

ولقد ربح الإسلام أحب الرجلين إلى الله ( عمر بن الحطاب ) بينما ظل الآخر في كفة الشرك

وفي اسلام عمر نصر للإسلام .... وعن ذلك يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :
مازلنا أعزة منذ أسلم عمر ,
كان إسلامه فتحا ,
وكانت هجرته نصرا ,
وكانت إمارته رحمة ,
لقد رأيتنا ومانستطيع أن نصلي بالبيت حتى أسلم عمر .....



ولعل في قصة اسلام عمر مايدل على طبيعة هذه الشخصية القوية النقية



فذات يوم لاهب .... خرج من داره حاملا معه إصراره الحرور .. وسيفه الجسور ... موليا وجهه شطر ( دار الأرقم ) حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم ونفر من أصحابه المؤمنين يذكرون الله هناك , ويعبدونه

وفي الطريق لقيه نعيم بن عبد الله فيرى ملامحه تتفجر بأسا ونقمه فيقترب منه في وجل ويسأله : إلى أين ياعمر .... ؟

يرد عليه عمر : إلى هذا الصابئ الذي فرق أمر قريش وسفه أحلامها
, وعاب دينها وسب آلهتها فأقتله

ويرد عليه نعيم : ( لبئس السعي سعيك , ولبئس الممشى ممشاك ...)

ويخشى عمر أن يكون نعيم قد اسلم فيقول له : لعلك صبأت ... إن لم تكن فعلت فواللات والعزى لأبدأن بك

ولأن نعيم يعرف تماما أن عمر بن الخطاب يعي ما يقول فيرد عليه قائلا :
ألا فاعلم أن أختك وزوجها سعيد بن زيد قد أسلما وتركا دينك الذي أنت عليه

فغير عمر وجهته بدلا مكن دار الأرقم إلى بيت أخته وزوجها

فقرع الباب قرعا رهيب
ولما علما بأنه عمر اختبأ خباب بن الأرت حيث كان معهما ومعهم صحيفة فيها وحي الله أيات يتلونها ويتدارسونها

وخبأت فاطمة أخت عمر الصحيفة تحت ثيابها

وتساءل عمر : ماهذه الهينمة التي سمعت عندكم ؟؟
أجابا : لا شيء ... إنها نجوى وأحاديث ...

فقال عمر سمعت أنكما صبأتما ......!!!!

فرد سعيد : أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك ؟؟

فلم يمهله عمر حتى يتم حديثه , فوثب عليه , وأخذ راسه يجره ويوليه , ثم ألقاه أرضا . وجلس فوق صدره ....
وحين أردات أخته أن تدافع عن زوجها أصابتها منه لطمة أدمت وجهها فصاحت في وجهه وكأنها بوق سماوي يدوي ويصلصل :

ياعدو الله أتضربني على أيماني بالله الأحد ؟؟
ألا ماكنت فاعلا فافعل , فاني أشهد أن لا إله إلا الله , وأن محمدا رسول الله

وهنا يحدث التحول العظيم فيكشف عن الجوهر النقي الذي صنعت منه فطرة هذا الرجل

وبينما هو في بأسه الشديد .... يجابهه الحق عالي الصيحة ... فيلين له عمر ويخشع .

وفجأة ينهض من فوق صدر سعيد .... ويبسط يده الضارعة إلى أخته , سائلا إياها أن تعطيه الصحيفة التي رآها تبرز من تحت ثيابها : هات هذه الصحيفة ,,, لأنظر مافيها

فترد أخته المؤمنة الواثقة بالله : كلا إنه لا يمسه إلا المطهرون ..... اذهب فاغتسل وتطهر

ويذهب عمر و يغتسل و يتطهر ويعود ولحيته تقطر ماءا وتعطيه أخته الصحيفة ويقرأ :

بسم الله الرحمن الرحيم

((طه , ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى , إلا تذكرة لمن يخشى .......



حتى يصل لقوله تعالى ..

إنني أنا الله فاعبدني وأقم الصلاة لذكري , إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بماتسعى , فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى .. ))

فيعانق عمر الصحيفة ثم يقبلها وينهض واقفا ويقول :

لا ينبغي لمن هذه آياته أن يكون له شريك يعبد معه , دلوني على محمد

وهنا يبرز خباب بن الأرت من مخبئه ويهرول صوب عمر صائحا (( أبشر ياعمر , فوالله لقد استجيب دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لك ))

ويتخذ عمر سبيله إلى دار الأرقم ... وهناك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل في دين الله الحق ويعلنها مدوية

أشهد أن لا إله إلا الله ..... وأشهد أن محمدا رسول الله

ويكبر المسلمون تكبيرة تهتز لها مكة جميعا
منقول لاجلكم.

مازلنا أعزة منذ أسلم عمر ,
كان إسلامه فتحا ,
وكانت هجرته نصرا ,
وكانت إمارته رحمة ,
لقد رأيتنا ومانستطيع أن نصلي بالبيت حتى أسلم عمر .....




هذا عمر الفاروق ....... رضي الله عنه ........

ان الشيطان ليفر من عمر ....... و ان عمر ليسلك طريقا و الشيطان يسلك طريقا آخر .........


بالله درك يا ابن الخطاب ............



و ما أشد حاجتنا لأمثالك في يومنا هذا ..........



جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذه الوقفة مع اسلام الفاروق .......