بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد
فلا شك أن السنة هي الحياة والنور اللذان بهما سعادة العبد وهداه، والسنة تقوم بأهلها وإن قعدت بهم أعمالهم، {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وجوه} [سورة آل عمران، جزء من الآية: 106]. قال ابن عباس رضي الله عنهما: "تبيض وجوه أهل السنة والائتلاف، وتسود وجوه أهل البدعة والتفرق"(1)، وصاحب السنة حي القلب، مستنير القلب، قد انقاد لأمر الله واتبع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ظاهراً وباطناً.
أما صاحب البدعة فهو ميت القلب، مظلمه، والظلمة مستولية على أصحاب البدع: فقلوبهم مظلمة، وأحوالهم كلها مظلمة، فمن أراد الله به السعادة أخرجه من هذه الظلمات إلى نور السنة(2).
وقد عُرف أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى هو الطريق الوحيد لاتباع السنة ومعرفتها والعمل بها
فعزمت متوكلا على الله تعالى أن أثري منتدانا المبارك بحديث صحيح أضعه كل يوم مع شرح بسيط ميسر عليه على أن أجيب كل يوم عن استفسارات اخواني وأخواتي عن الحديث السابقما استطعت إلى ذلك سبيلاً ثم أكتب الحديث التالي وهكذا
آمل من مشرفي هذا المنتدى المبارك تثبيت الموضوع لتعم الفائدة وينفع الله تعالى به
أسال الله العظيم أن يثيب من أعان عليه ويجعله زادا لنا في حسن المصير إليه وعتاداً ليُمن القدوم عليه إنه بكل جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل
وقد آن أوان الشروع في المقصود:
الحديث الأول
عن أبي هريرة ، رضي الله عنه أنه قال : يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة ؟ قال : « لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عنها أحد أول منك ؛ لما رأيت من حرصك على الحديث ، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال : لا إله إلا الله خالصا من قلبه »رواه البخاري
قلت :
اعلم أن الشفاعة لا تبطل منهج الله تعالى في العمل والجزاء فلا تغتر ولا تتهاون في ترك ما كلف الله به عباده، فالأصل عندنا قوله تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره [الزلزلة:7-8]. وقال تعالى: وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى [النجم:38-41].
وللشفاعة شروط
أ- الإذن من الله سبحانه وتعالى : قال تعالى: من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه
ب- الرضا من الله للمشفوع له: قال تعالى: ولا يشفعون إلا لمن ارتضى [الأنبياء:28].
ج- والشفاعة لا تكون إلا لأهل التوحيد، فمن كان ولاؤه لغير الله ورسوله والمؤمنين فهو محروم، ومن كان من جند الباطل يسعى في نصرة مذهب هدام فهو محروم، ومن اعتقد أن غير منهج الله هو الأصلح للحياة فهو محروم، ومن سخر أو جحد أو أنكر من منهج الله فهو محروم.
ثم أعلم أن مجرد التلفظ بالشهادتين دون عمل إنما هو حمق وسفه
قال المنذري في كتابه الترغيب والترهيب: (فإذا أقر بالشهادتين ثم امتنع عن شيء من الفرائض جحودا أو تهاونا على تفصيل الخلاف فيه حكمنا عليه بالكفر وعدم دخول الجنة)
يقصد بتفصيل الخلاف أي الخلاف المعتبر بين أهل العلم في تارك ركن من أركان الإسلام تهاونا كالصلاة والله أعلم
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
الله يتغمدنا بواسع رحمته ويجعل اخر كلامنا هو شهادة ان لااله الا الله وان محمد رسول الله ويجعلنا ممن يشفع لهم حبيب وسيد هذه الامة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم..
ربي يجزاك الجنة اخوي امجد..
الله يتغمدنا بواسع رحمته ويجعل اخر كلامنا هو شهادة ان لااله الا الله وان محمد رسول الله ويجعلنا ممن يشفع لهم حبيب وسيد هذه الامة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم..
ربي يجزاك الجنة اخوي امجد..
عن زيد بن طلحة بن ركانة يرفعه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء"
قال الألباني رحمه الله تعالى "صحيح لغيره" (صحيح الترغيب والترهيب لابن المنذر-ج3/ص3)
قلت هذا لفظ رواه مالك ورواه بن ماجه وغيره عن أنس مرفوعا كما رواه أيضا من طريق صالح بن حسان عن محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره
والحياء كما هو معلوم درة مفقودة لها شرفها وقدرها وعظيم أثرها ولذلك تصدرت طليعة
الخصائص الأخلاقية لهذه الملة الحنيفية
وصدق الشاعر حيث قال :
فلا والله ما فى العيش خير ... ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
يعيش المرء ما استحيا بخير ... ويبقى العود ما بقي اللحاء
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين