بسم الله الرحمن الرحيم
يؤكد علماء التربية على أهمية التشجيع وأثره في النفس، فهو المحرك والدافع لمواصلة الأعمال وتنميتها، وعند النظر إلى تميز الأعيان، ونجاح الأعمال نجد أن وراءها التشجيع والمساندة (الدعم النفسي).
والملاحظ على مجتمعاتنا بث الإحباط، ونقد الأعمال بصورة سلبية، فما يقوم شخص بعمل إلا ابتدرته فئة بالاستهزاء والسخرية أو بالسلبية عن طريق عدم الاهتمام، فما ينفكوا عنه حتى يرجع أدراجه تاركاً ما بدأه وقد أصابته الخيبة واعتراه اليأس.
لقد أدرك العلماء الأوائل أهمية التشجيع، فظهرت ثنائية الأستاذ والتلميذ، لينشأ عنها نبوغ التلميذ بتشجيع الأستاذ، كما كان من مالك والشافعي وأبي حنيفة وأبي يوسف وأبي علي الفارسي وابن جني وابن تيمية وابن القيم ... إلخ.
والسنة المطهرة مليئة بالقصص من تشجيع الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه، فيقول في شجاعة الزبير: " لكل نبي حواري، وحواريّ الزبير"، ويقول لأم عمارة: "من يطيق ما تطيقين يا أم عمارة"، فتقول: " أطيق وأطيق يا رسول الله"، ويقول مشجعا لسلمة بن الأكوع: " خير رجالاتنا سلمة بن الأكوع "، إلى غير ذلك من الأمثلة التي تبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قام بتشجيع كل صحابي حسب إمكاناته وقدراته، ليصل به إلى أعلى المستويات.
ومن الفئات التي تحتاج إلى التشجيع الأطفال، فوفقا لدراسة تكلم عنها أحد أساتذة التربية المختصين " أن نسبة الأطفال المبدعين من سن الولادة إلى سن الخامسة من أعمارهم %90، وعندما يصل الأطفال إلى سن السابعة، تنخفض نسبة المبدعين إلى %10 ولما يصلوا سن الثامنة تكون النسبة %2 "، مما يشير إلى ضعف الدعم النفسي والتشجيع.
وتلخيصا لما سلف، واقتداء بمن سبق، لا بد للمربي من استعمال التشجيع، وتنويع أساليبه، حتى لا نجهض المواهب، ونئد الأعمال سعياً منا للرقي بأمتنا والنهوض بمجتمعاتنا.