أنت غير مسجل في منتديات الوئام . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

صائد الفرص للأسهم الأمريكية والاوبشن 
عدد الضغطات  : 20009
مساحة اعلانية 
عدد الضغطات  : 15720


العودة   منتديات الوئام > المنتدى العام >  نفَحَآت إيمَآنِية

الملاحظات

 نفَحَآت إيمَآنِية كل ما يتعلق بديننا الإسلامي الحنيف على نهج أهل السنة والجماعه ، للموضوعات الدينيه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 05 / 12 / 2001, 29 : 07 AM   #1
الحارث 
عضو شرف

 


+ رقم العضوية » 783
+ تاريخ التسجيل » 04 / 08 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 752
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

الحارث غير متواجد حالياً

افتراضي صدفة أم صراع حضارات ؟

صدفة أم صراع حضارات ؟

د. حسن بن صالح الحميد
03/12/2001



على امتداد مساحة اليابسة ينتشر المسلمون ؛ دولا وأقليات .. وهم يستأثرون بنصيب الأسد من الإشكاليات مع الآخر ، ويتمتعون بما دون الحد الأدنى من الحقوق في أكثر الأحيان . ويتساءل المرء : هل تم ذلك كله مصادفة ووقع بعفوية، أم هي طبيعة الفكر والحضارة التي ينتمي إليها المسلمون ، أم هي مشكلة الآخر عندما يكونون طرفا في قضية معه ؟؟
وإذا كان من اليسير القول بأنه لا مكان للصدفة في تفسير هذه الظاهرة ، لأن كثرة الشواهد ، وتكرر الحوادث يؤكد أن سببا أو أسبابا معقولة تقف وراءها ، يمكن سبرها وتشخيصها ، فلا مدخل للصدفة إذا ، ولا مكان للعفوية ، ومن يذهب هذا المذهب فقد ازدرى عقله أو بالغ في الاستهتار بعقول الآخرين.
إذا كان من اليسير نفي المصادفة والعفوية ، فإن من العسير القول بأن غير المسلمين هم السبب في كل ما جرى ويجري لنا نحن المسلمين ، وإذا كانوا هم البادئين بالعدوان ، والبادي أظلم ، فإننا شركاء في صناعة واقعنا المؤسف ـ بقصد أو بغير قصد ـ مما جرأ كل من هب ودرج ، على أمة كانت خير أمة أخرجت للناس .
ولندع تسلسل والحوادث تتكلم فهي أبلغ من ألف خطيب .
وبين يدي ذلك أقول : لا أحد يستطيع بجرة قلم أو برغبة ساذجة أو ماكرة أن يلغى عداوة غير المسلمين ـ أيا كانوا ـ للمسلمين ، وعداوة المسلمين لغيرهم، مهما حاول ، لأن مبدأ العداوة المتبادلة قد ثبت شرعا ، واستقر كونا وقدرا ( إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا ) ومحاولة الرضا مرفوضة شرعا ( فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين ) . ومستحيلة واقعا : ( يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم ) . وأن هذه العداوة قائمة على كل حال ، ومطردة على كل صعيد .
هذه حقيقة أصيلة في فهم العلاقات بين المسلمين وغيرهم . وأي عبث فيها أو تجاهل لها يفضي ـ لا محالة ـ إلى الإخلال بالتوازن الاستراتيجي بين المسلمين وغيرهم ، كما يعرض الأمن والسلام العالمي لخطر حقيقي، أكثر مما يعرضه اختلال توازن الرعب في الأسلحة غير التقليدية .
وقد أدرك الغرب الصليبي ، والشرق الهندوسي والوثني هذه الحقيقة فارتكز عليها في مواجهاته مع المسلمين ، كما أدركها المسلمون جيدا في قرون الإسلام الخالية فاستطاعوا هزيمة عدوهم في كل مواجهة استهدفت كيان الأمة وبيضتها وهيبتها؛ في المشرق الأدنى في الحروب الصليبية ، وفي المشرق الأقصى في الهند وما وراء النهر ، وفي المغرب في الأندلس . ولم يطمع أحد في خضد شوكة المسلمين ، بل كانوا من نصر إلى نصر .
وعندما فشا الجهل واستشرى الفساد ، سلط الله على هذه الأمة شرارها ، الذين كانوا في جملتهم أشبه بعدوهم منهم بأهل ملتهم ، فاجتهدوا في نزع فتيل عداوة الكافرين من قلوب عامة المسلمين ، بل زينوا لهم محبتهم والرضا بكفرهم، عن جهل حينا ، وعن سوء قصد أحيانا كثيرة ، فاختل ميزان القوى ، وأصبح إيمان الكافرين بعداوة المسلمين أظهر من إيمان كثير من المسلمين المتأخرين بعداوة الكافرين .
وتقبل أكثر المسلمين خدع النصارى وخيالات غيرهم ؛ أنهم لا يعادون المسلمين ، ولا يستهدفون دينهم ولا يتآمرون ضدهم . وروج لهذه الأفكار الكاذبة فئات من المنتسبين إلى الإسلام ، مستغلين جهل وقلة حيلة أكثر المسلمين ، ضاربين بعرض الحائط ثوابت الشرع القاطعة وحقائق التاريخ الدامغة .
فما هي النتائج الحتمية والثمار المخزية لهذه الانتكاسة العقدية ؟
ولن نذهب بعيدا في الاستدلال والتوثيق ، لأن مقالا كهذا لا يتسع للتفصيل .
وإليك ـ أيها القارئ الكريم ـ بعض الآثار ، على سبيل الإيجاز :
أولا : قبول فكرة الحوار بين الأديان بمفهومه الجديد ، وهي من بنات أفكار عبدة الصليب ، يستخدمونها لنزع فتيل التوتر كلما أنزلوا بالمسلمين نازلة ، أو تسببوا لهم في كارثة ، وكأن الحديث عن الديانات الإبراهيمية ، والاشتراك المجمل في الإيمان بالبعث واليوم الآخر يبرر لأهل الصليب شركهم بالله، ويمسح عنهم قبيح صنيعهم بالمسلمين! . ولهذا نشطت هذه الدعوة بعد الحرب العالمية الأولى وبعد تقسيم بلدان العالم الإسلامي إلى مناطق نفوذ بين الحلفاء ، ونشطت هذه الدعوة بعد حرب الخليج الثانية ، وما بين ذلك ، ونراها تنشط هذه الأيام. وكأن في دين النصارى اليوم حقا يصلح الأخذ به ، بينما هو محرف جله ومنسوخ جميعه . بل وكأن حوار الأديان يعني الإجهاز على أهل الإسلام .
ثانيا : ومن الآثار المدمرة التي أورثها نزع فتيل العداء للكافرين :
تصديق أقوالهم واتباعهم في مواقفهم المعادية للمسلمين ، بحيث يصبح بعض المسلمين في خندق الكافرين محالفا لهم في مواجهة طائفة أخرى من المسلمين . وهذا من أخطر الآثار وأشدها فتكا في كيان الأمة . وهو ناشئ أيضا من ضعف البصيرة ورقة الدين ، وتقديم المصالح الخاصة على مصلحة الأمة العليا عند بعض المسلمين ، وقد وقع ذلك من قبل في الأندلس زمن ملوك الطوائف ، مما عجل بزوال ملكهم وأفول نجم الإسلام في تلك الربوع إلى يوم الناس هذا .
وفي العصر الحاضر أصغى طائفة من المتنفذين على شؤون المسلمين إلى نصائح النصارى إبان الحرب العالمية الأولى فتقبلوا أن يكونوا في حلفهم وتحت رايتهم في مواجهة تركيا المسلمة ، فأسهموا في إسقاط دولة الخلافة ، بحجة الرغبة في تحرير الجنس العربي من سلطة القومية التركية ، ولم تكد تضع الحرب أوزارها حتى قلب النصارى لهم ظهر المجن ، واقتسموا ممالك المسلمين مستعمرات ترفع عليها راية الصليب ، بعد أن كانت مملكة واحدة ـ على ما فيها من ضعف ـ فاستبدلوا راية إسلامية تركية براية نصرانية إفرنجية ! وزرعت دولة إسرائيل . ولم يعوا الدرس من مملكة المسلمين في الأندلس ، وكأنهم لم يقرأوا مقولة ابن عباد : ( لأن أرعى الإبل عند ابن تاشفين خير من أن أرعى الخنازير عند الفونس < ملك النصارى > ) فتحولت الدولة الواحدة إلى دويلات تربو على العشرين ، لم تزل تتحول من ضعف إلى ضعف .. إلى يوم الناس هذا .
وفي حرب الخليج الثانية قيل للناس هل أنتم مجتمعون لعلنا نتبع أمريكا ، سيدة العالم الحر في مواجهة طغيان العراق ، ولم يكن هناك وقت للتفكير أو لم تكن هناك إرادة له ، فحشر المسلمون فيمن حشر تحت راية الصليب مرة أخرى ، في مواجهة صريحة من بعض المسلمين لبعض ، لحساب من يتربص بنا جميعا . وما إن زالت الغمة حتى غدر النصارى ـ كعادتهم ـ فبقي صدام الطاغية ، ودمر شعب العراق المسكين ، وسرقت اقتصاديات المنطقة ، وبقيت إسرائيل ، وفرض السلام .. ولا يزال الناس يتجرعون غصص هذه الحلف الخاسر ، وكأنهم لم يذلوا على أيدي النصارى إبان الحرب الكونية الأولى ، ولم تقسم بلادهم ، ولم تزرع دولة إسرائيل!
واليوم ـ وما أشبه الليلة بالبارحة ـ يحتشد العالم خلف أمريكا مرة ثانية في مواجهة شعب مسلم لا بواكي له ، ومرة أخرى تقدم الوعود الكاذبة للعرب بشأن قضية فلسطين ، وأن الدول العربية لن تستهدف في هذه الحملة ، ووعدت باكستان بتخفيف بعض الديون ، وأن يكون هناك حل ما لمشكلة كشمير، وتشابكت الأيدي هذه المرة بحرارة ، حتى دعا من دعا : اللهم انصر أهل الكتاب على المشركين !! وتقبل طوائف من الناس ببلاهة قذائف الصليب تهوي على المساجد ، وتحصد الأبرياء بحجة محاربة الإرهاب ! وتزمت حكومة طالبان .
وأخزى الله هؤلاء عن عجل فأمعنت إسرائيل بأهل فلسطين ذبحا وتنكيلا ، وأكد شيخ البيت الأبيض أن الحرب على الإرهاب ماضية بغض النظر عن مشكلة فلسطين ، وأن العراق والصومال ودولا أخرى هي أهداف محتملة . ولم يحترم مشاعر ملايين المسلمين وهم يرون إخوانهم يمطرون بقنابل الصليب بكرة وعشية في شهر رمضان . وصرح سفير واشنطن في نيودلهي بأن واشنطن والهند تواجهان ذات الإرهاب ، وأنهما سيقفان صفا واحدا في محاربته . وفشلت باكستان في الحصول على صفقة الطائرات التي كانت وعدت ببيعها لها منذ سنوات. وخسرت عمقها الاستراتيجي من جهة الشمال ، وكانت الأضعف بين جيرانها ، على حين كانت صاحبة الورقة الرابحة قبل ثلاثة أشهر فقط . وتلقى الكل من الإذلال مايكفي لإيقاظ الضمير ومراجعة الذات.
هذا كله والحرب لم تضع أوزارها بعد . والعجب أنه لا يزال من بين المسلمين من يجادل في أن هذه حرب ضد الإرهاب وليست ضد الإسلام ، بالرغم من أن أهل الصليب أنفسهم يثبتون ذلك ، وكأننا أمام مستوى مخز يذهب في الدفاع عن قيصر أكثر من قيصر نفسه .
وتردد في ذاكرة كل مسلم رأى هذا المشهد المريع والسقوط الإسلامي الرسمي الذريع قول ذلك الأعرابي :

لو كنت من مازن لم تستبح إبلي
بنو اللقيطة من ذهل ابن شيبانا

إذا لقــام بنصري معشر خشــن
عـنــد الحفيظة إن ذو لوثة لانا


حتى لم يعد مستنكرا أن يقضي جورج وبول وأضرابهم في شؤون المسلمين ويفتي فيها ، ويحدد مواصفات المعتدل والمتطرف منهم ، ويسعى في الصلح والإصلاح ، والكل ساكت سادر ، كأن الأمر لا يعنيهم .
ويقضى الأمر حين تغيب تيم
ولا يســـتأمرون وهم شهود


ولا اعتراض ولا نقاش ، بحجة أن أمريكا غاضبة وأنه لا يقوم لغضبها شيء ، وأنها مكلومة ، ومراعاة خاطرها من شيم الكرام !
من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجــــــــــرح بميت إيلام


والذي لاشك فيه أننا أمام فتنة لا كالفتن ، ومأساة أنست بهولها كل ما تقدمها .. وقد ذكرت طرفا من مسلسل الانهيار نتيجة التلاعب بحقائق الشرع وطمس معالم الولاء والبراء ، وكيف أنه في أقل من قرن من الزمان تلقنا كل هذه الدروس المرة، ولم يعتبر بها معتبر . (وما ربك بظلام للعبيد) وما لم توقف الأمة مسلسل الهروب من دينها ، وتضع حدا لتولي أعدائها ، ومحاربة أولياء الله ، فإنه يوشك أن يقذف الله بها في أودية النسيان ، وأن يقيض لدينه قوما آخرين ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) وقديما قيل : .. والشقي من وعظ بنفسه . فاللهم لا شماتة .

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حضارات وادي الرافدين من خلال لوحاتي الزيتية د .عدنان الطعمة  || روائعْ الفنْ التشْكِيلي والفوتوغرافِي 22 01 / 03 / 2008 07 : 10 PM
صدفة ! khalid alsubaie  بوحْ الشعِر والنثر .. 6 18 / 10 / 2006 24 : 10 PM
صدفة وانتهى كل شيء الأنيق  ملتقى الأصدقاء 5 24 / 12 / 2001 22 : 10 PM
صدفة ..........وماأحلاهامن صدفة.... تاءالتأنيث  بوحْ الشعِر والنثر .. 5 11 / 06 / 2001 42 : 06 PM
هل هذا قدر أم صدفة خليفة دولة الأنترنت  نفَحَآت إيمَآنِية 2 25 / 04 / 2001 56 : 01 AM


الساعة الآن 42 : 12 PM بتوقيت السعودية


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by
9adq_ala7sas
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.7 By L I V R Z ]