عزيز القارئ الكريم إن رحمة المولى عز وجل بعبادة كبيرة فهو مولاهم ومدبر أمورهم وقد رحم الله طفلا أصيب بهذا المرض الخطير وعجز الأطباء عن إيجاد علاج له وحزن لذلك والداه ولكن كيف شفاه الله ؟
هذا ما ستكشفه لنا القصة التالية التي يرويها والد هذا الفتى حيث يقول
كنا في آخر أيام الإعتكاف .. أيام جميلة لا تسمع فيها إلا باكياً أو مستغفراً .. ولا ترى فيها إلا راكعاً أو طائفاً .. إنها أيام الصفاء .. وليالي السماء.خرجت من الحرم .. وأنا أنظر إليه نظرة مودع .. أريد أن أشبع عيني من رؤيته .. وأروي نفسي من معينه .. الله أعلم .. لعله آخر اعتكاف ..
الشوارع خالية .. إلا من بعض الزوار .. يحملون أمتعتهم .. ويشدون رحالهم .. استعداداً للسفر. كنت أود أن اسلم على كل واحد منهم .. وأعانق كل رجل منهم.. الفراق صعب .. وطعمه مر .. كانت رجلاي تقودني إلى سكني بدون شعور عندما رأيت السكن .. تذكرت
لقد تركت ابني أحمد طريح الفراش في الرابعة من عمره .. كزهرة الحياة .. دخلت . يا أم أحمد .. كيف حال أحمد ؟
هو هو .. مازالت السخونة مرتفعة .
لا بأس إن شاء الله ..لعلنا إن وصلنا جدة ذهب هذا كله .. فذلك من أثر الازدحام وحرارة الجو .
في جدة .. عرضته على الطبيب .. سخونة بسيطة .. هذا الدواء .. وسيذهب هذا كله .اسبوع مضى .. ومازالت السخونة كما هي . طبيب آخر .. طبيبان .. أطباء . أصبح الوضع محيراً .. ابني جثة بلا حراك . أصبح فؤاد أمه فارغاً . أخذته إلى أكبر مستشفى . التقرير بعد يومين .
في الموعد المحدد جئنا إلى المستشفى . أمه تمشي بدون شعور .. رجلاها لا تقوى على حملها .. لا تتبين مواضع قدميها .. تنظر إلى الأمام كأنما تريد أن تستشف الغيب وأنا أثبت نفسي ببعض الاستغفار والتسبيح.
بشر يا دكتور .. كيف النتيجة.
خيراً إن شاء الله .. وهذا قضاء الله .. ابنك أحمد عنده سرطان في الدم . . خلايا السرطان تنتشر في جسم الصغير سريعاً لابد من العلاج والعلاج في الرياض .
اختلطت الألوان أمامي والأشياء .. أفقت سريعاً .أمسكت بالأم .. كانت قوية صابرة . حجزنا إلى الرياض .. ذهبنا سريعاً .. وصلنا المستشفى.
التقرير الطبي يقول الخلايا السرطانية تمتد أكثر وأكثر العلاج يطول لابد من تغير الدم كل فترة .
وبدأت رحلت العلاج الطويلة .. رجعنا إلى جدة .. تحسن ابني وعادت له الحياة مرة أخرى أشرقت شمس الأمل في نفوسنا .. استعدنا أنفاسنا بعد أن انفقناها في الجري خلف الأفكار الرديئة .. لكن بعد فترة ... عادة السخونة .. قدمت إجازة من عملي .
سافرنا .. وفي المستشفى خرج التقرير الخلايا السرطانية تمتد أكثر من السابق .. الأمل ضعيف في الحياة .. نزلنا في فندق هناك ..نام الطفل على سريره .
أجلست أمه المنهكة من الخوف .. والقلق .. وأشباح الموت .. بقيت وحدي .. كالنائم المستيقظ .. لم أنتبه إلى بالنداء الخالد.. يدعونا إلى بيت الواحد .. توضأت فنزل مع الوضوء تعب الأمس .. وفي المسجد .. وجدت أحد الأحبة كان زميلي في جدة .. لكنه نقل إلى هناتبادلنا أطراف الحديث .. شكوت إليه بثي وحزني .. كان هادئاً وحكيماً .
في ختام كلامي .. قال بهدوئه الساذج .. ألم تجرب القرآن .. هنا شيخ يؤمه الناس فيقرأ عليهم القرآن .. فيشفون من أمراضهم .. بقدرة الله عز وجل ثم بسبب ما يتلوه عليهم من آيات .. وقفت أمامه مشدوها .. وكادت أن تخرج عيناي .. ماذا تقول ؟! أقول لك .. أكابر المستشفيات عجزت .. وكبار الأطباء لم يفلحوا .. وتقول شيخ !!
سبحان الله .. ألم تسمع يا أبا أحمد قول الله عز وجل .. ( وننزل من القرآن ما هو شفاء للناس ) .
نعم نعم .. ولكنه السرطان .. سرطان الدم .. الخلايا السرطانية ..!!
سبحان الله .. السرطان أكبر أم الله .. أتشك يا أبا أحمد في كلام الله ..
لا .. لا .. استغفر الله .. استغفر الله .. خرجت من المسجد .. أفكر .. وأفكر .. رفعت بصري إلى الأفق فشاهدت إمبلاج الفجر المنير .. وذهب الليل المظلم فستبشرت خيراً .. وتفاءلت فلاحاً .
وفي الضحى ... أخذت إبني وهو جثة بلا حراك .. كأنه في سكرات الموت .. ونهاية الحياة .. قبلت أمه رأسه .. ودعت لنا .
وصلنا إلى الشيخ .. أخبرته بالقصة .. أمسك ناصية أحمد .. وقرأ بثبات .
سبحان الله .. ما أشد ثقته بربه وبكلام ربه .. بعد القراءة قال لي : تعال إلينا كل يوم لمدة أسبوع .. وهو إلى شفاء إن شاء الله .
كنت آتيه كل يوم .. وصدري من شرح .. وقلبي يعمره الأمل .. بدأت صحة إبني ترجع إليه بدأ ينتفض من رقدته .. كما ينتفض العصفور .. وما مرت السبعة الأيام إلا وهو يمرح ويلهو أخذ يلعب في المنزل أمام نظر أمه التي شفيت بشفائه السعادة تغمرني .. كنت أريد أن أتأكد .. أخذته إلى المستشفى خرج التقرير .. لا توجد خلايا سراطانية تماما !!!
سجدت سجدة شكر .. تجمع الأطباء .. كل الأطباء .. يسألوني .. من شافاه ؟!
أنت غير مسجل في منتديات الوئام . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا
