ظروفي المادية الصعبة هي التي جعلتني أعمل في هذا المجال حوالي 20 سنة .كنت لا أدري أنه حرام ،ولم يكلمني أحد في ذلك ،وكنت أعمل مضطرة .فأنا أعول أمي المريضة وأخواتي البنات وليس لي مصدر آخر للرزق ،وظللت علي هذا المجال حتى أنجبت ابنتي الوحيدة و بعد إنجابي لابنتي هذه حدثت تحولات جذرية في حياتي 00
فجأة، ودون سابق إنذار بدأت اصلي ،واشكر الله علي هذه النعمة ،نعمة إنجابي لابنتي ثم بدأت أفكر لأول مرة انه لابد أن أنفق علي ابنتي من حلال، ولا أدري من أين جاء ني هذا الشعور الذي يعني أن العمل الذي أعمله حرام ،والمال الذي أجنيه من ورائه حرام ،وبدأت اشعر بتغيرات نفسية دون أن أدري مصدرها ،وشيئا فشيئا بدأت أتوضأ و أنتظم في أداء الصلاة ،وبدأت ادخل في نوبات بكاء حاد،ومتواصل أ ثناء صلاتي ،ولا أدري لماذا أبكي ،ولا ما الذي يبكيني؟ !ومع كل هذا البكاء ،وتلك الصلاة كنت أذهب إلى صالة الرقص لأنني ملتزمة بعقد،وفي مسيس الحاجة إلى ما يدره علي من دخل .وظللت علي هذه أصلي وأبكي وأذهب إلي الصالة حتى شعرت أن الله سبحانه وتعالى يريد لى التوبة من هذا العمل المحرم ،عندما شعرت بكرهي الشديد للبدلة التي ارتديها أثناء عملي 0
الحلال والحرام-
كثيرا ما كنت أستفتي قلبي هل بدلة الرقص التي أرتديها ممكن انزل بها إلى الشارع وكنت أجيب على نفسي،أقول طبعا ،لا0
وبعد عشرين سنة لم يمنعني هذا العمل المحرم أن أميز بين الحلال والحرام بداخلنا ونعرفهما جيدا حتى دون أن نسأل الشيوخ00
لكن الشيطان يزين طريق الحرام لابن آدم حتى يغرق فيه كانت رسائل ذات معنى أرسلها الله سبحانه وتعالى لي حتى استيقظ من الغيبوبة الدنيويةالتى أحاطتني كان الحادث الذي تعرضت له هو أول هذه الرسائل وخلال هذا الحادث قطع الشريان بين الكف والقدم، وقال لي أحد الأطباء بحسب التقارير ،وحسب العلم الذي تعلمناه فسوف تعيشين بقية حياتك علي عكاز ،وبعد فك الضماد وجدتني أسير بطريقة طبيعية وسليمة ،وليس هناك قدم أقصر من أخرى كما قالت التقارير الطبية اعتبرت ذلك رسالة لها معني من الله سبحانه وتعالي ،وان قدرته المعجزة فوق كل شيء فقد نجوت من موت محقق في تلك الحادثة ،ونجوت من عمليات كثيرة في قدمي وكان من الممكن أن أعيش بعدها عاجزة 0
الرسالة الثانية كانت اشد وضوحا أرسلها الله لي عن طريق صديقة ابنتي في المدرسة عندما عيرتها بمهنتي ،وجاءت ابنتي تبكي ،فبكيت معها وتأكدت أن مهنتي هذه غير مقبولة في المجتمع.
الرسالة الثالثة كان لها صوت عالي بداخلي فكثيرا ما كنت احدث نفسي أنني أريد أن أربي ابنتي من مال حلال ،وأن أعلمها القيم والخلاق والمثل ،وكنت أسخر من نفسي وأقول وأي قيمة سوف اعلمها لابنتي وأنا أقوم بهذا العمل ؟!
ثم مرضت ابنتي ،وكنت أهرع إلي سجادة الصلاة أركع ،وأسجد ،وأدعو الله أن يشفيها ،وبعد أن شفيت كان لابد أن أ فكر في الاعتزال النهائي ؛لأنه لا يجتمع في قلب المؤمن إيمان وفجور ،ولأن الصورة أصبحت واضحة تماما أمامي ،ولا تحتاج إلى تفسير آخر .
وفي الأيام الأخيرة كنت أشعر شعورا حقيقيا بالشوك يشكني في جسدي كلما ارتديت بدلة الرقص ،وفي مرة من المرات كنت أصلي وأبكي ،وأدعو الله أن يتوب علي من هذا العمل الذي يغضبه ،وفجأة وأثناء دعائي ،وتضرعي بين يدي الله قمت من فوري لاتوجه إلى خزانة ملابسي وفتحتها ،ونظرت إلى بدل الرقص باحتقار شديد ،وقلت بصوت عالي أشبه بالصراخ :لن أرتديكم بعد اليوم ،وكررت هذه الجملة كثيرا،وأنا أبكي كما لم أبك من قبل .بعد هذه النوبة البكائية شعرت براحه نفسية عجيبة تسري في أنحاء جسدي ،وتدخلني في حالة إيمانية أخرى ،مكنتني من التخلص من حياتي السابقة بيسر ،وسهولة حتى ولو كنت في أمس الحاجة ألي المال الذي أعول به نفسي وأمي ،وأخوتي ،وابنتي00 لقد جاء قرار الاعتزال من أعماقي وسبقه وقت أمضيته في التفكير والبكاء ومراجعة النفس حتى رسوت على شاطئ اليقين بعد حيرة وعذاب وشهرة زائفة وعمل مرهق مجرد من الإنسانية والكرامة ، كله ابتذال ومهانة وعري ،وعيون شيطانية زائغة تلتهم جسدي كل ليلة ولا أقدر على ردها ن وهذه الرجعة إلي طريق النور منّة من الله سبحانه وتعالى وحده فهو الذي امتن علىّ بها وليس لأحد من الخلق أي دخل فيها 0