06 / 02 / 2008, 27 : 10 PM
|
#1
|
وئامي مجتهد
|
|
|
|
|
|
|
|
|
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
|
*·~-.¸¸,.-~* بسم الله الرحمن الرحيم *·~-.¸¸,.-~*
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير الأنام . . .
وبـــــــــــعـــــــــــد :
الإنسان في هذه الدنيا كالمسافر فهو في سعي مستمر ، فالمسلم تجده في سعي دائم بالأعمال
الصالحة وبفعل الخيارات لنفسه ولأخيه المسلم ولغيره ، واستغلال كل لحظه في حياته تقربه من الجنة وتبعده
عن النار ، فهو يحصد في هذه الدنيا ليجني ما حصده غداً ، ولينجوا بنفسه هناك ، ويرتاح هناك ، وينال
مرضاة ربه جل وعلا ، وأيضاً غير المسلم فهو في سعي مستمر كذلك ولكن يختلف سعي هذا عن ذاك . . .
فكل من الشخصين اجتمعت فيه صفة السعي والعمل واستغلال الوقت فيما ينفع سواء كان النفع
دنيوي أم أخروي ، ولأهمية هذا الوقت وعظم مكانته فقد أقسم الله به في كتابه العزيز في مواضع كثيرة ،
فقال تعالى : (( والعصر ، إن الإنسان لفي خسر )) ، وقال تعالى : (( والليل إذا يغشى ، والنهار إذا تجلى )) ،
وقال تعالى : (( والليل إذا أدبر ، والصبح إذا أسفر )) ، وقال تعالى : (( والفجر ، وليال عشر )) ، وقال
تعالى : (( والضحى ، والليل إذا سجى )) ، وغيرها من الأدلة التي تدل على أهمية الوقت والحث على
المحافظة عليه . . .
فأخي أدرك عمرك قبل فواته فإن العمر يمضي والوقت يسير دون توقف ، فلنتدارك الفرصة قبل
فواتها ، فقد يحصل للشخص فرصة من أعظم الفرص لاستغلال هذا العمر فيما ينفع ويقربه إلى الله عزوجل ،
وقد لا تحصل له فرصة أخرى . . .
ففي صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ )) ، وقد علّق الحافظ ابن حجر على هذا الحديث
بقوله : " أي أن الذي يوفق لذلك قليل . . . فقد يكون الإنسان صحيحاً ولا يكون متفرغاً لشغله بالمعاش ،
وقد يكون مستغنياً ولا يكون صحيحاً ، فإذا اجتمعا فغلب عليه الكسل عن الطاعة فهو المغبون " .
انتبه أخي المسلم هناك أمر مهم و ضروري من الضرورة أن يعرفه كل واحد منا وهو أن الوقت أمانة
على كل أحد من الناس فكل واحد منا سوف يُسأل عن هذه الأمانة أين قضاها هل حافظ على هذه الأمانة أم
ضيعها فقد صح عن المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه كما في الطبراني قال عليه الصلاة والسلام : (( لا تزول قدما عبد يوم
القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال: عن عمره فيمَ أفناه ، وعن شبابه فيمَ أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه
وفيمَ أنفقه ، وعن علمه ماذا عمل فيه )) .
أخي هناك أيضاً أمر آخر مهم وهو تنظيم الوقت وتخطيطه وتقديم الأمور الأهم فالأهم والأولى
فالأولى لكي تكسب كثير من الوقت وتعمل العمل الكثير المناسب في الوقت المناسب ، وهذه من الأمور التي
ينبغي للمسلم أن يرعي لها اهتمامه ، فهذا الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي خليفته خليفة خليفة رسول الله
عليه الصلاة والسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنهما فقال له : " إن لله حقاً بالنهار لا يقبله بالليل ، ولله في
الليل حق لا يقبله بالنهار ، وأنها لا تقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة " .
فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يعطي خليفته عمر بن الخطاب رضي الله عنه ويعطينا خطة
مرسومة جاهزة واضحة بكلمات موجزة في اغتنام الوقت والبدء بالأهم فالأهم ، فرضي الله عنك يا أبا بكر
ورضي الله عن صحابة رسوله أجمعين . . .
وهذا الدكتور يوسف القرضاوي يقول : " ليس المهم أن يعمل الإنسان أي شيء في أي زمن ، بل
المهم أن يعمل العمل المناسب في الوقت المناسب " .
ومن أعظم الأمر سوءاً في هذا الموضوع تضييع الوقت والتسويف وطول الأمل ، يقول العلامة الحسن
البصري : " ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل " ، قال الإمام القرطبي تعليقاً على كلام الحسن البصري : "
وصدق رحمه الله ! فالأمل يُكسل عن العمل ، ويورث التراخي والتواني ، ويعقب التشاغل والتقاعس ، ويخلد
إلى الأرض ، ويميل إلى الهوى " ،
وقال أيضاً أحد السلف محذراً من التسويف : " ابن آدم إياك والتسويف ، فإنك بيومك ولست بغد ، فإن يكن
غد لك فكن في غد كما كنت في اليوم ، وإلا يكن لك لم تندم على ما فرطت في اليوم " ، وجاء عن بعض
السلف قوله : " إن الليل والنهار يعملان ، فيك ، فاعمل فيهما " . . .
وأخيراً . . أخي فلنتدارك أعمارنا قبل فواتها ، وشبابنا قبل هرمنا ، وفراغنا قبل شغلنا ، وصحتنا
قبل مرضنا ، وغنانا قبل فقرنا . . . .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،،،،،،،
--- --- ---
هذا الموضوع من جمع وتأليف / الفهد alfahad - مع الرجوع لإحدى المراجع ، ، ،
--- --- ---
الفهد alfahad
|
|
|
|
|