عزيزي المنهج
قرأت هذا الموضوع في أكثر من منتدى ..
لا أستطيع إنكار ولا إثبات أن المقصود به حادثة الإفك ... ولم اتمكن من تصديقه مع ثقتي المطلقة في أن دسائس اليهود عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين بلغت منا مبلغها في أمور أهون من ذلك بكثير ناهيك عن حادثة الإفك العظيمة كرم الله الصديقة عنها .
لذا أتمنى منك وممن لديه علم أو إطلاع موثق عن هذا الموضوع أن يفيدنا ولكم مني الشكر .
القصة :
والقصة تبدأ وجيش المسلمين قافل من غزوة بني المصطلق، حصل أن عائشة ذهبت لقضاء الحاجة، فلما عادت فقدت عقدها، فرجعت تبحث عنه، فجاء الذين يحملون هودجها، فحملوه ووضعوه على ظهر الناقة وهم يظنون أن عائشة فيه، وكانت جارية حديثة السن لم تثقل، وسار الجيش..
وجدت عائشة العقد وعادت فلم تر للجيش أثرا، فمكثت في مكانها، وهي تظن أنهم سيفقدونها ثم يعودون إليها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يضع في مؤخرة الجيش رجلا يكون عينا وحافظا، وكان صفوان بن المعطل، فجاء فرأى عائشة رضي الله عنها فاسترجع، ثم أرخى لها الدابة، وما كلمها، فركبت، وسار بها، حتى دخل المدينة ظهرا، على مرأى من الناس..
فوقع بعض الناس فيهما بالإفك، وكان الذي تولى كبره المنافق عبد الله بن أبي بن سلول، وهلك من هلك، وتناولوا عائشة بما هي بريئة منه، ومكثوا على هذا شهرا، لا ينزل الوحي ..
ولنا أن نتصور كيف يكون حال النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة في هذه المدة ..
لقد كانت مأساة كبرى، حيث لم يكن المنافق ابن سلول وحده الخائض في هذا الإفك، بل بعض الصحابة أيضا كحسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بن جحش ..
لقد بلغ بالنبي صلى الله عليه وسلم أن صار يستشير أصحابه في فراق أهله، وأسامة بن زيد يقول:
" يا رسول الله! أهلك، وما نعلم إلا خيرا" ..
وأما علي فيقول: "يا رسول الله! لم يضيق الله عليك، والنساء سواها كثير" .
وعائشة تبكي الأيام لا يرقأ لها دمع، ولا تكتحل بنوم، ويقوم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس مستعذرا يقول:
"من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي؟، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا، ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا"..
حتى إذا طال البلاء قال لعائشة:
"يا عائشة! فإنه بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرؤك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب إلى الله، تاب الله عليه".
فأجابت:
"إني والله لقد علمت، لقد سمعتم هذا الحديث، حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلت لكم إني بريئة ـ والله يعلم أني بريئة ـ لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفت لكم بأمر ـ والله يعلم أني منه بريئة ـ لتصدقني، والله ما أجد لكم مثلا إلا قول أبي يوسف، قال: { فصبر جميل، والله المستعان على ما تصفون}"..
فأنزل الله تعالى براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك:
قال الله تعالى : { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امريء منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم}
تحذير ووعيد شديد :
قال الله تعالى : { ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم * إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم، وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم * ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم * يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين }.
للعلم والإحاطة