مضمون الألقاب والواقع

هناك ألقاب تتكرر عشرات المرات يومياً في الصحف وفي وسائل الإعلام كافة وذلك عندما تتحدث هذه الصحف وغيرها عن بعض الشخصيات الرسمية مبتدئة الكلام عنهم بذكر لقب أمام أسم كلً منهم، ومن هذه الألقاب:
صاحب المعالي
صاحب السعادة
صاحب الفضيلة
وهذه الألقاب تدل على صفات جميلة يتمناها الجميع، فالكل يطمح بالمعالي، ويتمنى السعادة، ويتشوق إلى الفضيلة.
فهي تدعو للطموح في نفس الإنسان لتقديم أفكاره، وطرح آرائه الإيجابية، ، ويتوج ذلك بما يقدمه من نتاج عملي يخدم به مجتمعه وأمته وإنسانيته.
ولو تمعنّا في هذه الألقاب وما يعنيه كلً منها، لوجدنا أنه يجب أن يكون لدى صاحب المعالي علو الهمة ويقظة الضمير ونزاهة القصد، والإخلاص في عمله، والعدل مع الجميع ، . . . فعندها فقط نستطيع أن نقول عن هذا المسئول أنه "صاحب المعالي".
وحين يكون لصاحب السعادة . . السعادة في نفسه لا من أجلها فقط ولكن من أجل المسئولية التي تنازع راحته . . وتقاسمه أنفاسه . . تعطيه السعادة بعد عمل أدّاه . . وفي أمانة حافظ عليها وعلى قدسيتها . . في مشاركته في آمال وآلام الآخرين . . في عدله مع من يعرف ومن لا يعرف . . . . حينذاك فقط نقول عنه أنه "صاحب السعادة".
وحين يكون لصاحب الفضيلة . . فضيلة تحميه من شر الزلل . . حين يكون قدوة لغيره ويحس أن دخيلة نفسه تردعه عن ارتكاب أي خطأ متعمد، وحين يحس بأن نوازع ضميره المستيقظ تكبته وتعنفه لأنه حاد عن صراط كان لا ينبغي عليه ان يحيد عنه، حينذاك فقط يمكن أن نقول عنه أنه "صاحب الفضيلة"
هذه الألقاب أو المسميات حلوة مُرة . . . سهلة صعبة . .
فهي تجعل صاحبها يُسّر منها، ويسعد ويفخر بها، ولكنها في الأصل أمانة يجب أن يكون من يحملها مؤهلاً للقيام بكافة مسئولياتها،
فلا يخون، ولا يجبن، ولا يتعالى عن مستوى الناس، وإنما يبني واقعه الأسمى،
فتحمل صاحب المعالي للعمل على علو وطنه،
وتجعل من "صاحب السعادة" سعادة تشمل الجميع وتحلق في سماء الوطن، وتملا كل ثغر بالابتسام والأمل،
وتجعل من صاحب الفضيلة فضيلة تطوق المجتمع فتحارب الآثام وتقضي على الخطيئة
هذه هي المسميات التي تزيد في رصيد أصحابها فتخلق فيهم قوة الشخصية وتوجد فيهم التفاعل المثمر بينهم وبين جميع طبقات الأمة في الوطن الواحد.
هذه هي المسميات التي من أجلها نرنو إلى الله ونهفو إليه من كل أعماقنا أن تكون هي الحقيقة الحيّة لكل من تقلد زمام مركز ومقام.

" الخلاصة"

الإطار ( البرواز) وحده مهما كان رائعاً لا تكون له تلك الروعة ما لم تتحدث فيه الصورة الموجودة بداخله عن جمالها وكمال عناصرها، وهذا ما نريده من أصحاب هذه المسميات أو الألقاب، نريد المظهر والحقيقة الحيّة لمضامين هذه الألقاب والمسميات، فالألقاب الخالية من المضمون تكون كغثاء السيل، وهذا ما تبين لنا عندما سالت السيول في جدة وغيرها.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المتميز عبدالله ... موضوع جميل جدا مكتوب بإنشاء بليغ ...

أخي العزيز ... هذه الألقاب عندما أعطيت للأسف لم تعط لهم ليحققوا مضامينها ... بل أعطيت لهم عكس ما تحدثت أنت فكانت لهم مكافأة ...
فقالوا لصاحب المعالي الآن بعد اللقب تحقق لك المعالي وأصبحت تعتلي الناس وتشمخ بنفسك فوق الرؤوس فليس لك بين العامة ند
فأصبح صاحب المعالي معتليا على الناس ..

وهكذا صاحب السعادة ... غلفت له السعادة في هذا اللقب .... والسعادة له بأن يستطيع أن ينهب ويسرق
فكانت أجمل هدية بأجمل غلاف ... وهكذا تحققت له السعادة ...

وكذلك صاحب الفضيلة ..... فأصبح منزها عن الخطأ .... كلامه مقدس .... نفسه مطهرة .... لكل عمل له تبرير ومستند شرعي ....

ولكن السؤال لماذا استحقوا المكافآت عن غيرهم .... وماذا قدموا ليستحقوا المكافأة ؟؟؟

الحجاج

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحجاج

	السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المتميز عبدالله ... موضوع جميل جدا مكتوب بإنشاء بليغ ... أخي العزيز ... هذه الألقاب عندما أعطيت للأسف لم تعط لهم ليحققوا مضامينها ... بل أعطيت لهم عكس ما تحدثت أنت فكانت لهم مكافأة ... فقالوا لصاحب المعالي الآن بعد اللقب تحقق لك المعالي وأصبحت تعتلي الناس وتشمخ بنفسك فوق الرؤوس فليس لك بين العامة ند فأصبح صاحب المعالي معتليا على الناس .. وهكذا صاحب السعادة ... غلفت له السعادة في هذا اللقب .... والسعادة له بأن يستطيع أن ينهب ويسرق فكانت أجمل هدية بأجمل غلاف ... وهكذا تحققت له السعادة ... وكذلك صاحب الفضيلة ..... فأصبح منزها عن الخطأ .... كلامه مقدس .... نفسه مطهرة .... لكل عمل له تبرير ومستند شرعي .... ولكن السؤال لماذا استحقوا المكافآت عن غيرهم .... وماذا قدموا ليستحقوا المكافأة ؟؟؟ الحجاج

لااجد اكثر مما ذكره اخي الكريم الحجاج..
فلقد اوفى مااردت ذكره..
نسأل الله لهم الصلاح والهداية..
.
ربي يسعد ايامك اخوي عبدالله12

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحجاج

	ولكن السؤال لماذا استحقوا المكافآت عن غيرهم .... وماذا قدموا ليستحقوا المكافأة ؟؟؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز الحجاج
أشكر لك مداخلتك وتحليلك المنطقي والواضح لواقع الحال بالنسبة لحاملي الألقاب في أيامنا هذه إلا من رحم ربي.
اعتقد بأن إجابة تساؤلك قد نجدها في الحديث الشريف الذي رواه أبي هريرة رضي الله عنه، والذي ورد فيه أنه بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم جا ءأعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث فقال بعض القوم:سمع ما قال فكره ما قال. وقال بعضهم: بل لم يسمع. حتى إذا قضى حديثه قال: "أينالسائل عن الساعة"، قال: ها أنا يا رسول الله قال: "فإذا ضيعت الأمانة فانتظرالساعة"، قال كيف إضاعتها؟ قال: "إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة".
وقد يُساعد في ذلك أيضاً عدم وجود محاسبة رادعة ضد المقصرين، وبالتالي يتولد لدى بعضاً من حاملي هذه الألقاب انطباع بإن تلك الوزارة أو ذلك القطاع قد أصبح من ممتلكاتهم الخاصة فيتصرفون فيه بلا رقيب أو حسيب، ويُضاف إلى ذلك تطبيق أكبر معاول الهدم وهو مبدأ (شدّ لي وأقطع لك) فيما بينهم.
نحن بحاجة إلى إخلاص النيّة من قبل المسئولين، وبحاجة إلى زرع مبدأ قدسية المسئولية الملقاة على عواتقهم تطبيقاً لما يروىأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لو أن بغلة في العراق عثرت لظننت ان الله سيسألني عنها لماذا لم تصلح لها الطريق)، بحاجة إلى تطبيق مبدأ من أين لك هذا مع كل مسئول؟.
أستاذي الحجاج:
استفدت من مداخلتك القيّمة، فلك كل الشكر والتقدير،
أدام الله عليك الصحة والسعادة.

أختي الكريمة غزالة الجنوب
أسعدني مرورك على الموضوع ومداخلتك الجميلة.
كما تفضلتِ، كانت مداخلة أستاذي الحجاج شاملة ولم تترك مجالاً للإضافة عليها.
أدعو الله بأن تصلح أحوال المسلمين في كل مكان.
تقبلي جزيل شكري وتقديري لكريم مرورك.
دمتِ أختي الكريمة بخير وعافية.

سلمت يمناك على الطرح القيم اخي عبدالله
ارى الالقاب تكون تكليف لنقوم بتطبيق مايتضمنه اللقب من ايجابيات ،
لكنها الان اصبحت تشريف لذوي الالقاب لاتراعى اهميتها كما يجب..
سلمت اخي وسلمت اناملك،دمت بكل خير وسعادة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسعد اوقاتك اخي الفاضل عبدالله

موضوع جدير بالإهتمام لمحتواه القيّم .

سيدي لم تعد الألقاب ذات أهمية بعد فقدان الجوهر

هي الآن مجرد زخرفة تتبع مسمى الوظيفة فقط وبروتوكول مسلّم به .

تبقى أفعال الشخص ومدى اخلاصه وتفانيه في عمله بكل امانه أهم من الألقاب ..

أجدد شكري لك اخي عبدالله ...

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شموع الغربية

	ارى الالقاب تكون تكليف لنقوم بتطبيق مايتضمنه اللقب من ايجابيات ، لكنها الان اصبحت تشريف لذوي الالقاب لاتراعى اهميتها كما يجب..

أختي الكريمة شموع
أسعدني مرورك ومداخلتك القيّمة التي تضمنَت اختصاراً لكامل الموضوع وهو أن معظم أصحاب الألقاب في أيامنا هذه تعاملوا معها على أنها تشريف يعني "الأخذ" وليس تكليفاً يعني "العطاء".
تقبلي أختي الكريمة جزيل شكري وامتناني،
دمتِ بحفظ الله.

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو خـ البجادي ـالد

	لم تعد الألقاب ذات أهمية بعد فقدان الجوهر هي الآن مجرد زخرفة تتبع مسمى الوظيفة فقط وبروتوكول مسلّم به . تبقى أفعال الشخص ومدى اخلاصه وتفانيه في عمله بكل امانه أهم من الألقاب .....

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أستاذي أبو خالد
تقبل شكري وتقديري لكريم مداخلتك.
كما تفضلت، أصبحت الألقاب من الزخارف التي يتزيّن بها البعض وخاصة من يُطلق على نفسه لقب "شيخ" بدون أن يكون مؤهلاً لذلك.
أعجبني تعريفك لما هو أهم من الألقاب، وهو المرتبط بالعطاء بإخلاص.
دمت بصحة وسعادة أستاذي الفاضل.

انا برأيي لا المناصب ولا الالقاب تعمل احترام للاشخاص

وأنا لاأهتم بالألقاب....ولكن أهتم بالأخلاق...فالأخلاق الحسنة هي ألقابي...

مشكوور اخوي عبدالله على طرحك المميز...

لك خالص تحياتي...