معيار اتخاذ القرار

أتذكر بعد أن عدت من إحدى رحلات العمل السريعة إلى الرياض التي استغرقت حوالي الخمس ساعات أن دار بين والدي رحمه الله وبيني (عبدالله) الحوار التالي:-
والدي: كيف كان الجو في الرياض؟
عبدالله: لا استطيع أن أجيبك يا أبي.
والدي: كيف تقول إنك لا تستطيع أن تجيبني!، الم تذهب إلى الرياض؟
عبدالله: نعم ذهبت إلى الرياض، ولكني لا استطيع أن أفيدك عن جو الرياض، فقد خرجت من صالة المطار وقد كانت مكيفة، ثم ذهبت بالسيارة وهي مكيفة إلى مكان الاجتماع المكيف طبعاً، ثم عدت بنفس السيارة إلى المطار. . . ولهذا لا استطيع أن أحكم على الجو ودرجة الحرارة في الرياض.
والدي: معك حق يا ابني.
عبدالله: اعتقد بان من يستطيع ان يجيب على سؤالك يا ابي بكل دقة هم العاملون تحت حرارة الشمس، أمثال عمال الحفر والردم، عمال البناء، البائعون الجائلون، بعض رجال المرور، فهم المعيار الحقيقي الذي يفيدنا بتحديد الجو في المنطقة.

والدي: إن جوابك هذا ينطبق كثيراً على بعض المسئولين ممن يتخذون القرارات الغير مقننة لأنهم لم يتخذوا تلك القرارات بناء على دراسات عملية تشمل الشريحة الكبرى من الشعب، فمعظم المسئولين لم يُعانوا مرارة الحاجة كما يُعاني أكثر المواطنين العاديين.
واستطرد والدي رحمه الله قائلاً: لو ان كل مسئول تأثر وتفاعل مع مشاكل الآخرين بنفس درجة الحماس الذي يتفاعل بها مع مشاكله الخاصة لما سمعنا الشكاوى وقصص الظلم من بعض المسئولين تجاه المراجعين.

تذكرت هذا الحوار وأنا استمع يوم أمس لنقاش في إحدى الإذاعات المحلية حول قرار تم الإعلان عنه في أول يوم دراسي لهذا العام (يوم الأحد الماضي)، حيث تضمّن ذلك القرار تقديم موعد بدء الحصة الأولى في مدارس الرياض بمقدر ربع ساعة، وبحيث يتواجد الطلبة والطالبات في مدارسهم في السادسة والنصف صباحاً. وكان أكثر المعارضون للقرار هم أولياء الأمور الذين يقومون بأنفسهم (ليس لديهم سائقين) بإيصال ابنائهم وبناتهم إلى المدراس. وكان أكثر سبب لاعتراضهم هو أنهم بعد أن يقوموا بإيصال الأبناء إلى المدارس فسيبقى لديهم وقت طويل نسبياً قبل ذهابهم إلى أعمالهم، وفي نفس الوقت ليس بكافٍ لهم للعودة إلى منازلهم.
وعندما نحاول أن نعرف من اتخذ ذلك القرار نجد بأنهم ليس لديهم مشاكل في المواصلات بسبب وجود سائقين خاصين تابعين لهم، إضافة إلى أن مدارس ابنائهم تكون – في الغالب- قريبة من منازلهم، وبالتالي لم يشعروا بظروف غيرهم ممن يُعانون صعوبات في المواصلات.

إن من المسئولين من لم يشعر بألم الحاجة، ومن لم يعاني كما يُعاني من كبلتهم حياتهم الخاصة بالديون وضيق اليد، فجأت حياة هؤلاء المسئولون خالية من الاحساس بآلام الأخرين إلا من رحم ربي. نجد أن بعضهم يعيشون في أبراج عالية بعيداً عن هموم الناس الفعلية، وفات عليهم بأنهم قد وُضعوا في تلك المناصب لخدمة الناس والوطن، وأن تلك المناصب زائلة لأنها لو دامت لغيرهم لما وصلت إليهم.

إن قرار تقديم موعد الدراسة بربع ساعة ليس قراراً مؤثراً بشدة، ولكن هناك من القرارات المفصلية التي تمت ويتم اتخاذها تتطلب دراسات كاملة، ووجود مستشارين مخلصين من الطبقات الكادحة وليس من الطبقات المرفهة حتى تكون تلك القرارات وتأثيراتها في مصلحة الجميع، وهو ما ينشده ولي أمرنا حفظه الله.

دمتم سالمين.

..................

...

الله يبقيك ويغفر لوالديك ياعبدالله


القرارات واتخاذها كثيراً ماتتم بعشوائيه او بحسب وجهات نظر غالباً ماتكون بعيدة عن واقع ممن اتخذ بحقه القرار
فمن اتخذ قرار توقيت الدراسة في الرياض لديه سائقين وخدم ووو وليس هو من يحضر ابنائه لمدارسهم
لذلك اغفل وضع من ليس لديهم سائقين
هذا على سبيل المثال وقس على ذلك الكثير


طرح جميل



سلمت يداك


...

استاذي عبد الله 12
الاخطاء وارده وخير الطرق لحلها او الاشاره اليها هي ايصالها بيد المسؤل الاول عن التعليم وايضاح وجهات النظر وطلب مراجعتها او الخروج برؤى مقنعه احيانا تكون قد فاتت على المتلقي وياما من الاخطاء عدلت واستبدلت بحلول ايجابيه وقد تكون الغيت ويما اخطاء بقيت لعدم ايصالها للمسؤول كل واحد يقول 0يروح غيري0 الى ان استمرت 0موضوع جميل وهام للنقاش
ومفيد شكرا لطرحك الجيد وتبقى وجهة نظر 0حريه وجديره بالمتابعه
د0 ساري الرياض

	المشاركة الأصلية كتبت بواسطة wafei

	...... الله يبقيك ويغفر لوالديك ياعبدالله .

ويغفر لك ولوالديك وجميع موتى المسلمين أستاذي وافي

تقبل أستاذي، شكري لجميل مداخلتك حول بعض القرارات وخاصة في مجال الخدمات والتي يتم اتخاذها
بدون دراسة كافية وشاملة لكل الاحتمالات ولكافة شرائح المجتمع،
ولعل من أشهر تلك القرارات هو قرار بدء التفتيش على العاملين في شهر جماد الماضي في المنشآت الخاصة للتأكد من نظامية العاملين بها،
والذي تم إيقاف العمل به بعد أن تبيّن عدم مناسبته للواقع، وبالتالي صدور الأمر الملكي بمنح الجميع مهلة لتصحيح الأوضاع.

أدعو الله بأن يرزق الجميع الحرص والإخلاص في العمل.
دمت بحفظ الله ورعايته.

حيّاك الله أستاذي د. ساري الرياض
تقبل جزيل شكري وامتناني لتفضلك بمداخلتك الجميلة.

كما تفضلت أستاذي، من المهم وصول ردود فعل المتلقين للقرارات،
ولكن الأهم من ذلك هو الدراسة الشاملة والكافية لكل الاحتمالات المتعلقة بكل قرار قبل اتخاذه،
ويا حبذا أن يتم استطلاع الآراء قبل ذلك،

فعلى سبيل المثال قامت لجنة الاحتراف الجديدة في الاتحاد السعودي لكرة القدم باستطلاع آراء كافة الأندية
حول لائحة الاحتراف وذلك لتفادي الكثير من المشاكل التي حدثت سابقاً بسبب قصور لائحة الاحتراف السابقة.

مرة أخرى، تقبل تقديري وامتناني لشخصك الكريم.

دمت بصحة وسعادة.

مرحبا اخوي عبدالله

عنوان الموضوع يحتاج الى مجلدات من الأخذ والرد حول اتخاذ القارار

كما يدرك الجميع اتخاذ القرار ليس بالأمر الهيّن ولا يأتي بجرة قلم عابرة

بل يجب أن يصدر من واقع ملموس ودراسة مستفيضة وقد يكون للبطانة دور في ذلك

في اصدار القرارات العشوائية .

مشكور اخوي عبدالله

ودمت بخير ..

وعساك سالم وغانم استاذي
جميل ماكتبته ومحزن مايحتويه
من يتخذ القرار عليه أن ينزل الى الميدان
من واقع وليس من برج عاجي كما يفعل مسؤلينا
القرار شرق والحل غرب
:
سلمت يدااااك كاتبنا المميز
دمت بكل خير وسعادة

أستاذي أبو خالد

تفضلت عليّ بمداخلتك القيّمة حول أهمية الدراسة المستفيضة من قبل جهات الاختصاص

قبل اتخاذ القرارات وخاصة تلك التي تمس المواطنين.

دمت بصحة وسعادة.

الله يسلمك أختي الفاضلة شموع الغربية

أسعدتني مداخلتك الجميلة حول بعض واجبات من يتخذون القرارات في الدولة.

دمتِ أختي الفاضلة بحفظ الله ورعايته.