قلق الطلاب ..!

في عصرنا الحاضر، وبما يحمله لنا من تعقيدات، وما يمليه علينا من متطلبات، نادرا ما نجد في المجتمع من لا يعاني من أعراض القلق. وفي هذه الأيام يعاني طلاب المدارس من أنواع مختلفة من القلق، فهناك قلق الاختبارات الذي يعاني منه أعداد كبيرة من الطلاب خاصة في أيام الاختبارات الفصلية، أو النهائية، أو قبل، أو في أثناء اختبار القدرات، أو اختبارات القبول الأخرى. ويتعرض طلاب السنة النهائية من المرحلة الثانوية لدرجات مرتفعة من القلق مقارنة بغيرهم من الطلاب، حيث يعتبرون أنفسهم على أعتاب مرحلة حاسمة، ويحاولون الحصول على درجات عالية في المقررات التي يدرسونها في المرحلة الثانوية تؤهلهم للحصول على نسب مرتفعة تساعدهم على القبول في التخصصات التي يرغبون في الالتحاق بها في المرحلة الجامعية، وهذا النوع من القلق يعرف بقلق الاختبارات، ويعاني منه الطلاب في معظم دول العالم. وفي هذا المجال تم إجراء العديد من الدراسات التي ناقشت القلق من كافة جوانبه، وبعضها اقترح آليات يمكن من خلالها تخفيف درجة هذا القلق.
النوع الآخر من القلق الذي يعاني منه بعض الطلاب متعلق بالقبول في المرحلة الجامعية، وهذا يمكن أن نسميه بقلق القبول، ويمكن ملاحظة آثاره بوضوح في أيام القبول في مؤسسات التعليم العالي، حيث نجد أن الطلاب ذوي النسب العالية في الشهادة الثانوية قلقون، وبدرجة عالية، ولديهم تخوف من عدم وجود مقاعد لهم في الكليات، أو التخصصات التي يرغبون في الالتحاق بها، ويشاركهم في ذلك الطلاب من ذوي النسب المنخفضة أيضاً.
أما قلق البحث عن عمل، أو وظيفة فهو النوع الثالث من أنواع القلق الذي يعاني منه بعض خريجي المرحلة الثانوية الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي والجادون في البحث عن عمل، ولكنهما لم يحصلوا على عمل يتناسب مع قدراتهم، وإمكاناتهم بسهولة، فهذه الفئة قد تعاني من درجات مختلفة من القلق، وقد يزول القلق تماما في حالة حصولها على وظيفة، ويبدأ لديها الاستقرار النفسي، ويشاركهم في هذا النوع من القلق خريجو التعليم العالي الذين لم يجدوا لهم فرص عمل تناسب تخصصاتهم.
وللقلق درجات يمكن تصنيفها بالمنخفضة، أو المتوسطة، أو المرتفعة، ومستوى القلق يمكن تعرفه وقياسه من خلال أدوات مطورة، ومقننة تعرف بمقاييس القلق. كما أن للقلق أعراضاً يمكن تشخيصها، وتؤدي إلى انعكاسات على صحة الشخص مثل التهاب القولون العصبي، والعصبية، وتعكر المزاج، وغير ذلك من الأعراض.
وما أريد أن أصل إليه من خلال هذا المقال هو: لماذا يعاني أبناؤنا الطلاب من قلق الاختبارات وبدرجات مرتفعة؟ وما الأسباب التي تؤدي إلى ذلك؟ وهل يمكن التخلص من القلق؟
وفيما يتعلق بالأسباب التي تؤدي إلى القلق نجد أن استخدامنا لبعض المفاهيم والمصطلحات من أهم العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالقلق، وأقرب مثال على ذلك يمكن توضيحه عندما نتحدث عن الاختبارات، ومفاهيمها المختلفة المتمثلة في التقويم، والاختبارات، والامتحانات، والفحص، والتشخيص، وغيرها من المفاهيم، كل هذه المفاهيم تؤدي إلى قلق المتعلم، خاصة عندما يتم توظيف مفهوم الامتحان، وأنا لا أفضل استخدام مفهوم "الامتحان"، لأن له وقعاً قاسياً على النفس، فالامتحان هو من المحنة، والابتلاء، وما يتم من أساليب تقويمية في مراحل التعليم المختلفة لا يهدف إلى مرور الطالب بمحنة، أو ابتلائه. وأميل إلى توظيف الاختبارات عند تعاملنا مع طلابنا، لأنها أكثر قبولا من بعض المفاهيم الأخرى، كما أن كلاً من المعلم، والمتعلم ينظران إلى الاختبار بشكل منفصل عن العملية التعليمية على الرغم من أنه جزء أساسي منها.
ولعل السبب الآخر للقلق - من وجهة نظري على الأقل - يتمثل في الطريقة التي نعرض بها الاختبارات للطلاب، حيث تحدد لها مواعيد مسبقة، ولجان مشرفة، ويجعل هذا الطلاب يقلقون بدرجات متفاوتة، كما أن المتعلم لا يستفيد من نتائج هذه الاختبارات في تحسين أدائه، أو تعلمه بشكل عام ؛ لأنها تقدم - في الغالب - في نهاية المرحلة التي يدرس بها، وبذلك أصبح هدف المتعلم هو الحصول على درجات عالية في الاختبار بغض النظر عما تعلمه.
كما أن المعلم الذي يعاني من مشكلات أكاديمية، أو إدارية مع طلابه يستخدم الاختبارات كوسيلة تهديد، ووعيد لطلابه، وهذا النوع من المعلمين اعتقد أن شخصيته التدريسية ضعيفة، ويحتاج إلى إعادة تأهيل في أساليب تعامله مع طلابه، وهذا بدوره يعد عاملا أساسيا من العوامل المسببة للقلق لدى المتعلمين، كما أن نوعية الأسئلة، ودرجة صعوبتها قد تسهم في حدوث مثل هذا القلق لدى المتعلمين، لأن كثيراً من الطلاب يتخوف من أسئلة بعض المعلمين المشهورين بوضع أسئلة تحد، وتعجيز للطلاب، بعكس الجهد الذي يبذله في تدريسه. وهنا أرى أنه لابد من وضوح الهدف من الاختبارات لدى كل من المعلم والمتعلم ؛ لأن الهدف الرئيس منها ليس النجاح، أو الرسوب، بل الهدف هو التأكد من أن الأهداف المحددة لهذه الموضوعات أو المقررات قد تم تحقيقها من خلال عدد من الأسئلة المتدرجة في مستوى الصعوبة، ولا تشكل تعجيزاً للمتعلم.
أما الأسرة فقد يكون لها دور كبير في حدوث قلق الاختبارات لدى الطلاب من خلال الاستنفار الذي يحدث قبل، وفي أثناء فترة الاختبارات، فنجد أن حركة الأسرة تنخفض في هذه الفترة، وتضغط على الأبناء بالمذاكرة بشكل مكثف إلى درجة أنهم قد يكرهون المذاكرة، العامل الآخر المتعلق بالأسرة هو أن الأب، أو الأم قد يصابا بالقلق في هذه الفترة بحكم عامل الأبوة، أو الأمومة، وهذا شيء طبيعي، ولكنه يجب ألا يصل إلى درجة الإفراط، وبذلك قد يصاب الابن، أو البنت بقلق نتيجة لقلق الآباء . وهنا أود أن أقول للآباء، وللأمهات لا داعي للاستنفار، أو لحالة الطوارئ، أو للقلق في هذه الفترة، حيث إن أبناءكم بحاجة للتوجيه، والمساعدة طوال فترة الدراسة، وليست هذه الفترة فقط.
والطالب نفسه قد يكون أسلوبه في التعلم، والمذاكرة مصدرا قويا للقلق، لأن كثيراً من الطلاب لا يستذكر دروسه أولا بأول، بل ينتظر حتى وقت الاختبارات، ثم يبدأ في مراجعة دروسه تحت ضغوط نفسية، وقد لا يمكنه مراجعة محتوى المقرر جميعه مما يؤدي به إلى السهر، وما يترتب عليه من أضرار بالصحة، وبدرجة التركيز. وهنا أقترح على الطلاب عدم تأخير عمل اليوم للغد، والاستفادة من الوقت في استذكار الدروس، ومراجعتها قبل وقت الاختبارات بفترة طويلة، وأن يخصصوا وقت الاختبارات للمراجعة الخفيفة فقط للعناصر الرئيسة لهذه المقررات. وهنا أقول للطلاب إن عليهم الاهتمام بأهداف الدروس الرئيسة، لأنها هي مواطن أسئلة الاختبارات في الغالب.
وهنا أقترح على أعضاء هيئة التدريس بمؤسسات التعليم العالي، وعلى معلمي مراحل التعليم العام أن يوظفوا أساليب أخرى غير الاختبارات يمكن من خلالها تعرف مستوى تعلم طلابهم، وتحقيق الأهداف المنشودة، ولعله من المناسب أن أذكر تجربة شخصية مررت بها في أثناء الدراسة بالبعثة عندما درست مقررا متقدما في مرحلة الدكتوراه، وفي هذا المقرر طلب أستاذ المادة منا تقديم بعض أوراق العمل حول موضوعاته، وقراءة بعض الدراسات المتعلقة به، وتقديم عروض شفوية في مجموعات صغيرة، ولم يكن لهذا المقرر اختبار فصلي، أو نهائي، وتعلمت من هذا المقرر الكثير، وحول موضوعاته قرأت الكثير بعيدا عن رهبة الاختبار، واستفدت منه ما لم أستفده في بعض المقررات التي بها العديد من الاختبارات القصيرة، أو الطويلة. المثال الآخر الذي يجب أن نستفيد منه لتخفيف قلق الاختبار على طلابنا يتمثل في توظيف الاختبار من النوع الذي تقدم فيه الأسئلة للمتعلم ليجيب عنها في منزله، ويُعطى وقتاً كافياً للإجابة عنها قد يصل إلى الأسبوع، أو أكثر، هذا النوع من أساليب التقويم يؤكد على أن الهدف من التقويم ليس الحكم على المتعلم بالنجاح، أو بالرسوب، بل إن الهدف الرئيس هو التأكد من أنه قد حقق الحد الأدنى من الأهداف المحددة لهذا المقرر، أو تلك المادة.


عامر عبدالله الشهراني
أكاديمي وكاتب سعودي


المصدر

فعلا هي أوقاات

عصيــبه للطلاب المدارس

وبالأخـص

طلااب السنــه الثالثه من الثانوي

فــ لابد من الطلاب

برمجــة أوقاتهم قبل الاختبارات بأسابيع

لكـــي يتجنــبوا ضغط التراكم الكمي من المذاكرة

والجــهــد

فلذاات أكبااادنا

لازم نوفــر لهــم الجوو المنــاسب




يعطيـــــــكـ العافيــه

تحيــــــــاتـــي

ذكر نقطة مهمة..وهي ان هدف الطالب هو الحصول على درجات عالية في الامتحان وليس ماتعلمه..وهذه كثير مانجدها بين الطلاب والطالبات..

ايضاً من المعروف الاختلاف بين الطلاب في الاستجابة النفسية والتحليل العصبي فيما يتناقله الطلاب بينهم..يعني عندما يصفون ان معلم المادة شخص ديكتاتوري لايُناقش ولا يسمع ويعشق ترسيب الطلاب وهكذا ..

قبل مدة كان اخي في حالة يرثى لها ولما سألته اجاب ان المعلم سيضع اسئلة خارجيةفي الامتحان ولما سألته عن مصدر الخبر قال احد الزملاء من الفصل الاخر..
جلسنا وذاكرنا وقلت له لن يخرج الاستاذ في اسئلته من بين وجهي الكتاب لكن زميلك لم يجتهد في مذاكرته..
وبالفعل اتى اليوم الثاني والبهجة تملأه وقال كل ماحفظته اتاني...

الهدف من ذكر ذلك على الطلاب ان لا يصغوا لبعض الكلام خاصة الكلام الذي يدعو لتحبيط ولزعزعة الثقة في الذات.. وعليه ان يعلم ما معنى لكل مجتهد نصيب اي بقدر اجتهادك تحصل على النتيجة..واولاً واخيراً من توكل على الله فهو حسبه..
وقل اعملوا فسيرى الله اعمالكم..

المعذرة على اطالتي ولكن موضوع يستحق النقاش لكل اخٌ طالب واختٌ طالبة..

تحياتي للجميع..

وتحياتي لك اخي الوافي واسعد الله ايامك..

...............

...


المتهور

ألف شكر للتشريف وللمداخله ولتواصلك الجميل


شرفت يامتهور


...

...............

...


غزووولة


تشريف ولاأروع
ومداخله اروع من الروعه زاتها

كلك على بعضك روووعه




الف شكر للتشريف وللمداخله الرائعه



سلمت يداك خيتي


...

كلام من ذهب

معهود منك يا وافي

دائما القلق يوثر على مستوانا

فلندع القلق

ونتخطى المراحل العصيبة

تحياتي

.................

....

حسام

ألف شكر للتشريف والمتابعه



شرفت ياقمر


...