مهملة من جميع النواحي ,, يجب أن أعيد بناء نفسي ,, يجب أن افتح صفحة ناصعة البياض .. يجب أن أنسى من أنا ,,و أبدأ من جديد !! أشعر بأني حقيرة ,, لا أعرف لماذا يساورني هذا الشعور !!
عندما لا أجد ما أعمله في المنزل (فالخادمة حملت عبئة ) وعندما أكون من الذين يغبطهم كثير من الناس لإني أملك الصحة و الفراغ ، فإنني اتحول إلى إنسانة كسولة و بليدة ,, أو قل كريهة إن شئت ،، فأنا لا أبالي ,, لإن البرود تغلغل إلى كياني .
كما أنني لا أعلم لماذا أشعر بخوف شديد عندما أسمع خبر ذهاب الخادمة و يساورني قلقل رهيب ، ماذا أفعل بدونها ؟ كيف سأعيش ؟ و حان الوقت الذي يجب أن أواجه فيه الحقيقة .. الخادمة ذهبت إلى المطار .
تحملت أعباء المنزل ,, طبخ ,, غسيل ,, كي ,, تنظيف ,, إلى آخره ,, الكل يردد اسمي ,, لإنهم يريدون مني أن ألبي حاجاتهم ,, عندما أسمع اسمي يتردد في جميع أنحاء المنزل أحس بنشوة عارمة ,, أحس بأن لي مكانتي في المنزل و أني إنسانة عزيزة لها مسئولياتها ,, نعم أحس بأنني إنسانة محترمة بمعنى الكلمة ,, نعم لقد انتصرت أخيراً ,, !!! و لكن هذا النصر تبدد و انهار بمجرد دخول الخادمة الجديدة !!
وفاء بنت عبد الرحمن – الرياض
مجلة الأسرة / العدد 63