إحدى زميلات ابنتي دعتها قبل شهرين لحضور عقد قِران أخيها في قاعة من قاعات الأفراح بجدة. باركت لها ابنتي واعتذرت لها عن إمكانية الحضور لظروف السفر.
فوجئت يوم أمس بابنتي تخبرني بأن أخ زميلتها الذي عقد قِرانه قبل شهرين قد طلّق العروس قبل موعد الزواج المحدد. سألتها باستغراب: لماذا بهذه السرعة؟ هل حدث سبب جوهري أدى إلى ذلك؟ هل تبين لأحد الطرفين أن الأخر لا يُصلي مثلاً؟
قالت: السبب غريب جداً؟
سألتها: ما هو السبب إذا كان يحق لي أن أعرف؟
قالت: إنهما (العريس والعروس) أخذا يتعرفان على بعضهما أكثر بعد العقد وذلك من خلال الاتصالات الهاتفية أو من خلال زيارات العريس للعروس بحضور أهلها، وأصبحا يتناقشان حول مستقبل حياتهما في نقاط كثيرة إلى أن سألته العروس في إحدى المرات عن ماذا يلبس أثناء وجوده في البيت، فقال لها: ليس هناك لبس محدد ولكنه في الغالب لا يخرج عن "ثوب البيت"، أو “الفوطة "، وأحياناً يرتدى "السروال الأبيض الطويل".
وهنا حدث الخلاف بينهما الذي تسببت فيه عقليات لا ترى أبعد من أرنبة أنفها كما يُقال، حيث اعترضت العروس على ذلك، واظهرت لعريسها عدم قبولها لارتداء هذه الملابس في البيت، وأصرت عليه أن يرتدي "البيجاما" متى ما كان في المنزل.
قال لها الزوج: إن الأمر ليس مهما لهذه الدرجة، ولكني تعودت على ذلك اللبس، وهو ليس لبساً فاضحاً، أو سيئاً، وهو اللبس الشائع لدى كل من أعرفهم من الأهل والأصدقاء.
أصرت هي على رأيها، وأصر هو على رأيه ليس من باب العناد ولكنه - كما تقول أخته – لأنه وجد أن زوجته تحاول أن تفرض رأيها في سبب تافه لا يستحق النقاش، ووافقها أهلها في ذلك، فكان الانفصال!
هذه باختصار قصة "طلاق قبل الدخلة" حدث لسبب أقل ما يُقال عنه أنه "تافه جداً" لم استوعبه حتى الآن ويدل على قصور في تفكير الفتاة في نظرتها للزواج، ولكن ما حدث -بفرض صحته- مؤشر خطير لمستقبل الحياة الزوجية لبعض الشباب في حالة وجود مثل هذه العقليات التي أظهرتها العروس، وهذا لا يعني بأنني أبرر لكل العرسان الذي أقدموا على الطلاق، فقد يكونون هم الجانب المخطئ في بعض الحالات.
بالنسبة لي، فأنا أرى بأن العريس محق في الانفصال لأن هذه بداية غير مشجعة من العروس وأهلها، فالزواج هو مشروع بناء أسرة لتكون من ركائز المجتمع القوي، ولا يمكن اختزاله في لبس "البيجاما" فقط.
حقيقة، أعتقد بأن أهل العروس (سابقاً) هم سبب رئيسي لهذا الطلاق لأنهم لم يُهيئوا ابنتهم بصورة جيدة للزواج، كما أنهم لم يُقنعوها بعد الخلاف بأن وجهة نظرها غير صحيحة.
هذه القصة الحقيقية تؤكد على الحاجة إلى تهيئة طويلة الأمد للمقبلين على الزواج من قِبل أسرهم، ولا أعتقد بأن بعض دورات التأهيل للزواج التي مدتها ثلاثة أيام كافية للإلمام بكل ظروف الزواج.
أحبتي: أنتم وش رأيكم؟
ودمتم سالمين.