الحديث الموضوع: هو المكذوب، المختلق، المصنوع.
والتسمية مأخوذة من الوضع بمعنى الاختلاق، يقال: وضع الرجل الحديث: افتراه وكذبه واختلقه.
وقد كذب على لسان رسول الله(صلى الله عليه وسلم) على عهده حتى قام خطيباً فقال: (يا أيها الناس قد كثرت عليّ الكذابة، فمن كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) ثم كذب عليه من بعده".
عوامل الوضع:
يمكننا أن نلخص عوامل وضع الحديث بالتالي:
1_ العامل السياسي.
وتمثل ذلك جليا بعد الخلافة الراشدة..وذلك لتوطيد وتدعيم حكم الملوك والامراء...
2_ العامل الديني.
وأقصد بالعامل الديني _هنا _ السبب الذي دفع أبناء الأديان الاخرى لوضع الأحاديث كيداً للاسلام وانتقاماً من المسلمين.
وأظهر مظاهر هذا ما عرف في لغة المحدثين والفقهاء بـ (الاسرائيليات)، و (الغلو).. الاسرائيليات التي جاءتنا عن طريق اليهود في أحاديث موضوعة، و (الغلو) الذي وصل إلينا عن طريق النصارى في أحاديث موضوعة أيضاً.
3_ العالم المذهبي.
وأعني به السبب الذي دفع بعض أصحاب المذاهب الاسلامية للوضع تأييداً للمذهب، ودعماً لأفكاره ورجالاته.
4_ العامل الاعلامي.
وأقصد منه أن يضع الواضع الحديث دعاية للدين، ومن باب الاحتساب والتقرب إلى الله تعالى.
والواضعون للحديث أصناف، وأعظمهم ضرراً قوم من المنسوبين الى الزهد، وضعوا الحديث احتساباً فيما زعموا، فتقبل الناس موضوعاتهم ثقة منهم بهم، وركنوا إليهم.
5_ العامل الاجتماعي.
وأعني به ذلك السبب الرخيص المهين الذي كان يدفع تلكم الطبقة من وعاظ السلاطين إلى وضع الحديث للزلفى من حاكم أو أمير أو غيرهما بغية الحصول على مركز اجتماعي.
6_ العامل الاقتصادي.
وكما يرتبط العامل الاقتصادي أحياناً بالعامل الاجتماعي يرتبط أيضاً وفي كثير من الأحيان بالعامل السياسي..وما يبث من عيون واخبار لتوطيد قواعد واركان الحكم.
7_ العامل الشخصي.
وهو أن يتظاهر غير العالم بمظهر العالم ويعزز ذلك باختلاقه الاحاديث وروايتها. وعبر عنه في كتب علم الحديث بـ (التعالم).
كيفية وضع الحديث:
تصدى بعض من كتب في علم الحديث لبيان كيفية وضع الحديث، مفيداً ذلك من واقع الأحاديث الموضوعة.
وبيان هذه الكيفية كما يوضح قضية تاريخية، يساعد ايضاً في إلقاء شيء من الضوء لمعرفة الحديث الموضوع.
وتتلخص في أن الوضع نوع من التصرف الشخصي.
وهذا التصرف قد يكون في المتن، وقد يكون في السند:
_ في المتن:
ويكون بإحدى طريقتين، هما:
أ_ أن يضع الراوي متناً من عنده، وذلك بأن يؤلف ويصوغ من كلامه عبارات الحديث الذي يروم وضعه.
وذلك مثل الحديث المشتهر: (أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم).
ب_ أن يعمد الراوي إلى مأثورة من كلام أحد الحكماء أو العلماء أو غيرهما، وينسبه إلى المعصوم.
ومثلوا له بالحكمة المشهورة: (المعدة بيت الداء، والحمية رأس كل دواء)، التي هي من حكم الحارث بن كلدة الثقفي، ونسبها الراوي الواضع إلى النبي (صلى الله عليه وسلم).
والمذكور في كتاب (عيون الأنباء 165) _ ترجمة الحارث بن كلدة_ : البطنة بيت الداء والحمية رأس الدواء).
فربما كان النص الأول مأخوذاً منه، وربما كان رواية أخرى له.
_ في السند:
ويكون بإحدى طريقتين أيضاً، هما:
أ_ أن يختلق الراوي سنداً لحديثه الموضوع، وذلك بأن يضع أسماء لرواة لا واقع لهم.
ب_ أن يعمد الراوي إلى سند من الأسانيد، ويحمّله متن حديثه.
إمارات الوضع:
وهي العلامات التي تكشف عن أن الحديث موضوع.
وتنقسم إلى ثلاثة أقسام، هي:
1_ ما يرتبط بالراوي، وهي
أ_ أن يعترف الراوي نفسه، ويقر بوضعه الحديث.
نحو اعتراف أبي عصمة نوح بن أبي مريم وضعه على ابن عباس أحاديث في فضائل سور القرآن الكريم.
ب_ أن يشتهر الراوي في الأوساط العلمية بالوضع.
ج_ أن ينص في كتب الرجال الأصول على أنه وضاع.
د_ أن يوقف على قرينة خاصة تفيد أن الراوي وضاع.
2_ ما يرتبط بالسند، وهي:
أ_ أن يتألف السند من مجاهيل ووضاعين.
ب_أن يشتمل السند على وضاع.
ج_ أن يشتمل السند على أسماء لا ذكر لها في كتب الرجال.
د_ أن ينص من قبل الرجاليين على أن سلسلة السند هي سلسلة كذب.
3_ ما يرتبط بالمتن، وهي:
أ_ أن يخالف مضمون الحديث ظاهر القرآن الكريم، ولا يقبل التأويل بما يوافقه.
ب_ أن يخالف مضمون الحديث ظاهر السنة القطعية، ولا يقبل التأويل بما يوافقه.
ج_ أن يخالف مضمون الحديث بديهيات العقول.
ه_ أن يخالف مضمون الحديث حقائق العلم وسنن الحياة ونتائج التجارب الناجحة والمشاهدات الصادقة.
و_ أن يحتوي متن الحديث اسرائيليات تخالف العقيدة الاسلامية.
نحو ما روي في الصحيحين (البخاري ومسلم): "عن أنس (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: يلقى في النار، وتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع الله قدمه، فتقول: قط، قط"..
ز_ أن يحتوي متن الحديث فكرة من أفكار الغلو.
ح_ أن يحتوي متن الحديث اسطورة من أساطير الأولين التي لا بينة على صحتها.
ط_ أن يحتوي متن الحديث منقبة أو فضيلة لشخص أو جماعة أو بلد، هو دون مستوى هذه المنقبة أو الفضيلة.
ي_ أن يحتوي متن الحديث الاشارة إلى معجزة أو كرامة في موقف لا يقتضيها ولا يتطلبها.
كلام قيم ... مختصر ,,, يحوي على معلومات مفيدة وجليلة عن الأحاديث الموضوعة ...
كلام قيم جدا ً جدا ً .....
.
.
.
.
مما قرأت .. ان الانسان اذا أحب انسان وتعلق به .... اصبح يعرف أسلوبه وطريقته وأعماله وألفاظه ...
و بذلك يستطيع أن يميز هل هذا القول صدر منه أو لا ...
فتجد كثيرا ً من العلماء الأجلاء الراسخين في العلم ... يحكمون بأن الحديث موضوع بمجرد سماعه .... لمعرفة بضعف الكلمات ووهن الأسلوب الذي لا يمكن أن يصدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم ...
.
.
.
جزاك الله خيرا ً ملكة الاحساس على هذا الموضوع القيم والمفيد جدا ً ...