الشاعر جزا بن صالح الحربي يتذكر مضارب البادية ويبكي على أطلالهم:
أمس الضحى في عالي الرجم عديت =وفيضت في راسه عباير خفوقي
وقعت لين ادلولس الليل ومسيت =وحولت منّه ناشفات عروقي
ورديت من بكره عليه وتعليت =وقعدت حتى شفت شمس الشروقي
أشرف على دار بها العام مريت =واليوم ماكنه سكنها مخلوقي
خليان ماكن ابتنى بارضها بيت =بس الفجوج الخاليه والطروقي
وحتى من الأوناس ماشفت ماريت =ماغير رسم باقي له رموقي
بس الشنون محذفات تشاتيت =شنونن على الديران مثل البهوقي
وشفنا الرسوم اللي عليهن تشافيت =رسوم عليها القلب مني شفوقي
رسوم عليها من ازرق الدمع هليت =دمع تحدر فوق خدي صفوقي
ليا شفت مدهال الرجال الزناتيت =تقول قلبي ينمزع من عروقي
رجال مرابعهم تهيظك لاجيت =ومرباعهم بين الجلد والعروقي
ونجورهم للضيف ترسل تصاويت =وضيانهم بالليل مثل البروقي
رجال عليهم من قديم تربيت =وفارقتهم والقلب مني يتوقي
وابديت مافي داخل القلب وافضيت=وانساق من عمق الهواجيس سوقي
وابكي عليهم كل ماصبحت وامسيت =وشكواي لله عالم الشان فوقي
وشعاد لو اني بكيت وتمنيت =ياما بكى قلبي جزينن عشوقي
وقلبي بكى حي علي غالي ميت =والدمع عقّب في ضميره عشوقي
وياما بكى رجل عليه التثابيت =قبل الوقايع هل دمع حقوقي
ولو لامني بعض الخبول السرابيت =اهل النفاق مشدقين الحلوقي
بذني صقه عن حكيهم ماتوحيت =ولا احب ناس للسراير تبوقي
وان قالو العذال وش فيك ماابديت =ماني على اسرار الاوادم نطوقي
امشي مع العالم على ماتوريت =اعطي حقوق الناس واخذ حقوقي
..