02 / 12 / 2001, 02 : 12 AM
|
#1
|
وئامي جديد
|
|
|
|
|
|
|
|
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
|
|
"دولة المسلمين" .. نعم "دولة إسلامية" .. لا
الدولة الإسلامية و "دولة المسلمين" هما دولتان تحتكمان لشرع الله، غير أن "دولة المسلمين" تختلف عن الدولة الإسلامية في أن قانون المواطنة فيها يقوم على أساس الإنتماء للإسلام فقط و ليس على أساس الإنتماء للإقليم.
الفرق بين الدولة الحديثة و الدولة القديمة:
إن لكل دولة رابطة أو صفة مميزة لها و لشعبها، و عادة تحمل الدولة و الشعب إسم تلك الرابطة. أما الطبقة الحاكمة و قوانين الدولة فإنها تحكم بإسم رابطة أخرى. ففي الدولة القديمة مثلا، كان الدين هو الرابطة المميزة للدولة و لشعبها، في حين كانت القبلية أو العرقية أو المذهب هي الرابطة التي تحكم بإسمها الفئات الحاكمة. أما في الدولة الحديثة فالإقليمية هي الرابطة المميزة للدولة و شعبها، في حين أن الدين أو الفكر أو الحزب أو العرقية هي الرابطة التي تحكم بإسمها الفئات الحاكمة.
حقائق في غاية الأهمية تتعلق بالسنن الكونية التي تتحكم في الشعوب و الدول :
أولا : إن الرابطة المميزة للطبقة الحاكمة و ما تمثله من أفكار و مبادىء و تاريخ و قوانين، هي خيار من الخيارات. في حين أن الرابطة المميزة لشعب الدولة و ما تمثله، هي مسلمة من مسلمات الدولة. من أجل ذلك فإن الطبقة الحاكمة و كل ما تمثله قابل للتغيير و التبديل في أي وقت.
ثانيا : عندما تحدث هزيمة أو فشل في أي مجال من مجالات الحياة (العسكرية أو الإقتصادية)، فإن العامة دائما تحمل الطبقة الحاكمة و ما تمثله مسؤولية الهزيمة، في حين أن الرابطة المميزة للشعب هي دائما فوق الشبهات، بل على العكس فإن الناس تعتبر أن التمسك بها هو السبيل الوحيد للنجاح.
ثالثا : أن الطبقة الحاكمة و ما تمثله بحاجة لحماية بوليسية مستمرة و لأجهزة متنوعة من المخابرات و الأجهزة القمعية، أما الرابطة المميزة لشعب الدولة و كل ما هو متعلق بها، فيحمي نفسه بنفسه.
رابعا : أنه إذا حدث تصادم بين الخيارات المختلفة في الدولة على السلطة، فإن العامة تقف دائما على الحياد، و في النهاية هم لمن غلب.
من أجل ذلك نرفض الدولة الإقليمية و لو حكمت بالإسلام. فالإسلام يجب أن لا يكون صفة الطبقة الحاكمة، أو صفة أحزاب المعارضة، أو صفة قانون الدولة أو نظامها التعليمي أو غير ذلك. الإسلام يجب أن يكون دائما هو صفة الدولة و شعبها، و هذا لا يتحقق إلا بتغيير قانون المواطنة في دولنا الإقليمية، لتنص صراحة على أن الإسلام هو أساس المواطنة. و بذلك يصبح الإسلام و شريعة الله هي مسلمة من مسلمات الدولة، في حين أن الطبقة الحاكمة تحكم بإسم المذهب أو الحزب، فإن فشلت في أمر ما فعليها فشلها.
فسبحان الله، كيف نرتضي الدنية لديننا،
كيف نقبل أن يكون الإسلام خيار من الخيارات القابلة للتغير في أي لحظة،
كيف نقبل أن يكون الإسلام عرضة للإتهام لفشل الفئة الحاكمة التي حكمت بإسمه في الدولة الحديثة (مع علمنا التام أن الفشل حاصل لامحالة لأنه ليس هناك حكومة تستطيع أن تحل كل المشاكل و في كل الأوقات)،
و كيف نقبل أن يقوم الإسلام بقوة الحديد و النار و أن يستمر بمساندة أجهزة قمعية و بوليسية،
كيف نقبل بتحييد المسلمين في الحرب الدائرة بين الإسلام و العلمانية و اللذان أصبحا خياران من خيارات الطبقة الحاكمة في أي دولة إقليمية إسلامية.
|
|
|
|
|