يقول باحثون إن التنشيط الفعال والمفرط والطويل الأمد لجهاز المناعة ربما كان أحد أقوى الأسباب المنفردة لحدوث السرطان
ويشير هؤلاء إلى أن ارتفاع درجة نشاط المناعة في الجسم، ولفترة زمنية طويلة، يؤدي في العادة إلى التهاب في الأنسجة
ويتفق العديد من العلماء حول حقيقة أن هذا النوع من الالتهابات ربما لعب دورا في تطور ونمو حالات بعض حالات السرطان المختلفة
إلا أن دراسة جديدة تقول بأن أهمية هذا الدور ربما لم تجد الدرجة الكافية من الإحاطة والتقدير في الماضي
ويقول واضعو الدراسة إن الإفراط في النشاط وزيادته في جهاز المناعة وعلى مدى فترة طويلة يعد مفتاحا أساسيا في تكون وتطور العديد من الحالات السرطانية في الجسم
ومن شأن نتائج هذا البحث الجديد توجيه جهود أبحاث السرطان ومكافحته وإيجاد العلاجات الناجعة له باتجاه مختلف تماما عن ما هو سابق ومألوف في الأوساط العملية في العالم
نظرية علاجية
فهذا البحث، المنشور في مجلة أبحاث السرطان البريطانية، يرفع من درجة التركيز على بعض أنواع العقاقير المضادة للالتهابات، التي تستخدم حاليا في معالجة حالات مرضية مثل التهابات المفاصل وأمراض القولون الالتهابية، من أجل دراسة كيفية استخدامها للوقاية من السرطان
وكما هو معلوم تقف وراء ظهور السرطان عدة عوامل مختلفة ومتنوعة
إلا أن الدكتور كين اوبراين من جامعة ليستر والبروفيسورة انجوس دالجليش يريان أن معظم هذه العوامل تعمل بصورة متشابهة، هذه الصورة هي الإفراط في تنشيط جهاز المناعة ولفترة زمنية طويلة
ويتسبب تنشيط جهاز المناعة، الذي قد يحدث بسبب إصابة بدنية عادية أو مضاعفات مرضية أو ردة فعل أو حساسية ما، في تعريض الأنسجة إلى الالتهابات
علاقة نفعية
وكما هو معروف أيضا أن كريات الدم البيضاء ومكونات جزيئية موجودة في جهاز المناعة تتفاعل في عملية مواجهة المرض أو العرض أو الجسم الغريب وما شابه للمساعدة على التخلص منه او الشفاء من الإصابة به
ولكن بعض المكونات الجزيئية في جهاز المناعة التي تنشط الجسم لاستبدال وتعويض الأنسجة المفقودة او التالفة ربما لعبت دورا في ميلاد الخلايا السرطانية ودفعها نحو التكاثر والانتشار الأسرع
بحث مهم
وتقول البروفيسورة دالجليش إن النسيج الملتهب يعتبر الوعاء المحتوي على المكونات الجزيئية الموجودة في جهاز المناعة والتي تلعب دورا مهما في تطور السرطان
وتأسيسا على هذه النتيجة تشير هذه الباحثة إلى أن أفضل الطرق لانتشار الخلية السرطانية هو أن تتعلم كيفية استنساخ نفس الظروف للحياة والتكاثر
وهذا يقود، حسب الباحثة دالجليش، إلى استنتاج أن بعض العقاقير المضادة للالتهابات ربما تلعب دورا مساعدا ليس فقط في تجنب حدوث السرطان، بل في معالجته أيضا
أما الدكتورة ماري بيرينجتون مديرة دائرة المعلومات العلمية في جمعية حملة أبحاث السرطان البريطانية فتقول إن المعلومات الجديدة في هذا البحث تعد إنجازا مهما في ربط جهاز المناعة والنسيج الملتهب بدرجة ظهور وانتشار السرطان
نقلا عن BBC
............................. تحياتي ........................