أسوق إليكم موضوع يعتبر هاجس الكثيرين منا في ظل التغيرات الإجتماعية والمتلاحقة في مجتمعاتنا العربية..وفي ظل الإنغماس المستمر منا نحن بمتطلباتنا وتدبير شئوننا اليومية...فركن البعض منا إلى الجري والهرولة وراء آهوائه والتي لا تنقطع ونسي أو تناسى أنه لا يعيش لوحده في هذه الدنيا العجيبة..بل أن هناك أناس كدنا أن لا نلقي لهم بال...فأنزوا هؤلاء إلى ركن هاديء..ينتظرون شيء من رد الجميل والذي بذلوه لأجلنا .
كنا في وقت مضى نرى الحياة فيهم..ونرى النور في أعينهم...ونشعر بعطفهم وحنانهم يتغلغل داخل قلوبنا...فيزرع فيها البسمة والرضا والحب الدافيء..
فكل يوما عشناه معهم كانوا فيه هؤلاء في كد ونصب وتحمل مسؤولية جسيمة لم نشعر بها ونحن في طفولتنا...نلعب ونلهو...نرقص ونغني..نصيح ونتألم...وهم في جهاد مستمر وصراع عظيم من أجل أن يوفروا لنا ولو بسمة رضا مهم بلغ الثمن...
كل هذا ونحن لا ندرك ولا نشعر بعظمة هؤلاء..
كل هذا ونحن ننام ونصحو ولا نتذوق حلاوة وسعادة لقياهم صباح ومساء
كل هذا ونحن نبكي ونفرح ولا ندرك كما يؤلمهم بكائنا..وتغمرهم السعادة مادمنا سعداء
كل هذا ونحن لا ندرك معنى المعاناة والتي يعيشها الاب والأم .
كل هذا ونحن مقصرين ولن نستطيع أن نتحمل عنهم جزء ولو يسيراً من وطاءة..الألم والعذاب والتعب والشقاء والوهن والضعف والسهر والقلق والخوف المستمر والذي لا ينقطع ابداً...
أمي...أبي
والله لو حرثت الأرض من أقصاها إلى أقصاها وزرعت لكما في كل شبر فيها زهرة إحسان لكما ما بلغت شيئاً من صنيع قدمتموه لي...
أمي...أبي
والله لو ملكت ما شاء الله من...مال وفير...وعيش رغيد...وشأن عظيم...ما تساوى ذلك أبد مع سعادتي في مشاهدة نظرة رضا لي ترتسم فيها عينيكما الدافئتين..
أمي...أبي
والله إني قرأت كلام الخالق سبحانه مرار وتكرار وهو يقول سبحانه في سورة الإسراء...أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وكلما تذكرت هذه الأية...رفعت يدي للسماء..أدعو السميع مجيب الدعوات...اللهم أرحمهما كما ربياني صغيراً...اللهم ارحمهما كما ربياني صغير...فأدعو..وسأدعو...ما شاء الله...ومادمت حياً
فكم نحن قساة القلب...لا نعلم بقدر هؤلاء الاباء والأمهات الحقيقي إلا إذا قرأنا كلام الخالق المنان...فسبحان الله الذي ربط على قلب أم موسى عليه السلام...وسبحان الله الذي أبقى الامل في والد يوسف عليه السلام...وسبحان الله الذي هون على مريم ألم الحزن وهول الموقف حين المخاض في عيسى عليه السلام...
ألا فأعلموا يرحمني ويرحمكم الله أن رضا الله من رضا الوالدين...فما بال قلوبنا جفت فيها كل منابع الخير للوالدين...ألا فأعموا أنهم يحملون قلوباً تتعطش لشيء من الحنان والعطف والرحمة...فهل منا من يجود ويروي تلك القلوب بفيض من تلك المشاعر...؟؟
أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا = بنقوده حتى ينال به الوطر
قال أتني بفؤاد أمك يافتى = ولك الدراهم والجواهر والدرر
فمضى وأغمد خنجرا في صدرها = والقلب أخرجه وعاد على الاثر
لكنه من فرط دهشته هوى = فتدحرج القلب المعفر إذ عثر
ناداه قلب الام : وهو معفر = ولدي حبيبي هل اصابك من ضرر
فكأن هذا الصوت رغم حنوه = غضب السماء به على الولد انهمر
فاستل خنجره ليطعن نفسه = طعنا ليبقى عبرة لمن اعتبر
ناداه قلب الام : كف يدا ولا = تطعن فؤادي مرتين على الاثر
فالام والاب هما العينان التي نرى بهما الخطر قبل وصولنا اليه
وقد لايشعر بقيمة العينين الا من هو اعمى
الف شكر أخوي
تحياتي
لولوة