يعتبر وضع القواعد السلوكية للأطفال أهم مهام الأم وأصعبها في الوقت نفسه فسوف يقاوم الطفل كثيراً لكي يؤكد استقلاله
وأنت أيتها الأم تحتاجين للصبر، وأن تكرري حديثك مرة بعد مرة . وفي النهاية سوف يدفعه حبه لك ،
ورغبته في الحصول على رضاك إلى تقبل هذه القواعد . وسوف تكونين المرشد الداخلي الخاص به وضميره الذي سيوجهه خلال الحياة .
ولكن كيف نقنع الطفل بطاعة الأوامر واتباع قواعد السلوك التي وضعها الوالدان ؟ تجيب الاستشارية النفسية " فيرى والاس "
بمجموعة من الخطوات يمكن اتباعها مع الطفل :
1. انقلي إلى الطفل القواعد بشكل إيجابي :
ادفعي طفلك للسلوك الإيجابي من خلال جمل قصيرة وإيجابية وبها طلب محدد ، فبدلاً من " كن جيدًا " ،
أو " أحسن سلوكك ولا ترمي الكتب " ، قولي : " الكتب مكانها الرف " .
2. اشرحي قواعدك واتبعيها :
إن إلقاء الأوامر طوال اليوم يعمل على توليد المقاومة عند الطفل ، ولكن عندما تعطي الطفل سبباً منطقياً لتعاونه
، فمن المحتمل أن يتعاون أكثر، فبدلاً من أن تقولي للطفل " اجمع ألعابك " ، قولي : " يجب أن تعيد ألعابك مكانها ، وإلا ستضيع الأجزاء أو تنكسر " ،
وإذا رفض الطفل فقولي : " هيا نجمعها معاً " ، وبذلك تتحول المهمة إلى لعبة .
3. علقي على سلوكه ، لا على شخصيته :
أكدي للطفل أن فعله ، وليس هو، غير مقبول فقولي : " هذا فعل غير مقبول " ،
ولا تقولي مثلاً : " ماذا حدث لك ؟ " ، أي لا تصفيه بالغباء ، أو الكسل ، فهذا يجرح احترام الطفل لذاته ، ويصبح نبوءة يتبعها الصغير لكي يحقق هذه الشخصية .
4. اعترفي برغبات طفلك :
من الطبيعي بالنسبة لطفلك أن يتمنى أن يملك كل لعبة في محل اللعب عندما تذهبون للتسوق ،
وبدلاً من زجره ووصفه بالطماع قولي له : " أنت تتمنى أن تحصل على كل اللعب ، ولكن اختر لعبة الآن ،
وأخرى للمرة القادمة " ، أو اتفقي معه قبل الخروج " مهما رأينا فلك طلب واحد أو لعبة واحدة " ،
وبذلك تتجنبين الكثير من المعارك ، وتشعرين الطفل بأنك تحترمين رغبته وتشعرين به .
5. استمعي وافهمي :
عادة ما يكون لدى الأطفال سبب للشجار، فاستمعي لطفلك ،
فربما عنده سبب منطقي لعدم طاعة أوامرك فربما حذاؤه يؤلمه أو هناك شيء يضايقه .
6. حاولي الوصول إلى مشاعره :
إذا تعامل طفلك بسوء أدب ، فحاولي أن تعرفي ما الشيء الذي يستجيب له الطفل بفعله هذا ،
هل رفضت السماح له باللعب على الحاسوب مثلاً ؟ وجهي الحديث إلى مشاعره فقولي :
" لقد رفضت أن أتركك تلعب على الحاسوب فغضبت وليس بإمكانك أن تفعل ما فعلت ، ولكن يمكنك أن تقول أنا غاضب " ،
وبهذا تفرقين بين الفعل والشعور، وتوجهين سلوكه بطريقة إيجابية
وكوني قدوة ، فقولي " أنا غاضبة من أختي ، ولذلك سأتصل بها ، ونتحدث لحل المشكلة " .
7. تجنبي التهديد والرشوة :
إذا كنت تستخدمين التهديد باستمرار للحصول على الطاعة ، فسيتعلم طفلك أن يتجاهلك حتى تهدديه .
إن التهديدات التي تطلق في ثورة الغضب تكون غير إيجابية ، ويتعلم الطفل مع الوقت ألا ينصت لك .
كما أن رشوته تعلمه أيضاً ألا يطيعك ، حتى يكون السعر ملائماً ، فعندما تقولين " سوف أعطيك لعبة جديدة إذا نظفت غرفتك "
، فسيطيعك من أجل اللعبة لا لكي يساعد أسرته أو يقوم بما عليه .
8. الدعم الإيجابي :
عندما يطيعك طفلك قبليه واحتضنيه أو امتدحي سلوكه " ممتاز ، جزاك الله خيراً ، عمل رائع " ، وسوف يرغب في فعل ذلك ثانية .
ويمكنك أيضاً أن تحدي من السلوكيات السلبية ، عندما تقولين : " يعجبني أنك تتصرف كرجل كبير ولا تبكي كلما أردت شيئاً " .
بعض الآباء يستخدمون الهدايا العينية ، مثل نجمة لاصقة ، عندما يريدون تشجيع أبنائهم لأداء مهمة معينة مثل حفظ القرآن ،
ويقومون بوضع لوحة ، وفي كل مرة ينجح فيها توضع له نجمة ،
وبعد الحصول على خمس نجمات يمكن أن يختار الطفل لعبة تشترى له أو رحلة وهكذا .
إن وضع القواعد صعب بالنسبة لأي أم ، ولكن إذا وضعت قواعد واضحة ومتناسقة وعاملت طفلك باحترام وصبر ،
فستجدين أنه كلما كبر أصبح أكثر تعاوناً وأشد برا .