الفيروسات..تهدد حرية الشبكة

السلام عليكم ورحمة الله

أثار الفيروس "كود رد" أو الدودة الحمراء ومن بعده الفيروس نيمدا حالة من الهرج والمرج على شبكة الانترنت وفرض حالة من الذعر داخل العديد من المؤسسات الحكومية والتجارية حول العالم حيث تابعت شبكات التلفزيون تطورات الموقف وانطلقت التحذيرات من كافة الشركات الكبرى العاملة في مجال الكمبيوتر وعكفت شركات البرامج المضادة للفيروسات على دراسة الحالة وتحليلها وبالفعل فقد انقلب العالم رأساً على عقب بفعل الفيروس الذى بدء كأنه كالجيش المنظم يتسلل في الخفاء ويتحرك ليدمر الأجهزة والبرامج والنظم، ويغير فى محتواها ويقطع عنها الاتصال بالانترنت بالتأكيد كل ذلك دفع العديد من له معرفة بعالم الكمبيوتر أو حتى من لايمتلكون تلك المعرفة إلى التساؤل عن ماهية فيروس "كود رد" على وجه الخصوص وعن تلك طبيعة تلك الفيروسات التى يهدد نشاطها مستخدمى الكمبيوتر سواء الشحصين أو شركات ورجال الأعمال فقد اظهرت آخر الاحصائيات ان فيروسات الكمبيوتر قد تضاعفت عشرين مرة مما كانت عليه قبل عامين ، وتشير هذه الاحصائيات إلى ان ما نسبته 98% من الشركات العالمية قد عانت من مشاكل بسبب هذه الفيروسات وان 63% من الشركات العالمية قد تكبدت خسائر مالية جراء هذه الاعطال ،أما معدل ايجاد حلول لمعالجة
الفيروسات تؤرق الشركات الكبرى
الفيروسات قد بلغ نحو 3.44 ساعة فالنوعية الجديدة من فيروسات الكمبيوتر الكمبيوتر الحديثة تختلف تماماً عن التقليدية فهى أكثر أنواع الفيروسات تعقيدا لأنه تفوق قدرة برامج مكافحة الفيروسات بسبب التقنية العالية التى صممت بها والتي صنعتها فالتقليدية كانت تعتمد في تنقلها على خطأ العنصر البشري، فتنتقل عبر البرامج المتداولة في شركة واحدة أو عبر الانترنت لكن السلالة الجديدة مثل فيروس الحب وكود رد لا تحتاج للمساعدة، حيث تجد فريستها في عناوين البريد الالكتروني في أي جهاز كمبيوتر وترسل نفسها ذاتيا لجميع الأسماء التي تجدها في طريقها مما يضاعف من تأثيرها الديدان لأنها تعمل دون مساعدة من أحد وأصيب الانترنت بأول فيروس من هذه النوعية عام 1988 واكتشفه طالب الكمبيوتر روبرت موريس حيث يختار بعض مصنعي الفيروسات أسلوب فيروس الحب الذي يعتقد أن سلالته تضم تسعة وعشرون نوعا أشهرهم باسم دونالد داك الشخصية الشهيرة في والت ديزني ومن بينهم المجموعة التى اطلقت الفيروس كود على شكل برنامج يشبه الدودة عبارة عن برنامج يصيب كومبيوتراً أو شبكة ويستنسخ نفسه ليصيب كومبيوترات أخرى، إما عن طريق الشبكة أو عن طريق استخدام دفتر العناوين الإلكتروني الموجود في بريد المستخدم، حيث يُرسل نفسه إلى كومبيوترات الأشخاص المسجلين في ذلك الدفتر الافتراضي والدودة تقوم بذلك بنفسها، ودون تدخل إنساني من قبل المستخدم .

الفيروس مثل الدودة
وطبقاً للتعاريف العلمية تصنف الفيروسات تبعا لأماكن عملها ، فالفصيلة boot مثلا تعمل فى قطاع الإقلاع على القرص الصلب وتلتصق بالملفات وتدخلها، وتقوم باستبدال ملفات الماكرو بنسخ منها ، ويوجد نوع آخر من الفيروسات يعمل أيضا فى قطاع الإقلاع يسمى master macro viruses وعندما يقوم المستخدم بتشغيل جهازه يقرأ القرص الصلب منطقة الإقلاع فى نظام التشغيل Dos مما يؤدي لنشاط الفيروس داخل الذاكرة ، ويعمل النوع الثانى من الفيروسات والمعروف بـ MBR عند تشغيل البرامج الملوث به فمثلا عند تشغيل برنامج word ينشط الفيروس الموجود فيه ليبدأ عمله ويدخل بطبيعة الحال إلى ذاكرة الجهاز، منتظرا تشغيل برنامج آخر ليهاجمه ويلوثه، مما يعنى أنه كلما كان المستخدم نشيطا فى تشغيل البرامج، كان الفيروس أنشط منه· وينشط النوع الثالث من الفيروسات عند تشغيل لغة البرمجة المعروفة Macro viruses وهذا النوع عبارة عن برنامج يقوم بتخريب البرامج الأخرى الموجودة فى الذاكرة المخبأة K وليس ذلك فحسب، ولكن، يمكنه الانتقال من الجهاز المصاب إلى أى جهاز أخر، عن طريق ديسكات بين الطرفين، أو عن طريق ملف مرسل بالبريد الإلكتروني، إلى الجهاز الآخر· وعند فتح الملف من قبل الجهاز الآخر، يتم تنشيط الفيروس على الجهاز الأخير ويتم بتصنيف فيروسات الكمبيوتر ضمن ثلاثة أنواع، الأولى تعرف بأحصنة طروادة والثانية تسمى الديدان -وهى أخطرهم- والثالثة تتمثل فى برامج الإنزال وتقوم باختراق الملفات، وتعمل فى وسائط كالشبكات والأقراص المرنة وتنتشر فيروسات الديدان عبر الشبكة عقب زيارة موقع ملوث أو عبر قرص مرن أو مدمج، فتقوم بإنزال نفسها فى البداية على الجهاز، ثم تهاجم البرنامج الأصلي·

فيروس
وتعد برامج الإنزال من أذكى أنواع الفيروسات، لأنها تصمم لتخدع البرامج المخصصة لكشفها لتبدأ عملها فى تخريب الملفات وإعداد نسخ منها قبل كشفها· وعندما يعمل برنامج مكافحة الفيروسات، يقوم الفيروس بإعطاء معلومات خاطئة عن الملفات قبل ضربها مما يؤدى لخداع المستخدم وإعطائه اطمئنانا وهمياً حيث تنشط الفيروسات عندما تعمل الملفات الملوثة بها داخل نظام التشغيل لتلتصق بملفات الكمبيوتر أو تدخلها أو تغير محتوياتها وتتطور الفيروسات مع الوقت لتعيد إنتاج نفسها وتغير محتواها مع كل محاولة لتدمير أجهزة الأخرين ، لتستمر فى غزو أجهزة الكمبيوتر والعبث بها أو تدميرها بالكامل فى ظل الأمكانيات العالية والموجودة بالفيروسات الحديثة التى تمتع بالعديد من المزايا وأمكانيات اختراق أعتى اجهزة الحماية فكما يؤكد أحد الخبراء فإن طرقا عديدة لارسال ونشر فيروسات الكمبيوتر عبرشبكة الانترنت منها على سبيل المثال انه يتم وضعها داخل صفحة من صفحات احد المواقع وعند محاولة المستخدم دخول هذه الصفحة يقوم الفيروس بالانتشار داخل الكمبيوتر الشخصى لهذا المستخدم.

فيروس كود رد
وتعد الفيروسات التى ظهرت مؤخراً وكان أبرزها الفيروس كود رد من أكثر أنواع الفيروسات تعقيدا لأنه تفوق قدرة برامج مكافحة الفيروسات بسبب التقنية العالية التى صممت بها والتي صنعتها حتى أن خبراء الفيروسات أكدوا خبراء أمن الكومبيوتر والشبكات إن برنامج دودة كود ريد يعتبر إرهاصاً ومقدمة لتهديدات أكثر خطورة لأمن الإنترنت ، ويقول بروس شناير كبير مسؤولي أمن التكنولوجيا في شركة كاونتربين إنترنت سيكيوريتي التي تراقب نشاط شبكة الإنترنت ليس هذا بالأمر المعهود، بل هو نذير بما سنراه مستقبلاً ففي النهاية سيجد القراصنة طريقة لاستهداف مكونات أكثر حيوية في الإنترنت، كالموجِّهات (Routers) والأجهزة التي تشكل العمود الفقري للإنترنت، وليس مجرد الخادمات التي تستضيف مواقع الإنترنت·

تدمير الملفات هدف للفيروسات
أما تشاد هارينتون كبير مديري الإنتاج في شركة إنترسيبت سيكيوريتي تكنولوجيز التي تصنع برامج حماية الشبكات، فيقول إن القراصنة سيصممون برامج دود تلحق أضراراً أفدح بالكومبيوترات التي تصيبها فدودة كود ريد لم تُلحق الكثير من الضرر فيما مارسته من نشاط خبيث· غير أن بوسع قرصان ما أن يأخذ هذه الوصفة ويصمم دودة أخرى يمكنها إلحاق المزيد من الأذى، كسرقة أرقام البطاقات الائتمانية مثلاً .
فيروسات الكمبيوتر تمثل شكلا من اشكال الارهاب ولكنه ارهاب الكترونى تفوق خسائره خسائر أشد الاسلحه فتكاً نظراً للخسائر المالية البالغه الناجمة عنه وذلك لعدم الحاجة فى تنفيذه إلى تفجيرات نووية أو اسلحة كيماوية.
وأوضح أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة (سوثرن كاليفورنيا) الأمريكيه ليونارد ادلمان الذى درس فيروسات الكمبيوتر لمدة عشرين عاما قوله ان خطورة واضرار الفيروسات لايمكن القضاء عليها او الحد منها بالتقنيات الفنية الحالية ولكن بنفس الاسلوب الابداعى لصانع هذا الفيروس، وأضاف أن العالم لم يشهد بعد فيروسات خطيرة أو شديده الضرر حتى الان وقال انه لم ير حتى الأن أية استعدادات تعوق انتشار اى فيروس من الفيروسات الخطيره التى ستلوح وتظهر من حولنا وفضلا عن ذلك فان شبكة الانترنت المصدر الرئيسى لانتشارر الإنترنت لاتتمتع باى نظام دفاعى قوى كما انه لايمكن انشاء مثل هذا النظام.

فيروس الحب
واوضح أدلمان أن برامج مقاومة الفيروسات تستطيع فقط اقتفاء اثر الفيروسات المعروفة والمدرجة داخل نسيج برامج مقاومة الفيروسات مؤكدا ضرورة اشعار العالم الالكترونى بالرهبه والخوف من المستقبل ، وأكد أدلمان أنه يبدو أن معظم وأهم نظم الكمبيوتر مثل نظم الكمبيوتر فى البنوك وغيرها لديها مناعه خاصه ضد الفيروسات التى تأتى عن طريق البريد الالكترونى مثل فيروس (مليسا) وفيروس (الحب) الذ تم ارساله وانتشاره كملف ملحق مع رسالة البريد الالكترونى. وفى نفس السياق قال كريس جوجانز مدير العمليات بشركة سيكيوريتى انترناشيونال بولاية فيرجينياالامريكية وفرعها بلندن أن الاشخاص او المستخدمين الذين تغلغل فيروس كود رد لديهم هم مستخدمون وليس محترفين اساسيين ونتيجة لهذا فان هجمات فيروسات الكمبيوتر حتى الان تسبب ازعاجا فقط ولاتصل الى حد الكارثة.

برنامج مضاد للفيروسات
تبقى حقيقة هامة وهى أن لعبة القط والفأر بين نظم الكمبيوتر من ناحية وبين صانعى الفيروسات وقراصنة الكمبيوتر من ناحية اخرى ستستمر لفترة طويلة فبرغم كل الوسائل الأمنية التى ابتكرتها الشركات العالمية فقد نجح المهاجمين فى شن هجمات كانت تعد صعبة النجاح ولكنها نجحت كما أن الشباب والمغامرون سيستمرون فى تحضير فيروسات جديدة، كما أن المختبرات الكبرى لن تتوقف عن وضع وتصميم فيروسات فتاكة والفيروس برنامج كمبيوتر لا يختلف عن سائر البرامج التى يتعامل معها جميع مستخدمى الكمبيوتر لكنها بدلا من قيام هذه البرامج بالمساعدة فى تنظيم الملفات وتحرير النصوص والصور يقوم بتخريب ملفات الكمبيوتر بإدخال نسخ منه اليها عمداً·
نقلا عن محيط .