لنكن واقعيين .... ( أهو قريب أم بعيد )

بسم الله الرحمن الرحيم


لنكن واقعيين .... ( أهو قريب أم بعيد )


{ أم حسبتم أن تتركوا ولما يأتكم مثل الذين خلو من قبلكم مستهم البأساء والضراء حتى يقول الرسول والذين معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب }

عندما يقرأ أحدنا كلاما أو موضوعا أو كتابا أو يسمع شريطا عن النصر وموقوماته أو علاماته ونحو ذلك .. يتبادر إلى أذهاننا سؤالا
( متى هو ) ومن الطبيعي أن نتسائل مثل هذا السؤال وهو نتيجة للكبت والقهر الذي يعيشه كل منا إزاء ما يحصل من حرب على الإسلام والمسلمين .

ولكن ينبغي علينا أن تقف وقفات لتكون إيناسا لنا في الغربة التي نعيشها والوحشة التي نشعر بها :

# الصحابة رضوان الله عليهم في الفترة المكية كانوا يتعرضون لأنواع من التعذيب والتنكيل والتكذيب حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسلم من هذه الحرب الجسدية والمعنوية . مع العلم أنه لم يفرض بعد القتال أو الرد على هذه الحرب فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي صحابته بالصبر أو الهجرة.

ولكن ماهي طبيعة نفسياتهم من الداخل في تلك الفترة . يمكننا معرفة ذلك حين نتأمل الآيات والسور في تلك الفترة وهي ما يعرف بالسور والآيات المكية . فكانت تحدثهم عن الإيمان بالله تعالى والغيب والجنة والنار وقصص الأمم السابقة ولنلاحظ جليا أن قيام الليل كان في أول الأمر واجبا حتى نسخ .

ماذا نفهم من هذا الإستعراض اليسير لتلك الفترة ؟
أنه في ظل تلك الحرب التي كان يواجهها الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ولم يؤمروا بالقتال بعد بل كان عليهم أن يصبروا أو يهاجروا كانوا يعتنون بتقوية إيمانهم بالله وبالغيب والتوكل واليقين حتى يكون ذلك دافعا لهم للعمل الحقيقي عندما يهاجروا للمدينة .

# وبالفعل عندما هاجروا للمدينة لم يلبث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقعد حتى نزلت آيات الأمر بالقتال فجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك السرايا والغزوات .

وواقع الصحابة في المدينة يختلف عن واقعهم في مكه ففي مكة كانوا في حالة ضعف فلم يؤمروا بالقتال وكانوا مع هذا يحاربون .
وفي المدينة كانوا في حالة قوة ومنعه فاستعاضوا عن تلك السنين التي كانت في مكه حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق اليوم نغزوهم ولا يغزونا مع أنهم كانوا محاصرين !!

# في وقتنا الحاضر نعيش حالات من النصر لنحاول أن نستنبطها من واقعنا لأنها قد تغيب عن الذين قد تأثروا بالإعلام :
- في فلسطين .... قرأت في مجلة البيان العدد الأخير لها مقابلة مع قائد المجاهدين من حماس في مدينة جنين ، وبحسب ما صوره لنا الإعلام من مشاهد البؤس التي مني بها إخواننا هناك إلا أنه لم يعرض لنا تلك الصور البطولية التي حققها المجاهدون هناك بأقل الأسلحة والذخيرة ، ورأيت الرجل يتكلم بكل عزة وبكل معنويات وهو في داخل المعمعه ويده مبتورة وذكر أن غالبية المجاهدين قد خرجوا من المخيم في الأيام الأخيره وذكر صراخ الإسرائيليين الكلاب عندما أسروهم المجاهدين وقتلوهم وذكر أمورا أخرى كثيره . إن هذا النصر يحطم تلك المعنويات الهابطة وتلك الدعايات عن الخرافة الإسرائيلية ، وأثبتت تلك الأحدث وغيرها وكما قال ذلك القائد بأن الجيش الإسرائيلي من ورق !!

# أمريكا في أفغانستان .... ادعت أمريكا بأنها قضت على تنظيم القاعدة والطالبان وبدأت وسائل الإعلام تنقل هذا الهراء ثم تسمع في قناة أخرى تصريح من أحد القادات هناك بأن الحرب ستطول ويتحدث عن صعوبة المعركة وشراسة المقاتلين !! .

# الضربة التي ( أكلتها ) أمريكا في نييورك ( على الإختلاف في شرعية المسألة لكن وكما ذكر الشيخ سفر حفظه الله بأن المسألة تبقى بين حكم المجتهد الذي أصاب أو أخطأ ) أقول تلك الضربة الغريبة والفريدة كانت صفعة للأمريكان وضربة لنا نحن المسلمين بأن أفقنا من ذلك الخوف من التكنولوجيا الأمريكية والبنتاجون الأمركي ذلك ( الوكر ) والذي يعد شبكة عنكبوتية في العالم وصدق الله العظيم عندما قال { وإن أوهن البيون لبيت العنكبوت } .

# النصر نصران ... نصر مادي محسوس ملموس ، ونصر معنوي ملموس فقد لا نرى النصر المادي ولكن نشعر بالنصر ا لمعنوي إذا تأملنا واقع النصر الذي تعيشه الأمه ، وإن كان هذا النصر لم يظهر لكثير من المسلمين فإنه يجب علينا وكما يقول إخواننا في مصر
( أن نعيش الدور J ) نعم ... يجب عينا أن نشعر بهذه الإنتصارات حتى يكون ذلك تحفيزا لنا بأن نخطو للأمام خطوة وخطوات وكما يقولون مشوار الألف ميل يبدأ من خطوة .

# وأن النصر مع الصبر .... فهذه قاعدة يجب أن ندركها ونجعلها نبراسا في حياتنا .

# قد لا نرى النصر ولكن قد يكون أنا وأنت بذرة لهذا النصر .

# لا تتخيل أنك في يوم من الأيام تفتح المذياع على نشرة الأخبار وتسمع بأن الدولة الإسلامية قد قامت أو أن الصهاينة قد خرجوا من فلسطين ... لا ... وإنما لابد من التضحيات والبذل وأن تهيئ نفسك لخوض المعركة .

# وأخيرا .... لا ننسى قوله تعالى { إن مع العسر يسرا .. إن مع العسر يسرا }

جميل جدا 000 شكرا لك 0