من تعريفات الضمير أنه قدرة الإنسان على التمييز بين ما هو حق وبين ما هو باطل، وهو الذي يؤدي إلى شعور الإنسان بالراحة والسعادة الداخلية عندما تتفق أفعاله مع القيم الأخلاقية السليمة،
وفي المقابل يتسبب الضمير بالشعور بالضيق والندم عندما تتعارض الأشياء التي يفعلها الفرد مع تلك القِيم السليمة التي يؤمن بها، وهذا يتطابق مع الحديث الشريف الذي رواه وابصة بن معبد رضي الله عنه أن النبي صلىالله عليه وسلم قال له : (جئت تسألني عن البر والإثم؟، قال نعم، فجمع صلى الله عليه وسلم أنامله فجعل ينكت بهن في صدري ويقول: يَاوَابِصَةُ: "استفت قلبك واستفت نفسك" (ثلاث مرات)، البر ما أطمأنت إليه النفس، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك) أخرجه الإمام أحمد.
وتأنيب الضمير حاسة رقيقة يتمتع بها مرهفو الإحساس فيتألمون عندما يرتكبون ذنباً، أو عندما يعملون ما لا يجب من أمثالهم أن يعملوه.
الضمير الحي لا ينام، ولذا نجده يُعاتب صاحبه على ما صدر منه في الماضي، ويحاسبه عما يفعل في الوقت الحاضر, ويشجعه أو يحذره مما سوف يفعله في المستقبل.
وينقسم الناس في هذا الشأن إلى أكثر من قسم، فهناك من الناس من يكون ضميره يقظاً على الدوام فيشعر بالراحة إذا أصاب، ويتضايق إذا أخطأ في بعض تصرفاته أو في ردود أفعاله، فيعرف بأنه قد عمل ما لم يكن عليه أن يعمل، وعند ذلك يبدأ ضميره الحسّاس في تأنيبه على ما فعل فيبقى أسير ذلك التأنيب.
وهناك قسم آخر من الناس، يري أنه من العبث أن يُضيع الوقت في محاسبة نفسه على هفوات مضت وانتهت، حيث لن يجني من هذا التفكير سوى الحيرة والندم، مما قد يتسبب بجعل الحياة سلسلة من الأحزان، ولذا يجد أنه من الأفضل له بأن ينسى ما مضى وينظر إلى الأمام دائماً عازماً على أن يتجنب الأخطاء، وأن لا يكرر ما بدر منه من سلبيات سابقة.
وهناك فريق آخر من الناس يمكن أن نُطلق عليهم أنهم من أصحاب الضمائر الميّتة، وهم الذين لا يُحاسبون أنفسهم، ولا يكترثون بأي شيء، وهؤلاء هم الأنانيون الذين لا يفكرون إلا فيما يخصهم.
كم نحن بحاجة في حياتنا ذات النسق السريع بأن نُراجع أنفسنا باستمرار ونتأكد بأننا لم نُخطي على أحد، أو نقسو على أحد بدون قصد، وكذلك يجب أن لا نقسو على أنفسنا وأن لا نجلد ذاتنا باستمرار ونحيل حياتنا وحياة من حولنا إلى التعاسة وذلك عندما نُخطي أو نقصّر،
وإنما المطلوب هو أن نعترف أولاً بتقصيرنا إذا قصرّنا، وأن ننظر إلى الأمام دائماً، ثم نبدأ مباشرة بتصحيح أي سلبيات قد نكون تسببنا بها، كما نحرص على أن لا يتكرر ذلك منّا مستقبلاً.
الضمير الحي لا ينام، ولذا نجده يُعاتب صاحبه على ما صدر منه في الماضي، ويحاسبه عما يفعل في الوقت الحاضر, ويشجعه أو يحذره مما سوف يفعله في المستقبل.
الضمير الميت لايؤنب صاحبه لأنه ميت اصلاً !
كل شخص عرضة للخطأ والكمال لله سبحانه . واصلاح الخطأ والتراجع عنه والعودة للصواب والندم على مافات والاستغفار من الخطأ او الذنب لاتكون بلا ضمير يقظ حي يؤنب صاحبه ويهديه للصواب بأمر الله ويردعه عن الاستمرار في الطريق الخطأ .
ومتى مامات وانعدم الضمير اصبحنا على طريق الخطأ سائرون وكل مازداد موت الضمير كل مازادت اخطائنا حتى نلاقي مصيرنا .
كل شخص عرضة للخطأ والكمال لله سبحانه . واصلاح الخطأ والتراجع عنه والعودة للصواب والندم على مافات والاستغفار من الخطأ او الذنب لاتكون بلا ضمير يقظ حي يؤنب صاحبه ويهديه للصواب بأمر الله ويردعه عن الاستمرار في الطريق الخطأ .
ومتى مامات وانعدم الضمير اصبحنا على طريق الخطأ سائرون وكل مازداد موت الضمير كل مازادت اخطائنا حتى نلاقي مصيرنا .
...
أستاذي وافي:
من كان ضميره ميتاً فقد أصبح عالة على أسرته وعلى مجتمعه،
وتحوّل من عنصر بناء في المجتمع إلى عنصر سالب،
فحين يموت الضمير تتغيّر عند صاحبه المفاهيم، فيصبح الممنوع مباحاً،
وتكون الأنانية هي شعاره، وعندها لن تهمه إلا نفسه ومن يريد . . . أما غيرهم فليذهبوا إلى . . . .
ولعل هذا ما يفسر تعثّر الكثير من المشاريع الحكومية التي يشرف على بعضهما من كانت ضمائرهم خارج الخدمة.