إِسْتِقَالَةٌ.

أَسْتَقيلُ وَأَمَضِ
مَا عَادَتْ تُجْدِي الْكَلِمَاتْ
وَ الحَروفُ تَمْضِي سُدّى
وَيَمُوتُ الْنَّبْضُ مِنْ
الأَهَاتْ
فَسَيْدَةُ الْمَدينَةِ
مُهْرَةٌ محْتَاجَةٌ لِتَّرويضِ وعِنَاقِ
وأَلْتِفافَةُ سَاقٍ عَلَى ساقٍ
مُحْتَاجَةٌ لِقُبْلَةٍ عَاجِلَهْ
مُومِسْ
تُمَارِسُ الخَدِيعَهْ
وَتَنْسَجُ الذَّريعَهْ
لِلْرّحيلِ
و
الفُرَاقْ.
.....
أَسْتَقيلُ وَأَمَضِ
وَفَتَى الْجُنُوبِ مُحْتَاجٌ لِلْسَكِينَهْ
لِلْهُدوءِ فِي حُضْنِ الْمَدِينَهْ
لِمَوانِيء تَرْسُو إِلَيْهَا الْسّفِينَهْ
تَغْمَرُ عِبَابُ الْشَّوق
وَيَتوقُ شَوْقَاً لِأَيَادِي أَمِينَهْ
ثُمَّ يَصْبُو
ثُمَّ يَهْفُو
لِقُبْلَةٍ ظَامِئَةٍ
وَضَمَّةٌ وعِناَقْ.
......
أَسْتَقيلُ وَأَمَضِ
لِتَبْقِ أنْتِ وَحِيدَهْ
كَفَزَاعَةٍ الْطَّيْرِ
للظِّلِّ ، للظًّنِ
فالظِّلِّ طَلْقَتُهَا الْقَاتِلهْ
والظَّنُ خِنْجَرُهَا الْمَسْمومُ
مَغْروسَةٌ فِي الطَّلِّ
كَسَحَابةِ ظِلالٍ
مُهْتَريِئةٌ
وَهَيْئتُكِ كَصُروحٍ مِنْ خَيالٍ
تَأوي إِليكِ أَسْرابُ الموتُ البَطيء
يُسَامِركِ
يُضَاجِعَكِ لُصوص الْحَقْل
بِلُغَةِ الْنِفَاقْ.
......
أَسْتَقيلُ وَأَمَضِ
لِتَبْقِ كَشَبَحٍ
كَخَيّالِ الْمَآتا
تَهْجُرَكِ الْبَلابِلُ
وتَفِرُّ مِنْكِ طَيورُ الأَبابيلُ
تُرّميكِ بِحِجَارةٍ
تَحْتَرقينَ
وتَشْتَعِلُ فِيكِ
كُوَّة مِنْ نَارٍ
وَيَشِبُّ فِيكِ
إِحْتِراقْ.
....
أَسْتَقيلُ وَأَمَضِ
لِتَبْقي كَئِيبَةٌ
تَنْهَشُكِ اْظَافِرُ الأَسَى
فَتَنْتَشِي مَذْعُورَهْ يَرَّكَلكِ الْعُشَّاقُ
وَاهِمَةٌ كُنْتِ تَظُنِي أَنَّ حُبَك يُؤَتي لِذَيَّ الْمَذَاقُ
وَقَلْبُكِ تَنْهَشَهُ كِلابُ هَذَا اللّيلُ
وَدَمُكِ مُرَاقْ.
........
أَسْتَقيلُ وَأَمَضِ
وَفي قَلّبِي مِنْكِ غَصَّهْ
حِينَ خَرجَتِ وَتَلاَعَبْتِ بِنَصّه
حيثُ كُنْتُ أَرَتِلَهُ شِعَراً وقِصّه
كُنْتُ أَحْسِبَهُ بَلْسَم
كُنْتُ أَظُنّهُ تُرّياقْ.
.......
أَسْتَقيلُ وَأَمَضِ
إِلَى فَتَاةٍ مِنْ الْخَلِيجِ
يَافِعَةٌ
يَانِعَةٌ
مُعَطَرَةٌ بِدَهْنِ عُودِ قُرَشي مِنْ أَرِيْجِ
مُعَتَقِةٌ
مُذْهِلَةٌ
تَمْدَحُني
تَقْرَأُ أَفْكَاري
تُمَجَدّني
تَعْرِفُ مَقْدَاري
لاتَعْشِقُ غَيّري
لاتَسّجِنُ طَيّري
لاتَشْرِبُ الا مِنْ مَائِي
لاتَخْرِج لِلنَّاسِ وَرَائي
تُنَاظِرُني
بِلَهْفَةٍ
بِلَوعةٍ وأَشْتِياقْ.
….
أَسْتَقيلُ وَأَمَضِ
إلَى هُنَا...
حَيّثُ تَسرَحُ الآفَاقْ
تَتَّحِدُ الحُروف
تَتّوحِدُ الصّفوف
ويَبْدأُ الوِفَاق
هُنَا حَيْثُ العِشْقُ يَنْسَجَهُ العُشّاق
وتَبْدَأَ الرّوحُ بالأنْعِتَاق
على جناحٍ حِكْمَةٍ شَرّقيهْ
ونصيحة مِنْ فَتَاةٍ أَبيّهْ
مِنْهَا
أَفيقُ
وأسْتَفيقُ
تُهلَّل الوجوه
تَصَفِقُ
هذا الواهم
هذا العزيز
قَدْ عَادَ لِرشّده ِ
وقد أسْتفَاقْ.
بقلمي/العبدالعزيز

وها أنا أستفيق

بعد ذهول بروعة كلماتك ياعزيز

:

وأستقيل وأمضي

لأن الكلمات تخذلني في الرد

فروعتك طاغية


:

سلم قلمك وكلك

أَيُّتُهَا الرَّاقِية..الأَنيقة..
فِي ظِل خواء اللغة اللعين..أبحث عن مفردات تليق بحجم حضورك المُهيب..
وجودك يرفعني إلى سابع سماء..وأعلم بأن في هذا الفضاء
نجوم وإنتِ ألمعهم...
دمتِ راقية كما أنتِ الأن.