جنائز الانتفاضة أصبحت أَعراساً !!

جنائز الانتفاضة أصبحت أَعراساً !!

نايف ذوابه



كما الرجال الأباة ، كما النسور في ذرا الجبال ، وكما الأسود في عرينها، وكما الأشجار في آكامها استشهد عماد أبو سنينة الذي روى شهود عيان أنه حين استشهد لم يكن يملك إلا بندقيته وملابسه وشيكلا واحدا أي ما يعادل ريالا واحدًا ، تماما على درب الأجداد ، لم يكن يملك من هذه الدنيا – التي أذلت رؤوسًا كِبارًا ومرغت أنوف جنرالات أكبر بالتراب – لم يكن يملك إلا شيكلا واحدًا!!
لله أنت يا عماد ما أعظمك ! وما أبسلك !
تختار لحدك بنفسك ، وتتنبأ بالكيفية التي ستستشهد بها ..بصاروخ أو قذيفة.. سيتقطع جسدك إربًا إربًا... ولمن تبوح بهذا ؟لأمك..!!
واهًا للرجولة التي أ ضحت خيالا إلا عندك وعند الأبطال مثلك: محمود نصر، وعلي الجولاني، وذاك المقدام الحوتري !!
حُق لأمك أن تزغرد وأن ترد كيد الخائنين يا عماد!
حق لأم الشهيد أن يزدان رأسها بأكاليل لم تنعقد بعد على رؤوس الأبطال ،وأن يزدان صدرها بأوسمة الفخار التي لم تزدن بها صدور الشجعان !
لن تركع أمة فيها أمثال هؤلاء الرجال وغيرهم كثيرون ممن يُعدون بآلاف الرجال !!
يروي شاهد عيان أن والدة الشهيد عماد سلمان محمود أبو سنينة زغردت عندما رأت جثمان ابنها في المستشفى ، وعندما سئلت عن ذلك قالت برباطة جأش- يعجز عنها الرجال- : نحن لا نفرح بموت أبنائنا ؛ إنهم حبات عيوننا؛ وفلذات أكبادنا ، وبعدهم عنا وفراقهم لنا يحرق قلوبنا فكيف نفرح بموتهم ؟! لكني زغردت لأنني فخورة به ، ومعتزة بشجاعته ، زغردت كي أرد كيد العملاء الخائنين!! . وتضيف : إني لم أزغرد في عرس ابني " يونس " الذي تزوج قبل أربعة أيام من استشهاد "عماد " وقد أتممنا الزواج على عجل؛ لأنني كنت على يقين أن ابني سيستشهد، وأشرت على صهر ابني باستعجال العرس؛ لأن عمادًا يضع رِجْلا في القبر ورِجْلا في الدنيا !
أما شقيقته فتروي أنها لم تشاهده منذ فترة طويلة، وعندما كانت تشتاق لرؤيته كانت تزوره وهو نائم لتملأ عينيها منه وتطبع على جبينه قبلات الرضا والفخار !
أما رفيقة دربه وزوجته "أم سليمان" فتقول : إنها لم تكن تشاهده إلا نادرًا ولم تكن تحادثه إلا قليلا ، وكان يأتي إلى المنزل متعبًا وينام قليلا ثم يخرج لأنه كان يقوم بعمله ليلا .
وأكد قادمون من "الخليل" عرين البطل عماد أبو سنينة أن عمادًا شارك في دفن الطفلة الشهيدة " صابرين أبو سنينة " التي استشهدت يوم (24 /5/1422هـ) أثناء القصف الصهيوني لحارة " أبو سنينة " وعندما تم دفن الطفلة الصغيرة في القبر ، أشار عماد على المشيِّعين قائلا: " إذا مت فادفنوني في هذا القبر " وهكذا اختار عماد قبره بنفسه !!
وقبل استشهاده بنصف ساعة اتصل مع خياط يعمل في مدينة الخليل وقال له : جهز لي السترة التي طلبتها منك لأنني أرغب في لبسها !!
وروى الشهود عن شقيقه يونس بأن الخياط أحضر السترة بعد ساعة من سماعه نبأ استشهاد عماد، وأعلمه أنه جاء بناء على طلب الشهيد الذي أصر أن يلبسها، ويقول شقيقه بأنهم وضعوا السترة معه في القبر!
ونُقل عن زوجته" أم سليمان" أنها لم تشاهد عمادًا لمدة يومين ثم جاء وخرج بعد العشاء ليلة استشهاده ولم يعد إلا صبيحة اليوم التالي الساعة السادسة والنصف يـوم(25/5/1422هـ) وبعد أن أوقف سيارته قرب منزله في منطقة الرام الدالية جنوب مدينة الخليل وكان يحمل بندقية( أم16) قام بتعليقها على صدره ثم استدار ليغلق السيارة، وحسب رو ايات الشهود تلقى الشهيد رصاصتين في عينيه ثم تلقى إحدى عشرة رصاصة أخرى توزعت بين رأسه وصدره وبطنه وظهره قبل أن يسقط على الأرض شهيدًا يُرَوّي الأرض المباركة بدمه الزكي !
أمَّ عماد ، يا أم الشهيد !!
كلنا أبناؤك ، وعماد وسامٌ على صدور المؤمنين الصادقين ، وحسبك أن عمادا شهيد، ونعم الذخر لك ولأبيه الذي تعهد هذا البطل ليبدد الذل الذي ران على النفوس وليروع يهود وليزرع الرعب في نفوسهم ! إن الشهيد يا أم عماد حي يرزق بلسان الحق عز وجل " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولاهم يحزنون " .ونحسب ابنك عماداً منهم ولا نزكي على الله أحداً.

الله يسكن الشهيد الجنة
ويصبر أم الشهيد

وأهلوه وذويه

يعيطك العافية أخ قثم

تحياتي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

باركالله فيك اخي قثم والله يسكنه فسيح جناته لما يقومون به من اجل بلادعهم وياليت المسلمين يحسون قليلا بما هم فيه من ذل وهوان.