بن الفينة والأخرى .. تجتمع الدقائق بالثواني .. وتتسارع لللقاء بالساعات .. وهم يتمتمون بصوت خافت ..
متى ... متى .. ولكن لا تلقى إحداهما الإجابة عند الأخرى .. فتتسارع الأخرى للحاق بالتي تليها ..
فلم يجدوا نفعا من ذلك .. وبعد تفكير .. خطرة لهم فكره .. تساعدهم لمعرفة الموعد الموعود ..
اجتمعوا جميعا لعلهم يتوصلون إلى ما يشفي غليلهم .. وبهذا الاجتماع ..
رن ناقوس السعادة .. معلنــــا مـــيلاد (( الزمــــــان ))..
الزمان الذي اتهمه الجميع وهو في ريعان الطفولة .. ذلك الشامخ الكبير .. الذي يحمل بين طياته الكثير الكثير ..
الزمـــــــان هو القطار الجـــــامح الذي يرتحل بنا بين محطات الحياة .. محطات الحياة المتتالية ..
ويتوقف للحظات للتجديد والراحة.. من أعبائنا وأعباء الحياة ..
تحمل أعباء الحياة كافه .. ولم يكل أو يمل عن إحداها ..
فكان المثل الأعلى للمسير و المواصلة .. فهذا القطار حمل العديد .. اقصد كل من خلق ..
......."( نقطة بداية )" .......
بدأ القطار بالتحرك مرة أخرا .. وقائده الزمن المبجل .. فكان منا من تراه ينظر دائما إلى الخارج ..
يرتقب المنظر تلو المنظر..
والمشهد تلو المشهد .. وعيناه مغرورقات بدموع الفرح .. ولمعان الانتصار .. ووميض السعادة ..
وتراه يعلو ثغره ابتسامة تأسر كل من يراها ..
يترقب الوصول .. للمحطة الأخرى .. يريد مواجه الصعاب التي لم يعرف ما هي ..
ولكنه يعرف انه مستعد لملاقاتها .. مهما كان ثمن ذلك ..
أسرته السعادة بمحياها .. ورافقه الفرح في حياته .. فقد كان له هدف يرنو إليه .. ويحلم به ..
وهو قريب المنال .. بإذن الله .. فقد توكل على الله .. والله يحب المتوكلين ..
ومن ركاب هذا القطار الذي تراه دائما يجلس بانطواء بعيده عن أعين الناس .. بعيده عن نوافذ الفرح ..
بعيدا عن أكاليل السعادة .. يخاف من المرتقب .. يدعو بأن تبطأ سرعة هذا القطار الجامح ..
الذي يلتهم كل مايراه أمامه .. وأن لا يصل إلى المحطة الأخرى خوفا من المجهول الذي يرتقبه ..
وتتعالى الأفكار والصرخات في داخله .. فتى عيناه تنظر إلى الأدنى دائما .. يخاف أن يرفع رأسه إلى السماء..
لم ينس ربه .. وكلن هناك خوف يتكبده من المستقبل و من الآتي..
فيأتيه السؤال تلو السؤال .. ماذا لعلي فاعل إذا حدث هذا ؟؟ أو هذا .. فتأتيه الأفكار من بين يديه و من خلفه ..
لا لرفع الخوف الذي يحتبسه .. بل لزيادته .. واحتوائه أكثر فأكثر ..
ومنا من يأس من هذه الحياة ..فقد أصبح أسير للماضي الذي تكبده .. وألم به ..
فأصبح الحزن والسعادة شيئا واحده لا فرق بينهما ..
أصبح لا يفرق بين الفرح والترح .. فكلاهما يعنيان له (( لا شي )) .. حياته تذهب هباء منثورا .. دون تحرك ودون تفاؤل ..
يود اجتثاث حياته من الأعماق لما ألم به من ألم .. ومصاعب .. في حياته .. فـأصح من (( اللاحسيات )) ..
يمكن لهؤلاء أن نطلق عليهم هذا المسطلح .. فهم لا يحسون بشي سوى الألم والعزلة .. والحزن والكآبة ..
هذه هي حياتهم .. لا يجدون من ينيرها لهم .. يلقون كل ما مر عليهم و ألم به .. وأفجعهم .. وآلمهم ..
على عاتق القائد .. القائد المغوار لهذه الرحلة الطويلة ...
\\
قنــــــــــاعتي \ الموت الحقيقي هو موت المشاعر .. فبموتها تذبل الرووح .. وذبول الروح هو الذبول المحزن الذي تنتهي بعده الحياه ... فالجســــد أسير الـــروح ..
قنـــــــــاعتي \ كل إنسان بداخله طفل صغير .. فلماذا نقتل هذا الطفل بكثرة الهموم والمصاعب.. ((إن مع العسر يسرا .. إن مع العسر يسرا )) وهذا تأكيد من رب العالمين .. فلماذا نحزن ونحن نعلم أن بعد كل عسر يسر .. وبعد كل حزن سعادة ..
سبحانك ربي ..
إذا يأتي السؤال من أنت؟؟ .. ومن أي الفآت تعد نفسك ..
أهي من فئة ..
الماضين قدما للمستقبل .. وهم الذين لا يكلون ولا يملون .. ويرون الحياة بمنظار السعادة والطاعة ..
أم من
الخائفين من قدم المجهول .. وهم الذين لا يريدون التقدم .. ولكنهم راضون بما هم عليه .. سعداء بذلك ..
أم من
العالقين في شباك الماضي الأليم ... وهم الذين أتعستهم الحياة .. واقنعوا نفسهم أنهم تعساء ... ولكنهم لو أحبو لأصبحوا أسعد السعداء ..
لا أنتظر الإجابة .. ولكن اتمنى لكم السعادة ...
التــــوقيع .. : قلم الزمــــان ..
\\
حـــــــــــووور ..