عرض مشاركة واحدة
قديم 24 / 03 / 2008, 00 : 06 AM   #35
مجنون خله 
العضويه الذهبيه

 


+ رقم العضوية » 33296
+ تاريخ التسجيل » 31 / 12 / 2007

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 1,674
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مجنون خله غير متواجد حالياً

افتراضي

ميرا الكعبي

تصلني بين فترة وأخرى رسائل إلى بريدي الإلكتروني، تدعو إلى نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم عبر المشاركة في تصويت على موقع من مواقع النت، على شاكلة؛ من هي أفضل شخصية في العالم؟ وهل أنت تؤيد أم ضد كذا؛ هذه الرسائل تستغل التعاطف الديني لكنها في الوقت ذاته تدعو للتأمل؛ فهل تحولنا إلى ساحة جهاد إلكترونية؟ هل نحقق انتصاراً حينما نضغط "Click" على أيقونة في صفحة ضوئية؟


وبالتزامن مع إعادة نشر الرسوم المسيئة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يزدحم بريدي مرة أخرى برسائل تدعو للمقاطعة، ورسائل من قبيل شارك بالتصويت لمنع إعادة نشر الرسوم المسيئة، وشارك بالتصويت من أجل كذا وكذا، وتقسم عليك بالله العظيم أن تنشرها وإلا لن ينالك الأجر وتعتبر متخاذلا عن نصرة نبيك والدفاع عن رسالتك!

المقاطعة تعبير سلمي عن موقف صارم تجاه فعل مشين شكّل خرقاً أو تعدياً على حق أو قانون أو أمر مقدس بواسطة أفراد أو مؤسسات. ولكن هل نقاطع لمجرد المقاطعة؟ وماذا بعد المقاطعة؟ هل استفدنا من الدرس؟ هل حقاً هذا ما نريده من حملات المقاطعة أو حملات التصويت والرسائل الإلكترونية والتسجيلات المنتشرة في مواقع الإنترنت. وعلى الأرجح سوف تستمر حملة المقاطعة للبضائع الدانمركية بضعة شهور حتى يصدر اعتذار فنلوذ بالصمت.

حق علينا ونحن مسلمون أن ننتصر لإسلامنا ولنبينا عليه الصلاة والسلام. ليس كردة فعل مؤقت تحت تأثير إساءة، بل على المدى الطويل ومن باب الواجب الديني الذي يحتم علينا أن نكون سفراء للإسلام. الخطاب الديني يوماً لم يكن قصراً على شخصيات معينة من المجتمع، وهذا ما يميز الإسلام، كل شخص بإمكانه أن يكون سفيراً، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: "بلّغوا عني ولو آية".

لكن للأسف الخطاب الديني اليوم يعاني من قصور في أشخاصه ووسائله. باعتقادي، لقد فشل خطابنا الديني حينما صدرناه بشخوصه! فانشغلت الشخوص في حروب جانبية فيما بينها، وفشلنا في تقديم الخطاب الديني كجوهر مستقل بذاته عمن يقوم به. بالإضافة إلى الحاجة لتحديث الخطاب الديني بما يتوافق مع معطيات العصر فالتقنية الحديثة مازلت قائمة.

من المدهش، أننا نعيش في ظل ثورة تكنولوجية في وسائط المعرفة المتعددة ومازالت كتب السيرة للناشئة تطبع بمواصفات رديئة؟ الأفلام السينمائية التي تبرز شخوصا من التاريخ الإسلامي المشرق تعد على أصابع اليد الواحدة مثلاً، وبعضها قائم بجهود فردية أو بتمويل خارجي لم يجد من يدعمه في الداخل- ولا أدري لماذا نتباكي على أن صورتنا في السينما الغربية مشوهة؟! فأين نحن من تصدير الخطاب الديني عبر وسائل الاتصال الحديث، والعالم كل يوم يفتح نافذة نحو اكتشاف جديد، فهل جربنا مثلاً تقنية Podcasting في نشر الخطاب الديني؟ واستخدام المساحات المفتوحة للنشر الإلكتروني مثل الموسوعة المفتوحة Wikipedia، أو مواقع مثل YouTube.

إننا بحاجة إلى خطاب ديني واع وليس عبثيا، ما يحدث الآن من حالة العبث بالمقدس، إما عن جهل أو سوء نية. فالتشويه الصادر عن جهل من حقه أن يصحح وينور بعلم يليق به. لم أستطع أن أكتم غضبي حينما شاهدت فيلما تحت عنوان "سجادة تصلي" في موقع YouTube مصاحب بتلاوة قرآنية لآية الكرسي، وفيما يبدو أن أحدهم قد علق السجادة بخيوط شفافة وأخذ يؤرجحها في الهواء على أنها معجزة وتصلي! مثل هذا العبث بالمقدس منتشر بكثرة مثل صور لنعجة بلا رجل أو جمل بلا سنام، تنشر بلا وعي أو دراسة وبمصاحبة تلاوة من القرآن على أنها معجزة إسلامية!

قبل أيام استضافت قناة الجزيرة في برنامج الاتجاه المعاكس إحدى المشاركات على خلفية إعادة نشر الرسوم في الصحف الدانمركية، وقد تعدت المشاركة على الإسلام بقولها إنه دين دموي وإرهابي. وعلى الرغم من أن قناة الجزيرة اكتفت باعتذار خجول على موقعها الإلكتروني. نحن لسنا تلك الصورة التي تتناقل بوسائل الأخبار من صور حروب ودماء وتفجيرات هنا وهناك، بل نحن حضارة ودين وثقافة ومنظمومة إنسانية راقية، لكن فينا للأسف من يمعن في تشويه الصورة! الإصلاح يأتي من الداخل؛ "إن الله لا يغيِّر ما بقوم حتى يغيِّروا ما بأنفسهم."

* نقلا عن صحيفة "الوطن" السعودية

  رد مع اقتباس