الموضوع: خصوصية المشاعر
عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 03 / 2012, 09 : 09 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي خصوصية المشاعر


من طبيعة حياتنا أن نقابل أشخاصاً دون أي تخطيط أو ترتيب مسبق، وغالباً ما يختلف هؤلاء الأشخاص من حيث الطبائع والتأثير،
نتعايش معهم حسب طبيعة العلاقة التي تربطنا بهم فيترك كل منهم وقعه الخاص علينا نتيجة لتفاوت درجات علاقاتنا الإنسانية معهم، فتتفاوت تبعاً لذلك مشاعرنا تجاههم.
نسعد بوجود من له خصوصية تميّزه عن غيره، وقد يكفينا أن يكون هذا الشخص المميز في أفضل حالاته حتى نفرح له / لها، فهو من نأنس لأحاديثه وللتحدث معه، فلا نمل مجلسه، ولا نشعر بضيق من طول رفقته، وكلما غاب عنّا وجدنا أنفسنا نتشوّق له / لها.

وقد يكون لجمال الروح أكبر الأثر في خصوصية إنسان ما، إضافة إلى أن وجود لغة مشتركة معه تولّد تناغماً ثنائياً بالأفكار والأهداف، وتوافقاً في المزاج، فجمال الروح هو الذي يطغى في الغالب على كل ما عداه من الشكل وتوابعه.

وجمال الروح لا نجده عند كل الناس بدرجة واحدة، فليس الكل لديه تلك القدرة على رؤية الأشياء والتفاعل معها ومعايشتها بنفس المستوى، كما أن تقبلنا لذلك الإنسان والارتياح له هو الذي يمنحه تلك الخصوصية التي تجعلنا نبحث عنه دائماً، ومن الطبيعي أن خصوصية الإنسان تغلب على خصوصية المكان حيث نستشف عبق ذلك الشخص وحضوره في الأثر الذي يحلوا لنا المرور به أو البقاء فيه لأطول وقت لأن المكان أكتسب خصوصيته من ذلك الإنسان المحبب إلينا وهو ما تحدث عنه الشاعر قيس بن الملوّح في هذين البيتين:

أمر على الديار ديار ليلى .. اقبل ذا الجدارا وذا الجدارا
وما حب الديارشغفن قلبي .. ولكن حب من سكن الديارا

إن للخصوصية وقعها في النفس، وهي لا تأتي بين لحظة وأخرى، وإنما هي نتاج التقبّل لإنسان ما بسبب الارتياح إليه، وهذا الإحساس ليس مشاعاً للكل، ولكنه تجاه البعض ممن يكون لهم قبول مميّز يترك أثره لأطول وقت، بينما لا يكون لغيره نفس الأثر ولو حاولنا وحاولوا هم لأسباب قد نعلمها ولأسباب أخرى لا نعرفها.

إن هذا التقبل يعتمد في الغالب على أدب وعطاء وحسن تعامل الأشخاص وأشياء أخرى، قد لا تكون لدى الكل بنفس الدرجة، فهذه العناصر يختلف وجودها من شخص لأخر، وكلما زادت لدى شخص ما كان أكثر قبولاً لدى من يقدّر الصفات الجميلة.

  رد مع اقتباس