سرد علينا قاض من بلد شقيق أحداث قصة مثيرة لعبت الحمير الآدوار الرئيسية
فيها ثم ختم قصته قائلا بحماس بالغ " لقد أخذت بأدلة الحمير وحكمت في القضية
وأنا مرتاح البال "وطبيعي أن الحمير لاتتكلم , كما انها لايمكن أن تدرك معنى محاكم
او قضاة او سرقة او شرطة او حرام وحلال ومع ذلك فقد اتفقنا مع صديقنا القاضي
بانه كان على حق عندما اخذ بما اكدته الحمير ولكن ماهي القضية بالضبط ؟


دعنا نبدأ القصة من أولها : ذات ليلة توجه ثلاث لصوص بثلاث حمير الى مخزن للحبوب وعندما حمل كل صاحب حمار على دابته مايقدر عليه


وبدأو بالعودة بما سرقو شعر بهم حارس المخزن فما كان منه الا ان اطلق عيارا ناريا للارهاب , ففر اللصوص هاربين تاركين الحمير بما حملت .
وتشبث الحارس بالحمير الثلاثة , وتجمع الناس وحضرت الشرطة واقترح احد الحاضرين من رجال الشرطة إطلاق سبيل الحمير لانها سترشد عن اصحابها عندما تعرف الطريق الى بيوتهم .
وأطلق سراح الحمير فانطلقت الناس ورائها , واذا بالمفاجأة غير المتوقعة تحدث . فلقد توجهت الحمير إلى قرية مجاورة ودخلت الى دروبها وتفرقت عن بعضها كل حمار في طريق


وتوقفت كل دابة امام بيت ان كان مغلقا ,أو دخلته ان كان مفتوحا . ويقبض على اللصوص وكالعادة ينكرون وتعاد التجربة مرة بل مرات ويعود كل حمار الى طريقه وبيته , وأخيرا انهار اللصوص وحكم القاضي بادانة اللصوص وتبرئة الحمير ..
ويقولون في الامثال : التكرار يعلم الحمار .
وهذا صحيح لأن الحمار له ذاكرة ...تنفعه ولكنها تضر اللصوص .




وفي ايامنا هذه عندما تصف شخصا بانه حمار : فانك تقصد اهاتنته ..والطعن في ذكائه
والتأكيد على غبائه رغم ان الحمار من افضل الحيوانات التي خدمت وتخدم الانسان .. قوي ورخيص .. ولايحتاج الى تزييت او تشحيم او قطع غيار كما تحتاج السيارة مثلا ..
قد دافع الكثيرون عن الحمار ..
هناك حيوان آخر يستحق الدفاع عنه .. فعندما تصف شخصا بانه ذئب فانت تقصد انه غادر ومتوحش وخائن ...


والحقيقة التي اثبتها علماء الحيوان ان الذئب براء من التهمتين .. وانه حيوان يتمتع بقدر كبير من الضمير ومن النظام .. وان الصورة المشوهه التي يحملها الانسان للذئب صورة مبالغ فيها كثيرا ,واسهم في صناعتها خيال الادباء وصناع السينما كأسطورة الرجل الذئب وغيرها .. بل ان الانسان حارب الذئب بلا هوادة حتى تهددت فصائلة بالانقراض ...
ويقول الدكتور رالف بيزسون من جامعه ميتشجن " ان الذئاب تتمتع بأكبر قدر من رقة القلب .. فهي من الحيوانات المعروفة برعايتها لابنائها والذئاب لاتعرف الخيانة الزوجية ..على غير مايطلق على الرجل الخائن فنقول انه ذئب .
وتعيش الذئاب حياة اجتماعية يحسدها عليها بنو البشر فهي تعيش في جماعات متماسكة .. وبينها نوع من تقاسم العمل .. وتلعب القيادة دور بارز في قيادة القطيع . فالقائد الذي تختاره الجماعه يتميز بميزات هامة .. فهو يتمتع بطيب الطعام ليقوم بواجبه في القيادة .. كما ان زوجته تصبح الانثى الاولى بالقطيع .. وهذا القائد هو الذي يقوم بقيادة القطيع للصيد .. وعندما يجد ان القطيع متعب يصدر اليه امرا بالراحة


هذا هو الذئب الذي نتهمه بالغدر والخيانه والشراسة .. وهناك من بني البشر من هو أكثر غدرا وخيانه وشراسة ..
ولعل الشاعر العربي عبر أجمل تعبير عن هذه الحقيقة عندما قال :


مكتبتي الخاصة
تحياتي
لولوة