عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 10 / 2011, 25 : 12 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي القوانين وأحوال المجتمعات


وُضعت القوانين في المجتمعات لتساعد على تحقيق العدل بين أفراد تلك المجتمعات، ولتمكّن الأفراد من ممارسة حرياتهم وأعمالهم وهواياتهم ضمن ضوابط تحدد بوضوح ما لهم وما عليهم، فتكون القوانين هي المنظّمة لتلك الأمور والمُرجّحة للمصالح وفقاً للظروف.
ولهذا نجد في حياتنا الكثير من القوانين والأنظمة التي تهدف إلى حماية الفرد والمجتمع كالقوانين والأنظمة المتعلقة بالأمن العام في كل دولةومنها أنظمة المرور، كالتي تتطلب حصول كل سائق على رخصة للقيادة، وكذلك ضرورة إتباع تعليمات المرور، وهناك أيضاً القوانين العامة المتعلقة بالصحة والبيئة مثل تلك التي تهدف إلى منع التدخين في المرافق العامة.

والشيء الملاحظ بأن تلك القوانين تتزايد بين حين وآخر، مع العلم بأن زيادة القوانين لا يدل في الغالب على صلاح المجتمعات، بل قد يدل ذلك على وجود بعض الخلل في تلك المجتمعات مما يتطلب معه الأمر إصدار قوانين جديدة للتعامل مع الخلل الجديد الذي حل بالمجتمع.
فلو عدنا إلى الأزمنة الماضية، فإننا سنجد بأن تطبيق تعاليم الدين، واحترام التقاليد والأعراف والعادات السائدة في ذلك الوقت كانت تقوم مقام القوانين في وقتنا الحالي،
فقد كان يكفي للناس أن يعلموا بأن هذا خير وذاك شر، وهذا عدل وذاك جور، هذا حق وذاك باطل، وأن هذا صلاح وذلك فساد ليطبقوا المطلوب منهم طوعاً ورضا واحتساباً دون الحاجة إلى وجود قوانين يحتكمون إليها.

وهكذا فكلما حدث خلل في الأمة واعتلّت، كانت القوانين فيها هي الأدوية الظاهرة لداء باطن، وهي الضمادات على جروح في الأجسام العليلة، فتتلقى الأمة القوانين بدون ترحيب، لأنها ترى فيها قيوداً مزعجة.
وكلما ضاعفت الدول قوانينها، وزادت في صرامتها ومراقبتها، كلما زادت الجماعات المنحرفة في فسادها في محاولة لتجاوز القوانين وتعطيلها، وهذا ما نلاحظه من خلال عدم تقيّد بعضنا بالقوانين وخاصة تلك التي تمس الأفراد بصورة مباشرة.

إن القوانين الصالحة هي ما تنبع من النفوس، فيتلقاها الناس بالقبول والطاعة، ويكون كلُ منّا لها ناصر وعليها ساهر، وإلى طاعتها مسارع، فينصف الناس بعضهم بعضاً ويستريح القاضي.

ولو تمعنّا في حال بعض المجتمعات الغربية فإننا نجد أن حياتهم أكثر تنظيماً منّا، ولعل أحد أهم أسباب ذلك هو احترامهم للأنظمة والقوانين، فهم يجتمعون بالآلاف بنظام ويفترقون بوئام، كلما أجتمع منهم جماعة نظمتهم المعرفة واحترام النظام، فأخذ كلُ مكانه وأدى كل منهم وأجبه بكل إيجابية.
بينما في حالاتنا كمجتمعات عربية، يندر أن يجتمع منها قليل أو كثير بدون أن يثور ببنهم الخلاف وتتصاعد أصوات الضوضاء، ولم يكن لهم من بد إلا من وجود جهة أمنية مثل الشرطة لتطبق القانون، وقل ما يجدي القانون في جماعة لا تطيق القانون راضية.
إذن هي دعوة لكل منّا لنغرس حب الانضباط، وطاعة القوانين في نفوسنا أولاً، ثم في نفوس أبنائنا وبقية أفراد أسرنا لنكون جميعاً أعضاء فاعلين في مجتمعاتنا.


لا تصلح الأنفس عن غيّها
ما لم يكن منها لها زاجرُ

  رد مع اقتباس