الموضوع: لا للقلق
عرض مشاركة واحدة
قديم 31 / 12 / 2013, 43 : 02 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي لا للقلق


يحدث أحياناً أن نتخذ قرارات نكتشف عاجلاً أو آجلاً بأنها خاطئة، كما يحدث أيضا أن نكون نريد شيئاً ما ولكن يتعذر ذلك لأي سبب فنشعر بالضيق والغضب في كلتا الحالتين.
يُصيبنا الحزن فنعتقد حينها بأن ما حدث هو النهاية بالنسبة لنا، وأن ما فاتنا نتيجة اتخاذ قرار خاطئ أو غيره هو يمثل الضربة القاضية لمستقبلنا وتطلعاتنا، وأن كل الأبواب قد أوصدت أمامنا، ولا يخطر في بالنا وقتها أن ما حصل لنا قد يكون فيه خير كبير سندركه لاحقاً.
وفي المقابل قد نحرص بكل قوة للوصول إلى هدف نظن أن فيه الخير لنا، فيتبين لنا بعد تحقيقه أنه كان على خلاف ما كنا نريد ونتوقع.

ذكرت هذه المقدمة تعليقاً على مجلس حضرته قبل يومين تم خلاله الحديث عن بعض الأمور الغريبة التي مرّت على بعض الحاضرين في حياتهم. وكان من ضمن المتحدثين أحد موظفي الخطوط السعودية المتقاعدين، حيث روى قصة حدثت له عام 1400 هـ عندما كان يعمل في صالة مغادرة الركاب في مطار الرياض القديم، وحدث أنه كان من ضمن موظفي الخطوط الذين ينهون إجراءات سفر المغادرين على الرحلة رقم 163 التي احترقت مباشرة بعد إقلاعها من مطار الرياض.
يروي ذلك السيد الفاضل ما حدث قائلاً: بعد أن انهينا إجراءات صعود الركاب على تلك الرحلة، بدأنا بأخذ ركاب الانتظار بدلاً عن الركاب الذين سبق وأن حجزوا على تلك الرحلة ولكنهم تأخروا في الحضور إلى المطار.
يستطرد قائلاً: بعد أن استكملنا كافة المقاعد وأقفلنا الرحلة، وصل أحد الإخوة الأعزاء من مصر الشقيقة ممن كانوا حاجزين على نفس الرحلة. وعندما أخبرناه بأنه قد تم إقفال الرحلة، وإنه لا أمل له باللحاق بها استشاط غضباً وأخذ يُعاتبنا وتمادى في ذلك إلى اتهامنا بأننا تعمدنا إركاب راكب سعودي بدلاً عنه، واستمر في عتابه لنا على الرغم من أننا قد شرحنا له تفاصيل ما حدث، وعند ذلك تدخلت شرطة المطار وأنهت الموضوع.
ويستكمل أخونا قصته قائلاً: في اليوم التالي ونحن نؤدي عملنا في نفس المكان جأنا نفس الشخص متهلل الوجه، وأصرّ على يدخل إلى داخل "الكاونتر" ويسلم على رأسي ويشكرني لأننا لم أمكنه من اللحاق بتلك الرحلة التي احترقت طائرتها واحترق كل ركابها، وإلا لكان من عِداد ركابها رحمهم الله.

وفي قصة أخرى روي أحد الحاضرين كيف أنه حاول كثيراً الدخول إلى كلية الهندسة ليكون مع أعز أصدقائه وليتخرج مهندساً ليحقق طموحه ورغبته، ولكن تعذر قبوله هناك، وفي النهاية تم قبوله في كلية الزراعة.
حيث أمضى سنوات دراسته فيها وهو يشعر بالندم لعدم تمكنه من الالتحاق بكلية الهندسة، ولكنه في النهاية تخرج من كلية الزراعة.
يقول ذلك الرجل أنه بمجرد تخرجه عرض عليه أحد أقاربه ممن يملكون مزرعة كبيرة تُصدّر الخضروات إلى بعض مناطق المملكة بأن يكون مسئولاً عن تلك المزرعة وبراتب جيد، وقبل ذلك العرض بينما بقي صديقه الذي تخرج من كلية الهندسة يبحث عن عمل لمدة ثلاث سنوات بدون فائدة.

اعتقد بإن في هاتين القصتين ما يؤكد بأن علينا أن نجتهد بحثاً عما نظن أنه صواب، وأن لا نجزع إذا لم يتحقق ما نريد فإن وراء ذلك حكمة إلهية لا يعلم بها إلا الله سبحانه وتعالى، وهو القائل جل وعلا:{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}[البقرة: 216].

  رد مع اقتباس