عرض مشاركة واحدة
قديم 19 / 05 / 2015, 33 : 12 PM   #2
رحيق مختوم 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 42605
+ تاريخ التسجيل » 08 / 04 / 2009

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 47
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

رحيق مختوم غير متواجد حالياً

افتراضي رد: هل كانت السنة تكتب على عهد رسول الله

اَلنُّصُوصُ الَّتِي فِيهَا شِدَّة، هَذِهِ لِلْمُحَارِبِينَ، وَلَيْسَتْ لِلْمُسَالِمِين، نَعَمْ هَذِهِ لِلْمُحَارِبِينَ مِنْ اَهْلِ هَذِهِ الْآَيَةِ مَثَلاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً(اَيْ جَاءَ هَؤُلَاءِ الْكُفَّارُ زَاحِفِينَ عَلَيْكُمْ{فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْاَدْبَار(نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا حِينَمَا يَكُونُ اِنْسَانٌ مِنْ هَؤُلَاءِ الْكُفَّارِ مُسَالِماً، فَهَلْ يَجُوزُ اَنْ نَعْتَدِيَ عَلَيْهِ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: لَايَجُوزُ بَلْ بِالْعَكْسِ، فَاِنَّ الْاِسْلَامَ جَعَلَ اِطْعَامَ الْاَسِيرِ الْكَافِرِ الْمُشْرِكِ فِي مِيزَانِ حَسَنَاتِ مَنْ يُطْعِمُهُ، نَعَمْ اَخِي: هَذَا الْاَسِيرُ الْعَدُوُّ الَّذِي رُبَّمَا اِذَا فَكَكْتَ قُيُودَهُ لِلَحْظَةٍ قَصِيرَةٍ جِدّاً، فَاِنَّهُ رُبَّمَا يَطْعَنُكَ غَدْراً فِي الظَّهْرِ اَوِ الْبَطْنِ بِاَقْرَبِ سِلَاحٍ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَجْعَلَهُ بِمُتَنَاوَلِ يَدَيْهِ، وَمَعَ ذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَاَسِيرَا، اِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَانُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً( عَلَى مَعْرُوفِنَا مَعَكُمْ اَنْ تَغْدِرُوا بِنَا وَلَا اَنْ تَطْعَنُونَا فِي الظَّهْرِ وَلَا اَنْ تُظَاهِرُوا عَلَيْنَا وَاِنَّمَا نُرِيدُ جَزَاءً وَشُكُوراً وَرَدَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{هَلْ جَزَاءُ الْاِحْسَانِ اِلَّا الْاِحْسَان{لَايَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ اَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا اِلَيْهِمْ، اِنَّ اللَهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين(نَعَمْ اَخِي: وَكَلِمَة لَايَنْهَاكُمْ بِمَعْنَى يَاْمُرُكُمْ اَنْ تَبَرُّوهُمْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ مَاقَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَااَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ، وَاِنَّمَا هُمْ مُوَاطِنُونُ مُسَالِمُونَ مُقِيمُونَ مَعَكُمْ{اِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَاَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا(سَاعَدُوا{عَلَى اِخْرَاجِكُمْ(نَعَمْ اَخِي: فَالَّذِي يُسَاعِدُ عَدُوَّكَ، يُعْتَبَرُ عَدُوّاً لَكَ، فَانْظُرْ اَخِي اِلَى سَمَاحَةِ الْاِسْلَامِ، وَاِلَى سَعَةِ صَدْرِهِ، نَعَمْ اَخِي: فَحِينَمَا نُرِيدُ اَنْ نَكْتُبَ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللِه عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام، فَلَابُدَّ مِنْ ذِكْرِ السَّنَدِ، فَعَنْ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ قَالَ: مَنْ اَرَادَ اَنْ يَكْتُبَ حَدِيثاً، فَلْيَكْتُبْهُ بِسَنَدِهِ، نَعَمْ اَخِي: رُبَّمَا تَقْرَاُ اَوْ تَسْمَعُ حَدِيثاً عَنْ فُلَانٍ عَنْ فُلَانٍ عَنْ فُلَانٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام، فَهَذَا هُوَ السَّنَدُ، وَلِذَلِكَ يَقُولُ الْاِمَامُ عَلِيٌّ: اِذَا اَرَدْتَّ اَنْ تَذْكُرَ حَدِيثاً، فَعَلَيْكَ اَنْ تَاْتِيَ بِالسَّنَد، نَعَمْ اَخِي: لَكِنْ فِي اَيَّامِنَا، اِذَا مَا كُلَّمَا جَاءَ مُدَرِّسٌ لِيُدَرِّسَ النَّاسَ، وَاَنْ يَقْرَاَ عَلَيْهِمْ حَدِيثاً مِنْ صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مَثَلاً، وَاَنْ يَحْفَظَ هَذِهِ السِّلْسِلَةَ عَنْ فُلَانٍ وَفُلَانٍ وَفُلَانٍ فِي ذِهْنِهِ وَاَذْهَانِهِمْ وَيَحْشُوَهَا حَشْواً، فَرُبَّمَا يَتَضَجَّرُ وَيَتَضَجَّرُونَ مَعَهُ، وَرُبَّمَا يَمَلُّ وَيَمَلُّونَ مِنْ سَمَاعِهِمْ مِنْهُ لِهَذَا السَّنَدِ عَنْ فُلَانٍ عَنْ فُلَانٍ عَنْ فُلَانٍ، نَعَمْ اَخِي: لَكِنْ مَادَامَ الْعَالِمُ ثِقَةً، فَاِنَّكَ اَخِي تَاْخُذُ مِنْهُ؟ لِثِقَتِكَ بِهِ، وَلِكَيْ تَثِقَ بِهِ لَابُدَّ اَلَّا تَمَلَّ مِنْ ذِكْرِهِ لِلسِّلْسِلَةِ الْمُتَّصِلَةِ بِفُلَانٍ عَنْ فُلَانٍ عَنْ فُلَان، فَحِينَمَا نَقُولُ مَثَلاً رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، طَيِّبْ، هَلِ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ سَمِعَا مِنِ ابْنِ عُمَر؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: لَمْ يَسْمَعَا مِنْهُ مُبَاشَرَةً وَاِنَّمَا سَمِعَا مِنْهُ بِوَاسِطَةِ خَلَفٍ ثِقَةٍ عَنْ سَلَفٍ اَوْثَقَ وَهُوَ ابْنُ عُمَرَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمَا لَمْ يَكُونَا مُعَاصِرَيْنِ لَهُ، فَهَلْ نَفْقِدُ ثِقَتَنَا بِالْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ لِهَذَا السَّبَب وَهُوَ اَنَّهُمَا لَمْ يَسْمَعَا مِنْهُ مُبَاشَرَةً؟ طَبْعاً لَا يَااَخِي لِمَاذَا؟ لِاَنَّكَ اِذَا رَجَعْتَ اِلَى كُتُبِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ، فَاِنَّكَ تَجِدُ فِيهَا مَثَلاً رَوَى الْبُخَارِيُّ عَنْ فُلَانٍ عَنْ فُلَانٍ عَنْ فُلَانٍ عَنْ فُلَانٍ عَنْ فُلَانٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام، فَحِينَمَا الْاَحَادِيثُ تُكْتَبُ، فَاِنَّهَا لَيْسَتْ كَحِينَمَا تُلْقَى، فَاِذَا اَلْقَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ حَدِيثاً صَحِيحاً عَلَى مَسَامِعِ النَّاسِ فِي اَيَّامِهِمَا حِينَمَا كَانَا عَلَى قَيْدِ الْحَيَاةِ رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى، فَلَامَانِعَ مِنِ اخْتِصَارِ السَّنَدِ اِلَى ابْنِ عُمَرَ مُبَاشَرَةً دُونَ اَنْ يَذْكُرَا السَّنَدَ كَامِلاً لِمَاذَا؟ حَتَّى لَايَتَضَجَّرَ النَّاسُ وَيَمَلُّوا مِنْ طُولِ السَّنَدِ عَنْ فُلَانٍ حَدَّثَنَا عَنْ فُلَانٍ وَفُلَانٍ اِلَى غَيْرِ ذَلِك، وَاَمَّا اِذَا اَرَادَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ كِتَابَةَ هَذَا الْحَدِيثِ فَلَابُدَّ مِنْ ذِكْرِ السَّنَدِ كَامِلاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمَا اِذَا كَتَبَا حَدِيثاً يُوحِي بِاَنَّهُمَا سَمِعَا مِنِ ابْنِ عُمَرَ مُبَاشَرَةً، فَاِنَّ مَنْ يَاْتِي بَعْدَهُمَا مِنَ الْمُحَقِّقِينَ سَيَتَّهِمُهمَا اَنَّهُمَا لَمْ يَسْمَعَا مِنِ ابْنِ عُمَرَ مُبَاشَرَةً، مِمَّا يُؤَدِّي اِلَى الزَّعْزَعَةِ فِي ثِقَةِ النَّاسِ بِهِمَا وَفِي كُتُبِهِمَا الَّتِي تُعْتَبَرُ اَصَحَّ الْكُتُبِ بَعْدَ الْقُرْآَنِ الْكَرِيم، نَعَمْ اَخِي: فَنَحْنُ نَرَى مِنْ هُنَا:اَنَّ السُّنَّةَ الَّتِي جَاءَتْ كَمُذَكِّرَةٍ تَفْسِيرِيَّةٍ لِلْقُرْآَن ِالْكَرِيمِ كَمَا ذَكَرْنَا ذَلِكَ فِي مُشَارَكَةٍ سَابِقَة، وَلِذَلِكَ هَذِهِ السُّنَّةُ، يَجِبُ اَنْ تُفْهَمَ عَلَى حَقِيقَتِهَا، نَعَمْ اَخِي: فَكَمَا اَنَّ هُنَاكَ مَايُسَمَّى اَسْبَابَ نُزُولِ الْآَيَةِ، فَكَذَلِكَ اَيْضاً يُوجَدُ سَبَبٌ لِلْحَدِيثِ الَّذِي قَالَهُ رَسُولُ اللهِ اَوْ فَعَلَهُ اَوْ قَرَّرَهُ اَوْ سَكَتَ عَنْهُ، وَلِذَلِكَ الرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، كَانَ طَبِيباً نَفْسَانِيّاً، فَمَثَلاً يَاْتِي اِنْسَانٌ مَا وَيَقُولُ لَهُ يَارَسُولَ اللهِ اَوْصِنِي، فَيَقُولُ لَهُ الرَّسُولُ الْكَرِيمُ لَاتَغْضَبْ، ثُمَّ يَاْتِي اِنْسَانٌ آَخَرُ وَيَقُولُ يَارَسُولَ اللِه اَوْصِنِي، فَيَقُولُ لَهُ لَاتَكْذِبْ، ثُمَّ يَاْتِي اِنْسَانٌ ثَالِثٌ بِقَوْلِهِ يَارَسُولَ اللهِ قُلْ لِي قَوْلاً فِي الْاِسْلَامِ لَااَسْاَلُ عَنْهُ اَحَداً بَعْدَكَ، فَقَالَ قُلْ آَمَنْتُ بِاللهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ، نَعَمْ اَخِي: فَهَذَا الْاِنْسَانُ الثَّالِثُ يَفْهَمُ كَثِيراً؟ لِاَنَّهُ سَاَلَ رَسُولَ اللهِ سُؤَالاً ذَكِيّاً جِدّاً وَعَبْقَرِيّاً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ آَمِنْ بِاللِه ثُمَّ اسْتَقِمْ عَلَى الْعَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ وَعَلَى السُّلُوكِ الْحَسَن، نَعَمْ اَخِي: فَالرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اِذاً، يُعْطِي كُلَّ اِنْسَانٍ مَرِيضٍ الْعِلَاجَ الَّذِي يُنَاسِبُهُ، وَلِذَلِكَ اَخِي نَحْنُ الْآَنَ مُصِيبَتُنَا الْكُبْرَى، اَنَّنَا نُشْغَلُ بِالْفَرْعِيَّاتِ عَنِ الْاُمُورِ الْاَصْلِيَّة، نَعَمْ اَخِي: هُنَاكَ اُمُورٌ فَرْعِيَّةٌ مُخْتَلَفٌ فِيهَا وَلَيْسَ الْعُلَمَاءُ جَمِيعاً مُتَّفِقِينَ عَلَيْهَا، فَحِينَمَا يَكُونُ اَمْراً مُخْتَلَفاً فِيهِ، فَاَنْتَ اَخِي حُرٌّ اَنْ تَاْخُذَ بِالرَّاْيِ الَّذِي تَرَاهُ، وَهَذَا مِنْ بَابِ السَّعَةِ، وَمِنْ بَابِ الْيُسْرِ فِي الْاِسْلَام، بِدَلِيلِ اَنَّ الرَّسُولَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: مَاخُيِّرَ بَيْنَ اَمْرَيْنِ اِلَّا اخْتَارَ اَيْسَرَهُمَا اَوْ اَشَدَّهُمَا اَخِي؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: بَلِ اخْتَارَ اَيْسَرَهُمَا، اِلَّا اِذَا كَانَ فِيهِ اِثْمٌ، وَطَبْعاً فَاِنَّ رَبَّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، لَايُخَيِّرُهُ بَيْنَ اَمْرَيْنِ اَحَدُهُمَا اَوْ كِلَاهُمَا فِيهِ اِثْمٌ، بَلْ يُخَيِّرُهُ بَيْنَ اَمْرٍ حَسَنٍ، وَبَيْنَ اَمْرٍ اَحْسَن، فَالرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: يَنْظُرُ هُنَا اِلَى هَذَيْنِ الْاَمْرَيْنِ، اَيُّهُمَا اَخَفُّ عَلَى الْاُمَّةِ وَاَيْسَرُ لَهَا فَيَاْخُذُ بِهِ، لَا كَسَلاً مِنْهُ*(بَلْ بِاَبِي هُوَ وَاُمِّي، يُرِيدُ اَنْ يَتَقَرَّبَ اِلَى اللهِ زِيَادَة(*وَاِنَّمَا لِاَنَّهُ مُشَرِّعٌ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلّ، وَلِذَلِكَ هُوَ يَاْخُذُ بِالْيُسْرِ عَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَااَرْسَلْنَاكَ اِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين( نَعَمْ اَخِي: وَنَحْنُ قَوَاعِدُ شَرِيعَتِنَا مَبْنِيَّةٌ عَلَى الْيُسْرِ، لَكِنْ هُنَاكَ فَرْقٌ كَبِيرٌ مَابَيْنَ الْيُسْرِ وَالتَّسَيُّبِ، نَعَمْ اَخِي: وَالتَّسَيُّبُ الَّذِي يُمَثِّلُ الْفَوْضَى، فَهَذَا طَبْعاً مَنْهِيٌّ عَنْهُ شَرْعاً، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا الْيُسْرُ الْخَالِي مِنَ التَّسَيُّبِ وَالْمَدْعُومُ بِاَقْوَى الْاَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ اِنْ اَمْكَنَ وَلَايُوجَدُ دَلِيلٌ قَطْعِيٌّ يَرُدُّهُ، فَهُوَ مُرَادُ اللهِ، بِدَلِيلِهِ فِي قَوْلِهِ {يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ، وَلَايُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ( فَحِينَمَا اَمَرَ اللهُ تَعَالَى بِالصَّوْمِ، اَرْفَقَهُ اَيْضاً بِاَمْرٍ آَخَرَ وَهُوَ الْيُسْرُ فِي قَوْلِهِ{فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً اَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ اَيَّامٍ اُخَرَ، يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَايُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ(نَعَمْ اَخِي: وَانْظُرْ اِلَى الْقُرْآَنِ الْكَرِيمِ، فَحِينَمَا قَالَ{فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً(لَمْ يَقُلْ مَرِيضَ السُّكَّرِي، وَلَمْ يَقُلْ مَرِيضَ الضَّغْطِ، وَلَمْ يُعَدِّدْ اَنْوَاعَ الْمَرَضِ، وَاِنَّمَا تَرَكَ هَذَا الْمَرَضَ لِاَهْلِ الِاخْتِصَاصِ وَهُمْ اَهْلُ الطِّبِّ، نَعَمْ اَخِي: وَمَااَكْثَرَ النَّاسَ الَّذِينَ يَسْتَفْتُونَنِي وَيَسْاَلُنِي اَحَدُهُمْ قَائِلاً: اَنَا اِنْسَانٌ مَرِيضٌ، وَلَااَدْرِي اِنْ كَانَ الصَّوْمُ يَضُرُّنِي اَوْ لَايَضُرُّنِي، وَاَقُولُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ: عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَذْهَبَ اِلَى الطَّبِيبِ الْمُخْتَصِّ الثِّقَةِ وَتَسْاَلَهُ، فَاِذَا كَانَ الصَّوْمُ يَضُرُّكَ، فَاِنَّ اللهَ اَمَرَكَ بِاَيِّ شَيْءٍ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: بِالْاِفْطَارِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْقُرْآَنَ جَاءَ مُجْمَلاً فِي جَوَابِهِ عَلَى سُؤَالِكَ يَااَخِي، فَلَااَسْتَطِيعُ اَنْ اُجِيبَكَ مِنَ الْقُرْآَن ِاِلَّا بَعْدَ اَنْ يَبْحَثَ اَهْلُ الِاخْتِصَاصِ فِي اخْتِصَاصِيَّاتِهِمْ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِسُؤَالِكَ، وَلِذَلِكَ لَااَسْتَطِيعُ اَنْ اُفْتِيَكَ اِلَّا بِنَاءً عَلَى جَوَابِ اَهْلِ الِاخْتِصَاصِ مِنَ الْاَطِبَّاءِ الثِّقَةِ فِيمَا اِذَا كَانَ الصَّوْمُ يَضُرُّكَ اَوْ يَنْفَعُكَ، نَعَمْ اَخِي: فَنَحْنُ الْآَنَ بِحَاجَةٍ اِلَى الْاِيمَانِ الصَّحِيحِ الْقَوِيِّ، وَنَحْنُ الْآَنَ بِحَاجَةٍ اِلَى اَنْ نَجْتَمِعَ عَلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ، وَنَحْنُ الْآَنَ بِحَاجَةٍ اِلَى اَنْ نَنْزِعَ مِنْ قُلُوبِنَا الْبَغْضَاءَ وَالضَّغَائِنَ كُلَّهَا؟ لِنَعُودَ كَمَا كُنَّا فِي عَهْدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اُمَّةً وَاحِدَةً، نَعَمْ اَخِي: فَالصَّحَابَةُ كَانُوا يَخْتَلِفُونَ، وَمَعَ ذَلِكَ فِي الْاُمُورِ الْفَرْعِيَّةِ وَلَا الْاَسَاسِيَّةِ، مَارَاَيْنَا اَحَدَهُمْ كَفَّرَ الْآَخَرَ، وَاَمَّا اَنْ يَاْتِيَ اِلَيَّ اِنْسَانٌ ثُمَّ يَقُولُ عَنِ الصَّلَاةِ اَنَّهَا لَيْسَتْ بِفَرْضٍ وَاَنَّهَا زَعْبَرَةٌ وَاَنَّهَا كَذَا، فَهَذَا لَااَقُولُ عَنْهُ مُؤْمِناً؟ لِاَنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ فَرِيضَةٌ مِنْ فَرَائِضِ اللِه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا اِنْسَانٌ مَا فِي الصَّلَاةِ يَضَعُ يَدَيْهِ هَكَذَا، وَاِنْسَانٌ آَخَرُ يَضَعُ يَدَيْهِ هَكَذَا عَلَى السُّرَّةِ، اَوْ مِنْ فَوْقِهَا، اَوْ مِنْ تَحْتِهَا، اَوْ عَلَى خَاصِرَتِهِ، اَوْ يُسْبِلُ يَدَيْهِ، فَهَذِهِ اُمُورٌ فَرْعِيَّةٌ مُخْتَلَفٌ فِيهَا، وَاَمَّا الَّذِي يَقُولُ عَنِ الصَّلَاةِ اَنَّهَا لَيْسَتْ فَرْضاً، اَوْ عَنِ الصَّوْمِ اَنَّهُ لَيْسَ بِفَرْضٍ، فَهَذَا هُنَا يُنْكِرُ شَيْئاً مَعْلُوماً مِنَ الدِّينِ بِالضَّرُورَة، نَعَمْ اَخِي: وَاَمَّا الْخِلَافُ فِي الْاُمُورِ الَّتِي اخْتَلَفَ فِيهَا الْفُقَهَاءُ، فَهَذِهِ لَايَجُوزُ لَنَا اَنْ نُكَفِّرَ بَعْضَنَا بَعْضاً بِهَا، نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام: وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ الْاَحَادِيثَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، لَمْ تُجْمَعْ، وَاَمَّا الْقُرْآَنُ الْكَرِيمُ، فَجُمِعَ، وَلَكِنَّ الْاَحَادِيثَ مَاجُمِعَتْ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ النَّبِيَّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، نَهَى عَنْ كِتَابَةِ الْاَحَادِيثِ لِمَاذَا؟ خَشْيَةَ اَنْ تُخْلَطَ مَعَ الْقُرْآَنِ فِي اَوَّلِ عَهْدِ الرِّسَالَةِ، وَخَشْيَةَ اَلَّا يَتَمَكَّنَ النَّاسُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ مِنَ التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْحَدِيثِ وَالْآَيَةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ النَّاسَ يَجِبُ عَلَيْهِمْ شَرْعاً اَنْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْقُرْآَنِ وَهُوَ كَلَامُ اللهِ، وَبَيْنَ الْحَدِيثِ وَهُوَ قَوْلُ بَشَرٍ، فَمَهْمَا كَانَ مِنْ اَمْرِ رَسُولِ اللهِ فَهُوَ بَشَرٌ، بِدَلِيلِ{قُلْ اِنَّمَا اَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى اِلَيّ(وَلِذَلِكَ نَهَى رَسُولُ اللهِ عَنِ الْكِتَابَةِ؟ خَشْيَةَ اَنْ يُخْلَطَ حَدِيثُهُ بِكَلَامِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، اَوْ نَهَى عَنِ الْكِتَابَةِ فِي بِدَايَةِ عَهْدِهِ مَعَ الْقُرْآَنِ بِمَعْنَى اَلَّا يُكْتَبَ الْحَدِيثُ وَالْآَيَاتُ مَعَ بَعْضِهَا، وَاِنَّمَا كُلٌّ يُكْتَبُ وَحْدَهُ مُنْفَصِلاً عَنِ الْآَخَر، نَعَمْ اَخِي: وَكَذَلِكَ مَنَعَ رَسُولُ اللهِ مِنَ الْكِتَابَةِ؟ لِيَحُثَّ النَّاسَ وَيَحُضَّهُمْ عَلَى الْحِفْظِ؟ حَتَّى يُتْقِنُوا الْحِفْظَ غَيْباً عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الْقِرَاءَةَ وَالْكِتَابَةَ مَعاً، نَعَمْ اَخِي: وَكَانَ اَكْثَرُ النَّاسِ فِي عَهْدِ الرَّسُولِ اُمِّيِّينَ بِدَلِيل{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْاُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ( نَعَمْ اَخِي: اُمِّيُّونَ وَلَكِنْ كَانُوا فُصَحَاءَ، كَانُوا بُلَغَاءَ، كَانُوا لَايَلْحَنُونَ فِي اللُّغَةِ، وَكَانُوا يَقُولُونَ كَلَاماً فَتَاْتِي الْاَعْرَابِيَّةُ وَالْمَرْاَةُ الَّتِي لَمْ تَتَخَرَّجْ مِنْ مَدْرَسَةٍ وَلَا مِنْ جَامِعَةٍ وَلَا مِنْ كُلِّيَّةٍ! فَتَاْتِي وَتَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَايَسْتَطِيعُ الْآَنَ اَعْظَمُ الْفُصَحَاءِ وَالْبُلَغَاءِ اَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ! وَلِذَلِكَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، كَانَ فَصِيحاً، كَانَ يَقُولُ الْكَلَامَ، وَكَانَ يَاْذَنُ بِكِتَابَتِهِ اِذَا اَمِنَ عَدَمَ مَزْجِهِ بِالْقُرْآَن ِالْكَرِيم، وَلِلْحَدِيثِ بَقِيَّةٌ اِنْ شَاءَ اللهُ فِي مُشَارَكَةٍ قَادِمَة، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْتَ، اَسْتَغْفِرُكَ وَاَتُوبُ اِلَيْك، لَاعِلْمَ لَنَا اِلَّا مَاعَلَّمْتَنَا، اِنَّكَ اَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيم، وَنَكْتَفِي بِهَذَا الْقَدْرِ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللِه وَاَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ وَاَصْحَابِه، وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي اللهِ غصون, وَآَخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين

  رد مع اقتباس