عرض مشاركة واحدة
قديم 09 / 11 / 2018, 09 : 03 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي أنت حيث تضع نفسك









طُرح قبل يومين موضوع باسم "السماح بالخروج" حول ردود أفعال بعض الزوجات حيال خروج أزواجهن مع أصدقائهم. وعلى الرغم مما قد تكون تضمنته بعض تلك الردود من مبالغات، فإنها تشير إلى حقيقة مهمة وهي أن هؤلاء الأزواج – في الأحوال العادية - لن يجدوا اعتراضاً من زوجاتهم على خروجهم مع أصدقائهم إذا أرادوا، وذلك بشرط أن يكون هؤلاء الأزواج قد قاموا بكافة أدوارهم العاطفية والعملية تجاه أسرهم كأزواج وآباء، وكانوا متوازنين في ذلك، وعندها سيجد هؤلاء الأزواج ردود الأفعال الإيجابية من زوجاتهم وأبنائهم والتي ستحببهم بالبقاء معهم أطول فترة، ولن تمانع في خروجهم مع أصدقائهم متى ما كان ذلك مقنناً، وسيعودون إليهم بعد ذلك وكلهم سعادة وشوق لهم.
وفي المقابل من كان مقصراً مع أسرته عاطفياً وتعاملاً، وجعل بيته مكاناً للنوم والأكل فقط، متفرغاً بعد ذلك لأصدقائه وغيرهم، فإنه لن يشعر بالسعادة لأنه أهمل جانباً أساسياً وتناسى ركناً مهما لواجباته في الحياة.
هذا المبدأ ينطبق على الجميع في كافة شئون الحياة سواء كانت دينية أو دنيوية، فالشخص منّا متى ما حرص على الاستزادة من العلم والعمل فإنه سيكتسب ما يؤهله بإذن الله لمهام ومسئوليات أعلى، بينما من تكاسل وأتكل على غيره فإنه يبقى مكانه وسيتجاوزه الآخرون. وهذا باختصار ترجمة فعلية لما يُطلق عليه عبارة "أنت حيث تضع نفسك"، فإن كان هدفك العليا فستصل بإذن الله إليها متى ما عملت على ذلك بكافة السبل السليمة، ولعل منها الاستفادة من أوقات الفراغ بكل ما يفيد.
لقد وضع الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أمامهم هدفاً وهو نشر الإسلام في كل مكان، فحققوا ما أرادو ووصلوا إلى أبعد الأماكن التي كانت معروفة في ذلك الوقت، واستطاعوا هزيمة الفرس والروم وسادوا العالم بعملهم وعدلهم.
وفي وقتنا الحالي فنحن نسمع ونشاهد بين الفترة والأخرى عن نماذج شبابية رائعة قد حققت وتحقق العديد من الجوائز العالمية في المجالات الطبية والعلمية وغيرها مما يدعونا للفخر بهم، ويُشعرنا بأنه لا فرق بينهم وبين غيرهم سوى الاجتهاد، الثقة بالنفس، والاستزادة من كل ما هو مفيد، بدلاً من إضاعة الجهد والوقت والمال فيما لا يفيد.
إن هذا الشعار "أنت حيث تضع نفسك" يجب أن يكون أمامنا دائماً ليذكرّنا بأهمية الاستفادة من أوقاتنا وكافة إمكانياتنا بما يفيد سواء كان ذلك – كما ذكرت سابقاً - في الجانب الديني أو الدنيوي، ولعل أبسط مثال على ذلك هو عدم قيام بعضنا بأداء صلاة الضحى التي لن تستغرق أكثر من دقائق محدودة جداً مضيعين على أنفسنا أجوراً عظيمة تفيدنا في آخرتنا، وكذلك الحال بالنسبة لشئوننا الحياتية مثل الاستزادة من علم معين، ودراسة لغة جديدة تفيدنا.
أني أذكّر نفسي أولاً بما ورد في السطور السابقة، ولكل من أراد أن يطوّر نفسه لتعلم وعمل كل ما هو مفيد مهما كان عمره / عمرها، ولعل الحديث الشريف الذي رواه أحمد في مسنده عن نبي الهدى نبينا محمد صلّ الله عليه وسلم قوله: [إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها] خير دليل على أهمية العلم والعمل حتى نهاية العمر ما دام هناك رغبة وطموح.

من شعر أحمد شوقي
وما نيل المطالب بالتمنـــــي
ولكن تؤخذ الدنيا غلابـــــــا

وما استعصى على قوم منال
إذا الإقدام كان لهم ركابـــــا

  رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ عبدالله 12 على المشاركة المفيدة:
wafei   (10 / 11 / 2018)