الموضوع: من أنواع البخل
عرض مشاركة واحدة
قديم 24 / 03 / 2012, 18 : 10 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي من أنواع البخل


تعاني بعض البيوت من الصمت المطبق في التعبير عن مشاعر المحبة وخاصة تجاه رفيق العمر أو رفيقة العمر وكذلك تجاه الأبناء من قبل الوالدين.
وقد يكون المبرر لهؤلاء الذين لا يُظهرون ولا يعبّرون عن مشاعرهم الودية تجاه زوجاتهم أو تجاه أزواجهن هو أنهم قد تربوا على هذا النوع من الجفاء نظراً لأنهم لم يتعودوا أثناء طفولتهم سماع كلمات الحب والمدح يقولها الوالدان تجاه بعضهما البعض،
وقد يكون المبرر أيضاً هو أن بعض الأزواج يعتقدون بأن توددهم تجاه زوجاتهم قد يدفعهن إلى التعالي والغرور، أو أنه يقلل من شأنهم في أعين زوجاتهم.
بينما فات عليهم بأن يقتدوا بسيد البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي كان يُظهر مشاعر محبته لأهل بيته، بل أنه قد أوصانا عليه الصلاة والسلام بأن نعبر عن حبنا لكل من نحبه بعبارة "أحبك في الله".

ويختلف الناس من حيث قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم الودية تجاه الغير، فمنهم من يعبر عن ذلك بالقول والفعل، ومنهم من يعجز عن الكلام لأي سبب كان، ولكنه لا يعجز أن يعبر عن ذلك بعينيه اللتين يمكن عن طريقهما التعبير بكل صدق عن المشاعر، ولعل ما يؤكد ذلك ما قاله ابن القيّم رحمه الله: " إن العيون مغاريف القلوب بها يُعرف ما في القلوب وإن لم يتكلم صاحبها".

إن إظهارنا لمشاعر المحبة الصادقة تجاه من نحب يُسعدهم ويُشعرهم بقيمتهم ومكانتهم في نفوسنا، ويجعلهم في المقابل يتفانون في التعبير عن مشاعرهم تجاهنا قولاً وفعلاً.
فكم ستشعر الزوجة بالمحبة والأمان عندما تجد بأن زوجها يحرص على مشاعرها في كل وقت، وعندما يضع كفها بين كفيه، وعندما يزيل همومها ويمسح دموعها، وغير ذلك من المبادرات الصغيرة التي يكون لها كبير الأثر في نفسها.
وكم سيشعر الزوج بالسعادة عندما يلمس حرص زوجته قولاً وفعلاً على كل ما يحبه زوجها، وكم سيكون ممنوناً لها إذا جعلت من بيتهما عشاً كله دفء وحنان.
وكم سيشعر الأبناء والبنات بالراحة عندما يُظهر لهم الوالدان محبتهما لهم،
وكم سيشعر الإخوة والأخوات بقوة السند عندما يُظهرون محبتهم بينهم.

إن إظهار هذه المشاعر هو بمثابة المطر الذي سيتبعه بأذن الله الربيع الدائم الذي سيثبّت العلاقة بين الطرفين، ذلك الربيع الذي سيجعل بأذن الله أغصان الحياة والحب تورق في أعماقنا فلا تدع للتوتر أو الفراغ العاطفي مدخلاً إليها، حيث سنغرس من خلال إظهارنا لمشاعر المحبة ما سنجنيه بقية أيام العمر.

إن البعض يقصرصفة البخل بمن يحب جمع المال من دون ان يصرفه، وغاب عنهم بإن البخل بإظهار مشاعر الموّدة هو أكثر تأثيراً على النفوس من البخل بالمال، فكم من بخيل بالمشاعر قد عاش سنوات عديدة مع أهل بيته مغدقاً عليهم من ماله من دون أن يُظهر لهم محبته لهم قولاً، فكانت النتيجة هو شعور أهل بيته بالحرمان العاطفي مما قد يضطرهم للبحث عما فقدوه خارج البيت.

إننا مُطالبون بأن نُظهر الكرم الصادق في مشاعر المحبة تجاه الجميع وخاصة أفراد الأسرة، ولنحرص بأن نغرس وننمي في نفوس أبنائنا القدرة على التعبير عن مشاعرهم لنضمن بمشيئة الله زيادة مساحة الحب في حياتنا حاضراً ومستقبلاً.

  رد مع اقتباس