عرض مشاركة واحدة
قديم 10 / 03 / 2012, 53 : 10 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي إن كنت لا تعرف أين تذهب فكل الرياح سواء


" إن كنت لا تعرف أين تذهب فكل الرياح سواء" أعجبتني هذه المقولة التي تتضمن من الحكمة الشيء الكثير، فمن المعروف بأن كل مركب شراعي يحرص على أن يكون اتجاه الرياح التي تهب على البحر هو في اتجاه الهدف الذي يقصده ذلك المركب الشراعي، حيث تقوم الرياح بدفع المركب باتجاه الهدف.

وتبين لنا هذه المقولة بأن قائد المركب الشراعي الذي لا هدف له لن يهمه اتجاه الرياح في البحر وقت الإبحار لأن هذا لا يعنيه كثيراً فيترك الرياح تتلاعب به بداخل البحر إلي حيث لا يدري، وكذلك الحال لمن لم يحدد له هدفا أو أهدافا طويلة الأجل وقصيرة الأجل في حياته، فلن يهمه كثيراً تغيير الظروف من حوله.
والأهداف إذا تم تحديدها فلن يصعب تحقيقها إذا كانت أهدافاً منطقية، وكانت العزيمة موجودة لدى من وضع تلك الأهداف.

ما دعاني لهذه المقدمة هي برنامج استمعت إليه في إذاعة القرآن الكريم وكان يتحدث فيه عدد من المكفوفين عما حققوه من أهدافهم.
فقال أحدهم وعمره أحد عشر عاماً إنه قد حفظ القرآن الكريم كاملاً عندما كان في العاشرة، وإنه يستطيع أن يحدد رقم أي آية من آيات القرآن الكريم واسم السورة التي وردت فيها بمجرد ذكر بدايتها.
قد يقول قائل بأن هناك من الأطفال من حفظ القرآن الكريم في سن العاشرة، ولكن ما تميّز به هذا الفتى هو القدرة بتوفيق الله على تحديد رقم الآية، والذي تحقق بتوفيق الله أولاً ثم بالمثابرة لتحقيق الهدف الذي رسمه ذلك الفتى.

أمّا المثال الآخر فكان لكفيف أخر يعمل الآن مبرمجاً للحاسب الآلي بطريقة "برايل"، وذلك بعد أن وضع هذا الهدف نصب عينيه قبل حوالي العام حتى تمكن من تحقيقه بفضل الله.

وقد يكون ما حققه هذين الأخوين صعباً بنظر من أكرمهم الله بنعمة البصر، فما بالنا بمن حُرموا من هذه النعمة، ولكن كلمة السر في هذين الإنجازين كانت توفيق الله أولاً ثم تحديد الهدف والعمل بجد على تحقيقه.

إن في هذين المثالين تذكير لكل منّا لنحدد أهدافاً إيجابية لنا، ثم وضع الخطط لتحقيقها بأذن الله ثم باجتهادنا للعمل على تحسين أحوالنا في الحياة وتوجيه سيرنا في الطريق الصحيح الذي ينفعنا في الدنيا والآخرة.

  رد مع اقتباس