عرض مشاركة واحدة
قديم 28 / 08 / 2013, 34 : 06 PM   #1
شموع الغربية 
مشرفة عامة

 


+ رقم العضوية » 46606
+ تاريخ التسجيل » 17 / 12 / 2009

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 8,420
+ معَدل التقييمْ » 2358
شكراً: 14
تم شكره 41 مرة في 37 مشاركة

شموع الغربية غير متواجد حالياً

ياربعنا يلي على الفطر الشيب

ياربعنا يلي على الفطر الشيب
:

في ذات ليله : كان الأب الشيخ شالح بن هدلان ساهراً مع إبنه الفارس ذيب ، وكان والده يداعبه ويلقي عليه بعض الأشعار فأنشده هذه الأبيات :



يـا ذيـب أنـا يابـوك حالـي تـردّى ****وأنا عليك من المواجيب يا ذيب
تكسب لي إللي لاقِـحٍ عِقـب عـدّا**** طويله النسنوس حرشا عراقيب
تـجـر ذيــلٍ مـثــل حـبــل الـمـعـدا ****وتبري لحيران ٍ صغار ٍ حباحيب
وأشري لك إللي ركضها ما تقدا**** ماحدٍ لقى فيها عيوب وعذاريـب
قبـا علـى خيـل المعـادي تـحـدى**** مثل الفهد توثـب عليهـم تواثيـب
أنـا أشهـد أنـك بالـلـوازم تِـسـدا ****لو حال من دونه عيال ٍ معاطيب
ليث ٍ على درب المراجـل مقـدّى ****ما فيك يا ذيب السبايـا عذاريـب



وبعد أن قال والده هذه الابيات بطريقة المزاح ، أسرها الابن ذيب في نفسه ، وعندما نام والده وأطمأن ذيب أنه قد أخذ في النوم ، ذهب خفيه وركب قلوصه وذهب لبعض أصحابه من الشبان وأمر عليهم أن يرافقوه فشدوا وركبوا مع ذيب زعددهم لا يتجاوز خمسة عشر شاباً ، وكلهم يأتمرون بأمر ذيب ، وبعد ذلك سألوا ذيباً إلى أين نحن ذاهبون ؟ فقال إلى ديار القوم وأشار إلى قبيلة عتيبة ، لنكسب منهم إبلا لأهلنا ، وقال لابد أن آتي لوالدي من خيار إبل عتيبة واستمروا بسيرهم ، وبعد ثلاثة أيام قصدوا بئراً في ديار عتيبه ليستقوا منها ماء ويسقوا رواحلهم ، وهذه البئر تسمى ( ملية ) وهي تقع غرباً عن جبل ذهلان بأواسط نجد وعندما انحدروا إليها من جبل يطل عليها رأوا عليها ورداً لعتيبة يستقون ، فأراد ذيب ورفاقه أن يرجعوا لئلا يروهم فينذروا القبيله بهم ، وكان من السقاة صياد أخذ بندقيته وتوجه إلى الوادي الذي إنحدر منه ذيب ورفاقه ، باحثاً عن الصيد ، وعندما رأى ذيباً وجماعته إختفى تحت شجرة أطلق عليهم عياراً نارياً فأراد الله أن يصيب ذيباً إصابه مميته.
لقد حلّت كارثه على أبيه الشيخ الطاعن بالسن شالح بن هدلان ، إنه فقد كل أمل في الحياة : فقد كل ركن على وجه الارض ، فقد الشجاعة الفذة ، فقد الكرم الحاتمي ، فقد الابن البار ، فقد الابن المطيع ، لقد خرّ ذيب صريعاً وودع الخيل وصهيلها وودع الابل وحنينها ، وودع أباه الذي هو بحاجة إلى بره وعنايته ، ترك ذيب شالحاً حزيناً ، وودع قبيلته قحطان المجيدة ، وودع سنانه ورمحه وبندقيته ، ونقع الخيل وهزج الابطال ، ودع ذيب نجداً ورياضها ودع غزلان الرئم والارانب وطير الحباري التي كان يصطاد منها لوالده ، لقد إنقشعت هالة الفضل التي كانت تحيط الشيخ شالح بالحنان والبر والفضيله التي ضربت أروع مثل ٍ بين الابناء والآباء.
بعد أن سقط ذيب على الارض أناخ رفاقه مطاياهم وتسابقوا إليه وضموه إلى صدورهم ، فوجدوه جسماً بلا حياة ، وانهالوا عليه بالقبل ، وودعوه بدموعهم الساخنه ، ثم وضعوه بكهف بجانب الوادي ، وقفوا راجعين إلى أهليهم.
أما الصياد الذي أطلق النار ، فقد ظل مختبئاً تحت الشجرة ، إلى أن رأى الركب قد ولى ، فأتى إلى مكانهم ووجد الدم يلطخه ثم عمد إلى ذيب وهو بكهفه وعندما رآه وجده شاباً وسيم الطلعه وفي خنصره الأيمن خاتم فضي ، وكانت رائحة الطيب تعج منه وكان لباسه يدل على أنه شخصية بارزه فرجع إلى جماعته الذيب يستقون من البئر ، فسألوه عن الرمية التي سمعوها عنده ، فقال إن ركباً من العدى إنحدر من الوادي وبعد أن رأوكم نكصوا راجعين فأطلقت عليهم عياراً نارياً قتل منهم شخصاً تبين لي أنه زعيمهم ، وقد وضعوه في كهف بجانب الوادي ، فقالوا وما دلك على أنه زعيم ، فبين لهم أوصافه ولباسه الذي عليه ، وإن في خنصره خاتماً فضياً ، فقالوا هيا بنا لنراه ، وكانوا من قبيلة برقا أحد جذمي عتيبة ، وكان معهم فتاة قد جلا أهلها منذ سنة إلى قبائل قحطان لأسباب حادثه وقعت بينهم وبين بعض قبائلهم من عتيبة ، وعندما رأوا ذيباً بالكهف ، ورأته الفتاة صاحت بأعلى صوتها ، وقالت ويحك هذا ذيب بن شالح بن هدلان ، الذي كنا بجواره بالعام الماضي ، فشتموها وقالوا ربما أن بينك وبينه صداقه ولهذا السبب صحت بأعلى صوتك ، فقالت لا والله لم يكن بيني وبينه أي شيء من هذا ولكنه أكرمنا وأعزنا وأجارنا ، وكان لا يأتي من الفلا إلا ومعه صيد ويأتي بقسمنا نحن جيرانه حامله بيده وعندما يقترب من بيوتنا يغض نظره إلى الارض ثم يضع ما جاء به من الصيد ويدبر دون أن يرفع طرفه بامرأه من جيرانه وهذه طريقته بالحياة وعليكم أن تسالوا عن خصاله ، وينبئكم عن ذلك من عرفه ، فهو بعيد كل البعد عن الرذيله .
ما أكبر المصاب على شالح لما وصل رفاق ذيب وأخبروه بما حدث ، لاشك أن خطب شالح عظيم وإن وقع نبأ مصرع إبنه على قلبه أشد وأنكى من طعن الحراب ، ولاشك أنه سيتجرّع ويلات الحزن ومرارته ومآسي الفراق ولوعاته ..

وإذا المَنيّـة أنشبت أظفارها ... ألفيت كُلّ تميمةٍ لا تنفعُ

إنها كارثه كبرى ليست على شالح فقط بل على عائلة آل هدلان وعلى قبيلة قحطان : وقد قال شالح أشعاراً كثيرة بعد وفاة ابنه ، وأول ما قال هذة القصيدة :



يـا ربعنـا ياللـي علـى الفـطّـر الشـيـب ****عــز الله أنــه ضـــاع مـنـكـم وداعـــه
رحتوا على الطوعات مثـل العياسيـب ****جـيـتـوا وخـلـيـتـوا لـقـلـبـي بـضـاعــه
خـلـيـتـوا الــنــادر بــــدار الأجـانــيــب**** وضاقـت بـي الآفــاق عـقـب إتسـاعـه
تـكــدرن لـــي صـافـيـات الـمـشـاريـب ****وبالعون شفـت الـذل عقـب الشجاعـه
يـا ذيـب أنــا بوصـيـك لا تـاكـل الـذيـب ****كــم ليـلـةٍ عـشّــاك عـقــب المـجـاعـه
كــم ليـلـةٍ عـشّـاك حِــرش العـراقـيـب ****وكـم شيـخ قــوم ٍ كـزتـه لــك ذراعــه
كـفــه بـعـدوانـه شـنـيـع الـمـضـاريـب ****ويسقـي عـدوه بالـوغـى سِــم سـاعـه
ويضحـك ليـا صَكّـت علـيـه المغالـيـب ****ويلـكـد عـلـى جـمـع الـعـدو باندفـاعـه
وبيـتـه لجيـرانـه يشـيّـد عـلـى الطـيـب ****وللضيـف يبنـي فـي طـويـل الرفـاعـه
جرحي عطيـب ولا بقـى لـي مقاضيـب**** وأفخـت حبـل الوصـل عقـب إنقطاعـه
كـنـي بـعـد فـقـده بـحـامـي اللـواهـيـب ****وكـنـي غـريـب الــدار مـالـي جمـاعـه
من عقب ذيـب الخيـل عِـرج ٍ مهاليـب ****ياهـل الرمـك مـا عـاد فيهـن طمـاعـه
قالوا تطيب وقلت : وش لون أبا طيب ****وطلبـت مــن عـنـد الكـريـم الشفـاعـه



ثم أردفها بقصيدة على نفس البحر والقافيه وقال :



ذيـبٍ عـوى وأنـا علـى صوتـه أجـيـب**** ومـن ونتـي جضـت ضـواري سباعـه
عـز الله إنـي جاهـل ٍ مـا أعلـم الغيـب ****والغـيـب يعـلـم بــه حـفـيـظ الـوداعــه
يالله يــــا رزّاق عِــكــف الـمـخـالـيـب ****يــا محـصـي خـلـقـه بـبـحـره وقـاعــه
تفـرج لمـن صابـه جــروح ٍ معاطـيـب**** وقلـبـه مــن اللـوعـات غــادٍ ولاعـــه
إن ضاق صدري لذت فوق المصاليب ****مانـيـب مــن يشـمـت فعـايـل ذراعـــه
صار السبب منـي علـى منقـع الطيـب**** ونجمي طِمَـن بالقـاع عقـب إرتفاعـه
يـا طـول مــا هجيتـهـن مــعْ لواهـيـب ****ولانـي بـرادي كسرهـا مــن ضـلاعـه
ويـا طـول مـا نوختهـا تصـرخ النـيـب ****وزن البـيـوت إلـلــي كـبــار ٍ ربـاعــه
وأضـوي عليهـم كنهـم لــي معـازيـب ****إلـيـا رمــى زيـــن الـوسـايـد قـنـاعـه
أضــوي عليـهـم واتخـطـى الأطاتـيـب**** وآخـــذ مـهـاويـه الـجـمـل بـانـدفـاعـه
أبا أنذر إللي مـن ربوعـي يبـا الطيـب ****لا يـاخـذ إلاّ مـــن بـيــوت الشـجـاعـه
يـجــي ولـدهــا مـــذرب كـنّــه الـذيــب ****عِــز لِـبُــوه وكـــل مـــا قـــال طـاعــه
وبنت الردي ياتـي ولدهـا كمـا الهيـب**** غـبــنٍ لــبُــوه وفـاشـلــه بالـجـمـاعـه
يـا كبـر زولــه عـنـد بـيـت المعـازيـب ****مـتــحــرّي ٍ مــتـــى يــقـــدّم مـتــاعــه
:
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
منقووووول
:
واخترت لكم هذي الشيله للي حاب يسمعها


قصيدة ياربعنا يلي على الفطر الشيب
كنت أسمعها من الوالد كثير ،وجات ببالي هالوقت
فحبيت اوردها لكم مع القصة،وأتمنى انها غير مكرره في الوئام
مع اني بحثت عنها ولم اجدها هنا نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

  رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ شموع الغربية على المشاركة المفيدة:
رآنيا  (29 / 08 / 2013), wafei   (29 / 08 / 2013)