الموضوع: أترك أثراً
عرض مشاركة واحدة
قديم 28 / 11 / 2018, 42 : 09 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي أترك أثراً

كثير من المجالس يُذكر فيها بخير أسماء لأناس قد رحلوا أو أنهم لا زالوا على قيد الحياة، وسبب ذكرهم بخير هو أن تلك الأسماء قد ارتبطت بأعمال وأنشطة تميّزوا بها عن غيرهم مثل التعليم، الأعمال الخيرية، تأليف الكتب المفيدة، وغير ذلك من الأعمال.

وكلما كانت تلك الأعمال من الأعمال التي يتعدى نفعها للغير كان الأثر الذي ستتركه أكبر، وستبقى السيرة الحسنة لمن قام بها لدى الناس، والأجر العظيم من الخالق سبحانه وتعالى، ويؤكد ذلك الحديث الشريف الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، فهذه هي الاستثمارات الباقية مهما كان حجمها.
ومن الآثار التي يمكن أن يتركها الشخص هي السيرة الحسنة من خلال محبته للناس والمبادرة بإسعادهم ما أمكنه ذلك، فتكون النتيجة أن يٌحب في حياته وتبكيه العيون عندما يرحل، وتلهج له الألسن بالدعاء، ويتسابق الناس في تعداد مآثره والترحم عليه باستمرار. ولا يشترط أن يكون العمل المُخلّد كبيراً، فالكل يعرف قصة الصحابية التي كانت تساعد في تنظيف المسجد من خلال التقاطها للخِرق والعيدان، ولما افتقدها رسول الرحمة عليه الصلاة والسلام سأل عنها، وعندما علَم أنها توفت، فذهب إلى قبرها للدعاء لها.

وهناك الكثير من الأمثلة على هؤلاء العظماء – في نظري- على مر العصور، لعلني أذكر منهم من العصر الحالي الدكتور عبدالرحمن السميط رحمه الله وهو غني عن التعريف على مستوى العالم الإسلامي وخاصة في أفريقيا. كما أود الإشارة إلى شخص غير مشهور تعرفت عليه في الفلبين وعملت معه منذ ثلاث سنوات هو شخص فلبيني مدير مركز من مراكز الدعوة في الفلبين حيث يتم تدريس المسلمين هناك المناهج الإسلامية، ويقوم مدير المركز والفريق الذي يعمل معه بجولات مستمرة على المدن والقرى وكذلك السجون للدعوة إلى الإسلام، وقد بلغ عدد من هداهم الله واعتنقوا الإسلام على يديه بالآلاف.

بإمكاننا جميعاً أن نترك آثاراً جيدة بإذن الله من خلال أعمالنا وتعاملنا مع غيرنا، بداية من الابتسامة مروراً بالمشاركة في الأعمال التطوعية أو التبرع مهما كان نوعه وحجمه، ومن فضل الله علينا أن مجالات الصدقة الجارية أصبحت متاحة من خلال المشاريع الخيرية التي يمكن المساهمة فيها بأي مبلغ، قال تعالى: {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} [المطففين: 26]


  رد مع اقتباس