الموضوع: الهروب
عرض مشاركة واحدة
قديم 11 / 05 / 2001, 06 : 09 AM   #1
بريـق الماس 
عضو شرف

 


+ رقم العضوية » 7
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 3,687
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

بريـق الماس غير متواجد حالياً

اقتربت منها كانت وحيدة كالعادة ونظرت إليها فإذا با لدموع حائرة في عينيها وكأنها تلتمس منفد للخروج ،كنت أعرف المفتاح السحري لإخراج الدموع من محاقلها .
سألتها مابكِ ؟
هذا مانطقتُ بهِ طوال جلستي معها . وكانت وكأنها منتظره هذا السؤال ... اسدلت جفونها إشارة ببدء شلال من الدموع ، بلل وجهها وكفيها وأخرجت تنهيدة من العالم الداخلي تنُم عن بركان يغلي وكأنه باطن الأرض ، أحسست بحرارته تلفح وجهي لدرجة أني أشحت به جانباً خوفاَ عليه من الإحتراق . لمحت تلك الحركة مني فقالت : لا تخافي إنها تحرقني من الداخل فقط . لم أعر كلامها إهتمام بل رحت أتخيلها بتلك الإبتسامة الدائمة على شفتيها ،وسرعة حركتها ، ورشاقتها ،وعشقها لعلمها. كانت إذا دخلت المدرج يشتعل بالحيويةِ والنشاط ،لم تعر أحدا أي إهتمام من نوع خاص بل كان إهتمامها موزع على الجميع ،وكذلك لم تهتم يوماً لما يدور حولها وإن كان يخصها أو يمسها . كنت استغرب ذلك متسائلة هل عدم إهتمامها كبرياء أم زيادة ثقة أم العكس،وبينما أنا مستغرقة في التأمل . قالت لا تستغربي إنني إنسانة صهرتها أو كما يقال عركتها الحياة منذ الطفولة فامتلكت بذلك جميع الأسلحة النفسية والجسدية والإجتماعية وبنيتُ بها سواراً حول نفسي لايستطيع أي سلاح أن يخترقه وأكتشفت بأنني أهملتُ سلاح خطير أو دفنته في شرنقه لم أسمح له بالظهور مطلقاً حتى لمجرد التجربة أو أخذ المناعة ـ هذا السلاح إذا ظهر الأن يدمر حياتي لأنه هو الضعف بعينه إنه ( الحب) أو كل ما يتعلق بالمشاعر والأحاسيس .
للأسف ! بداءة الفراشة تحاول الخروج من شرنقتها وسمحت لها باطلالة وليس الخروج الكامل كي تتعرف على العالم الخارجي ، وياهول مارأت عالم رغم جمالياته إلا إنه مخيف يجعلكِ بحاجةٍ إلى من تضعين رأسك على صدره كي تلقي بهمومكِ عليه ..عالم يحسسك بالنقص دائماً،وهذا مالم أتعود عليه . فما تعودت يوماً أن أضع رأسي على صدر أحد لأبكي أو أصرخ أو..، فكل مشاكلي كانت نفسية إجتماعية عقلية فكرية أجهد تني ،لكن لم تهدني لم تحوجني إلى البكاء والنحيب ،لم تثقل رأسي بالهموم ولم تجعل قلبي ينبض ليخبرني إنه موجود ، لاتسألي لماذ ؟ فأنا كنت أرفض حتى مجرد أن يلمس أحد شعري بحنان ،كنت أُقاوم بكل عنف حتى لو كانت أختى من تفعل ذلك ،رغم أني في أشد ألمي الجسدي والنفسي أحيانا ومع ذلك أمانع .
فكيف بي اليوم بحاجة إلى من يلمس خصلات شعري برفق وحنان ،بحاجة إلى من أضع رأسي على صدره ويداعب الخصلات المتناثره بين أصابعه ويمسح بالأخرى تلك الدموع المتساقطة ، هذا كل ماأردته من إطلالة واحده !فكيف إذا سمحت لهذه الفراشة بالإنطلاق ،وهذا مالاأُريد . ألا ترين معي أن أهون الأشياء عندي سوف تهدم معظم الحصون وتجعل مني إنسانة ضعيفة كاباقي النساء ،لا.لا.لا . أرفض وبشدة وسأقفل على هذه الفراشة مره أخرى .
قلت لها سبحان الله دائماً كنتِ غير مبالية بما يقال ،ولم تتخذي موقف ضد أحد بل كانت الإبتسامة مرسومة على ثغرك رغم حزن عينيك ! أخذت منديلا وجففت دموعها .,اخذت تجر قدميها إلى المدرج جراً قائله لاتصدقي بإن الألم يأتي من الخارج فما يأتي من الخارج لايصيب إلا ماهو ظاهر إنما الألم الحقيقي يأتي من الداخل .يا رب :إرحم نفس تعذب نفسها؟ .
وودعتني قائلة ..... السلام عليكم نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

...........................

شيء في قلبي يحترق إذ يمضي الوقت ونفترق ونمد الأيدي يجمعها

حب وتفرقها طرق..

[معدل بواسطة بريق الماس بتاريخ 11-05-2001 عند 08:20 AM]

تحياتي...
بـ الماس ـريق

 

  رد مع اقتباس