عرض مشاركة واحدة
قديم 31 / 03 / 2015, 01 : 01 PM   #1
رحيق مختوم 
وئامي جديد

 


+ رقم العضوية » 42605
+ تاريخ التسجيل » 08 / 04 / 2009

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 47
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

رحيق مختوم غير متواجد حالياً

افتراضي والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا

[CENTER][B][FONT="Arial"][SIZE="7"][SIZE="7"][FONT="Arial"][B][CENTER][CENTER]
اَلْحَمْدُ لِلهِ ثُمَّ الْحَمْدُ لِله, اَلْحَمْدُ لِلِه الَّذِي اَعَزَّنَا بِالْاِسْلَامِ, وَطَمْاَنَ نُفُوسَنَا بِالْاِيمَانِ, وَاَرْسَلَ اِلَيْنَا خَيْرَ الْاَنَامِ, وَجَعَلَنَا خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ حِينَمَا نَاْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ, وَنَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ, وَنُؤْمِنُ بِالله, نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى, وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ, وَنَسْاَلُهُ السَّلَامَةَ فِي دِينِنَا وَاُمَّتِنَا وَاَوْطَانِنَا, وَاَنْ يَجْعَلَنَا مِنَ الْآَمِنِينَ, وَاَلَّا يُؤَاخِذَنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا, وَنَسْتَفْتِحُ بِالَّذِي هُوَ خَيْر, رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا, وَاِلَيْكَ اَنَبْنَا, وَاِلَيْكَ الْمَصِير, وَاَشْهَدُ اَنْ لَا اِلَهَ اِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ, اَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ؟ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلّه, وَاَشْهَدُ اَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُه, نَهَى عَنِ الْاَذَى, وَاَمَرَ بِالْعَفْوِ وَالصَّفْحِ وَالْغُفْرَانِ عِنْدَ الْمَقْدِرَة, اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلّمْ وَبَارِكْ عَلَى هَذَا النَّبِيِّ الْكَرِيمِ, وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآَلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ, وَعَلَى اَصْحَابِهِ الْغُرِّ الْمَيَامِين, وَعَلَى كُلِّ مَنِ اهْتَدَى بِهَدْيِهِ اِلَى يَوْمِ الدِّينِ, وَسَلّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً يَارَبَّ الْعَالَمِينَ, اَمَّا بَعْدُ عِبَادَ الله: فَمِنْ سُورَةِ الْاَحْزَابِ, قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلّ{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَااكْتَسَبُوا, فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَاِثْماً مُبِينَا{قُلْ صَدَقَ اللهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ اِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَاكَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام, جَاءَتْ هَذِهِ الْآَيَةُ الْكَرِيمَةُ, بَعْدَ بَيَانِ مَااَعَدَّ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِمَنْ يُؤْذِي اللهَ وَرَسُولَهُ, وَبَيَّنَّا فِي مُشَارَكَةٍ سَابِقَةٍ, كَيْفَ يَكُونُ اَذَى اللِه! وَكَيْفَ يُؤْذِي النَّاسُ رَبَّهُمْ! وَكَيْفَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام! نَعَمْ اَخِي: وَهُنَا الْآَيَةُ تُقَبِّحُ مِنْ شَاْنِ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات, لَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ قَيَّدَ ذَلِكَ بِغَيْرِ مَااكْتَسَبُوا, نَعَمْ اَخِي: فَاِذَا اكْتَسَبُوا اِثْماً, وَكَانَ هَذَا الْاِثْمُ تَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ عُقُوبَةٌ شَرْعِيَّةٌ اَوْ حَدٌّ شَرْعِيٌّ مِنْ حُدُودِ اللهِ, فَاِنَّ الرَّحْمَةَ بِهَؤُلَاءِ, تَكُونُ رَحْمَةً حَمْقَاءَ وَفِي غَيْرِ مَحَلّهَا لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الرَّحْمَةَ الْحَمْقَاءَ, تُشَجِّعُ النَّاسَ عَلَى ارْتِكَابِ الْمُنْكَرَاتِ؟ لِيَقْتُلُوا غَيْرَهُمْ؟ بَلْ لِيَقْتُلُوا اَنْفُسَهُمْ اَيْضاً, وَلِذَلِكَ هَؤُلَاءِ اِذَا ارْتَكَبُوا اِثْماً يَسْتَحِقُّونَ عَلَيْهِ الْعُقُوبَةَ, فَاِنَّ ذَلِكَ يَكُونُ مِنَ الْاَذَى الَّذِي شَرَعَهُ اللهُ تَعَالَى, سَوَاءً كَانَ اَذىً مُمِيتاً اَوْ غَيْرَ مُمِيت, نَعَمْ اَخِي: فَاللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَضَعَ لِلزِّنَى حَدّاً وَقَال{وَلَاتَاْخُذْكُمْ بِهِمَا رَاْفَةٌ فِي دِينِ الله(نَعَمْ اَخِي وَوَضَعَ لِلْقَذْفِ اَوِ الرَّمْيِ حَدّاً وَهُوَ اتِّهَامُ الْغَيْرِ بِالزِّنَى بِدُونِ بَيِّنَةٍ شَرْعِيَّة, نَعَمْ اَخِي: وَوَضَعَ لِلْخَمْرِ حَدّاً, وَلِلسَّرِقَةِ حَدّاً{وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ(لِكُلِّ اِنْسَانٍ بِمَا يَسْتَحِقُّ مِنْ عُقُوبَةٍ اَوْ مُكَافَاَة, نَعَمْ اَخِي: فَهَذِهِ الْحُدُودُ الَّتِي شَرَعَهَا اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ لَا انْتِقَاماً مِنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يُقَامُ عَلَيْهِمْ حَدُّ اللهِ؟ وَاِنَّمَا مِنْ اَجْلِ اَنْ يُطَهِّرُوا اَنْفُسَهُمْ مِمَّا عَلِقَ بِهَا مِنَ الْاِثْمِ الْعَظِيمِ؟ وَلِيَكُونَ ذَلِكَ رَادِعاً لِغَيْرِهِمْ وَلِمَنْ خَلْفَهُمْ؟ حَتَّى لَايَقْتَرِفُوا مِثْلَمَا اقْتَرَفُوه, نَعَمْ اَخِي: وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُول{وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَااُولِي الْاَلْبَابِ(وَهُوَ قَتْلُ الْقَاتِلِ, فَلَكُمْ فِي ذَلِكَ حَيَاة, وَقَدْ يَقُولُ قَائِل: وَكَيْفَ يَكُونُ فِي ذَلِكَ حَيَاةٌ؟ فَاِنَّ فِيهِ قَتْلَ الْقَاتِل؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: كُنْ بَعِيدَ الْاُفُقِ وَوَاسِعَه, كُنْ عَمِيقَ التَّفْكِير, نَعَمْ حِينَمَا يَعْلَمُ الْقَاتِلُ اَنَّهُ اِذَا قَتَلَ سَيُقْتَلُ, فَاِنَّهُ يَرْتَدِعُ عَنْ جَرِيمَةِ الْقَتْلِ, وَلِذَلِكَ يَحْفَظُ حَيَاتَهُ, وَيَحْفَظُ حَيَاةَ مَنْ يُرِيدُ اَنْ يَعْتَدِيَ عَلَيْهِمْ اَوْ يَقْتُلَهُمْ, نَعَمْ اَخِي: اِنَّهَا حُدُودُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ لَيْسَتْ مِنْ اَجْلِ الِانْتِقَامِ؟ وَاِنَّمَا هِيَ مِنْ اَجْلِ الْاِصْلَاح, وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ الْمُتَوَرِّعِينَ مِنْ اَهْلِ الْوَرَعِ, حَتَّى وَلَوْ اَلْحَقُوا اَذىً بِمُؤْمِنٍ, وَلَوْ كَانَ هَذَا الْاَذَى بِحَقٍّ, كَانَتْ تَرْتَجِفُ قُلُوبُهُمْ! فَهَذَا عُمَرُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ, قَرَاَ هَذِهِ الْآَيَةَ الْكَرِيمَةَ{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَااكْتَسَبُوا, فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَاِثْماً مُبِيناً( فَلَمْ يَسْتَطِعْ اَنْ يَنَامَ لَيْلَهُ! فَذَهَبَ اِلَى اُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ, فَقَرَعَ عَلَيْهِ بَابَهُ وَقَالَ يَااُبَيُّ! آَيَةٌ مِنْ سُورَةِ الْاَحْزَابِ! جَعَلَتْنِي لَااَسْتَطِيعُ النَّوْمَ! وَاَرَّقَتْنِي! فَقَالَ: وَمَاهِيَ يَااَمِيرَ الْمُؤْمِنِين؟ فَتَلَا عَلَيْهِ هَذِهِ الْآَيَةَ, فَقَالَ لَهُ: اِنَّمَا اَنْتَ تَفْعَلُ ذَلِكَ اِصْلَاحاً وَزَجْراً وَتَطْبِيقاً لِحُدُودِ اللهِ, فَلَااِثْمَ عَلَيْكَ بِذَلِكَ اَبَداً, نَعَمْ اَخِي: فَسُرَّ بِهَا عُمَر, نَعَمْ اَخِي: اِنَّهُ التَّوَرُّعُ مِنْ اِلْحَاقِ الْاَذَى, لَكِنْ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ هَذَا بِالنِّسْبَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ, فَهَلْ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّهُ يَجُوزُ لَنَا اَنْ نُلْحِقَ الْاَذَى بِغَيْرِ الْمُسْلِمِين؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: اِذَا لَمْ يَسْتَحِقُّوا هَذَا الْاَذَى, فَلَايَجُوزُ ذَلِكَ شَرْعاً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الشُّورَى{وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ, فَاُولَئِكَ مَاعَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيل, اِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْاَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ, اُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ اَلِيم, وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ, اِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْاُمُور( نَعَمْ اَخِي: فَهُنَا الْآَيَةُ تَقُول: لَاحَرَجَ وَلَاعُقُوبَةَ عَلَى مَنِ انْتَصَرَ مِنْ اَجْلِ حَقّهِ اِذَا لَمْ يَزِدْ عَلَيْهِ, وَلَكِنَّ الْعُقُوبَةَ وَالْمَسْؤُولِيَّةَ تَكُونُ عَلَى مَنْ؟ اِنَّهَا عَلَى مَنْ يَظْلِمُونَ النَّاس اَيّاً كَانَ هَؤُلَاءِ النَّاس مُسْلِمِينَ وَغَيْرُ مُسْلِمِين, نَعَمْ اَخِي: وَلِذَلِكَ حِينَمَا اُمِرْنَا بِتَطْبِيقِ الْعَدَالَةِ, قَالَ الْقُرْآَنُ الْكَرِيم:{وَاِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ اَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ( وَلَمْ يَقُلْ اِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فَقَطْ, اَوْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِهِمْ فَقَطْ, وَاِنَّمَا{اِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ( اَيْ بَيْنَ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ وَاَمْثَالِهِمْ مِنْ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ اَيْضاً, نَعَمْ اَخِي: وَالْمُسْلِمُونَ وَغَيْرُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ هَؤُلَاءِ النَّاس, وَلِذَلِكَ{لَايَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى اَلَّا تَعْدِلُوا, اِعْدِلُوا؟ هُوَ اَقْرَبُ لِلتَّقْوَى( نَعَمْ اَخِي: اِنَّهُ الْاِسْلَامُ الرَّائِعُ الَّذِي يَطْعَنُونَ فِيه, وَنَحْنُ مَعَ الْاَسَف: صِرْنَا فِي عَصْرٍ وُضِعَ الْاِسْلَامُ فِيهِ فِي قَفَصِ الِاتِّهَامِ, وَكَاَنَّنَا مُحَامُونَ نُرِيدُ اَنْ نُدَافِعَ عَنْ هَذَا الْاِسْلَام, وَكَاَنَّ كَلَامَنَا كُلَّهُ صَارَ مِنْ اَجْلِ الْمُحَامَاةِ وَالدِّفَاعِ عَنْ دِينِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَعَنْ رَسُولِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام, نَعَمْ اَيُّهَا الْاَخُ الْمُؤْمِن: هَذَا الْاَذَى, اَنْتَ مَمْنُوعٌ مِنْهُ, سَوَاءً كَانَ اَذىً مَادِّيّاً, اَمْ اَذىً مَعْنَوِيّاً, فَلَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تَنْظُرَ اِلَى اَخِيكَ نَظْرَةً فِي غَيْرِ مَحَلّهَا وَلَوْ كَانَتْ نَظْرَةً تُخِيفُهُ بِهَا, نَعَمْ: وَلَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تُؤْذِيَ اَخَاكَ وَلَوْ كُنْتَ مَازِحاً, وَلِذَلِكَ رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ اَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول:[لَاتَاْخُذْ مَتَاعَ اَخِيكَ لَا جَادّاً وَلَا لَاعِباً( اَيْ لاتُخْفِ مَتَاعَ اَخِيكَ كَاَيِّ مَتَاعٍ آَخَرَ سَوَاءً كَانَ حِذَاءً اَوْ غَيْرَ ذَلِكَ, فَلَا تَاْخُذْهُ سَوَاءً كُنْتَ جَادّاً اَيْ تُرِيدُ السَّرِقَة, اَوْ لَاعِباً اَيْ تُرِيدُ اَنْ تُمَازِحَهُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ ذَلِكَ فِي الْحَالَتَيْنِ يُؤْذِيهِ وَيُؤَرِّقُهُ وَيُلَوِّعُهُ وَالْعَيَاذُ بِاللِه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى, وَمَنْ لَوَّعَ مُسْلِماً اَوْ غَيْرَ مُسْلِمٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لَوَّعَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَة, فَانْظُرْ اَخِي كَيْفَ يُرَاعِي الْاِسْلَامُ مَشَاعِرَ النَّاسِ وَيَنْهَى عَنْ اَذَاهُمْ وَلَوْ فِي مَشَاعِرِهِمْ وَاَحَاسِيسِهِمْ بِالْقَلَقِ اَوِ اللَّوْعَةِ عَلَى مَتَاعِهِمْ اَوْ غَيْرِ ذَلِك, فَمَابَالُكَ اَخِي بِمَنْ يَنْتَهِكُ حُرْمَةَ الْاِنْسَان؟ وَمَابَالُكَ بِمَنْ يُهِينُ الْاِنْسَان؟ وَمَابَالُكَ بِمَنْ يُلْحِقُ الْاَذَى بِالْاِنْسَانِ بِغَيْرِ حَقّ؟ نَعَمْ اَخِي: اِنَّهُ الْاِسْلَامُ الَّذِي يُحَاوِلُونَ الطَّعْنَ فِيهِ وَفِي نَبِيِّهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام, وَالْحَمْدُ لِلهِ اَنَّهُمْ يَبُوؤُونَ بِالْفَشَلِ دَائِماً؟ لِاَنَّهُ قِمَّةٌ فِي الْاِنْسَانِيَّةِ وَفِي الْحَضَارَةِ الْاِنْسَانِيَّةِ الَّتِي تُكَرِّمُ الْاِنْسَانَ الْمُسْلِمَ وَغَيْرَ الْمُسْلِمِ اَيَّمَا تَكْرِيم, نَعَمْ اَخِي الْمُؤْمِن: وَاسْتَمِعْ اِلَى هَذَا الْحَدِيثِ الْآَخَر: رَوَى اَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[مَنْ اَشَارَ اِلَى مُسْلِمٍ بِحَدِيدَةٍ, فَمَا تَزَالُ الْمَلَائِكَةُ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ وَلَوْ كَانَ اَخَاهُ لِاُمِّهِ وَاَبِيه(نَعَمْ اَخِي: مَنْ اَخَذَ حَدِيدَةً اَوْ مَاعَلَى شَاكِلَتِهَا مِنْ سِلَاحٍ اَوْ غَيْرِ سِلَاحٍ, وَاَشَارَ بِهَا اِلَى اَخِيهِ يُخِيفُهُ بِهَا مِنْ غَيْرِ حَقٍّ وَلَوْ مَازِحاً, فَاِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَجْعَلُ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ مَادَامَ رَافِعاً تِلْكَ الْحَدِيدَةَ يُخِيفُ بِهَا اَخَاهُ وَلَوْ كَانَ هَذَا الْاِنْسَانُ اَخَاهُ لِاَبِيهِ وَاُمِّهِ, نَعَمْ اَخِي: قَدْ يَقُولُ لَكَ: هَذَا اَخِي, شَقِيقِي, اَنَا اُمَازِحُهُ, اَنَا اُدَاعِبُهُ, وَاَقُولُ لِهَذَا: لَا كُلُّ ذَلِكَ يُعْتَبَرُ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ يُؤَدِّي اِلَى لَعْنِكَ لِاَنَّكَ تُخِيفُ اَخَاكَ الشَّقِيقَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَتَقْطَعُ رَحِمَه, وَاسْتَمِعْ كَذَلِكَ اَخِي الْمُؤْمِنُ اِلَى حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[مَنْ نَظَرَ اِلَى مُسْلِمٍ لِيُخِيفَهُ بِغَيْرِ حَقٍّ, اَخَافَهُ اللهُ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَة(نَعَمْ اَخِي: بِمُجَرَّدِ النَّظْرَةِ الَّتِي تُسَلّطُهَا عَلَى اَخِيكَ لِتُخِيفَهُ بِهَا, فَاِنَّ اللهَ سَيُخِيفُكَ هُنَالِكَ مَتَى؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي: يَوْمَ الْقِيَامَة, فَتَصَوَّرْ اَخِي تَخْوِيفَكَ لِاَخِيكَ فِي الدُّنْيَا, وَمَهْمَا عَظُمَ شَاْنُكَ وَلَوْ كُنْتَ جَبَّاراً فِي الْاَرْضِ, فَقِسْهُ اِلَى تَخْوِيفِ اللهِ لَكَ يَوْمَ الْقِيَامَة, نَعَمْ: كَمْ نَحْنُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ بَطِرْنَا بِمَعِيشَتِنَا! كَمْ نَحْنُ تَخَلَّيْنَا عَنْ آَدَابِ دِينِنَا! كَمْ نَحْنُ تَخَلَّيْنَا عَنْ خُلُقِ نَبِيِّنَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام! وَكَمْ! وَكَمْ! وَهُنَاكَ اُمُورٌ يَحْسَبُهَا النَّاسُ هَيِّنَة! وَهِيَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمَة, نَعَمْ اَخِي: اِسْتَمِعْ مَعِي اِلَى هَذَا الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى عَنْ اَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[عُرِضَتْ عَلَيَّ اَعْمَالُ اُمَّتِي سَيِّئُهَا وَحَسَنُهَا: فَرَاَيْتُ مِنْ مَحَاسِنِهَا: الْاَذَى يُنَاطُ(يُبْعَدُ( عَنِ الطَّرِيق, وَرَاَيْتُ مِنْ مَسَاوِئِهَا: النُّخَامَة(اَلْبُصَاقَ( فِي الْمَسْجِدِ لَاتُدْفَن[عُرِضَتْ عَلَيَّ اَعْمَالُ اُمَّتِي( نَعَمْ اَخِي: اَعْمَالُنَا تُعْرَضُ عَلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي بَرْزَخِهِ كَمَا وَرَدَ كُلَّ يَوْمِ اثْنَيْنِ وَخَمِيس, فَيَرَى سَيِّئَهَا وَحَسَنَهَا, وَيَرَى مِنْ مَحَاسِنِهَا اِمَاطَتَكَ الْاَذَى عَنِ الطَّرِيق, نَعَمْ اَخِي: حِينَمَا تَرَى حَجَراً فِي الطَّرِيق, حِينَمَا تَرَى قَذَارَةً فِي الطَّرِيقِ, فَاِنَّكَ تُمِيطُ( اَيْ تُبْعِدُ اَوْ تُزِيلُ(الْاَذَى عَنِ الطَّرِيق(فَانْظُرْ اَخِي مَعَ الْاَسَفِ اِلَى اَحْيَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي اَيَّامِنَا, وَانْظُرْ اِلَى شَوَارِعِهِمْ, وَانْظُرْ اِلَى اَسْوَاقِهِمْ, وَانْظُرْ حَوْلَ بُيُوتِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الَّتِي يُصَلُّونَ فِيهَا! فَلَاتَرَى تَوْقِيراً وَلَاتَعْظِيماً لِبُيُوتِ الله؟ لِاَنَّ هَؤُلَاءِ لَيْسَ عِنْدَهُمْ اِلَّا تَقْوَى مَفْقُودَة, لَانَجِدُهَا مَنْكُوتَةً فِي قُلُوبِهِمْ اِلَّا حِبْراً عَلَى وَرَقٍ, وَشَعَارَاتٍ لَامِعَةً بَرَّاقَةً, يُلْقُونَهَا وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يُعَظّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّه{وَمَنْ يُعَظّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَاِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب(فَهَؤُلَاءِ هُمُ الَّذِينَ عَنَاهُمُ اللهُ بِقَوْلِهِ{وَاَمَّا مَنْ اُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ, فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورَا, وَيَصْلَى سَعِيرَا, اِنَّهُ كَانَ فِي اَهْلِهِ مَسْرُورَا, اِنَّهُ ظَنَّ اَنْ لَنْ يَحُور, بَلَى اِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرَا(نَعَمْ اَخِي: تَرَى الْاَوْسَاخَ وَالْاَقْذَارَ! وَرُبَّمَا تَمُرُّ تَحْتَ بَيْتٍ مِنَ الْبُيُوتِ, فَيُلْقَى عَلَيْكَ كِيسٌ مِنَ الْقُمَامَةِ وَالزُّبَالَة! ثُمَّ تَرَى اَهْلَ هَذَا الْبَيْتِ الْوَسِخِ الْمَعْدُومِ مِنْ نِسْبَةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ الْاِيمَان؟ لِاَنَّهُ مَعْدُومٌ مِنَ النَّظَافَة؟ لِاَنَّ النَّظَافَةَ مِنَ الْاِيمَان, وَمَعَ ذَلِكَ يَسْاَلُونَ وَبِكُلِّ وَقَاحَة: عَنْ صَوْمِ التَّطَوُّعِ! وَعَنْ صَوْمِ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ, وَعَنْ صَوْمِ سِتَّةِ اَيَّامٍ مِنْ شَوَّال, وَعَنْ صَوْمِ اَيَّامِ الْبِيضِ, وَعَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ, وَعَنْ صَوْمِ يَوْمِ التَّاسُوعَاءِ وَالْعَاشُورَاءِ وَمَابَعْدَهُمَا, وَعَنِ الصَّوْمِ فِي اَوَّلِ رَجَبَ, وَفِي مُنْتَصَفِ شَعْبَانَ, هَلْ هُوَ بِدْعَة؟ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ التَّطَوُّعِ الْجَائِزِ وَغَيْرِ الْجَائِز, وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء: سُبْحَانَ الله! تَسْاَلُونَ عَنِ النَّوَافِلِ! وَتَرْتَكِبُونَ مَاحَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُه! وَلَاتَسْاَلُونَ عَنِ النَّظَافَةِ وَلَاتَهْتَمُّونَ بِهَا!

  رد مع اقتباس